أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نجاة الياس اباسعيد - اكتوبر والعقلية الاستاتيكية للممارسة الاجتماعية في السودان














المزيد.....

اكتوبر والعقلية الاستاتيكية للممارسة الاجتماعية في السودان


نجاة الياس اباسعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 23:34
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



اكتوبر شهر الثورات في كثير من دول العالم الاتحاد السوفيتي ، الصين وفي السودان كانت انتفاضة اكتوبر 1964 التي جاءت بعد ديكتاتورية عبود العسكرية 1958 - 1964 بمثابة مرحلة جديدة في تاريخه الحديث عبرت بعمق عن مهام ما بعد الاستقلال وجذبت اليها الكثير من الجماهير المتطلعة للتغيير، فقد توجهت انتفاضة اكتوبر نحو تفعيل المجتمع المدني مدفوعة بقواعده نحو بناء دولة ديمقراطية قادرة وعادلة ملتصقة سجية ومعنى بالحرية التي اكسبتها نواحي تأثيرية باستمرارية صاعدة في اكتشاف الممارسة الاجتماعية.
فقد شهد سودان اكتوبر تجليات جديدة للممارسة الاجتماعية في بروز ما يسمى بالقوى الحديثة التي ساهمت في توجيه وعي وإدراك جبهة الهيئات كما ساهمت في إعادة تشكيل الحركية التاريخية للمجتمع السوداني من خلال الاهتمام بالنواحي السوسيو – اقتصادية تمهيدا للقيام بثورة جذرية على كافة الجوانب والأصعدة المرتبطة بواقع التخلف.
من ناحية اخري شكل اكتوبر بروز العقلية الاستاتيكية ودورها في اعاقتها الممارسة الاجتماعية فقد ظلت هذه العقلية تحكمها منطلقات محددة:
اولا: لم تنظر الى تباين الواقع السو-سيوسياسي في المجتمع السوداني على صعيد الممارسة الاجتماعية.
ثانيا: لم تنظر الى الواقع السوداني كواقع يطرح العديد من الاشكاليات والتعقيدات امام ممارسة اجتماعية هدفها رسم إطار مخرجي للمجتمع السوداني
ثالثا: لم تنظر الى واقع التباين والتعدد الاختلاف في درجات التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
رابعا: لم تنظر في طبيعة تركيباته الاجتماعية والاثنية ودرجات تجانسها وانصهارها الاجتماعي.
هذه هي العقلية التي وصمت التطور والتبلور للقوى السياسية والاجتماعية والتكوينات الطبقية في معالجة الممارسة الاجتماعية كانت نتيجتها الاتي:
- بروز تيارات سياسية وفكرية اهتمت بالدولة كمنظم للهيكل الاجتماعي هدفها خلق حالة من عدم التوازن التنموي الذي تم بعيدا عن حركية المجتمع السوداني وما ترتب عليه من مردودات سوسيو – اقتصادية سلبية
- انزواء روح التعامل مع الافق الرافض لترديات الواقع السوسيو-سياسي فقد ترسخت سلطوية الدولة كممارسة اجتماعية داخل المجتمع السوداني وتمثلت بصفة أساسية في استمرار وجود لمكونات ورموز المجتمع التقليدي التي عملت على تكريس بعص الممارسات الاجتماعية ذات السمات الطائفية والقبلية والعشائرية.
- بروز الدور المحوري الذي يلعبه الدين في منظومة العلاقات والتفاعلات الاجتماعية خلال فترة اكتوبر 1964 – 1969 سوى على مستوى توظيفه في تدعيم الشرعية السياسية للقوى التقليدية، او على مستوى توظيفه في معارضة القوى الحديثة وتحديها.
- تعميق ضعف الدولة على مستوى الانجازات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المردود الإيجابي والمتمثل في القدرة على تنفيذ القرارات والسياسات باستثناء المجال الامني.
- الدولة السودانية لم تدرك في تلك المرحلة ان تطورها رهين باعتبارها تعبير عن حركية تاريخية لها قيمها وأهدافها في عناوين وشعارات انتفاضة اكتوبر وان عبرت عن شرعية وجودها كأطار سياسي .
- الدولة التي تأسست خلال مرحلة اكتوبر باعتبارها دولة مؤسسات وقانون جاءت قوانينها في كثير من الحالات كتعبير عن إرادة حكامها في التمتع بسلطات أكثر من التي تتيحها لهم الأطر القانونية هذا بالاضافة للقوانين الاستثنائية.
النتيجة المنطقية لما سبق ذكره هي وأد الديمقراطية الثانية والانقلاب عليها وبالتالي الرجوع الى فرضية الحل العسكري فيما عرف بانقلاب جعفر نميري مايو 1969.



#نجاة_الياس_اباسعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتوبر والعقلية الاستاتيكية للممارسة الاجتماعية في السودان


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نجاة الياس اباسعيد - اكتوبر والعقلية الاستاتيكية للممارسة الاجتماعية في السودان