أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ثنائية القوة والضعف















المزيد.....

ثنائية القوة والضعف


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثنائية القوة والضعف
كتب مروان صباح / قد يتعرف المرء لحجم منسوب التحدي والاستجابة من خلال الكائنات الحية ليس بالضرورة عن طريق الإنسانيين بل مفتوحة دون قيود على الحيوانات والنباتات كونهم خُلِقوا يحملون في خصائصهم امتيازات لا تحتاج من التفكير والجهد العقلي لعدمية وجوده ، على العكس تماماً للإنسان الذي يتطلب منه مجهود نوعي وتدريب مصحوب بالصبر كي يستطيع تفعيل العقل من أجل أن يقوده أثناء الحياة ، وإذا نظرنا نظرة تأملية إلى سطح كوكبنا نجد بأن الجماد آخذ حيزاً والنبات كذلك آخذ حيزاً ايضاً لكنه ينمو ، كما أن الحيوان له ذات الحيز إلا أنه ينمو ويتحرك بالإضافة للإنسان الذي يتمتع بالحيز والنمو والحركة لكنه يمتلك العقل الذي يميزه تماماً عن باقي المخلوقات التى إذ تنازل عنه يتراجع إلى المكانة الأدنى فيصبح هيكل إنسان بتصرفات غير إنسانية ، لهذا قد حوصر بين المكانة الأولى والثانية لأن الثانية الوحيدة من الثلاثة تمتلك وتتمتع بالحركة الذي جعل بعض المندفعين لمعرفة الذات أن يقعوا في كمين التشابه دون الأخذ بالفوارق والمقارنات .
تأتي أهمية التربويات كون وظيفتها الأساسية حماية والدفاع عن ما يمتلكه الإنسان من قدرات عقلية تساعده في تطوير وتنمية وتنظيم الأرض وما عليها من كائنات اخرى بحيث تتحول إلى تراكمات بناءها يشبه الأمواج المتلاطمة منها يصل إلى الشاطئ ويمكث ومنها تعود كي تعيد الكرة دون أن تيأس من محاولاتها المتكررة بهدف تسليم الأخر ما بنيى على بذرة البذور وبعيداً عن اللون أو العرق بل تبحث دائماً وأبداً عن من يستطيع البناء على ما هو قائم ومن يشبهها بالكفاءة .
ثنائية القوة والضعف التى يحملهما المرء في تكوينه العضوي والفكري تبقيان مجهولتان لعدم التفكير بهما بشكلهما النسبي لاعتقاد المرء أن الكفة راجحة دائماً هي القوة كونها نابعة من الرغبة لا الواقع ، تعود تلك الاعتقادات إلى الانماط السائدة نتيجة حاصل جمع تربويات التى تُشبع بها المجتمعات فتتحول إلى اشبه بالبالونات دون اللجوء إلى اختبارات عملية يقاس فيها الحجم الطبيعي والفعلي لهذا وذاك ، بالتأكيد كما هو مجرب أن ما هو كامن داخل المرء من قوة اضعاف مضاعفة للضعف لكن قياس منسوبهما مرهون بالحياة العملية وتابعياتها من مواقف ومطبات وغيرهما رغم أن الإنسان في غالب الوقت يعيش في سبات يوصف بالمزمن عن عديد من الثنائيات التى تكمن في جسده كأن هناك ثقافة ارتهن إليها دون أن ينتبه هي التأقلم التى تؤدي بعد أربعين يوم إلى تحويل من فيها إلى اشبه بالقطيع فيصبح يتحسس لما هو منّ عشب وعلف بدل أن يبحث في ثقافة دفع التفكير التى تبدأ بالعصيان و المساءلة ، ابتداءً بالأمور الصغيرة قبل الكبيرة التى تدفعه لكي يصل إلى فهم ما يمتلك ومنها فقط يمكنه الإجابة عن تساؤلات عديدة تقف عند الأذنين تنتظر من يسقيها ببعض المنطق كي تنهضم في العقل .
هناك اناس ما ان يبدؤوا بسير في زقاق الحياة يصابون بالإغماء لمجرد ذكر كلمة ضعيف لكنهم سرعان ما يتكشف أن هؤلاء المسكين يشبهون الطواويس فهم مجرد ريش ملون ومنقوش إلا أن عند أول احتكاك جدي يتساقط الريش على الأرض حتى يتحول إلى قوس قزح ويظهر لحمهم الضئيل الذي لا يقوى على الدفاع عن ما كان يدور في الخيال من رغبات سوبر مانية تتبدد واقعياً وتطغى عليها حالة الضعف الواقعي على الخيال المرغوب ، فتتحول الحادثة الأولى إلى صعقة حياتية دون أن ينتبه من يصاب بها أنها ليست النهاية بل بحاجة إلى معالجة تعيد توازن المنسوب للقوة والضعف ، لكنها كما يبدو أن الأغلبية تنتقل إلى مرحلة اللاعودة حيث تتعاقب المواقف من هذا النوع واحدة تلو الأخرى حتى يصبح الأمر مسلم فيه خصوصاً عندما يلتقط الآخرين حالة الضعف عند المصاب تزداد السكاكين اتجاه الضحية دون رحمة بالعكس لما يفترض أن يكون من تقديم معالجات تساعد المباغت وانتشاله بصعقات تعيد التوازن له ، فهذه الثنائية مثل كل شيء تتعلق بالإنسان ، فالإنسان مهما كبر أو صغر حجمه لا يتجاوز المترين ونيف إلا أنه يمتلك عقل يستطيع أن يتخيل ويفكر وينتج من خلاله اشياء تفوق كل التوقعات ، إذ ما أحسن استخدامه رغم تفاوت الامكانيات للتعامل مع العقل من شخص إلى اخر ، لهذا المسألة تبقى بعيدة عن المحسوس والمرئي لدى الكثير بل تعتبر من التفاصيل الغير مهمة طرحها أو الغوص بها في حين يبلغ حجم العقل مدارات يمكن أن لا تنتهي إذ ما وضع للقياس وبرغم من حجمه اللامحدود يتواجد داخل الرأس أي ضمن جسم الإنسان ، تماماً كذلك القوة تتواجد أيضاً في ذات الإنسان بمنسوب تتفوق على الضعف وتتجاوز ما تفرزه الأعضاء الجسم من حركات تدافع بشتى الطرق لأي تعرض للجسد .
غياب ثقافة المعالجة ، وثقافة ارتهنت إلى ما يقع من صدفة في طريقها أدى إلى عطب الأبعاد الأخرى وقلل من امكانية التربويات أن تتدخل في الوقت المناسب لِتُحدث تغيير يؤدي إلى رفع المناسيب الإيجابية ، دون ذلك يعني شيء واحد الاستسلام للحمقى الذين انتظروا استخراج العسل من البعوض بعد ما علفوه بشيء من السكر ، فتحولت المسألة من فشل إلى أخر نتيجة تكرار ذات المحاولات العوراء التى أدت في كل مرة إلى اخفاقات كانت مؤكدة ، لكن سيبقى الباب على الدوام كعادته موارباً يصلح للخروج والدخول وقابل في أي لحظة العودة إلى الذات كي تعيد من أول السطر بناء ما سقط سهواً أو قصداً .
نحن بحاجة للخروج من حالة اللجوء نحو الزاوية لكي نخرج ما لدينا من طاقة على غرار ما يحصل مع القط ، عندما تجعله بعض المواقف أن يتحول إلى فهد دفاعاً عن ما يمتلك أو لأنه استشعر بالخطر القاتل ، فذلك دفاعاً قاصراً لا يتعدى الاستجابة لنكسات يتعرض لها المرء بشكل مباغت إن كان بالعمل أو في شتى مناحي الحياة ، بالعكس تماما لمن هو متسلح بأدوات التعامل مع الطاقات الكامنة التى تظهر القوة في ذروة الأزمة متحديةً غير مستسلمة ، واضع المشكلة ضمن دائرة الحل كي لا تنفلت ويصبح هو داخلها وهي حوله ، بيد أن القوة الفاعلة لدى صاحبها تجعله يقترب ويبتعد من المشكلة وفي جميع الإتجهات بهدف تفكيكها ومعرفة أسباب حدوثها وتسللها وذلك لا ينطبق فقط على الفرد بل ايضاً تشمل المؤسسات والدول والإمبراطوريات وتتطلب منها جميعها قوة تجيد قراءة ما حدث وتستخلص العبر والدروس كي لا يحذف منسوب التحدي ويتفوق منسوب الإستجابة ويقضي المرء ما تبقى من عمره يحلم أنه يوماً ما كان يشعر بفائض القوة .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم
- ثراء يصعب فهمه أو هضمه
- الشعب هو الضامن الوحيد لمستقبله
- راشيل جريمة كاملة دون شهود
- من مرحلة الخوف إلى التربص
- من جاء إلى الحكم على ظهر دبابة لن يرحل إلا تحتها
- أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
- تحالف المشوهين
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة
- التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد
- صفحات بلا فصول
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ثنائية القوة والضعف