أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - حدود التدنيس وقوة المقدس في لحظتنا الراهنة














المزيد.....

حدود التدنيس وقوة المقدس في لحظتنا الراهنة


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


ما هو المقدس؟
وما هي قوته؟
وهل المقدس دائماً قرين المدنس وصنوهُ؟
وكيف يكون فعل التدنيس في ثقافتنا العربية الراهنة؟
يجب أن نؤيد استفسارات واستجوابات من هذا القبيل.
ومن جهتي أشجع هذا الطرح وهذا التساؤل حول مصير ومسير المقدس في ثقافتنا الراهنة بخاصة.
لماذا؟
لأن البحث في المقدس والتساؤل عنه هو في الوقت ذاته إبطال لمفعول قدسيته، بل إنه شكل من أشكال انتهاكه وفضحه.
إن المقدس هو كل ما يتعين عليه أن يكون موضوع احترام ديني من قبل جماعة من المؤمنين. والمقدس وفق جميع التعاريف هو الدينيّ ولا شئ غير الدينيّ.
وفي الانثروبولوجيا فالمقدس هو تسمية يطلقها المجتمع على أشياء وأماكن وأعمال يعتبرها واجبة الاحترام لاعتقاده باتصالها بعبادة الآلهة أو القوى الما- فوق- طبيعية، أو لأنها ترمز إلى القيم الأساسية للمجتمع، ولهذا فهي تصان من العبث والتخريب. اي من التدنيس.
لماذا التدنيس؟
يبدو لي الأمرُ لغوياً هنا. فإن كل سؤال عن المقدس يتحول إلى سؤال عما يعاكسه ويخالفه، وكل تعريف للمقدس يحيل بالضرورة إلى تعريف ما نصطلح عليه بالمدنس. والمدنس هنا هو الدنيوي المتوسخ في مقابل الديني النظيف. هنا لسنا أمام طِباق دياليكتيكي بقدر ما نحن أمام إمكانية حاضرة على الدوام للعبور من المقدس الى المدنس ومن المدنس الى المقدس على حد السواء.
واذا قلنا إن المقدس هو الديني لا غير، فإن المدنس يعني كل شئ دنيوي خارج عن نطاق الدين وكل سلوك لا يمت الى الطقوس التقديسية بصلة. من هنا يكون الأمر واضحا لدينا. فالثنائية مقدس مدنس هي الثنائية أُخرَوي دنيوي، وهي نفسها ثنائية سماوي أرضي ونفسها ثنائية نظيف وقذر، لكن، وهنا يجب الحذر، هي نفسها بالضبط ثنائية السياسي والثقافي. وهناك من المفكرين المعاصرين من يرى إن المدنس ينحصر في اللاسَويّ واللانظاميّ، أي في كل ما لا يتطابق مع المتعارف عليه والدارج والمألوف.
وفي هذه اللحظة التاريخية تحديداً يتحالف الدين والسياسة من أجل مناهضة الثقافة. ويصبح المقدس هو الضمانة لكل انسجام في النسيج الاجتماعي بينما يكون الثقافي متهما بالفوضى والخروج على الطاعة.
إن ما يحصل الآن في عالمنا العربي ضمن ما يسمى بالربيع العربي ما هو إلا شكل من أشكال تحالف قوى الدين والسياسة التي جمعتها لحظة انعتاق تاريخية صادقة حركتها الجماهير، ضد قوى الثقافة والوعي التي يصعب عليها أن تذهب للبنيان تحت الراية السوية قبل أن ترفع معول الهدم لتحطيم العالم القديم من أساسه فكرا وسلوكاً.
إن التدنيس هو الأمل الأخير لأمة نهضت بعد قرون سبات لأنه الأكثر تأرضاً وتجذراً وواقعية ودنيوية. على المثقف أن لا يبارك للسياسي أبدا مثلما عليه أن لا يبارك لسَدَنَة المقدس أبدا فلا لقاء بين السماء والأرض كما لا لقاء بين الجوع والشبع.
أن تكون مثقفاً هنا والآن يعني أن تخالف القداسة، وأن تكون مدنسا بكل ما يمنع حلف الدين والسياسة بأن ينعم بحياة هانئة لا يشوبها القلق.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر والمعنى
- قصيدة حب - من الشعر الانكليزي المعاصر
- وفاء كتاب الحراسة
- الانقِلابُ العثمانيُّ
- ستَّ عشرةَ طريقةٍ لاصطيادِ فراشةٍ
- قلْ وداعاً للناشر العربي
- سلوى النعيمي: أرى شيئاً من البذاءة في الكتابة عن المواقف وال ...
- الشاعر خزعل الماجدي: في الديموقراطيات الجديدة سيكون الإسلام ...
- في اليوم العالمي للمسرح العراقي: الأدب المسرحي أولاً
- الفنانة زهرة الأجنف في رقصة الخُطَّاف ما بين النجمة والمحفل
- تَقْرِيْظٌ اِلْمَكَاْنْ في دَير الرُّبَّانْ
- وإنَّ منَ الشِّعرِ لَسِحْرَا
- سيشتري بها ساعة يدوية: 50 ألف جنيه إسترليني لجوليان بارنز عن ...
- قُلْ لا حتى ولو كنتَ على نَعَم
- نادرة محمود في حوار مع حكمت الحاج حول الفن التَّقليليّ وذكري ...
- كفانا حُبَّاً.. كفى وصايةً
- من الثورة إلى المؤامرة: خريفنا وربيعهم
- تراتيل لآلامها رواية جديدة للكاتبة التونسية رشيدة الشارني عن ...
- * فاتح عبد السلام يَفتحُ -عينَ لندن- على مُدُنِ الشرق البعيد ...
- عندما زلَّ اللسان بالزميلة وَجْد وَقْفي فنطقتْ بالحقيقة المر ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - حدود التدنيس وقوة المقدس في لحظتنا الراهنة