مفوضية الانتخابات بين المسؤرلية والمحاصصة

عبدالعزيز خلف الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 00:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

اعطاء الاصوات في الدورات الانتخابية ، ليس بالضرورة ينتج عنه انتخاب اشخاص يتسمون بالامانة والنزاهة واحترام حقوق الناخبين. فقد علمتنا التجارب الماضية ان اغلب من تم انتخابهم لم يعد يهمهم وضع ناخبيهم والمناطق التي انتخبتهم ،وانما بات الوضع الشخصي في قمة اهتماماتهم والدفاع عن مصالحهم الشخصية له الاولويه على مصلحة من انتخبهم واوصلهم إلى مقاعد مجلس النواب .
لا بل انقلب الوضع إلى الصبغة العائلية في تسلم المناصب الوزارية التي افضت المحاصصة الطائفية ، إلى ان يكون التمثيل الوزاري على التكتلات الانتخابية ، فنشاهد رئيس الكتلة او الشخص المتنفذ فيها يقوم بترشيح اخيه او احد اقاربه للمنصب على امل ان ترسو كعكة العقود او المقاولات التي تخص الوزارة في تمويل اشخاص محددين او تمويل الحزب او الكتلة التي ينتمي اليها ، والادهى من ذلك ماتتناقله وسائل الاعلام من بيع المناصب الوزارية بملايين الدولارات لاشخاص في سبيل الوصول إلى احد كراسي الحكم ، ويقودنا ذلك إلى كيفية تسديد المبالغ المدفوعة والطر ق التي يتم بها لاهتدينا إلى احد اسباب الفساد الاداري والمالي في العراق
. التجارب الديمقراطية في البلدان التي تتخلص من الحكم الدكتاتوري، تمر بتجارب قاسية في مسيرة التحول الديمقراطي ، فتكون عرضة لعمليات فساد مالي واداري ، بسبب نقص التجربة الديمقراطية ووصول قادة يفتقرون إلى الحد الادنى من التجربة و الشعور الوطني الصادق لعملية التحول الديمقراطي ، وعدم رسوخ القوانين على ارض الواقع بما يضمن تطبيقها على الجميع بدون استثناء.
ماحصل خلال الايام الماضية من اختلاف على الاشخاص الذين سيشكلون مفوضية الانتخابات، من خلال كتل سياسية او قوائم او احزاب في مجلس النواب يكشف حجم المأساة التي نعاني منها في حقيقة من يمثلوننا وصدق نواياهم في خدمة الشعب العراقي .فالاختلاف على عدد اعضاء المفوضية مابين تسعة اشخاص او خمسة عشر اخذ وقتا وجهدا من مناقشات المجلس حتى استقر العدد على تسعة اشخاص ، رغم رفض العديد من الكتل والاحزاب على هذه النتيجة ، والتي اعقبتها مشكلة التصويت عليهم ،ومارافقها من عملية رفض او قبول او انسحاب للكتل السياسية ، ثم عمليات الرفض على اختيار الاشخاص من منطقة معينة او من كتلة محددة ضمن الكتل الكبيرة احدث شرخا في عملية بناء الثقة المتهرة في بعض القوائم المشاركة بالعملية السياسية .
اذا كنا لم نستطيع الاتفاق على مفوضية الانتخابات في اختيار العناصر الملائمة بعيدا عن المحاصصة ، فكيف بامكاننا ان نبني وطنا ديمقراطيا يشعر المواطن فيه ان المواطنة هي الاساس .
[email protected]

#عبدالعزيز_خلف_الجبوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات