أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية القضية ، الكردية في فوضى الشرق الاوسط 4- الاثنية والتمايز الطبقي والتحول القومي في كردستان -2















المزيد.....

الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية القضية ، الكردية في فوضى الشرق الاوسط 4- الاثنية والتمايز الطبقي والتحول القومي في كردستان -2


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 10:59
المحور: القضية الكردية
    


في الحقيقة، إذا ما حددنا الحرية كمعيار للتقدم، لربما احتل الكرد الصدارة عبر التاريخ، كشعب وكمجموعة إثنية. فوضع العشيرة الكردية يتميز بخصائص هي الأكثر تقديراً وتبجيلاً، والتي تتطلع عموم المنطقة لإقامة العلاقة معها، لدى وصول الحضارات ذات المركز الميزوبوتامي إلى أعوام 330ق.م. والمصدر الأمثل من أجل ذلك هو تاريخ هيرودوت. حيث يشير هيرودوت، الذي طالما يتطرق إلى الميديين، إلى الاتجاهات التي كانت تَعتَبِر المجتمع الإغريقي المتطور في تلك الأثناء بأنه متواطئ مع الميديين. تعود خصائص الميديين – اسم الكرد في تلك الحقبة – التي تكون محط الأنظار، في أصلها إلى هوياتهم الحرة.
الدين الزرادشتي هو الدين الأقوى في خصائص الأخلاق الحرة لديه. حيث يتميز بنظام تكون فيه العلاقات بين الجنسين (المرأة والرجل) أقرب إلى المساواة والحرية. ويبشر بنظام زواج مثالي، وينادي به. فالزوجة (أو الزوج) الحسنة (الحسن) تُعتَبَر فضيلة مختارة للأخلاق الحسنة. هذا ويُبدي عناية فائقة بتنشئة الأطفال، بحيث يكون الصح وتعلمه هو أول مبدأ تعليمي. ويولي أهمية كبرى إلى الصدق وعدم الرياء. هذا ويعد أيضاً الدين الأكثر لفتاً للأنظار بعنايته بالبيئة والحيوانات. تبرز تأثيرات الزرادشتية هذه في مدى رسوخ العائلة الكردية. ولا تزال مثل هذه التقاليد حية بين صفوف الكرد الإيزيديين والعلويين.
لكنهم – الكرد – كلما دخلوا تحت تأثير الحضارات، كلما فسدت أخلاقهم وأنظمتهم العشائرية. وتبدأ صفحة جديدة في تاريخهم على طريق التحضر مع بروز التركيبة الشرقية – الغربية الجديدة، بعد الغزو الهيليني. والكتابات المدونة على بقايا آثار نمرود المدمَّرة، والعائدة إلى النُّصُب التذكارية لمَلَكية كوماغنا، إنما تصوِّر هذه الحقيقة. يبقى الجبل محافظاً على قيمته ومكانته في الحياة الكردية الاجتماعية حتى نشوء الديانة المسيحية. إلى جانب ذلك، يُخمَّن أن طبقة أرستقراطية كردية احتلت مكانها في صفوف الإمبراطورية البرسية أولاً، ومن ثم داخل الإمبراطوريتين البارثية والساسانية. لكن هذه الأرستقراطية المنفصلة عن الإثنية، بعيدة عن أن تتحول إلى طبقة منفردة. لربما كانت تتحلى بقدرة كهذه قبل عهد البرسيين. لكن من المحتمل أنها ارتبطت بها كخَدَم أو عبيد، بعد أن أصبحت متواطئة مع الإمبراطورية. والمعطيات التي بين أيدينا تشير إلى هذه الخاصية لتلك الطبقة الأرستقراطية. فبقدر ما كانت الإثنية الكردية حرة، كانت الأرستقراطية الكردية هامشية ومتواطئة. بناءً عليه، تداخَلَ التمايز الطبقي المشوَّه مع إنكار النسَب والأصل. لم تبرز في المجتمع الكردي طبقة أرستقراطية مشابهة لأرستقراطية الإغريق أو الروم أو البرسيين. بل غالباً ما تشكلت ضمن صفوف الأرستقراطيات الحاكمة، مقلِّدةً إياها. يمكن هنا استخدام تعبير "يتظاهر بالملوكية ويتقمصها أكثر من المَلِك ذاته" من أجل المتواطئين الكرد. لو أنه وُلِدَت طبقة دولة مشابهة للأرستقراطية الرومانية، أو حتى السومرية أو المصرية، لكان سياق التطور الاجتماعي في كردستان مخالفاً تماماً، وبكل تأكيد. ذلك أن الأرستقراطية الكردية ليس لها مدنها الخاصة بها، بل إنها خادمة في المدن المؤسَّسة مسبقاً. وإذا ما نظرنا إلى المدن التي أسسها الهيلينيون، سننتبه حينها إلى الفارق الكبير بينهما.
يتزامن التباين بين القرية والمدينة مع التباين الاجتماعي الحاصل، وبأعمق الأشكال، طيلة هذه المراحل. فبينما لعبت المدن دور المركز للأجانب منذ الهيمنة البرسية، قامت الجماعات والمجموعات البدوية بحمل الثقافة المحلية. يستمر هذا الوضع مدة طويلة من الزمن. حيث حملت المدن طابع السومريين أولاً، ومن ثم – وعلى التوالي – البابليين، الآشوريين، البرسيين، الهيلينيين، الرومانيين، البيزنطيين، العثمانيين، ومن بعدهم الدول القومية. مقابل ذلك كانت القرى والجماعات تحمل الكردياتية بين أحشائها وتجسدها. وقد لعبت الاستيلاءات والاعتداءات والاحتلالات والتمدنات الأجنبية المجحفة دوراً مصيرياً في بقاء الكرد في مستوى المجتمع القروي والجماعاتي. لا يمكن إرجاع ذلك إلى المزاجية والكيفية. فالمدينة تعني بالنسبة لهم الاغتراب والاستعباد والتواطؤ.
تعددت اتجاهات التأثيرات الإسلامية على الإثنية الكردية والأرستقراطية الكردية. فالمتواطئون الإثنيون والأرستقراطيون المدنيون هم أول الشرائح المبايعة (القائمة بالبيعة). إن استسلامهم جذري. ويشكل دورهم في التمايز الطبقي الحاصل في العصور الوسطى، الأرضية الخصبة للخيانات المستمرة حتى يومنا هذا. حيث اعتبروا أنفسهم منفصلين عن الكردياتية الجبلية، واندرجوا في صفوف مجموعات السلطة الحاكمة.
سنجد الأمور بصورة أفصح، إذا ما تناولنا هذا الموضوع بعين موضوعية. حيث انتظمت الأطراف كأول ساحة حضارية على مر آلاف السنين. في حين كانت المدن غريبة كلياً. ما من فرصة سانحة لبنائهم – الكرد – مدنهم الذاتية. ولم ينزلوا من الجبل إليها كفاتحين. فالمتواطئون شقوا طريقهم إليها منذ أمد بعيد. وما يبقى على اللاحقين لهم هو اقتفاء أثرهم والسير على دربهم. إنهم لم يتوانوا قط عن الانصهار في بوتقة مجموعة كل نَسَب حاكم؛ بدءاً من تحولهم إلى سومريين، وحتى إلى هيلينيين وبرسيين، ووصولاً إلى استعرابهم. مفهوم كلياً أن الإثنية التي تفقد – أو تحيا – هرميتها على هذه الخلفية، لن تقدر أبداً على تطوير لغتها وثقافتها هي.
ورغم وجود بعض السلالات الكردية في العصور الوسطى، إلا أنها لم تتخطَّ نطاق تأثيرات اللغة العربية والفارسية، ولم تبلغ المستوى الذي يخولها لتكون سلالة مللية (قومية). وأشهرها سلالة الأمويين والأيوبيين (990 – 1090، 1250 – 1775م)، الذين لم يختلفوا كثيراً في عهد نفوذهم عن السلالات العربية. ولم يبذلوا أية جهود تُذكَر باللغة الكردية، فاستمر النهج الكلاسيكي في خط مساره. لقد فاد اعتناق الشعب للإسلام على شكل مذاهب وطرائق دينية مختلفة، في حماية الجوهر نوعاً ما. فإقطاعية العصور الوسطى لم تفلح في محو خاصيات الكرد كقوم (رغم كل سلبياتها). بل، وخلافاً لذلك، عبَّروا عن وجودهم في العديد من التطورات السياسية والثقافية والأدبية، وإنْ بشكل محدود. يمكن الإشادة بـ"شرفنامة" (1596) و"مم وزين" (أعوام 1690) كمثال على مدى تطور ورقي اللغة الكردية والخاصيات الكردية كقوم. نشاهد هنا حدوث الانفصال عن المجموعات العشائرية، لأول مرة.
أما التمايز الذي أسميناه بـ"الكرمانج Kurmanc"، فهو يعبِّر عن جماهير خارج نطاق العشيرة. حيث تغذت هذه الجماهير بالدوام على تبعثر النظام العشائري من جهة، وعلى الانقطاعات الحاصلة فيه من الجهة الأخرى. هذا وشكَّل الكرمانج – كشعب – أول تواجُدٍ للمدن. يلاحَظ تسارع هذه المرحلة اعتباراً من القرن التاسع عشر. ويمكن تشبيهها أيضاً بمرحلة التحول العمالي في الرأسمالية. يتكافأ "الكرمانج" مع "الكردياتية" تماماً. وثمة فرق بين كردي العشيرة والكرمانج. إذ لا يمكن التفكير في العشيرة بلا هرمية، في حين أن الكرمانج يكون مع عائلته، وهو أشبه بالعامل الكردي.
الكردي القن والغلام هو خادم الآغا. تتميز الآغاوية المتطورة في العصور الوسطى بمرتبة خاصة في الأرستقراطية الكردية. وقد فلحت في خلق القن من العشيرة. أحرزت الآغوية تطوراً ملحوظاً في العهد العثماني بشكل خاص، حيث تطورت بالأغلب في القرى ذات الإمكانيات الزراعية الوفيرة. وإذا كانت الإثنية استقرت في قرية زراعية ما، فقد مرت بالتحول إلى الآغاوية في الهرمية.
يُعرَف الآغا بقساوته، وهو مختلف عن رئيس العشيرة. حيث يجنح إلى قوة العصا، في حين يدير رئيس العشيرة شؤونه اعتماداً على أواصر القرابة. أما مؤسسة المشيخة، فقد قُبِل بها بالأغلب كتقاليد عربية. إنها مؤسسة ناجمة عن التأثير الديني. وغالباً ما تمثل ثقافة العصور الوسطى، إلى جانب أرضيتها الاقتصادية. ولها جوانب مشابهة لزعيم الطريقة الدينية. بالإمكان نعت كل من رئيس العشيرة وآغا القرية وشيخ الدين والطريقة بالطبقات الكردية الحاكمة في العصور الوسطى. حيث برز تطور معين في طبقيتها.
دخلت مصالح شريحة الشرفخانيين (وهم الزعماء المعنويون لإدريس البتليسي، أمير مدينة بتليس) المتواطئين مع العثمانيين، مرحلةً من التمرد والعصيان البارز، اعتباراً من القرن التاسع عشر؛ بعد أن كانت على ما يرام قبل ذلك. فلدى تخطي نسبة جباية الضرائب والتجنيد الإجباري درجتها السابقة على يد الدولة المركزية، مر القرن التاسع عشر بكامله بالتمردات، التي لم تبلغ مستوى القوموية الكردية. بل ولم تصل حتى مستوى القومية البورجوازية الغربية، ولا تلك الأرمنية أو السريانية المجاورة لها. وترك فشلها الذريع آثاره السلبية حتى على الشعب ذاته، حيث تسببت في انخفاض مستوى الحرية، وعجزت عن البلوغ بالقوم الكردي إلى حركة قومية. من الصعب القول بأنها تخطت الدور التقليدي كثيراً.
بمقدورنا تحديد نقطة بداية التهاوي بالنسبة للكرد ببدء التمردات في القرن التاسع عشر. حيث يُهمَّش الوضع الكردي لأول مرة في التاريخ، ولم يبقَ له أي دور سياسي خاص به. هذا وقد أَدخَل انهيار السلطنة العثمانية بُعَيد الحرب العالمية الأولى الكردَ المتواطئين في مأزق حقيقي. ولدى إدراكهم أن حرب التحرير الوطنية قامت من أجل الجمهورية، لا من أجل إنقاذ الخليفة؛ حوَّلوا التواطؤ السابق إلى تمردات. في حين لعبوا دوراً بارزاً في تطور الوضع الأكثر تواطؤاً وإنكاراً بعد تكبدهم الهزائم النكراء في تمرداتهم تلك. ولدى فقدانهم ماهياتهم الكردية بنسبة مهمة، لم يتورعوا عن التحرك بهوية عميلة داخل أجهزة الدول. ولم يتوانوا أبداً عن تمثيلهم القوموية الأكثر حدّة للقوميات الحاكمة، في سبيل الحظي بقبولها ورضاها بهم كمجموعات أقلية. لذا، تُشكِّل نعراتهم الدينية والقومية على حد سواء، خطراً يهدد كل شعب وقوم.
اتبع التحول القومي الكردي مساراً مختلفاً ومتناقضاً في داخله. حيث لم يَرَ فرصة التطور ضمن حدود لغته وثقافته في أطراف السوق المشتركة. فالتمردات وممارسات القمع والاضطهاد، لم تسمح لها بذلك. وقد أسفر انكسار المقاومات وعجزها عن خلق حركة وطنية معاصرة، عن بروز مستوى شديد التخلف من التحول القومي، بسبب عجزها عن التحول إلى أحزاب وحركات وطنية معاصرة. هذا ولم تقدم أية مساهمة قيِّمة للتنوير الكردي. ورغم تأسيسهم الجمهورية بالاشتراك مع الأتراك، إلا أن بحثهم عن النظام القديم، وعدم اعترافهم بالجمهورية؛ جعلهم يتسببون في هدر هذه الفرصة، بل وتحولها إلى تمردات جديدة على حساب الكرد. علاوة على أنهم لعبوا الدور البارز والمصيري في أن يكون القرن العشرون (عصر التحرر الوطني) كأسوأ قرن مر على حساب الكرد؛ بسبب خنوعهم للصهر اللاحق لتمرداتهم، وتمهيدهم لشق طريقٍ لامبدئية وخيانية شنيعة ضمن سياسات البلد الحاكم. وبقدر ما دنَّسوا قومياتهم، فعلوا الشيء نفسه بتدنيسهم القوميات أو الأمم التي سعوا لتأدية دورهم فيها.
من غير المحتمل أن يكون التحول القومي الكردي حقق تطوره في أطراف السوق أو على شاكلة الحركات الوطنية البورجوازية. أما مدى مساهمة أمريكا ودعمها للكرد المتواطئين والقومية البورجوازية خلال حملتها نحو الشرق الأوسط، فهو موضوع جدل. فهي تتحرك وفاقاً لمنافعها إلى أبعد الحدود، أكثر من أن تكون حليفاً مبدئياً.
لا يبقى في الميدان سوى الكيان بالطراز الكرمانجي، وأنشطة المجتمع الديمقراطي المشاعي، وما سيحققانه من تطورات. يعد التحول القومي الكردي الملتف حول المجتمع الديمقراطي والمشاعي والمدني، أحد الأساليب المعاصرة الأسلم والأصح. فاختلافه عن الحركة الوطنية المتمحورة حول الدولة الكلاسيكية، وإيلاؤه الأولوية لأنشطة المجتمع المدني والدمقرطة الفعالة، عوضاً عن الاعتماد على أساليب حرب التحرير الوطنية الطويلة الأمد؛ سيؤمِّن بروز التكوينة الديمقراطية الوطنية. تزداد أهميته أكثر بانضمامه ومشاركته على خلفية حرية المرأة على وجه التخصيص. يتجسد السبيل الأسلم لبلوغ مستوى شعب ديمقراطي، في مثل هذا النوع من التحول القومي المنقّى من النعرات القوموية، والذي لا يفسح المجال أمام راديكالية الدين، بل يعتمد على التعبير الحر عن الثقافة المحلية، وعلى حرية الجنسية الاجتماعية، والأنشطة البيئوية والأيكولوجية؛ والمتميز بأساليبه الخاوية من الانفصالية والعنف.
بمقدورالتحول القومي الكردي أن يكون بهذا الأسلوب مثالاً يُحتَذى وذا قيمة عليا في الحل ضمن منطقةٍ مثل الشرق الأوسط، والتي تشهد أحدَّ أشكال التنازع والتصادم الإثني والديني والمذهبي والقوموي. نخص بالذكر هنا صياغة أساليب جديدة كضرورة لا مفر منها، عوضاً عن الأسلوب القوموي الوالج في درب مسدودة وعقيمة، انطلاقاً من المثال الإسرائيلي – الفلسطيني. لقد آن الأوان كي نعي أن حل المشاكل بالعنف والانفصال ليس سبيلاً واقعياً ولا حلاّلاً. هذا ويجب الإدراك أن إفناد الحقائق المللية (القومية) بإرهاب الدولة أمر صعب المنال. الأهم من ذلك هو الاستيعاب بأن الحياة مع قوميات وإثنيات وأديان متعددة، قد تكون درباً توصلنا إلى حياة غنية وحيوية، وليست باعثاً مؤثراً للمخاوف والريبة والخسران. ولدى إدراكنا أن الانتماء إلى قوميات وثقافات أخرى لا يستدعي بالضرورة بناء دولة مختلفة، بل يستلزم ديمقراطية كاملة بكل معنى الكلمة؛ سنعي حينها، وبصورة أفضل، أنه ما من مشكلة قومية يستعصي علينا حلها.
يخوض التحول القومي الكردي أسلوبين متداخلين في يومنا. أولهما هو درب الشريحة نصف الإقطاعية – نصف البورجوازية الكردية الحاكمة القومية البدائية، والمتجسد في الدولة الكردية الفيدرالية، التي يقوم النظام الرأسمالي بمؤازرتها وإعداد منهاجها حالياً. وثانيهما هو درب الشعب الكردي الكادح، الهادف إلى أن يكون أمة ديمقراطية وتحررية، والمعتمد أساساً على قو ته الذاتية. وبينما تُستخدَم الأواصر الإقطاعية والدينية والعشائرية المتخلفة والمعتمدة على المصالح في الدرب الأول، يُعمَل في الدرب الثاني أساساً بالأواصر الديمقراطية والتحررية والمتساوية، المتخطية إطار العشائرية الضيقة، وغير المعتمدة على الاتجاهات الإقطاعية أو الدينية. وفي حين يسعى الدرب الأول بالغالب إلى الريادة في كردستان العراق ضمن ظروف الاحتلال الأمريكي، يسعى الدرب الثاني إلى الريادة في دمقرطة تركيا، اعتماداً على قواه الذاتية، وبشرط مساندة الأخيرة لكردستان، لا أنْ تقيِّدها بالصفاد والأغلال. ستُدرَك أهمية هذين الدربين أو الأسلوبين مع مرور الأيام، وسيُعرَف دورهما في حل المشاكل الوطنية الديمقراطية المتفاقمة على صعيد منطقة الشرق الأوسط في المرحلة المقبلة. هل ستصبح كردستان مثالاً جديداً للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني الأوسع نطاقاً، أم ستغدو وطن الحل الديمقراطي السلمي؟ سيتم تحديد ذلك حسب اكتساب هذين الأسلوبين ثقلهما مستقبلاً. فبقدر الابتعاد عن الأساليب الإثنية والقومية والدينية والقوموية الضيقة، وبقدر عدم الاهتمام بالأساليب العسكرية؛ سيكون الحل الديمقراطي الحر والمتساوي، للمشاكل الاجتماعية المعقدة في كردستان، ممكناً بسلوك التحول القومي الديمقراطي



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردي ...
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية القضية الكردية ...
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط ، وا ...


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية القضية ، الكردية في فوضى الشرق الاوسط 4- الاثنية والتمايز الطبقي والتحول القومي في كردستان -2