أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - لقد أعطانا الدكتاتور وابنه سببا لكي نتحد














المزيد.....

لقد أعطانا الدكتاتور وابنه سببا لكي نتحد


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 01:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من أساليب الدكتاتور في التمتع باغاضة العراقيين، انه كان يظهر عليهم بدل عرض برنامج الرياضة في اسبوع تقديم مؤيد البدري، هذا البرنامج كنا ننتظره بلهفة لا تصدق، فقد كان النافذة التي نطل من خلالها على العالم المتحضر، ونشهد آخر ما قدمه المبدعون من فنون الرياضة، كان الدكتاتور يختبئ في احد قصوره طوال أيام الاسبوع ثم يخرج للعلن في زيارة لاحد المحافظات يوم الثلاثاء، ذلك اليوم الذي يبث فيه برنامج الرياضة في اسبوع، فيبدأ القائد في بث مقاطع زيارته منذ الساعة الثامنة مساءً موعد نشرة الاخبار الاولى، وهي مقاطع لحركة سيارته على الطريق العام بين بغداد وتلك المحافظة، ثم تنتقل اللقطات الى حشود الجماهير التي تستقبله ثم استقبال المحافظ له ثم خروجه للحشود بعدها عدد من الاطلاقات النارية التي يطلقها بيده ثم كلام سخيف ليس له معنى بعدها هتافات مجنونة لا تفهم منها شيئ ثم يعود القائد الى سيارته المرسيدس ويتجول في المدينة والجماهير تجري خلفه واخيراً طريق العودة من تلك المحافظة الى بغداد حيث يقيم بطل الامة العربية، القائد الضرورة، حامي البوابة الشرقية، قائد قوات ذاك الصوب.
هذا الفلم يأخذ ساعتين إلا خمسة دقائق، وتنتهي الساعة العاشرة تماماً لنعود الى نشرة الاخبار الثانية فيعاد نفس الفلم الى الساعة الثانية عشر لينتهي البث بالسلام الجمهوري، استمر هذا الحال سنين حتى انتقل السيد مؤيد البدري للعمل في قطر، فاستراح واسترحنا من انتظار برنامجه، واغلقنا نافذتنا على العالم.
عندما جاء عدي الى الرياضة فتح لنا باب لم نكن نتوقعه، فبعد أن اسس نادي الرشيد الرياضي، وصعد به كالصاروخ الى الدوري الممتاز، عمل على سحب كل لاعبي المنتخب العراقي بكرة القدم الى الرشيد باستثناء عدد قليل منهم مثل حسين سعيد وجمال علي وعلي حسين. شيئ فشيئ صرنا نجد في فوز نادي الرشيد المتخم بالنجوم على اندية عريقة مثل الزوراء والجوية والشرطة، انتصار لعدي علينا، فصرنا نتغيب عن مباريات الاندية التي نشجعها ضد نادي الرشيد، حتى بدء الرشيد يخسر امام عدد من الاندية العراقية بحكم تكرار المواجهات لعدة سنوات ضمن الدوري والكأس، مما زرع في قلبنا الامل بالانتصار على الدكتاتور وابنه.
في مبارة بين الزوراء والرشيد بقيادة الكابتن فلاح حسن فاز الزوراء 3 ــ 2 كان الجمهور قليل كالعادة، وما إنتهت المباراة حتى انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وصرنا نضحك ونتناول احداث الاهداف كقصص خرافية من الف ليلة وليلة، ونردد اسماء اللاعبين مثل عبد الامير ناجي ورائد خليل وإبراهيم عبد نادر، على اثرها اتفق كل مشجعي الزوراء والشرطة والجوية والطلبة على حضور المباراة اللاحقة بين الزوراء والرشيد وقد كانت في بطولة اخرى، فكان ما كان، امتلئ ملعب الشعب بالجمهور الذي جاء مناصراً للزوراء، وما أن وضع اللاعبين قدمهم على الارض حتى تعالت الصيحات، زوراء زوراء زوراء، بعدها دخل لاعبي الرشيد فتعالت صيحات الاستهجان والصفير ضدهم.
رغم ما قيل خلال المباراة، أن قراراً من عدي قضى بخسارة الزوراء ثلاثة لصفر، لم يترك الجمهور الملعب واستمر بتشجيع الزوراء رغم خسارته بالثلاث، لكن الحقيقة كان الجمهور يحيي لاعبي الزوراء على فوزهم في المباراة السابقة، وهم يملئون قلب عدي بمشاعر الهزيمة.
لقد اعطانا الدكتاتور وابنه سببا لكي نتحد، ففي كرة القدم معروف أن مشجعاً لنادي ما لا يشجع نادي آخر ضمن نفس الدوري، خاصة المتعصبين منهم، لكن ما لاقاه العراقيون من ظلم الدكتاتور وابنه، جعلهم يتخطون كل الانقسامات حتى المشروعة منها، ليتحدوا في البحث عن نصر ولو صغير. في ذلك اليوم فهم عدي الرسالة جيداً، وفهمها الدكتاتور ايضاً، وبعد تكرار حالات من هذا النوع مع تفاقم استهتار عدي، وظهوره بدور الاحمق أمام الجمهور الرياضي، قرر الدكتاتور انهاء نادي الرشيد، لكي يحرم العراقيين فرصة الانتصار عليه والضحك على ولده الارعن.
لسنا اليوم بحاجة لدكتاتور لكي نتحد، لاننا نعاني من نفس المشاكل، في سوء الخدمات وتردي الامن، وتفاقم الفساد الاداري والمالي.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينابيع الثقافة أين هي اليوم
- متى ننتهي من ظاهرة الحواسم
- ضمير الخيانة
- الجامعات الاهلية وطفيليات العقل البائد
- الحزب الشيوعي العراقي إذا أراد أن يكون نموذجا يحتذي به
- من المسئول عن إهانة الحمير
- العراق يقفز الى المركز الخامس دولياً في مخاطر الجفاف
- حرب المياه أقسى من حرب السلاح
- منافذ العلمية السياسية مغلقة كما هي شوارع بغداد
- أكو فد واحد ميريد يضحك
- من أم المعارك الى قمة بغداد القائد ينتصر من جديد
- للقارئ اختيار العنوان
- عجيب أمور غريب قضية
- مهرجان الزهاوي ..المياه في نظرة القانون الدولي
- الهيئة التحضيرية لمهرجان الزهاوي لحماية بيئة وادي الرافدين ت ...
- افتتاح مهرجان الزهاوي لحماية البيئة العراقية في المانيا
- مهرجان الزهاوي للحفاظ على نهري دجلة والفرات من الموت يعقد مؤ ...
- ندوة في موضوع: الديمقراطية: نظام وفلسفة حياة، ام آليات انتخا ...
- ساحة التحرير تجبر الحكومة على ارتداء رداء الحمل
- لننحني جميعا أمام المرأة العراقية


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - لقد أعطانا الدكتاتور وابنه سببا لكي نتحد