أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي: قضايا ومهام من منتج القراءة الفاحصة للذات الجماعية















المزيد.....

المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي: قضايا ومهام من منتج القراءة الفاحصة للذات الجماعية


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 11:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يعقد اليوم السبت - 26/2/2005 – في مسرح الميدان، بمدينة حيفا المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي، ويطرح الحزب في هذا المجلس الذي يشارك فيه المئات من قادة ونشيطي الحزب قطريا ومركزيا ومنطقيا ومحليا، على بساط البحث للمناقشة مهمات الحزب على ضوء التطورات والمستجدات دوليا ومنطقيا ومحليا وفي ظل استراتيجية العدوان والهيمنة الامريكية – الاسرائيلية.

وعمليا لا تجري في المجلس القطري مناقشة وبلورة وصياغة برنامج الحزب، استراتيجيته وتكتيكه الكفاحي، فهذه مسؤولية ومهمة مؤتمر الحزب، اما مهمة المجلس القطري فتتمحور حول كيف ترجم الحزب سياسته التي اقرها المؤتمر على ساحة الممارسة العملية في مواجهة المهام والتحديات المطروحة، وما هي سياسته في مواجهة المتغيرات والمستجدات الحاصلة عالميا ومنطقيا ومحليا.
لن ادخل في سياق معالجة اليوم الى سرد وتحليل القضايا الاساسية السياسية والاقتصادية – الاجتماعية التي تطرح على جدول اعمال الحزب النضالية الكثير من المهام والمسؤوليات، فالحزب من خلال مواقعه المتعددة، من خلال هيئاته ووسائل اعلامه وممثليه في الكنيست والهستدروت والسلطات المحلية، من خلال الكفاحات السياسية – الجماهيرية (مظاهرات وتظاهرات وعرائض) وغيرها يتطرق الى هذه القضايا ويطرح الموقف بكل وضوح ودون تأتأة، ولا ينتظر لعقد مجلس قطري لطرح الموقف. يطرح القضايا ويحدد الموقف من المخاطر الجدية لاستراتيجية العدوان والهيمنة الامريكية ضد شعوب المنطقة وكونيا، المخططات السوداء لحكومة الاحتلال الاسرائيلي وبرنامجها المنسق مع الادارة الامريكية لاملاء تسوية تنتقص من ثوابت الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية، مخاطر طابع العولمة الامبريالية الشرس، الطابع العدواني لسياسة التمييز القومي السلطوية ضد الاقلية القومية العربية الفلسطينية من مواطني دولة اسرائيل، زيادة مخاطر تصاعد المد الفاشي والعنصري المعادي للعرب وللدمقراطية، مآسي البطالة وزيادة الفقر في ظل حكومة إفقار الفقراء وإغناء الاغنياء، تحول اسرائيل الى دولة العنف والجرائم... فهذه القضايا وغيرها تطرح على الحزب الثوري، الماركسي – اللينيني العديد من المهمات لمواجهتها. والسؤال الذي سأتطرق اليه في هذا السياق هو ما هو المطلوب من هذا الحزب لمواجهة هذه التحديات والقضايا وحمل هذا الهم الكبير.
برأيي ان المهمة الاساسية للانطلاق في مواجهة التحديات المطروحة والمرتقبة تتمحور حول اهمية تقوية الحزب الشيوعي تنظيميا وفكريا – سياسيا وزيادة نفوذه وتأثيره السياسي – الجماهيري - على حلبة النضال وفي اطار الخارطة السياسية – الحزبية في بلادنا. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما هو المانع من زيادة قوة ونفوذ الحزب واتساع صفوفه خاصة وان هذا الحزب يمتاز عن جميع الوان الطيف السياسي والحزبي، اليهودي والعربي، بهويته الفكرية وبنيته الاممية اليهودية – العربية المبنية على قواعد الفكرالواحد والتنظيم الواحد والبرنامج السياسي الواحد. هذا التميز التنظيمي الفكري – السياسي الذي اثبتت وتثبت الايام مصداقية مواقفه المبدئية وصحتها من مختلف القضايا القومية والمدنية والطبقية، السياسية والاقتصادية - الاجتماعية.
ونحن الشيوعيين لا نخشى من محاسبة الذات والوقوف طويلا امام المرآة لفحص انفسنا والخروج باستنتاجات تساعد على دفع عجلة الحزب ونشاطه الى الأمام. ففي عدد لا بأس به من الفروع هنالك حاجة لشد البراغي التنظيمية بشكل افضل. وفرع مترهل تنظيميا لا يستطيع رفاقه ان يقوموا بمهمتهم الشيوعية، بالمهمة التي من اجلها يوجد حزب شيوعي – نشر الوعي السياسي بين الجماهير وجذبها الى المعترك الكفاحي، الانشغال بقضايا وهموم الناس يوميا والدفاع عنها كطليعة تدافع عن المظلومين بشكل مبدئي. واي ترهل تنظيمي محليا يعكس اثره السلبي على مكانة الحزب ونشاطه قطريا.
ان جوهر الفكر الماركسي – اللينيني يتمحور حول منهجه الجدلي الماركسي الذي يصون هذا الفكر من جراثيم الجمود العقائدي ويحصّن النظرية الثورية من مخاطر تحنيطها في كفن عقيدة دينية مقفلة الابواب: فالمنهج الجدلي منارة وسلاح الشيوعيين في تطوير نظريتهم علميا من خلال دراسة علمية وتحليل علمي يرافق متغيرات الواقع المحيط، بروز الظواهر الجديدة، خلفيتها، آفاق تطورها وكيفية مواجهتها.
هذا المنهج الذي باضواء نوره والاستعانة به يرسم الشيوعيون كما هو مفروض، استراتيجيتهم وتكتيكهم الكفاحي، تقديم الاجابة العلمية والسياسية على كل متغير وجديد يبرز على ساحة التطور والصراع.
ان حزبنا الشيوعي الاسرائيلي الذي يستنير بسلاح المنهج الجدلي الماركسي في تحديد المواقف السياسية والاجتماعية وما يطرأ من تغييرات، وهذا هو "السر" في صحة مواقفه، الا انه رغم ذلك هنالك حاجة ماسة لدراسة معمقة اكثر علميا لواقع المرحلة التي نمر بها، الحاجة لدراسات علمية نظرية لطابع ومدلولات المتغيرات الحاصلة ان كان في اطار المجتمع الاسرائيلي او منطقيا او فيما يتعلق بطابع ومدلول العولمة الامبريالية وآفاق تطور البشرية.
لقد طرأ تحسن في السنة الاخيرة في مجال التثقيف النظري – السياسي لكوادر الحزب، ولكنه غير كاف وتستدعي الحاجة الى برمجة منهجية لتعبئة وصقل الكوادر ورفع مستواهم الفكري – السياسي.
وحزب معبأ ومصقول تنظيميا وفكريا – سياسيا مؤهل للانطلاق جماهيريا ومواجهة التحديات بقوة، وفي بلادنا بقضاياها الكثيرة والمعقدة، القضايا المنطقية والعالمية وتأثيراتها واسقاطاتها على مسار التطور في بلادنا، فان حجم وطابع هذه القضايا يستدعيان من الحزب الشيوعي موضوعيا العمل من اجل اقامة شتى اشكال التحالفات التكتيكية والاستراتيجية لمواجهة التحديات المصيرية واليومية. وقد اثبتت تجارب التحالفات والاشكال المتعددة للجبهات في عدد من البلدان ان طابع وهوية التحالف او الجبهة سياسيا مرهون بالوزن النوعي والكمي للحزب الشيوعي، فبمدى ما يكون الحزب الشيوعي قويا جماهيريا بمدى ما يكون تأثيره اكبر على طابع الجبهة او التحالف وبلورة اتجاهها وهويتها السياسية الاساسية. فالحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية، على سبيل المثال لا الحصر، طرح في برنامج مؤتمر حزبه الثاني العمل لاقامة تحالف مع قوى اخرى لانقاذ روسيا من براثن الردة بركوب سكة الرأسمالية، تحالف عموده الفقري الحزب الشيوعي وهدفه الاستراتيجي اقامة نظام وحدة وطنية تقدمية تقود روسيا الى مرحلة الانتقال نحو الاشتراكية. وطرح الحزب الشيوعي الروسي لنفسه كعمود فقري في اطار تحالف اوسع لانه القوة المعارضة للنظام الاقوى جماهيريا والمؤهلة اكثر من غيرها لقيادة زمام النظام البديل المنشود.
مثال آخر، حزب التجمع الوحدوي المصري يؤطر داخله قوى واشخاصا وتيارات تنتمي الى مناهج فكرية مختلفة من برجوازية وطنية قومية وماركسية ودينية متنورة. الحزب الشيوعي المصري وبسبب وضعه الجماهيري المتواضع لا يدخل في اطار هذا الشكل الجبهوي كمركب له هويته المستقلة، بل من خلال افراد شيوعيين في عضويته. والأنكى من ذلك، وكما حدثني احد قادة الحزب الشيوعي المصري، انه في مؤتمر التجمع الاخير جرى انتخاب شيوعيين للرئاسة وللامانة العامة ولكن بشروط تجميد نشاطهم العلني في الحزب الشيوعي وعدم الظهور باسمه، أي الولاء اولا للتجمع وسياسته.
وما اود قوله ان لكل بلد ظروفه الخاصة وتوازن القوى المختلفة التي تعكس اثرها على شكل وطابع التحالفات في كل بلد وبلد، بمعنى انه يجب عدم نسخ تجارب الاخرين بشكل ميكانيكي. وحزبنا الشيوعي الاسرائيلي صاحب الخبرة في مجال التحالفات التكتيكية مع قوى اخرى حول قضايا عينية وآنية والتحالفات الاستراتيجية – الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة التي بادر لاقامتها، يطرح على بساط اجندته الكفاحية ومنذ المؤتمر الرابع والعشرين الاخير، ولمواجهة القضايا والتحديات المذكورة سابقا اقامة الجبهة الواسعة اليهودية – العربية يكون محورها الحزب والجبهة القائمة، جبهة يحافظ الحزب من خلالها على هويته الفكرية والتنظيمية المستقلة، ويستقطب قوى جديدة وفق برنامج سياسي – اجتماعي متفق عليه. فماذا يرتسم في الافق، وما هي القوى العربية واليهودية التي يرتسم في الافق احتمال دخولها كمركبات واشخاص في الجبهة المنشودة، ام ان الواقع يشير الى احتمال تحالفات ائتلافية؟ هذه الاسئلة والتساؤلات مطروحة على اجندة المجلس القطري للحزب وعلى اجندة الحزب الشيوعي بعد المجلس القطري.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لإزاحة غمامة الشؤم الكارثية من سماء المنطقة
- هل تخرج جريمة اغتيال الحريري من اطار مخطط العدوان الاستراتيج ...
- في مؤتمره السابع عشر ألحزب الشيوعي اليوناني يطرح استراتيجية ...
- ألانتخابات العراقية في موازنة الواقع وآفاقه
- -حليمة تواصل عادتها القديمة-!
- شارون والمختار العربيد
- ما هو المدلول الحقيقي لتعيين الامريكي ستانلي فيشر مديرًا لبن ...
- -الخدمة الوطنية- في خدمة من؟
- لمواجهة تحديات الانفلات الفاشي
- المدلول السياسي والاقتصادي لاتفاقيات التطبيع الاسرائيلية – ا ...
- صباح الخير بقاء الحال من المحال
- دعوة التمرد الفاليرشتانية في حظيرة قرد يتمرد على خالقه
- صباح الخير يرحم ابو رتيب!
- على ضوء عمليات الهدم والمصادرة في دير الاسد والنقب:ألم يحن ا ...
- هل تجري تهيئة المناخ لـ -باكس امريكانا- في المنطقة؟
- ما هي خلفيّة وآفاق الصراع في اوكرانيا؟
- لتبقَ ذكرى سعدون العراقي خالدة
- هل يولّد مؤتمر شرم الشيخ غير الفأر الامريكي؟
- إعادة انتخاب بوش دالة شؤم وخطر على الامن المنطقي والعالمي
- ميزانية العام 2005: الانياب مشحوذة لزيادة الفقر والبطالة وال ...


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي: قضايا ومهام من منتج القراءة الفاحصة للذات الجماعية