أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادير - إعادة إنتاج أفلام ومساخر - مطايا -التطرف !














المزيد.....

إعادة إنتاج أفلام ومساخر - مطايا -التطرف !


سعد سامي نادير

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 18:36
المحور: كتابات ساخرة
    




قرأنا في الابتدائية، قصة "الخروف العنيد " الذي لا يريد أن يعبر النهر. كان تجنيا على المسكين، تهمة وثنية لذبحه في أفراحنا وأحزاننا. فالعناد ليس من عادة الخراف. العناد إحدى صفات المطايا -البغال والمتطرفين !
كبرنا فوجدنا ان شعوبنا تتسم بالعناد، كعناد أولي أمرها وقادتها، وهي ذات التهمة لسوقنا كالبهائم لمسالخ الساسة وأقبية الذبح والحروب.

نحر سياسي متطرف، عشرات الخراف نذوراً لنجاته من حادث إرهابي. في وليمة الفرح الوطني ، قُدمت الأضاحي المسكينة، مشوية ومحشوة بالرز واللوز. من المدعوين، صحفي يعرف خفايا وحقيقة آكل السحت هذا . مسك لحمة ، وبدل من البسملة، اكتفى بنكتة دخلت التاريخ: ( شنو ذنب "الطِلي – الخروف"، يتحمل خطيئة "المطي" ).
"المطي" بالعراقي، هو مذكر "مطية". أيّ دابة تـُـمتطى وتـُقاد !: حيوان، رجل، زوج أو سياسي ،عميل..! وأشدها بؤساً وبأساً وفتكاً بالآخر: الفكرة. فيقال للمتطرف :راكب راسه !!!

أمر محير ما يجري في هذه الأمة ! أمة تقودها خلال ألف عام، "مطايا" عنيدة" راكبة راسها" أبت خلالها، ان تعبر فجوة تاريخية تفصلها عن التحضر والعلم والمعرفة. فجوة تخلف، هي كالكون، تزداد اتساعا كل يوم، ونحن ما زلنا نركب نفس المطية ونفس الفكرة: نحن خير أمة أخرجت للعالمين !
مجد عظيم قد أفل ونحن نكرر مساخر التاريخ دوماً وبعنف، من دون عظة.! عنف ومآسي ودم وتخلف حضاري مخيف هو كل ما جنيناه، وما جنته حضارتنا العريقة من تسفيه.

في مسخرة الفلم المسيء للرسول ، دعونا نسأل: من مكـّن متعصب أحمق تافه يشاطر إرهابنا التطرف والتعصب والعته، ان يفعل كل هذا الخراب والموت ؟؟
فلم سخيف جدير بالازدراء والقمامة.. فلم بلا مقاييس فنية ، هو أتفه من ان يُشاهد ، كي تدور عليه دوائر الشر والتخلف..

ليس غريبا ان يفعل المساس بالأديان والمعتقدات، كل هذا اللغط والموت والخراب. لكن تكرار المساخر يؤكد وجود خلل بنيوي في منظومة الإسلام الفكرية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية.
فهل ستبقى الخراف نتحمل وزر وخطيئة "المطايا" !؟ فالمسخرة الأخيرة، أعادت تفجير الموقف السياسي الهش من جديد. وحصدت من الذنوب والضحايا ما تجاوز " خرافنا" الإسلامية، الى رؤوس كبار بدرجة سفير أمريكي ومارينز، وأحرقَ سفارات. ذنوب لها استحقاقات يجبعلينا دفعها!!
حماقة المتعصب، انه لم يسأل نفسه يوما: هل كان سيعتبر كافراً لو إن الله خلقه في الصين، على دين أبوين بوذيين . أو من أب مسيحي في روما!! أو من أب مسلم في ماليزيا..! ان عار التدين المتعصب، انه بلا فكر ودون عقل ، يؤمن بمسلمات تاريخية بلا شكوك ودون أسئلة!

أحداث ليبيا مثلا، ذريعة ليس لها علاقة بالدين، فخسارة الإسلاميون الانتخابات أمام الليبراليين أفقدهم صوابهم، فبرر للإخوان استخدام السلفيين كالعادة، مطية لتمرير مخططاتهم ولرفع سقوف مطالبهم مستقبلا والسيطرة على الشارع.
فلا غرابة على قادة الاخوان والسلفين الذين احتضنهم وأهلهم الغرب لسنوات، في ان يعرفوا ان امريكا رغم استنكارها للفلم المسيء للرسول رسميا، لكنها لا تستطيع منع عرضه. هناك خط أحمر يكفل حرية التعبير، لا يمكن تخطيه، كما يقول ساستها. هنا تكمن مصيبتنا ، ذنبنا نحن المساكين المهمشين، فنحن نقف مذعورون في نقطة تقاطع مصالح خطوط الإسلام السياسي الحمر، مع خط حرية التعبير الدامي الذي جلب لنا الويلات وسيجلب الكوارث في فلم جاهز على الابواب.

قصة القس المتطرف "تيري جونز" ليست ببعيدة، فقد أراد حرق القرآن في ساحة مانهاتن في ذكرى 11 ايلول. منعته الكنيسة، وضغط الرأي العام وقوى مدنية فاعلة ليس إلا..
في حالنا المزري، وضمن منهج رعاع القطيع السارح في ربيعنا الإسلامي الأجرد، ثمة " مطايا " تقود الجموع والمرحلة معاً. يُرى فيها الغوغاء وحدهم بالواجهة ، يمثلون "رأينا العام". وبمسخرة يعيدون إنتاج كل أفلام الغرب المسخ ومساخر التطرف من جديد. لكن ، على الواقع وبأبشع صورة. ان ذكرى 11 ايلول الدامي، تكرر انتاج المساخر الدامية دوماً.
لعل ما في نفس يعقوب استراتيجيات كبرى، تتحمل وزر وآثام كل متطرفي لأديان وأفكار الوهم الشريرة. وربما يقتضي لتنفيذها، التضحية بسفير في باكستان وآخر في بنغازي، و حتى التضحية بـ 4000 جندي أمريكي آخر، مهيأ وجاهز لـ"تحرير" شعب مضطهد آخر.!. يا لعار المطايا!



#سعد_سامي_نادير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادير - إعادة إنتاج أفلام ومساخر - مطايا -التطرف !