أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين شيخموس - أطفال سورية والذئب














المزيد.....

أطفال سورية والذئب


حسين شيخموس

الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 00:44
المحور: حقوق الانسان
    


لا أعرف من أين البداية ، من خيام الصحراء في الاردن والعراق ، أم من مخيمات تركيا ، أم من تحت أشجار الزيتون .. في العراء يأخذون لهم ملاجئ ويتعلموا لغة خاصة بهم ، وهي لغة البراري ولغة الثعالب والأفاعي ، لغة الأمراض الضارية والمعدية . إنها الثورة السورية ثورة الأطفال ، ثورة لا تعرف الأعمار ، ثورة البراءة ، ثورة لايشعر بها العالم ولا يدركها سوى
أطفال سورية .
لقد اختار الأطفال اسقاط النظام الفاشي في سورية هدفا ً واختيارا ً لا رجعة عنه ، إنهم يخرجوا مع الكبار في مسيرات الثورة ينادوا من خلال حناجرهم الفتية مطالبين بالحرية والكرامة التي فقدوها ... إنهم يريدون رحيل الأسد .

منادين باستعادة طفولتهم التي فقدوها .. يطالبوا باستعادة مدارسهم التي أصبحت غرف عمليات خاصة للشبيحة . هذا كله لا يرعبهم أزيز الرصاص ، ولا قذائف الدبابات ، ولا حتى أصوات المدافع .
لقد فقد الأطفال في سورية كل شئ ، فقدوا ربيع عمرهم.. ماتت أحلامهم وأمنياتهم .. لا مستقبل لهم في ظل هذا النظام ، لقد فقدوا الأمل في العالم ، إنهم يواجهوا قصاصا ً لا يعرف الأعمار ، ولا يميز فيما بينهم .
اللغة الموجودة في الساحات والمدن والقصبات السورية ، لغة الغاب .. لغة الذئاب البشرية .
إنني أقف أمام أطفال سورية خاشعا ً .. ساجدا ً ، رافع الرأس ، لأنهم يقاوموا نظاما ً بلارحمة ، يقفوا صامدين شامخين بأجسادهم النحيلة أمام الآلة العسكرية التابعة للنظام الفاشي وهم يدركوا أنهم سيلاقوا مصير حمزة الخطيب ، واعتدال ومنال وسمير ، لايهابوا الخوف .
هؤلاء الضحايا كانوا يرددوا كل صباح اسم جزارهم ويحيوّا الذئب البشري ، وفي كل مسيرة يهتفوا لبقاء الوحش الكاسر إلى الأبد .
البراءة كل البراءة ، هؤلاء الأطفال لم يعرفوا في يوم من الأيام هذا الذي يحيوّه ، يضعوا صوره على صدورهم أنه سيكون جزارهم وقاتل آباءهم واخوتهم ، مغتصبا ً لطفولتهم .
إنني أخجل من نفسي عندما بادرت الكتابة عن مأساتهم لإراحة ضميري ، لا، إنه مجرد نفاق وكذب ، ومتاجرة بأرواحهم الطاهرة ،إنها محاولة كاذبة ، ومتاجرة رخيصة من كاتب مغمور لا يعرفه أحد سوى قلمه ليكتب على جثامينكم البريئة ، شعارات وُجمل ، ومفردات وأكاذيب لاطعم لها ، ليبرء نفسه والمعارضة ويدين النظام وكل الذين تآمروا على المجازر بحق طفولتكم .
ياللعار انها جريمة من أفظع الجرائم بحق البشرية ، من حيث القتل الجماعي ، هل يخفى على أحد مايجري في سورية من قتل وتنكيل ؟ وتشريد الآلاف من الأسر والعائلات من قبل عصابات مجرمة ،وهل يخفى على أحد حجم الجرائم المروعة والمنافية لكل القيم التي يرتكبها النظام الفاشي بحق الشعب السوري ، ومع ذلك مازال هذا الوحش الكاسر يقود عمليات القتل والتدمير وهدم البيوت على رؤوس أصحابها ، بدعم ايراني ، وبمساندة روسية وصينية .
صحيفة التايم البريطانية كانت أكثر واقعية : " إن أطفال سورية يتخيلون أن الرئيس السوري بشار الأسد يمثل وحشا ً أو ذئبا ً يطاردهم من أجل أن ينهشهم ويقضي عليهم . وأضافت التايم البريطانية أن أطفال سورية المتواجدون في مخيمات اللجوء في تركيا يلعبون لعبة الأسد مقابل الجيش السوري الحر " .
وهنا تؤكد جماعات حقوق الإنسان المأساة الحقيقية لأطفال سورية . إنهم يمثلون أكثر من نصف اللاجئين السوريين الذين فروا بجلودهم من نيران المدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ والمروحيات والطائرات القاذفة التي مافتئت قوات النظام السوري تستخدمها في قصف المدن والبلدات السورية على رؤوس ساكنيها .
وقالت إن من بقي من أطفال سورية داخل البلد يعيشون لحظات من الشعور بالموت في كل يوم وليلة ، كما تؤكد جماعات معنية بحقوق الانسان بما فيها هيومن رايتس ووتش ومنظمة انقذوا الأطفال " إن الأطفال أصبحوا هدفا ًفي سورية ، وأوضح لويس ويكمان من منظمة هيومن رايتس ووتش إن قوات الأسد الأمنية قتلت واعتقلت وعذبت الأطفال في منازل أهاليهم وفي مدارسهم وفي الشارع * "
في كل الحروب والصراعات هناك خسائر وضحايا ، يدفع ثمنها أغلب الأحيان الأطفال والضعفاء من الرجال والنساء ، لأنهم فريسة سهلة للذئاب البشرية .
= = = = = = = = = = = = = = =
* عن الجزيرة.



#حسين_شيخموس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين شيخموس - أطفال سورية والذئب