أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هشام القروي - حول الشراكة الاستراتيجية الاوروبية الامريكية














المزيد.....

حول الشراكة الاستراتيجية الاوروبية الامريكية


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 10:56
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تيارات
تثير زيارة الرئيس بوش الى أوروبا عددا من القضايا المتعلقة بمستقبل التحالف الأطلسي. فكما يبدو من الحوار الذي افتتحه الرئيس الأمريكي مع نظرائه الأوروبيين , ليس هناك تغيير جدي في مواقف الطرفين بالنسبة لقضايا تعتبرها الولايات المتحدة ذات أولوية خاصة. ولا تزال هناك فجوة قائمة, على عدة مستويات, يرى بعض المراقبين أنه لأسباب سياسية واقتصادية وثقافية, فإنه من غير المحتمل أن تتغلب أوروبا عليها خلال فترة وجيزة من الزمن. فبالمقارنة مع الولايات المتحدة, تفتقد أوروبا الى امكانيات القيام بمشروعات ذات صلة بالقوة العسكرية , كما أن الأساس التكنولوجي لديها لا يقارن بالولايات المتحدة. فقواتها غير متماثلة مع القوات الأمريكية, ومذاهبها العسكرية مختلفة اختلافا كبيرا, وفي الوقت الذي اختبرت فيه الولايات المتحدة بنجاح نسبي تطبيق مفاهيم جديدة للحرب في أفغانستان والعراق, كانت أوروبا تخوض جدالا حول الطرق الجديدة لاستخدام القوة المسلحة.
وتتمثل القضية الكبرى على مستوى "الناتو" لا فقط في اجراء تحول في القوات الاوروبية , ولكن أيضا في ايجاد طريقة جديدة للتعاون الأمني الخاص بدول الأطلسي على أساس تقسيم جديد للعمل , مع وجود الولايات المتحدة باعتبارها المسؤولة عن تنفيذ العمليات العسكرية الكبرى, ووجود أوروبا باعتبارها المسؤولة عن الاستقرار وإعادة البناء, حسب مايراه الامريكيون, فيما يرى الأوروبيون أن هذا يتطلب انشاء شراكة أكثر تساويا, بحيث لا يقتصر الدور الأوروبي على جهود اعادة البناء والتمويل (كما هو الحال مثلا بالنسبة للتسوية الفلسطينية - الاسرائيلية , أو للعراق ).
لقد طغت المعارضة الموجهة ضد هيمنة امريكا على القوة العسكرية وعلى اتخاذ القرار فيما يتعلق بالعراق, على الاختلافات بين البلدان الأوروبية وأحضرت معا الدول التي لم تتفق على استراتيجية للأمن الأوروبي في الماضي. وتم تبني مبادرات جديدة لتأسيس تعاون أوروبي يتعلق بقضايا الدفاع. فيجدر التذكير أنه في ابريل 2003 - أي في نفس الشهر الذي شنت فيه الحرب لاسقاط النظام البعثي في العراق - اجتمع في بروكسيل رؤساء الدول والمسؤولون الحكوميون الآخرون من فرنسا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ في قمة للنظر في تشكيل اتحاد يهتم بالأمن والدفاع الأوروبي. قال المشاركون ان سياسة القطب الواحد الأمريكية لم تترك للاتحاد الأوروبي خيارا سوى تطوير سياسة خارجية وأمنية دفاعية موثوق بها لأوروبا تمكنها من أن تكون لها كلمة واحدة وبذلك تلعب دورها على الساحة الدولية. وبقيت العلاقة الخاصة بدول الأطلسي أولوية استراتيجية, لكن شراكة حقيقية بين الاتحاد الأوروبي والناتو اعتبرت بشكل متزايد شرطا أساسيا لأجل الوصول الى شراكة عبر أطلنطية أكثر تكافؤا بين أوروبا والولايات المتحدة.
أثناء الأشهر التالية لعملية خلع صدام, بدأ الزعماء الأوروبيون في ادراك أن الانقسامات بين دول أعضاء الاتحاد الأوروبي لن تهمش دور أوروبا فقط لكن أيضا يمكن أن تعرض عملية التكامل الأوروبي للخطر. وبعد ادخال اليورو خاصة, فقد أصبح واضحا لمعظم الأوروبيين أن فشل التكامل يمكن أن يؤدي الى عواقب اقتصادية وخيمة. أدى هذا الادراك الى محاولة جديدة للتصالح بين الزعماء الفرنسيين والألمان والبريطانيين أثناء قمة سبتمبر 2003 في برلين وبين الزعماء الألمان والأمريكيين في نيويورك بعد ذلك بأيام قليلة.
يرى البعض في هذا السياق أن الانقسامات الناشئة حول الأزمة العراقية, رغم أنها قدمت بعض العقبات الواضحة لصياغة شراكة استراتيجية جديدة, ربما أعطت في نفس الوقت دافعا نحوها من خلال المساعدة في تحسين بعض انقسامات مؤيدي الحد الأقصى ومؤيدي الحد الأدنى داخل أوروبا, ومن خلال توحيد أعضاء الاتحاد الأوروبي حول مبادئ الاستقلال العسكري الأوروبي , التي يمكن تحقيقها فقط من خلال الوحدة الأوروبية وشراكة متساوية مع الولايات المتحدة. هذه الطريقة لا تكون محاولة لخلق توازن مضاد للولايات المتحدة بشكل كلاسيكي. وليس من المحتمل أن أوروبا ستكون أو يمكنها أن تكون قوة عظمى تقليدية , فطبيعة أوروبا باعتبارها نظاما ما بعد حداثي, يقوم على أساس الاحتواء وتجنب استعمال القوة بين أعضائه, يمنعها من خلق توازن مضاد للولايات المتحدة.
بل هناك من يذهب الى أن رغبة أوروبا في شراكة استراتيجية موحدة مع الولايات المتحدة, تبين بدلا من ذلك, خوفها من التهميش والفصل المحتمل للأمن الأوروبي عن الأمن الأمريكي, وأيضا رغبة أوروبا في مواصلة تكاملها الاقتصادي والسياسي الداخلي بتكامل الأمن والدفاع بين أعضائه ومع الولايات المتحدة كذلك.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذين يكرهون الحرية يكرهون الانترنت
- بوش في أوروبا
- الفلسطينيون في المهجر الاوروبي
- تهديدات ارهابية جديدة
- لم يبق لسوريا خيارات سوى الانسحاب من لبنان
- اغتيال الحريري مثال لثقافة العنف السياسي
- الخروج من الدائرة المقفلة
- تهديد لايران ومناورات في باكستان وشكوك في السعودية ومصر
- الانتخابات العراقية في نظر الفرنسيين
- هل تزحزح رايس شارون؟
- ضرورات السياق السياسي في الصراع العربي الاسرائيلي
- هل أنت مع بقاء القوات الدولية في العراق أم لا؟
- محاسبة مجرمي الحرب في أفغانستان
- العالم الذي تعيش فيه: منتدى دافوس الاقتصادي
- رأي لوالرشتاين
- السودان: خطوات تستحق التشجيع
- حساب الربح والخسارة بين الاسرائيليين والفلسطينيين
- غزو ايران
- العراق كقاعدة للراديكالية الاسلامية
- الانتخابات الفلسطينية في تقرير عربي محايد


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هشام القروي - حول الشراكة الاستراتيجية الاوروبية الامريكية