أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمزة رستناوي - من ضريح (القائد الخالد)..إلى متحف الاستبداد














المزيد.....

من ضريح (القائد الخالد)..إلى متحف الاستبداد


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3860 - 2012 / 9 / 24 - 08:30
المحور: حقوق الانسان
    


انتقلت القداسة التي عمل حافظ الاسد على تصنيعها لنفسه , عقب وفاته عام 2000 م وفق مسارين :
الأوّل : مسار توريث الابن , كاستطالة عضوية للمُقدّس (بشار الاسد).
الثاني : مسار تقديس المكان , بحيث يتحوّل المكان التي يحتوي جثمان الأسد الأب إلى مكان مُقدّس أيضا , و هو ما تطلق عليه أدبيات حزب البعث و الاعلام الرسمي السوري ب (ضريح القائد الخالد).
*
عقب وفاة الاسد الاب لم يبق مسئول سوري واحد ابتداء من عضو قيادة فرقة حزبيّة في قرية نائية في البادية إلى عضو قيادة قطرية للحزب لم يزر (ضريح القائد الخالد) مرة واحدة على الأقل , و عادة ما تأتي هذه الزيارات ضمن سياسة حكومية , تُبرمج و تُحدّد مَنْ و كيف و متى تكون الزيارة , و أيّ تخلّف عن الزيارة كان يستدعي المسائلة المباشرة من قبل السلطة و أجهزتها الامنية , خاصة في السنه الاولى و الثانية عقب وفاة الاسد الأب , إضافة لهذا النمط من الزيارات الإلزامية , وُجِدَ نوع آخر من الزيارات يقوم بها متطوّعون سيراً على الأقدام أو على الدراجات الهوائية قادمين من المحافظات السورية المختلفة , و كانت هذه الزيارات تحظى باهتمام اعلامي واسع و يُكلّف المسئولين الرسميين برعاية هذه الزيارات و استقبال الزائرين , و غالبية هؤلاء المتطوّعون من الانتهازيين الباحثين عن مكاسب مباشرة من السلطة و لزيادة رصيد الولاء في حوزتهم.
*
مع اندلاع الثورة السورية و انهيار حاجز الخوف تصدّعتْ جدران القداسة الزائفة التى سعى اليها الاسد الاب و الاسد الابن , حيث جرى تمزيق صورهم و تحطيم أصنامهم و لعنهم جهارا نهارا في المظاهرات و الساحات. و لكنّ هذه القداسة استمرّت لدى فئة الموالين لسلطة الاسد – و غالبيتهم حاليا لأسباب طائفية - و أخذتْ صوراً فجّة , من قبيل اجبار الناس على الهتاف له ,و السجود لصورته, و اجبارهم على قول ( لا إله إلا بشار)..الخ.
*
يتداول الثوار و الصفحات الالكترونية الداعمة للثورة أفكارا حول مصير (ضريح القائد الخالد) القابع في مدينة القرداحة مسقط رأس الأسد الأب , و قد قرأتُ عن عمليات استهدافه بقذائف صاروخية مثلا في الشهور الأخيرة ,و بغض النظر عن مصداقية هكذا أخبار فإنّ الأفكار المطروحة تتراوح بين الهدم أو تفجير الضريح أو حتى تحويله لدورة مياه عمومية WC ..الخ و رغم كون هذا الحديث قد يكون سابقا لأوانه , و لكنه يعبّر عن رمزية الثورة السورية و القيم البديلة التي تطرحها.
*
أمنية:
في حال انتصار الثورة السورية و اسقاط النظام , أقترح تحويل (ضريح القائد الخالد ) إلى ( متحف الاستبداد) على غرار النُصب التذكارية لمجازر الابادة الجماعية و ضحايا (الهالوكوست ) أو مشهد كربلاء..الخ فالتجربة الاسدية لدى الشعب السوري شبيهة من حيث كارثيّتها بالتجربة النازية بالنسبة للشعب الالماني , و التجربة الاسدية يجب تحليلها و دراستها , و يجب الاستفادة من عبرها كي لا تتكرر , و إنّ تجسيدها ماديّا و رمزيا في معلم معماري و ثقافي , قد يحفظها بشكل أكبر من النسيان
*
ربّما عندما يزور السياح سوريا المستقبل و التي نحلم بها , سيكون متحف الاستبداد في القرداحة إحدى محطّاتهم , فهناك يرقد جسد الطاغية و ملحقاته , ثمّة نصب تذكارية لمجازر الطاغية , نصب مرتّبة وفقا للتسلسل الزمني لحدوثها : ابتداء من مجزرة سجن تدمر - مجزرة جسر الشغور – مجزرة حماة - مجزرة سجن صيدنايا – مجزرة الحولة – مجزرة القبير- مجزرة التريمسة – مجزرة داريا ..الخ.
و سنجد في بهو المتحف نماذج من أدوات التعذيب التي استخدمها الطاغية و زبانيته في قمع أحرار سوريّا من الدولاب إلى الكرسي الألماني إلى التابوت و كل ما تفتّق عنه العقل الجهنّمي لزبانية الاستبداد , و على جداران المتحف سنجد صور بوتريه لشهداء الثورة السورية : الطفل حمزة الخطيب , الطفل تامر الشرعي , قاشوش حماة , و المناضل مشعل تمو , غياث مطر , الطبيب عيسى عجاج , و السينمائي باسل الخطيب و غيرهم من أحرار سوريا.
و سيوزّع على الزوار نسخ مجّانية من كتاب طبائع الاستبداد للكواكبي , و نسخاً رواية القوقعة (سيرة ذاتية في سجن تدمر) لمصطفى خليفة على سبيل المثال لا الحصر...و ستعرض في صالة مجاورة أفلام السينمائي الشهيد : تامر العوام و أسامة محمد و هالة محمد و عمر أميرالاي أيضا على سبيل المثال لا الحصر.



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس غير مستفادة : عن المسلمين و الدوغما و الفلم المسيء ؟!
- معاهد (أبو علي) بوتين لتحفيظ القرآن الكريم
- عن الأسد و الكراهية , و مستحقّاتها.
- حوار مع صديقي الصربي , و مجزرة سربرنتسا
- مصارحة عن العمليات الانتحارية / الاستشهادية في سوريا
- المنطق الحيوي و الموقف الغير حيويّ لرائق النقري ؟! ج 2 /2
- المنطق الحيوي : الموقف الغير حيويّ لرائق النقري ؟! ج1/2
- تنظيم القاعدة بين النموذج السوري و النموذج اليمني
- حوار على تخوم الطائفية: حمزة رستناوي- رائق النقري
- الطبعة السورية من شيطان القاعدة
- حول العنف , و لنا في العراق الفاشل قدوة لا تقتدى
- أدونيس في مرمى شباك الظلام.
- العنف شكل ,العنف مصلحة
- مقابسات على هامش مقال الطائفية و الضابط السنّي الطرطور
- خطاب وحدة المعايير في الثورة السورية
- عن الطائفيّة و- الضابط السنّي الطرطور - ؟! ج 2/2
- عن الطائفيّة و- الضابط السنّي الطرطور - ؟! ج 1/2
- نقد الثورة السوريّة : ثورة مقطوعة الرأس
- عقائد بلون البشر: عن غواية السلطة و -شيطنة العلويين-
- عن سرعة البداهة و الحاشية و رغبة الطاغية


المزيد.....




- واشنطن تطالب بالتحقيق في إعدام إسرائيل مدنيين اثنين بغزة
- 60 مليون دولار إغاثة أميركية طارئة بعد انهيار جسر بالتيمور
- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمزة رستناوي - من ضريح (القائد الخالد)..إلى متحف الاستبداد