أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد البشيتي - -وسطيون-.. -سلفيون-.. -جهاديون-.. -تكفيريون-..!














المزيد.....

-وسطيون-.. -سلفيون-.. -جهاديون-.. -تكفيريون-..!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 14:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الفكر (أو العقيدة)"، أكان أرضياً ("وَضْعيَّاً") أمْ منسوباً إلى السماء، كشجرةٍ؛ لا بدَّ له (في نموِّه) من أنْ يتفرَّع؛ و"التفرُّع" إنَّما هو اختلافٌ (وتباينٌ) يتَّحِد اتِّحاداً لا انفصام فيه مع التماثُل في الأصول والجذور، أو في "العام" منه؛ وهذا "الاختلاف" يَضْرِب جذوره عميقاً في ظروف المكان والزمان، وفي أرضية المصالح والحاجات، التي بتبدُّلها تُنْتِج مزيداً من "الفروع"، وتأتي بمزيدٍ من الاختلاف؛ ومع مرور الوقت، قد يتعدَّد الواحد، ويغدو النَّوع أنواعاً.
والآن، وفي مجتمعات وبلاد "الربيع العربي"، تهيَّأت الأسباب والظروف لظهور الكامِن من الاتِّجاهات والتَّيَّارات والميول التي تنتمي جميعاً إلى "الإسلام السياسي (والفكري والثقافي..)"؛ ولقد شدَّد هذا الاختلاف أو التباين الذي نراه ونعاينه ونسمعه الحاجة إلى تعريف المُسْلِم، أو إلى الإجابة عن سؤال "من هو المسلم؟"؛ فـ "الأنواع" كثيرة متكاثرة، ومنها على وجه الخصوص، أو على سبيل المثال لا الحصر، "الوسطي"، و"السَّلفي"، و"الجهادي"، و"التكفيري".
وفي "أزمة الفيلم المسيء (إلى النبي العربي)"، رأيْتُ الشيعي (في لبنان والعراق وإيران..) والسني ينتصران معاً للنبيِّ العربي، ويُوحِّدهما، في غضبهما، شعار "إلاَّ رسول الله!".
لكنَّ هذه الوحدة ليست بالخالصة مِمَّا يُفْسِدها ويسيء إليها ويُضْعفها وينال من قوَّتها، لا بَلْ ليست بالخالصة مِمَّا يُشْعِل فتيل الصراع الكامن فيها؛ فانتصارهما معاً للنبي العربي لا يعني أنَّ كليهما يَنْظُر إلى الآخر على أنَّه يماثِله، أو يشبهه، في "القرابة الفكرية والعقائدية (والدِّينية)" للرسول؛ فكلاهما يَنْظُر إلى نفسه (بمعناها أو مفهومها الفكري العقائدي الدِّيني) على أنَّه الأقرب إلى رسول الله، والأكثر التزاماً لنهجه.
لقد اتَّحدا ضدَّ من (وما) يسيء إلى رسول الله؛ وإذا ما أتت الإساءة من مَصْدَر غربي على وجه الخصوص؛ لكنَّهما ما زالا يُبْديان عجزاً (وعجزاً متزايداً) عن الاتِّحاد في الرؤية والنهج، في الفهم والتفسير، وفي كل ما من شأنه أنْ يجعل الاختلاف سبباً للحوار، لا سبباً لصراعٍ مُنْتِجٍ لاقتتال، يَتَّخِذ من "التكفير المتبادل" مبتدأً فكرياً له.
وفي هذا المناخ نفسه، أيْ مناخ "أزمة الفيلم المسيء"، ظَهَر واتَّضَح مزيدٌ من الاختلاف والتباين بين الاتِّجاهات الإسلامية الشائعة الآن كـ "الوسطيين"، يُمثِّلهم في المقام الأوَّل، أو على وجه الخصوص، "الإخوان المسلمون"، و"السَّلفيون"، و"الجهاديون"، و"التكفيريون".
وكلُّ اتِّجاه يؤمِن إيماناً لا يتزعزع بـ "مثاليته الدِّنية (الإسلامية)"؛ فهو سادِن الحقائق المُطْلقة في صوابها الدِّيني، و"المرجعية الشرعية" للمسلمين جميعاً في أمور دينهم، وأمور دنياهم التي ينبغي لها ألاَّ تختلف أساساً وجوهراً عن أمور دينهم، وهو الذي يُمثِّل الفهم الأصح والأدق (إنْ لم يكن الصحيح والدقيق من دون سواه) لـ "شَرْع الله"؛ ويكفي أنْ تستبدَّ هذه "الصورة" بعقول (ومشاعر) أصحابها، أيْ صُنَّاعها، حتى يصبح أمْراً من السهولة بمكان أنْ يُكفِّر بعضهم بعضاً؛ فكلَّما ضاقت "المرونة الفكرية" اتَّسَعَت ظاهرة "التكفير (المتبادل)"، مع ما تتسبَّب به من كوارث ومصائب.
حتى في "الصِّفة"، أو "التسمية"، يتنازعون؛ فكثيراً ما سمعتُ ممثِّلين لجماعة، أو جماعات، "الإخوان المسلمين"، من "الحاكمين" الآن، أو من "المحكومين"، أو مِمَّن لم يحكموا بَعْد، يقولون: "إننا نحن السلفيين (الأقحاح)"؛ وكأنَّهم يسعون في انتزاع "السلفية"، صفةً وتسميةً، من "السلفيين"، الذين لا يرون في "الإخوان المسلمين"، نهجاً وفكراً وممارسةً، ما يجعلهم مشمولين بـ "السلفية".
ونرى "الجهاديين" في خصومة مع الطَّرفين معاً، أيْ مع "الإخوان المسلمين (الوسطيين)"، و"السلفيين"؛ فـ "الجهاد"، بمعنى "القتال محاماةً عن الدِّين"، ولجهة التزامه قولاً وفعلاً، هو "الميزان" الذي يَزِنون به "إسلامية" المسلم، أكان فرداً أم جماعةً، تنظيماً أم دولةً.
إنَّهم "سلفيون"؛ لكن من النوع "الجهادي"؛ فـ "الجهاديون"، في عرفهم ومعتقدهم، هم "السلفيون الأقحاح"، وهم، من ثمَّ، "المسلمون الذين لا ريب في إيمانهم"؛ فـ "المسلم" هو الذي دائماً يُقاتِل، فيَقْتُل ويُقْتَل؛ وليس بالأمر "الحرام"، أو "المُحرَّم"، أنْ يذهب مسلمون أبرياء ضحية قتاله، أو ضحية قنبلها فجَّرها؛ أمَّا سبب هذا "التحليل" فهو تَعَذُّر أنْ تؤذي "العدو" من غير أنْ تؤذي، في الوقت نفسه، مسلماً بريئاً؛ فإذا قُتِلَ هذا المسلم احتسبه القاتِل عند الله شهيداً!
أمَّا "التكفيريون" فيُكفِّرون الناس أو البشر جميعاً تقريباً، فلا يستثنون إلاَّ أنفسهم؛ و"التكفير" عندهم لا ينتهي بنَسْبِ هذا المسلم أو ذاك، هذا الإنسان أو ذاك، إلى "الكفر"، أي بتصنيفه على أنَّه "كافِر"؛ وإنَّما يبدأ به؛ فـ "القتل"، وأشباهه، هو "العقاب" الذي يستحقه كل من تواضع "أهل التكفير" على "تكفيره"!
إنَّه لأمْرٌ جيِّد أنْ يسمح لنا "الربيع العربي" بمعرفة وكشف ما نعانيه من أمراض؛ لكنَّ هذا "الجيِّد" لن يصبح "جيِّداً جِدَّاً" إلاَّ إذا أتتنا التجربة (بحلوها ومُرِّها) بما يعيننا على الشفاء منها؛ فـ "المرض" لا يأتي إلاَّ ومعه ما يقاومه، ويسعى في التغلُّب عليه، في داخل المريض نفسه أوَّلاً.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -النووي الإيراني- يتمخَّض عن -هيروشيما سوريَّة-!
- جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القار ...
- كَمْ نحتاج إلى -التنظيم الذاتي المستقل-!
- هل تأتي على يَدَيِّ مرسي؟
- لله يا ناخبين!
- كاوتسكي حليفاً لبشَّار!
- البنك الدولي يقرع ناقوس الخطر!
- مرسي مُتَرْجَماً بالفارسية!
- رِحْلَة نظريَّة في أعماق المادة!
- في -السقوط-!
- موت -اللغة- في جرائدنا اليومية!
- لهذه الأسباب لا أُشارِك في الانتخابات؟
- أجَلْ ثمَّة ثورة في سورية ومصر وتونس!
- -الجيوش- من وجهة نظر -الربيع العربي-!
- سَطْوَة الدِّين!
- قانون -الانتخاب الطبيعي- بنسخته الاجتماعية!
- جُمْلَة واحدة.. هل ينطقون بها؟!
- لا تَخْشُوا ما لا وجود له!
- مرحى مرسي!
- هذا العداء لإسرائيل لن يخدعنا!


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد البشيتي - -وسطيون-.. -سلفيون-.. -جهاديون-.. -تكفيريون-..!