أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ثامر ابراهيم الجهماني - انشقاق سوريالي :














المزيد.....

انشقاق سوريالي :


ثامر ابراهيم الجهماني

الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 15:35
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


انشقاق سوريالي :

(( أحسن من غيروووووو))

تعالت الاصوات في المعسكر علت الجلبة أرجاء المكان ، ترحيبا بالضابط المنشق الجديد . كلهم زملاء بالعمل ، هم ثلة من الشرفاء ساقتهم أقدارهم الى المكان الخطأ بالزمان الخطأ ، لكنهم أدركوا بفطنة العارف ( المؤمن كيس فطن ) ان البوصلة سترشدهم وفد فعلت .
البعض التحق بأهله وناسه مدافعاً عنهم ، والبعض الاخر تأخر لحمئة الضغط والرقابة ...اخرون كانوا مستفيدون أجبروا على الوقوف في النقطة الرمادية .
- تفضل لهون ابو زياد .
ابو زياد كان انطوائيا ً بالاص
ل ، وقد بدت عليه دعت العيش الكريم ، كان ميسور الحال 110 دونم مزروعة باشجار الزيتون التي ورثها عن ابيه ..كفيلة بذلك .
بسيط غير متكلّف غير مهتم بالسياسة واخبارها ..جرّته الثورة ليتابع اخبار زملائه الضباط ما بين شهيد ومنشق بطل وقاتل مأجور ...لم يكن يجرؤ على التعليق ...
_ هات ابو زياد خبرّنا كيف انشقيت وليش التأخير .؟
_ بنعرفك وطني ابن اصول ؟
جحظت عيناه ، احتقن وجهه المائل للحمرة اصلاً . ارتبك قليلا ً ...مد يده استلّ لفافة تبغ من علبة زميله ، علّه يضبط ايقاع قلبه المضطرب .....امسك هاتفه المحمول وبحركة يشوبها الحنق اتصل بزوجته التي تقبع في مخيم الزعتري ....
- عجبك هيك يابنت الكلب ...يلعن ابوك على ابو ابنك ...مامعي حق ياكيت دخان ...! قطع الاتصال قبل ان تفلح ام زياد بالرد او تطييب خاطره ...مسكينة ام زياد ..!!
غب كأس الشاي الفاتر ، امتشق قامته وهم بالنهوض ، ادرك ان العيون اشرئبت اليه ..اعتدل بجلسته واشعل لفافة تبغ جديد ...راح يراقب دوائر الدخان الفارّة من فمه . وراح يسلسل الاحداث كيف انشق وانظم للثورة ...انه ابني زياد ..ذو الستة اعوام ..
مساء ذلك اليوم احضرت ام العيال اطباق الطعام ...جلست في مكاني المعتاد ..جلس زياد بالقرب مني امسك الروموت كونترول ظهرت صورة الجزيرة ...كالمعتاد ابني مشدود الى الاخبار ( اخبار الثورة ) ، مجزرة جديدة اطفال مقطعة اوصالهم ..رؤوس تتطاير ...اللقمة الاولى اضطررت لبلعها الاستعانة بكوب ماء ..
اعلنت المذيعة انشقاق الضابط الفلاني ...
طأطأ زياد رأسه وعقد جبينه وعلّق على الخبر بصوت مرتفع (( أحسن من غيرووو وووو)) وشدد على الحرف الاخير بعد ان رماني بنظرة استياء ...فعلقت اللقمة في حلقي كدت اختنق ...
ضابط اخر واخر والركب يسير وانا حيث انا لامبالي ...لا كنت اتقطع من الداخل . لكن لااملك الجرئة ....وصوت زياد سكين يقطع القلب ( احسن من غيرووووو) ....لم ينهي كلامه تناول الهاتف بعنجهية اتصل بزوجته:
- عجبك يا بنت الكلب ...؟
- وينو زياد؟
- انه يلعب مع الاطفال خارج الخيمة ببضع عقارب اصطادوها اليوم ...اجابت ام زياد بفخر .
- ناديلي ياه بسرعة واعطيه الهاتف ...
- الو بابا زياد شلونك ...مبسوط بابا ...
- نعم بس مو كثير ...عم نلعب ..ومو خايفين ما في هون شبيحة. بس بدي اسألك انت شو عم تساوي عندك ..سمعت عمو الاصفر نزل على درعا ليحمي الناس ....( احسن من غيرووووو) .
اسقط بيده اغلق ابو زياد الهاتف ...ارتبك هاج وماج ...يالله يا شباب ..
- الى اين ابا زياد .
- حيّا على الجهاد ...حيّا على الثورة يا رجال .



#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلم رصاص يرسم بالاحمر
- بدء الدراسة ...تجدد الثورة
- الابن والاب ،اختلاف الوسيلة وملهاة الموت .
- ((حوران البطلة تقاتل ))...زميلي المعتقل .
- لاذقية الشام ، المدينة البيضاء .......على هامش الثورة (7)
- بصرى الشام : بين فيليب الاول وبشار الاسد .....على هامش الثور ...
- فاروق الشرع أم شرع الفاروق : هل سينشق فاروق الشرع ، ومن هم ا ...
- احذروا ان يظهر بيننا روبسبير السوري
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء السادس
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء الخامس
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء الرابع
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء الثالث
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء الثاني
- نصائح ثورية ( حرب المدن) الجزء الاول
- الرؤية السياسية للثورة السورية :
- نصائح ثورية ...وتنبيه .
- من حديث المساطب
- الى قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة .
- أهم أمراض الثورة الخطيرة
- الاسد الاب يبيع بالمفرق والأسد الابن يبيع بالجملة ....... ذك ...


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ثامر ابراهيم الجهماني - انشقاق سوريالي :