أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أم الزين بنشيخة المسكيني - هل نحن مواطنون ؟














المزيد.....

هل نحن مواطنون ؟


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 22:26
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


هل نحن مواطنون أم رعاع ؟ و هل فات أوان طرح هذا السؤال أم أنّ مفهوم المواطنة قد آل الى مفهوم اشكالي في هذا السياق التاريخي لعودة الاسلام السياسي و صعوده الى الحكم في بلادنا ؟ و هل بدأ موعد الحسم الفعلي في هويتنا السياسية ؟ يبدو أنّ هذه الأسئلة هي أسئلة حارقة أكثر من أيّ وقت مضى ..ثمّة موعد خاصّ لولادة الأسئلة و لشرعيتها و لضرورة معالجتها أيضا .. و ثمّة موعد خاصّ للحسم في علاقتنا بأنفسنا و بمن نكون تحديدا في فوضى صدام الهويات و ضبابية الانتماء، و اللخبطة المقصودة بين السياسي و الديني و بين الديني و المدني و بين الشخصي و العمومي و بين الجماعوي و الكوني ..
انّ التاريخ الذي تمرّ به بلادنا بعد صعود الاسلاميين الى الحكم يفرض علينا مشاكل من نوع محدّد ..و أهمّها : أيّ نوع من الذاتية السياسية علينا التمسك به و الدفاع عنه في ظلّ عودة قوية للاسلام السياسي القائم في جوهره على الخلافة و الرعية و الطاعة بدلا عن الديمقراطية و المواطنة و الحرية ..فمن نحن يا ترى في خضمّ التجاذبات السياسية و الخلط بين الدين و السياسة : هل نحن رعية أم نحن مواطنون ؟ يبدو أنّه حينما نصير قادرين على الحسم في شأن هويّتنا السياسية ،حينها فقط ، سيكون ممكنا بالنسبة لنا الانتماء الى الانسانية الحالية انتماءا نشيطا ، دون أن نصطدم بأسئلة مغلوطة و معطوبة من نوع : هل أنت كافر أم مسلم ؟ أو هل أنت حداثي أم سلفي ؟ هل أنت يساري أم يميني ؟...
انّ ما حصل هذه الأيام في تونس من تهديد لمبدأ المساواة بين الرجل و المرأة ليس مجرّد حدث معزول خاص بتجاذبات سياسية حول الحقوق و الحريات ، ضمن مسودّة الدستور التي لم تتمّ المصادقة عليه ، انما هو مؤشر خطير على تهديد واضح لمفهوم المواطنة نفسه ..لأنّ مبدأ المساواة هو تحديدا مبدأ أساسي من مبادئ مفهوم المواطنة بوصفها الشكل الوحيد من الذاتية السياسية الكفيلة بدولة مدنية ديمقراطية تضمن حقوق الانسان و كرامته المقدّسة . لقد عدنا القهقرى بالفكر السياسي الى أسئلة قديمة ، اعتقدنا لفترة أنّنا تجاوزناها و انتصرنا عليها ، و ذلك من قبيل : هل المرأة مواطن أم كائن ناقص ؟ هل المرأة انسان أم عورة ؟ هل المرأة حريم أم هي بشر له نفس حقوق الرجل بما في ذلك حق الانتخاب و التظاهر و الحكم و التفكير و المعتقد و اللباس ؟؟؟
لقد صار مفهوم المواطنة أكثر المفاهيم السياسية العاجلة لأنّه أكثرها تعرّضا الى الاعتداء و التهديد ..فما حصل في تونس من اعتداءات على الفنّ و الثقافة و مسّ بالحريات و من فوضى في المساجد و من فتنة بين الاسلاميين أنفسهم ، ومن تكفير و مسّ من حرية المعتقد ، و من تهديد لمبدأ المساواة بين الرجل و المرأة ، هو مسّ من حرمة المواطن و تهديد لمقومات المواطنة بما هي تتأسس على الحرية في التعبير و التفكير و اللباس و المعتقد ..و كل تهديد للمواطنة انّما هو مباشرة تهديد لمقومات المجتمع المدني و تعطيل للديمقراطية و للحرية للكرامة الانسانية .
انّ كل تراجع عن مكاسب المواطنة هو تراجع عن مكاسب الحداثة السياسية التي حرّرت الانسان من الحكم الالاهي المطلق و جعلت من الدولة عقدا اجتماعيا قائما على ارادة الشعوب في تقرير مصيرها و اختيار حكّامها بما يضمن حرية الناس كمواطنين أحرار. و طبقا لذلك فانّ التساؤل عن معنى المواطنة بيننا اليوم هو أيضا تساؤل عن مصير الحداثة و علاقتنا بالانسانية الحالية ،وهو أيضا تساؤل عن مدى امكانية المصالحة بين ذاكرتنا و كونيّتنا و بين هويّتنا و معاصرتنا ..
من نكون تحديدا ، بعد جملة الزلازل السياسية و الانتفاضات الشعبية و الثورات التي عاشتها البلاد العربية عموما و بلادنا خصوصا ؟هل انتهى عصر الرعاع أم ثمّة ما يهدّد بالعودة اليه ؟ من نحن و ماذا ينبغي علينا أن نكون حتى نضمن حقوق الانسان و كرامته في ديارنا ؟ هل نحن حداثيّون أم ينبغي علينا أن نكون كذلك ؟ هل نحن كائنات تراثية فقط أم نحن نسيج عميق و غامض من الاسلام و الحداثة و الكونية النشيطة معا ؟ ليس من البديهي أن نكون دوما في حجم أسئلتنا . و أكثر من ذلك يمكن للأسئلة القاتلة أن تولد من مواقع بعيدة جدّا عن مواقع الاجابات الجاهزة و السعيدة و المطمئنّة الى يقينها ..
يبدو أنّه ثمّة تضادّ واضح بين وصايا الرعاع و قيم المواطنة.انّه التضادّ بين طاعة العباد للخليفة و حقوق المواطن في العيش الكريم و في الاحتجاج و الثورة ضدّ كل حاكم مستبدّ ..هو التضادّ عينه بين الرعية الهووية و المواطنين الأحرار، و بين الجماعوية المغلقة على قومية دينية و المواطنة الكونية في عالم رحب يتسع للجميع ..فبين فكرة الهوية و فكرة الانسانية الكونية مسافة طويلة عبرتها شعوب و أخرى لازالت تتعثّر في العبور الى الضفّة الأخرى : من أجل ذلك علينا السير حثيثا نحو ثورة مواطنية تحررنا من الرعية و تضمن لنا شكلا حقيقيا من المواطنة التي نكون فيها مواطنين نشيطين صانعين لتاريخنا بأنفسنا ..
لكن لا شيء بوسعنا التنبّؤ به و لا شيء يضمن لنا أنّنا نتّجه صوب مستقبل أفضل .. فالمثقّف كفّ منذ فترة طويلة عن أن يكون وصيّا على تاريخ الشعوب ..شيء واحد نؤمن به هو أنّ ارادة الشعوب ارادة لا تُقهر ..و انّ التاريخ لا ينتظر النائمين لا يحبّ المواطنين السلبيين و المستقيلين عن هموم الناس الفعلية ..لكن ثمّة دوما عثرات و عطوب و حفر ..لن نقفز من فوقها لكننا سنعبرها لأنّنا مطالبين بأن نعيش مشاكلنا بأنفسنا الى النهاية ...



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي مقدّسات الحكومة ؟؟؟
- انتدبوهم للموت غرقا ...
- و تبكي السماء ..
- كم ثمن هذا الموت غرقا ؟..
- الحلزون يلحس لُعابه و يتكلّس ؟؟؟
- حوار خاص مع الاكاديمية التونسية ام الزين المسكيني
- شعب مع سابق الاضمار و الترصّد .
- جُوعوا فقط.. لكن لا تموتوا .
- سياسات العطش
- ماذا تخبّئ الحكومة في ضحكاتهم ؟
- هل تكفي لوحة تشكيلية لزعزعة أمن البلاد ؟
- رسالة الى -وزير الثقافة -
- نجم بلا محدّقين
- أحذية علمانية.. تُسرق.. بتهمة يوم الجمعة.
- رثائيات قبل أوانها
- مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي
- سنة بيضاء....وسماء سوداء
- بعد فشل الثورة في خياطة جراحهم.........
- أطفال القرنفل في مدينة لا أنف لها ؟؟
- لم يكن السجن يفرّق بينهم


المزيد.....




- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 552
- النظام يواصل خنق التضامن مع فلسطين.. ندين اعتقال الناشطات وا ...
- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أم الزين بنشيخة المسكيني - هل نحن مواطنون ؟