أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - روني علي - همسة ناعمة .. 5














المزيد.....

همسة ناعمة .. 5


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 20:46
المحور: كتابات ساخرة
    


كل الكتابات تبقى كلمات .. مبعثرة هنا وهناك .. منها ما تشكل خنجراً في خاصرة السطوة والجهل والتخلف، وتدعوا إلى احترام إنسانية الإنسان، بما يحمله من قيمة وقيم، ومنها ما تنسف تلك القيم وتشرعن للقتل وتهميش العقل البشري .. منها ما تشكل وبالاً على أصحابها وتقودهم إلى شفا حفرة من الهاوية، ومنها ما تغتال الصوت في حناجر الآخرين .. تزيد السلطان سلطة، والعرش قوة، والواقع أكثر قمعاً وتهويلاً وتشويهاً .. حتى تصبح الكلمات ذاتها ميداناً للقتل والتقتيل، للطغيان والتشريد .. والهدف هي، ذات الكلمات..!
إذاً، لا ضير أن يخشى البعض من الكلمات، ويقاتل بأيديه وأسنانه من أجل وأدها وتقبير مصادرها، خاصةً إذا كان من ممتلكي المنطق الذي لا يجيد التعامل إلا مع كلماته "هو" أو كان من نتاج ثقافة القتل، وموروث إبادة الآخر ونسفه، ويعي قراءة مفردات التاريخ، ويدرك تماماً ما فعلته وتفعله الكلمات بالعرش والسلطان، إذا ما عُممت مفرداتها بين البسطاء، الذين لا يخسرون في المعركة سوى فقرهم، ولا شيء سواه .. هذا البعض الذي يستمد سطوته واستمراريته إما من جهل المحيطين به بالكلمات، أو خشيتهم من نتائج الكلمات، أو من سلطته في قمع واغتيال الكلمات، سوف لا يتردد أبداً من نسف كل من يحاول التفوه بمثل تلك الكلمات .. لأنه يدرك حقيقة أنه، في البدء كانت الكلمة..
فما زال البعض من المتعربشين على قامة الزمن، والمتسلقين بخوائهم الفكري، الثقافي والسياسي، آلام قضاياهم القومية والوطنية .. المتاجرين - بانحطاطهم الخلقي - بالقضية والقضايا، بالوطن والوطنية، بآمال وأماني البسطاء، ماضون في طريقهم نحو اغتيال الكلمات ..
نعم ، أولئك الذين لا يدركون من ماهية الكلمات سوى التنبيش في أحشائها والبحث عن مفردات توحي بأنها تمسهم، ولا يهمهم - بل لا يخجلوا - إن ملؤا الدنيا بالأحابيل والأكاذيب حفاظاً على أناهم، أو إرضاءً لأسيادهم، كانوا من يكونون.. أولئك المتسلطين على رقاب القرار، وضمائر البسطاء، يرصفون المانشيتات والديباجات يوماً إثر يوم، أنظمة وعصيبات وحزيبات، ومن هم محسوبون على كل ذلك فعلاً وممارسةً، منادين بحرية الرأي وتحرير الكلمة، منتقدين السطوة والتسلط، لا يخجلون قطعاً من الآخر القابع في كيانهم حينما يقضمون المفردات ويلوكون الأسماء ويحررون الكلمات والمقالات بعد أن يحورونها أو يحاورونها ويتحايلوا عليها، أو يخرجونها إلى النور بعد أن يخضعوها إلى عمليات رتوش في الغرف المظلمة .. !
هم دعاة - بل مدعي - التغيير وحاملي الشعارات ورافعي رايات تحرير الإنسان وتطوير الوجدان .. حرية الكلمة وتعددية الرأي، ومعهم الانتلجنسيا الكردية .. بل المحسوبة عليها . معهم أولياء أمرنا الأزليين الذين نردد أسماءهم أكثر من أسماء الذين كانوا سبباً في وجودنا، لن تتوقف لحظة عن إبادة إنسانية الإنسان إذا ما نطق أو تفوه هذا الإنسان الأعزل بما لا يرضي نزواتهم وهواجسهم، إذا حاول أن يقول لا، لكل ما يمس تلك الإنسانية ويسيء لها .. ضاربين كل الحائط بأن ما يقال هي مجرد كلمات ليست إلا، كلمات ككلماتهم، سوى أنها عارية عن اللكمات، عن الدجل والرياء والنفاق، فيها الليل والنهار سواء بسواء، بلا انفصام ولا ازدواجية ولا أقنعة.. هي ليست الخردل والسيانيد .. وليست قنابل عنقودية أو دروع كيماوية .. هي ككل الكلمات .. لكن ليست كل الكلمات .. فقط - وهنا بيضة القبان - قد يخشاها أولي الأمر والنعم وكذلك القيادات .. ؟!.



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسة ناعمة .. 4
- روني علي
- همسة ناعمة - 3
- وخزة
- مادة مطروحة للنقاش
- تداعيات -حل - القضية الكردية على المشهد السياسي في تركيا
- مشروع « الحركة الوطنية الكردية في سوريا » ..رسالة -للصم- وكت ...
- مجرد كلمات
- الرأي الآخر في أحضان ثقافة الأنا
- لماذا الحزب .. ؟ نحو التأسيس لثقافة حزبية تجسد مبررات وجود ا ...
- لكنة الوداع
- براميل من بارود ..
- ..بين الاقصاء والانفتاح
- على مقربة من خطوط التماس
- كل التضامن مع الأستاذ محمد الغانم .. الإنسان
- إعلان دمشق .. والموقف الكردي
- القضية الكردية في أجندة دعاة الديمقراطية .. - قراءة هادئة في ...
- الديمقراطية .. - ما لها وما عليها
- المرجعية الكردية في سوريا .. بين الرغبة والواقع
- !الحزب ( السياسي ) الكردي بين حكايا الليل وإملاءات النهار .. ...


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - روني علي - همسة ناعمة .. 5