أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - مأساة الشعب الفلسطيني في سوريا















المزيد.....

مأساة الشعب الفلسطيني في سوريا


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 3858 - 2012 / 9 / 22 - 11:53
المحور: القضية الفلسطينية
    



في ظل المأساة الذي يعيشها الشعب الفلسطيني في سوريا ، حيث يدفع ثمن مواقفه الحيادية وعدم تدخله في شؤون الدول ضريبة الدم والشهادة بعد ان تحولت مخيماته الى خطوط تماس.
ان الشعب الفلسطيني الذي اكد خياره للجميع ، كما اكدته القيادة الفلسطينية وكافة الفصائل والقوى بعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي ودعت الى وقف العنف ونزف الدم وايجاد حل يحافظ على سوريا ودورها القومي ويحقق مصالح الشعب السوري وتطلعاته ورفض التدخل الخارجي ، تتطلب من كافة الجهات وقف العنف والقتل بحق الشعب الفلسطيني تتطلب من كافة الاطراف إحكام لغة العقل والحكمة في معالجة الأمور، حفاظاً على العلاقة الفلسطينية السورية التي ترسخت بالدم في مواجهة العدو الصهيوني في اكثر من مكان .
وعلى هذه الارضية نقف بكل اجلال واكبار امام عظمة الشهداء الذين سقطوا في معارك لم تكن بوصلتها فلسطين ، في الوقت الذي يتألم الشعب الفلسطيني لما يجري على ارض سوريا ، وهو يفتح بيوته ومخيماته لاخوانه الذين هجرتهم الاحداث من مدنهم وبلداتهم وقراهم ، وخاصة ان الشعب الفلسطيني لم ينسى دور سوريا في احتضانه على ارضها بعد النكبة عام 1948 حيث ارتسمت علاقات بين النسيح السوري والفلسطيني في كافة مخيمات سوريا ،وان لم ينسى شعب فلسطين في مخيمات سوريا وقفة سوريا معه ، وهو يتطلع اليوم الى الشعب السوري الشقيق بان الحوار وحده كفيل بانقاذ سوريا وافشال المؤامرة التي تستهدف بلدكم ، فليتوقف العنف لكي تسود لغة الحوار والتعاون والمصالحة الوطنية.
ان دماء الابرياء التي تسقط اليوم نتيجة الازمات والمحن ونتيجة المشاريع الهادفة الى تفتيت المنطقة تحت رايات وادعاءات امريكية حول الديمقراطية بهدف نشر الفوضى الخلاقة وبناء شرق اوسط جديد تتطلب من كل الحريصين العمل الجدي والفعال لانجاح المبادرات لوقف ما يجري في سوريا والمنطقة ، وحتى تبقى قضية فلسطين هي الاساس في مواجهة المشروع الصهيوني، فيكفي الشعب الفلسطيني ما يلقاه يومياً على يد الاحتلال من قتل واعتقال ونهب للأرض وهو يخوض معركته دون أن يجد دعماً أو إسناداً من أحد.
إن الربيع العربي الذي تم السطو عليه من قبل الولايات المتحدة والقوى الاستعمارية بهدف منع الشعوب من استكمال دورها في انجاز مشروعها نحو تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي تحفظ كرامتها ومستقبلها ، بل تحولت بجوهرها الى تحشيد لثورة مضادة ، لم تكتفي الولايات المتحدة والقوى الحليفة لها بتقطيع أوصال المنطقة العربية، بل تسعى الى سرقة الأرض في عدد من أقطار الوطن العربي ، وزرع الكيان الصهيوني في قلب المنطقة بهدف تكريس الانقسام بين مشرق الوطن العربي ومغربه، حيث يكرس سياساته وتعامله مع شعوب المنطقة ومقدراتها على سن قوانين (الأنا) ضمن سياق تصاعدي مستفز يخدم فقط ثقافة الاستعلاء والقهر ضد الأمة العربية في حضور الأنا الاستعمارية وغياب طرف المعادلة الذي تريد الولايات المتحدة وحلفائها تجاهلها من خلال حقدًا مكتومًا ينتظر فرصة الانفجار في وجه من لا يراعون للإنسانية ذمة ولا اعتبارا، من هنا يجب أن تكون هناك نظرة شاملة لمشروعنا التغييري والتحررى الوطني كاملاً.
ان الشعب الفلسطيني لم ينسى استقبل السوريون لاخوتهم الفلسطينيين على اثر نكبة عام 1948 حيث تعاملوا معهم كوافدين وليس كلاجئين، وعاملتهم الدولة كمواطنين لهم حقوق أخوتهم المقيمين جميعاً، في التوظيف والمناصب المختلفة في مؤسسات الدولة مـا عدا حـق الانتخاب.
ان أكثر من نصف مليون فلسطيني يعيشون في سوريا موزعين على مخيمات دمشق في محافظات حلب، حمص، اللاذقية. اما سكان المخيمات كاليرموك وخان الشيح والنيرب وحندرات، وقد اندمجوا فــي المجتمع الذي عاملهم كإخوة، فصار بعضهم قـيادات ونجوماً فــي الأدب والفنون (المسرح، السينما، التلفزيون) والصحافة والقطاع الخـاص بمختلف مجـالات نشاطه.
ان فلسطينيي سوريا الذين تقاسموا الخبر والنسب والمصاهرة لا يختلفون عن سائر مواطـنيها وهم ينتـظرون تحقيق حلم حق العودة، وهذا ينبغي ضرورة تحييد الشعب الفلسطيني ، ومن غير المسموح لاي جهة جر مخيمات الشعب الفلسطيني للمشاركة في الصراع ، او جعل هذه المخيمات عرضة لفعل ورد فعل، لان الدم الفلسطيني يجب ان يكون خطا احمر،لا يجب المساس به بأي شكل من الأشكال.
ان الشعب الفلسطيني يكبر بالتضحيات الجسام الذي قدمها الشعب السوري، في سبيل القضية الفلسطينية، من خلال مشاركة العديد من ابنائه في العمليات البطولية على ارض فلسطين.
أن الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده ما زالت بوصلة نضاله فلسطين ولا يمكن أن يصمت حتى تحل قضيته، لانه يعي أن وظيفة دولة " الكيان الصهيوني" ليس فقط عداء الشعب الفلسطيني وبحدود منطقها الجغرافي، بل حدودها هو حين تستطيع أن تصل بأفكارها واقتصادها بأمنها ويشمل كل المنطقة العربية، فهي لا ترى أن هناك مستقبل لها إن كان هناك وطن عربي بخير، لذلك إن استمرار كل اشكال التخلف والوهن والانقسام والتفتت المذهبي والاثني في هذه المنطقة فهو لمصلحتها حتى تستمر، وهذا كله يؤكد هدف سياسة قوى الاستعمار فرق تسد، ومن هنا اكد الشعب الفلسطيني وقيادته الحفاظ على العلاقة التاريخية مع الشعب السوري بكل أطيافه، خدمة لفلسطين .
ان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني على ارض فلسطين من عدوان يطال الشجر والحجر والبشر يستهدف اجتثاث الروح الثورية ، لكن ارادة شعبنا اقوى من الإرهاب الصهيوني لانه شعب مصمم على انتزاع حقوقه الوطنية العادلة.
إن وقوف العالم إلى جانب القضية الفلسطينية ونحن نتطلع الى الذهاب الى الجمعية العامة للامم المتحدة من اجل تقديم طلب دولة فلسطين عضو مراقب ، إنما يؤكد بان القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني يخوضان معركتهم في مواجهة المتغطرسين الصهاينة وحماتهم الإمبرياليين الأمريكيين، وليؤكدوا كذلك على مدى افتضاح الدور الذي يقوم به الكيان الصهيوني في تهديد أمن وسلام المنطقة وفي تهديد السلام العالمي بإصراره على التنكر للحقوق الوطنية العادلة لشعبنا الفلسطيني، وإصراره على استخدام الإرهاب والقمع والمجازر الدموية ضد شعبنا في محاولة لمنعه من الوصول إلى حقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة فوق ترابه الوطني الفلسطيني.
وهذا يتطلب من الجماهيرالفلسطينية المزيد من التلاحم الوطني والمزيد من الصمود والنضال من أجل إسقاط كافة المشاريع العدوانية ضد الشعب الفلسطيني الذي يبذل العطاء من اجل تحرير الارض والانسان.
ان ما تتعرض له المنطقة العربية يستدعي من الجماهير العربية وقواها وأحزابها الوطنية والتقدمية والقومية تطوير مواقفها لمواجهة الصلف الأمريكي والمخططات التي تستهدف فرض سيطرتها وهيمنتها على المنطقة العربية برمتها وتقسيمها وتفتيتها إلى كيانات، كما يستوجب التهيؤ للنهوض بالأعباء والمهام الجسيمة الملقاة على عاتق القوى بالوقوف الى جانب فلسطين القضية والشعب والارض والمقدسات .
وامام ما يعانيه الشعب الفلسطيني نتطلع الى كافة الفصائل والقوى ان تسعى الى انهاء الانقسام الداخلي والحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية وتعزيز الصفوف ورصها بمواجهة إصرار العدو الصهيوني على إركاع شعبنا وإخضاعه عبر كل أشكال الحصار والتطويق والتجويع وكل أعمال القتل ، وذلك من خلال تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وبناء الشراكة الحقيقية بين مختلف الفصائل ورسم استراتيجية وطنية تستند لكل الاشكال التي كفلتها كل الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية. إننا نرفض كل الحلول والمساومات الأمنية، نرفض كل الضغوط السياسية من أي جهة أتت، ونصر على استعادة زمام المبادرة، ومواصلة الكفاح حتى انسحاب العدو وتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي كفلت حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
اليوم ونحن ننحني امام شهداء مخيمات شعبنا في سوريا وخاصة شهداء مخيم اليرموك ، وامام عظمة شعبنا الذي يتحدى الة الموت نتذكر قواقل الشهداء الذين قضوا في خضم المعركة والصراع نتذكر الرئيس الرمز ياسر عرفات وفارس فلسطين ابو العباس وحكيم الثورة جورج حبش ورمز الانتفاضة ابو علي مصطفى والقادة ابو عدنان قيسى وأبو جهاد الوزير وفتحي الشقاقي والشيخ احمد ياسين وكل شهداء فلسطين و الأمة العربية الذين قاتلوا من أجل تحرير فلسطين.
ختاما : لم يغب عن ناظرينا ذلك المشهد المؤلم لمخيمات شعبنا في سوريا وخاصة مخيم اليرموك مخيم الشهداء القادة فارس فلسطين ابو العباس وحفظي قاسم وفؤاد زيدان وامير الشهداء ابو جهاد الوزير وشهيد الاستقلال طلعت يعقوب الذين يرقد جثامنيهم الطاهرة في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك ، ولم تفارقنا المرارات التي غصت بها قلوبنا على فقدان العشرات، بل المئات من الشهداء ولكن عزاؤنا أن المسيرة النضالية لم تتوقف، بل سيواصلها الشعب الفلسطيني بصموده وبسالته، وبنأيه عن التدخل في شؤون الدول العربية ، لانه بوصلته فلسطين وان كل أشكال الحصار والتجويع والتدمير الصهيونية، لن تثنيه عن إصراره على المضي قدما، في الطريق الطويل والشاق، لتحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال.
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية سجلت صفحات من المجد
- مجزرة صبرا وشاتيلا واحدة من اكبر جرائم العصر
- فلسطين قضية شعب وامة
- المطلوب وضوح الرؤية
- قمة عدم انحياز وفلسطين
- الخيارات والبدائل الفلسطينية في ظل الظروف الراهنة
- المصالحة الفلسطينية وما تشهده المنطقة العربية
- محطة نضالية يجب التوقف امامها
- الفلسطينيين ليسوا طرفاً في اي صراع عربي
- ستة اعوام على انتصار تموز
- الشعب الفلسطيني احوج ما يكون الى قيادات تاريخية
- المستقبل والتحدي الذي ينتظرنا
- واقع المفاوضات وتاثيراتها
- المشهد الفلسطيني في ظل الواقع العربي
- القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها والموقف المطلوب
- نظرة الى واقع الفصائل الفلسطينية وامكانية التغيير
- تحية للاسرى البواسل الذين يصنعون فجر الحرية
- نيسان شهر النضال والعطاء
- فلسطين تشكل برمزيتها الهوية والأرض
- ستة وثلاثون عاما على انتفاضة يوم الارض


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - مأساة الشعب الفلسطيني في سوريا