أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - كيف نُميّز ألْمُنحَلْ من ألمُتمدّن والمُتديّن من ألمُتخلّف














المزيد.....

كيف نُميّز ألْمُنحَلْ من ألمُتمدّن والمُتديّن من ألمُتخلّف


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3861 - 2012 / 9 / 25 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أختلطت المفاهيم والأفكار في واقعنا العربي وخالطتها نشاطات الثورات المضادة لثورات الشعوب , أصبحت الساحة تعج بالحركة العشوائية ألتي تدفع الجميع عكس حركة التيار الحضاري العالمي , تحوّل الواقع إلى ساحة قمار أوراقه كرامة الشعوب وحرياتها , وبما إننا نعلم تبعيتنا للخارج ــ حُكاماً ومعارضات ــ إلاّ إننا نندفع عاطفياً وراء ألأحداث التي تدفع الشعوب ثمن فواتيرها كاملة

هناك من يتحدّث بإسم العلمانية والتمدّن بطريقة تجسّد الكراهية ضد مفاهيم ألتقدُّم فيلقى هذا الصنف تأييد في أغلب الحالات رغم إن الشّخص لا يقدّم أي مفاهيم منهجية يكون هدفها تلاحم الجماهير لمواجهة القوى الرأسمالية ألتي تخطط لإذلال الجميع , ما يقدمه ذلك الصنف لا يخرج عن تأجيج الصراع مع التراث ومنافقة ألمرأة على الخطا والصواب والحديث بطريقة تخدش الحياء أحياناً , وكل ذلك يعتبر فاقد الصلة بكل شيئ تقوم على أساسياته قواعد الفكر الثوري التقدمي وحرية التعبير والفعل ألذي ينسجم مع قواعد الحقوق ألإنسانية العامة

ففي هذه الحالة ماذا أُسمّي هذا الصنف ؟
هناك حزمة من ألإجابات : فقد يكون ذلك الصنف يندرج ضمن ألطابور الخامس للثورة المضادة , صنف الوهابيين وخدم الرأسمالية الطفيلية في الوطن العربي وعكاز ألإستعمار ألرأسمالي العالمي الذين يلبسون قميص ألمدنية وهم مجرّد موظفين تحت إمرت أوليائهم وأسياد نعمتهم وهدفهم قتل ألأفكار الثورية ألمتنورة ألمعتدلة ألتي تهدف إلى تحرير الشعوب وهم دائماً ما يتصرّفون بعنصرية وعدائية نتنه للآخر ألمتدين والغرض هو حشد ألمتشددين والمتخلفين لمواجهة أفكار التمدن , يقتلون ألدين بإسم الافكار العلمانية ويقتلون ألأفكار العلمانية بإسم الدين لتصب ألأرباح في جيوب الرأسماليين

أو قد ريما يكون ذلك ألصنف ممن ينعت أفكارهم وتصلّبت فأصبحت مثل ألإسطوانة الجاهزة فلا تستطيع أخذ معلومة منها ولا تستطع أن تضيف معلومه إليها , وهذا هو الجمود الذي يقتل ألأشياء من حوله

أو قد ربما يكون ذلك الصنف من بعض أفراد ألأقليات الحاقدة التي تتمنى تحطيم كل شيئ نظراً لظلم حكام الفساد ألذي طغى ظلمهم على كل شيئ , وانا لست ضد ألأقليات بل على العكس أنا من المدافعيين على حقوقهم بقوّة ولكن في ظل الكفاح من أجل دولة ألنظام والقانون والاستقرار والمواطنة , أما حكاية التبشير بدين آخر لمن يضن إنه سيكون بديل للإسلام فأنا شخصياً لآ أحبب ذلك لأنه سيجلب ألمزيد من ألأمراض والإختلالات ولكنني مع ذلك لا أمنعه

أو ربما إن ذلك ألصّنف يمثل ألمصابون بالنزوات ( المنحلين فكرياً وقيمياً ) ويريدون الحياة أن تكون كذلك للجميع

الجدير إن من يمثل الفكر الثوري يتصرّف بطريقة علمية منهجية إنسانية شاملة يعمل على تفكيك ألمفاهيم ألمتخلفة بشكل منهجي مع حِرصة على إعادت بناء المفاهيم بشكل حضاري مع الحرص على المجتمعات من التفكُّك والإنحلال أي إنهم يخططون لبناء ألإنسان على قاعدة مجتمعية شاملة تحترم حقوق الجميع على إختلاف أديانهم ومناهجهم
ويعمل على إطفاء حرائق الصراعات التي أرهقت الجميع وجعلتهم لقمة سائغة لأعداء الحياة ألإنسانية

وإذا كان من ذكرنا يلحقون كبير الضر بالنهج الثوري التقدّمي فهناك من يلحق الضرر بدين السماحة والمودة والتقارب فيأتي ليمثل الدين وكأنه وكيل الله على العباد , يقيم الدنيا ويقعدها ويكفّر كل من نادى إلى الحرية وإلى ألنظام والقانون , وذلك الصنف مشدود العقد لا يقبل الحوار العقلاني وكل العباد من حوله كفرة ومشركين إلاّ الوهابيين وأسيادهم

فهل يعقل أن يكون ذلك الرجل متديناً صالحاً ؟ وهل يعقل إن مثل هذا الصنف سيعمل على إستقرار ألمجتمع ؟

من المعروف إن للأديان أثرها العميق في حياة الناس في كل أنحاء العالم , ومن المعروف إن الشعوب التي قطعت أشواطاً كبيرة في عالم التطور والمدنية لم تحقق ذلك إلاّ بعد أن وصلت الى حالة سلام مع نفسها ومع ما حولها ومن ضمنها الدين فتمكنت من تقنين وعقلنة الإيجابي من القيم الدينية في إطار قانون مدني يخضع له الجميع , أي على إعتبار إنهم لم يقتلعوا الدين بل فصلوا الدين عن الدولة

أنا أرى في هذا الموقع الكبير والممتاز ألكثير ممن يكتب بطريقة بعيدة عن المنطق وبعيدة عن خدمة الغرض الإنساني للفكر الثوري اليساري بل إنها كتابات مقززة تضع العقبات أمام هذا الفكر الذي تحتاج له الشعوب

أحب أن ألفت إنتباه الجميع إلى شيئ مهم وهو الثقافة , فمن لا يمتلك قاعدة ثقافية ينطلق منها عليه أن يتوقف عن ممارسة السياسة لأنه سيكون مثل من يحرث في بحر هذا إن لم يكن نشاطه وبالاً على من حوله , والشعوب العربية تمر في مرحلة تأريخية مهمة وعصيبة والواجب هنا أن نساعد على صناعة إستقرار هذه الشعوب لكي تتمكن من الخروج من عزلتها التي فرضتها عليها الثقافة المجتمعية التي تصنع الصراع والاسباب التي تدفعها بهذا الاتجاه والمتعلقة بالإستعمار المباشر والغير مباشر وكذلك حكام الفساد والجهل العربي

فهل لنا أن نُميّز الفرق بين الغث والسمين من الكتابات ؟



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألضّياع بين مطرقة المؤيدين للدين وسندان المعاديين له
- العرب وشتات ألأفكار ألتي تصنع الشتات
- اليمين يستمثر جهود اليسار
- سموم ألأقليات الدينية أخطر من سموم ألإسلام السياسي
- ماذا يعني الهجوم على ألإسلاميين دون غيرهم ؟
- خُلِقْ العربي ليعيش تابعاً مُستضعفاً
- أعترف بالله تكون مُتخلِّفاً وأنكِرهُ تكون مُتحضّراً
- التقدُّميّة والرجعيّة وجهان للتخلُّف العربي
- عُملاء الصهيونية أدركوا أهميّة الثورات الربيعية قبل أن يدركه ...
- ألنوافذ ألأمامية للعقل العربي مغلقة والخلفية مفتوحة
- هل هناك خيار ثالث غير ألإنحلال أو الجمود والتخلُّف
- العقل العربي .. فاشل في إدارة ألأزمات وناجح في إنتاجها
- الى الذين يندبون الحظ لفوز ألإسلاميين
- المثقفون .. متى ما تحرروا .. تحررت الشعوب
- ألإنفعال يقطع ألاتصال بين العربي والإعتدال
- العرب يهزمون بعضهم وأصبحوا جميعاً خاسرين
- الاسلاميين يتحرّكوا أمام جمود العلمانيين
- هل يترتب أمر الحداثة بالقضاء على الدين
- لماذا لم نحتفل بإنتصاراتنا على العقل
- التغيير ضرورة تأريخية لاحياء العقول


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - كيف نُميّز ألْمُنحَلْ من ألمُتمدّن والمُتديّن من ألمُتخلّف