أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - اسحاق الشيخ يعقوب - عبدالرحمن البهيجان ونبش الذاكرة














المزيد.....

عبدالرحمن البهيجان ونبش الذاكرة


اسحاق الشيخ يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 3853 - 2012 / 9 / 17 - 13:22
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يوم ان تضيق الزنزانة بحيطانها الاسمنتية ضغطاً على السجين... تطير به نفسه طيراً عذباً وتحط به حيث الاطفال والزوجة والاهل والحزب: يتحدّث معهم ويتحدّثون معه وينسى نفسه.. برهة.. برهة أنه في الزنزانة... يفيق على نفسه جاهشاً بألم الحسرة على الحريّة!! في الاشهر الثلاثة الاولى من الزنزانة (أيام التحقيقات القاسية) يُطبق الظلام ولا ترى النور الا بصيصاً منه في مكتب التحقيق... أنورٌ في مكتب التحقيق... ام نور في التحقيق ام نور في وجه مدير التحقيق؟! لا نور في مكتب التحقيق ولا نور في التحقيق ولا نور في وجه مدير التحقيق... كل الوجوه مغلقة النوافذ لا نور فيها!! وعلى حيطان خلوة قضاء الحاجه نتهامس بالكلمات: جلبوا فلان... واختفى فلان... وفرّ خارج الوطن فلان واستشهد فلان (وسمحوا بالزيارة) أطلب زيارة الاهل... يأتيني الجواب من نافذة الزنزانة «انت مراوغ... لا زيارة للمراوغين... يطل مدير السجن (ابوعبدالله) بلحيته التي تفترش صدره قائلا: ترفضُ الطعام... انت مضرب... اهز رأسي.. يفتح الزنزانة يُمسك بيدي ويأخذني الى الطابق الثاني في مكتبه يدفع الهاتف امامي ويقول هاتف اهلك واطلب زيارتهم.. وهو يأخذ المصحف بيده وينكس رأسه خاشعاً يتلو آيات بينات من كلام الله!! ارفعُ سمّاعة الهاتف وادير ارقامه رقما.. رقما.. قيأتيني صوتها صوت «نعيمة» نشيج روح يرضها الالم والفرح رضا!! ماذا أقول.. و(ابوعبدالله) اذنه في مصحف الله.. واذنه الاخرى على ما اقوله في الهاتف!! «بخير... بخير... ما علينا قصور... ما عليكم قصور في ماذا (؟!) في كل شيء والحمد لله... يا الهي... تصمت واصمت ويأتيني صوتها «انت تقرأ القرآن» لا.. لا.. هذا (ابوعبدالله) مدير السجن بجانبي وهو يقرأ القرآن!! تصمت... واصمت.. وارخي سمّاعة الهاتف في موضعها!! يغلق ابوعبدالله دفتي المصحف بعد ان يُقبّله وينزله برفق وخشوع على الطاولة امامه!! يأخذ بيدي الى الزنزانة ويُغلقها بهّمة... اقول بيني وبين نفسي وانا في حالة كبت نفسي لا استطيع ان اخرج شيئا من كبتها واريحها!! فاخاطب نفسي في كبتها.. كيف لي ان افهم مصحف الله عند مدير السجن (ابوعبدالله) الذي امر ان يُعلق َ عبدالرحمن البهيجان من كفيه مرفوعاً في الزنزانة الى ان ينهار معلقاً بكفين داميتين ممزقتين (!!!) أُعيد الكرّة الى نفسي هذا القرآن الكريم من قول الرحمن الرحيم في عدله ومساواته ينتفض ساخطاً وهو بين يدين ما تقوم به من عمل لا يليق لا بالدين ولا بالقرآن!! تذكّرتُ احد الجلادين الذي فرغ من تعذيب احد السجناء قائلاً لا تؤاخذني فأنا مأمور... وكان عذراً اقبح من فعل!! كل هذه الافكار طافت بي وانا اريد ان اكتب شيئا عن الراحل الفذ عبدالرحمن البهيجان ودوره الثقافي التنويري المرموق في مناهضة كراهية الظلام والرجعية منذ الخمسينيات وكان عبدالرحمن البهيجان عن حق زهرة فائحة بأريج علمانيتها ويساريّتها ووطنيتها وتنويريتها الثقافية منذ الخمسينيات مروراً بالستينيات والسبعينيات وما تلاها!! وكان الكثير من الشباب الوطني واليساري يعزون تأثرهم النضالي في شخص عبدالرحمن البهيجان!! يوم ان اتصلت بأم أمل اعزّيها بأبي أمل كان صوتها يأتيني مجروحا محزونا متقطعاً في الم موجوع عبر الهاتف على فراق عبدالرحمن البهيجان الذي سيبقى ورفاق دربه الأحياء منهم والأموات في ذاكرة الوطن... وما أضاعت ذاكرة الوطن احداً من خيرة ابنائها... ان ذاكرة الوطن مثل ذاكرة التاريخ التي لا تُهمل بذلاً انسانياً تنويرياً في سبيل المعدمين والمطحونيين على وجه الارض.. سلاماً (أبو امل) انسان الوطن الذي ما هان نشاطا ثقافيا تنويريا يسارياً من اجل نصرة الانسان والوطن في نبض حياته!!



#اسحاق_الشيخ_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالرحمن البهيجان
- من هو قحطان راشد؟!
- الطريق إلى الشيوعية عبر النفط...
- حزب الطليعة!
- حمزة كشغري وروح الجنادرية
- رحل عبدالعزيز السنيد
- البيض ومؤتمره الصحافي في بيروت
- أنحن على حافة حتمية حرب؟!
- كنت في عدلون!
- يوسف مرة أخرى
- بين الأنا والأنت
- إصلاح المؤسسة الدينية.. طريق إلى الإصلاح السياسي
- حسن واحمد ..
- وكأني رأيتها تقود سيارة
- عودوا بنا إلى دفء الوطن
- اختطاف يوم المرأة العالمي
- الركض خلف الطائفة
- تونس ومصر ليستا البحرين
- التجريد في النص
- التطبيع أيضاً.. ما التطبيع؟!


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - اسحاق الشيخ يعقوب - عبدالرحمن البهيجان ونبش الذاكرة