أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - مرسي رسول -الإخوان- الى العالم!















المزيد.....

مرسي رسول -الإخوان- الى العالم!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 13:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



إن وصول رئيس ذي خلفية دينية، وينتمي إلى أكبر حركات "الإسلام السياسي"، كان يستدعي إرسال العديد من رسائل "الطمأنة" للعالم الخارجي، توضِّح شكل العلاقة بين مصر، في عهد سلطتها الدينية الجديدة، وغيرها من الدول.
ولا شك أن الغرب والعالم الآن، معجبون برئاسة محمد مرسي للرئاسة المصرية، وللسياسة الخارجية التي يتبعها مرسي حتى الآن. وهذه السياسة - دون شك - سوف تشجع باقي حركات "الإخوان المسلمين" خارج مصر، وفي العالم العربي الثائر منه، والذي سيثور ، على أن يتيح للإخوان المسلمين الحكم كما أتاحه لهم في مصر، ما داموا بهذه الأخلاق الاجتماعية والسياسية والإعلامية التي نراها الآن في مصر.
ولنلاحظ أن الغرب – خاصة – الذي كان متخوفاً وحذراً من حكم "الإخوان" ومن سلطة "الإخوان"، أصبح الآن يتسابق لتقديم الدعم المادي والسياسي لدولة "الإخوان". ومهما حاول مرسي في ندواته، واجتماعاته، وتصريحاته، أن ينفي "الأخونة " عن هذه الدولة، فلن يفيده ذلك شيئاً، وهو القادم من داخل هذه العباءة، ومن داخل هذه الكوة الدينية، التي كانت متشددة، فأصبحت تنافس الليبراليين في مناداتها بالتعددية، والديمقراطية، وحرية الرأي.. الخ.

الانتقام من عهود سابقة
ففي زيارة مرسي الأولى للصين، ثم لإيران، وهجومه الكاسح على بشّار الأسد، ونظام الحكم هناك، استطاع أن يثبت بوضوح، "أخونة" الدولة المصرية. وبأنه زعيم من "الإخوان المسلمين" أولاً، ثم رئيساً وحاكماً لمصر ثانياً. فهذا الهجوم الكاسح، من قبل مرسي على بشّار الأسد – ولا مثيل له من حكام العالم العربي الآخرين - ليس نصرة للثورة الشعبية السورية المتفجرة الآن، بقدر ما هو نصرة لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، الذين تأسسوا عام 1934 ، وجاء حافظ الأسد في عام 1982 وقتلهم شر مقتل، ومزقهم شر ممزق.
ففي زيارة مرسي للصين الشيوعية، تم تطبيق هدف "إخواني" سياسي واضح وصريح ، وهو تطبيق جزئي لـ "مشروع النهضة" الإخواني السابق، ومن مظاهر هذا التطبيق الفعلي:
1- أن "الإخوان المسلمين" ليسوا مؤسسة دينية، تضم مجموعة من الدراويش المعادين للغرب. فهاهم يقدمون كل يوم، البرهان تلو الآخر، بأنهم يسعون للحفاظ على علاقات وثيقة، ومتينة، وعقلانية مع الغرب. وكان آخرها دعوتهم لإلغاء "مليونيّة الجمعة" (14/9/2012) في ميدان التحرير، في القاهرة، احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام.
2- تهدف زيارة مرسي للصين الشيوعية والبوذية، الى إعادة التوازن في الشرق الأوسط، وإبلاغ واشنطن رسالة هامة، وهي أن مصر قادرة على إحداث توازن في علاقاتها الخارجية من خلال إقامة علاقات قوية مع حلفاء جدد إقليمياً ودولياً. كما قال مايكل هيجز (خبير استراتيجي بمؤسسة "ائتلاف استراتيجيات العالم الجديد") الأمريكي.
3- أصبحت هناك رغبة قوية لدى القاهرة، لتنويع حلفاءها الاستراتيجيين في المستقبل، سواء على الصعيد الدولي مثل الصين، أو الصعيد الإقليمي مثل إيران، وكلا الدولتين ستكونان محطات هامة في جدول زيارة الرئيس مرسي الخارجية في المستقبل. وقال موقع "روسيا اليوم" بأن مصر، ظلت لسنوات تعتمد على الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، والتي تحصل في مقابلها على دعم اقتصادي وعسكري كبير، لكن مع تغير الأوضاع في مصر حاليا وتولّي رئيس جديد، تغير الموقف إلى حد بعيد. فهدف مرسي من زيارة الصين، إعادة التوازن في الشرق الأوسط، واثبات أن هناك قوى أخرى في العالم، يمكنها العمل في المنطقة، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.
4- إذن، فزيارة مرسي للصين تمثل أحد أشكال الضغوط على واشنطن والغرب، ليسرع بتلبية مطالب مصر المالية، خاصة أن مصر طلبت دعماً اقتصادياً أولا من واشنطن، وقروضاً من المؤسسات المالية الغربية بما فيها صندوق النقد الدولي، ثم اتجهت إلى الصين لتطلب الاستثمارات. وهكذا أصبح "الإخوان المسلمون" ودولتهم القوية في مصر، لا يفرقون بين الشيطان الصيني، والشيطان الأمريكي. وحمل مرسي "مشروع النهضة"، الذي كان يحمله سابقه خيرت الشاطر، والذي يولّى للسياسة الخارجية لمصر قدراً كبيراً من صفحاته، بأنه، "لا بُد وأن تعود لمصر ريادتها ومكانتها الخارجية كما كانت عليه من قبل، لما تتمتع به مصر من موقع جيو سياسي وإقليمي، يجعلها من أهم دول المنطقة."
5- ولا شك، أن الصين قد استفادت من هذه الزيارة. فهي تضع على رأس أولوياتها، إيجاد موطئ قدم في منطقة البحر المتوسط، والعمل على تعزيز استثماراتها في منطقة قناة السويس، أهم ممر ملاحي في العالم. وقد أدركت مصر هذه الرغبة الصينية، وبدأت تعمل لتحقيقها من أجل تحقيق أكبر استفادة اقتصادية وإستراتيجية ممكنة. وبذا دخلت "دولة الإخوان المسلمين" في مصر قلب العالم، من أوسع أبوابه.
"ضربة معلم" أخرى!
أما زيارة مرسي السريعة لإيران وحضوره "مؤتمر دول عدم الانحياز"، وثنائه على الرئيس عبد الناصر، فاعتُبر مصالحة تاريخية نادرة، رغم تنكيل عبد الناصر بالإخوان، وإعدام أكبر زعمائهم، وهو سيد قطب. وبذا أثبتت "دولة الإخوان المسلمين" في مصر أن البراجماتية السياسية، ترجح على العداء العقدي مع العهود السياسية الماضية. وهذا مثال سياسي ليس خاصاً بمصر وحدها، بقدر ما هو مثال مُعمَّم، ويجب الاحتذاء به في كل العالم العربي، ويتخذه "الإخوان المسلمون"، في كل من سوريا الثائرة، والأردن التي تقف على حافة الثورة الشعبية المترددة هناك، نتيجة لتأرجح موقف التيار الديني (جبهة العمل الإسلامي) لعدم وضوح الرؤيا السياسية المصرية بعد، لهؤلاء.

السلام العالمي واحترام الأديان
والآن، يزور مرسي ايطاليا كرسول من "الإخوان المسلمين"، للهدف ذاته الذي زار الصين من أجله. وانتهز مرسي "هوجة" الهجوم على الفيلم المسيء للإسلام، وقال بأن "السلام العالمي لا يتحقق إلا باحترام كل الأديان"، موضحاً أيضاً أن تعاليم الدين الإسلامي، تُحرّم قتل النفس البريئة، وذلك في معرض تعليقه على حادثة مقتل السفير الأمريكي ببنغازي. وقال: "هذا شيء نرفضه تماماً. ونعزِّي الشعب الأمريكي فيمن قُتلوا في بنغازي. ونقول لهم، إننا كقيادة وشعب، ضد هذا العدوان. وقتلُ النفس بغير ذنب في ديننا، محرم، وممنوع."

تنفيذ بنود "مشروع النهضة"
وهكذا يقدم مرسي "جماعة الإخوان المسلمين" للعالم كحزب سياسي تقدمي، يفوق في تقدمية شعاراته كافة الأحزاب العربية الأخرى، التي خبرناها في الماضي، ويتحدى الأحزاب التقدمية، إن كانت تؤدي أداءً أفضل من أداء الرئيس مرسي حتى الآن، ويبشر بمستقبل سياسي جديد لجماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي.
وهكذا نرى - كجزء من "مشروع النهضة" الإخواني – أن مبدأ الريادة الخارجية لدى الإخوان، ينطلق من الدوائر المحيطة بداية من الدائرة العربية، ثم الإقليمية والدولية، ورسم سياسة خارجية متزنة مع الجميع، ومبدأ المعاملة الندية مع أمريكا، والحفاظ على المصالح المشتركة بين الدولتين. ورسم سياسة تعاونية مع الدول الافريقية. وتلك هي كانت كلها لُب وقلب "مشروع النهضة" الإخواني.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تعني رئاسة مرسي لمصر؟
- مصر بين اليأس والمجازفة
- أين شجاعة المعارضة الأردنية؟
- نسائم الثورة الأردنية العاصفة
- أزماتنا السياسية مصدرها رذائل أخلاقية
- دور المثقف في الخطاب السياسي
- رفعت السعيد و-الليبرالية المصرية-
- عندما تنتقد عظام الرقبة النظام
- إيران في -أنثروبولوجيات الإسلام-
- أصوات الحرية الأردنية
- قالت هُدى!
- قال النظام للمعارضة: -طز، وأعلى ما في خيلكم إركبوه-
- الشيخ أمين الخولي والمجددون في الإسلام
- دور المماليك في صعود التيار الديني المصري
- لماذا أصبح العرب -الرجل المريض- في النظام العالمي؟
- أيها المصريون: كما تكونوا يولّى عليكم
- القصر والبيت الأبيض والإصلاح
- أسباب صعود التيار الديني/السياسي
- مصر والدرس البليغ للعرب
- سؤال غبي يعرف اجابته الأطفال!


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - مرسي رسول -الإخوان- الى العالم!