أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - العونية ظاهرة أم طفرة














المزيد.....

العونية ظاهرة أم طفرة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3853 - 2012 / 9 / 17 - 00:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بالقياس إلى عمرها ، لا تعد العونية ظاهرة . هي من مواليد 1988، يوم جاء ميشال عون إلى رئاسة الحكومة كخيار دستوري إلزامي ، يعين بموجبه رئيس للحكومة من الطائفة المارونية إذا ما تعذر انتخاب رئيس للجمهورية. فجأة وجد نفسه في القصر الجمهوري، رئيسا على جمهورية مقطعة الأوصال ، لا يملك مشروعا سياسيا غير التمسك بسلطة طارئة سقطت عليه من غير أن يكون مهيأ لها . بل هو لم يكن جاهزا لغير تلقي الأوامر من السطلة السياسية وتنفيذها بآليات العمل العسكري.
المسؤول السياسي ، حتى لو كان متحدرا من سلك عسكري ، يدير سلطته بآليات العمل السياسي، وهي آليات تعنى بترجمة موازين القوى و" اللعب " على تناقضاتها . تكون الترجمة ناجحة إذا كان اللاعب يملك قضية . مشكلة ميشال عون الأولى أنه دخل إلى حلبة العمل السياسي من غير قضية ، مستمرئا التربع على كرسي الرئاسة . سرعان ما برزت مشكلته الثانية حين رسم خط التماس مع خصومه وأعدائه ، فقرر أن يكون دونكيشوت زمانه : ضد اتفاق الطائف وضد الذين صاغوه أوشاركوا في صنعه ، وضد سوريا وإسرائيل وأميركا ، وضد القوى السياسية اللبنانية المتنازعة يمينا ويسارا ، وضد المسلمين الذين لم يقبلوا مشاركته في الحكم ، وضد المسيحيين الساعين إلى البحث عن مخرج للأزمة برعاية عربية ودولية. سياسة القضاء على الحلفاء ، أو سياسة الخبط عشواء التي تشبه الجنون ، أو هي ، على أقل تقدير ، سياسية سوريالية لا تعرف " درج عرج " من علم السياسة.
هذه السياسة جمعت حوله المنزعجين من استمرار الحرب ، والمنزعجين من الدور العربي الذي أوكل إلى سوريا رعاية الحل العربي لأزمة لبنان ، لذلك وجد "المنزعجون " من يدغدغ مشاعرهم فتحلقوا حوله لا لأنه يمثل حلا بل لأنه يرفض الحلول المطروحة . أغلبية المنزعجين المتحلقين حوله هم ضحايا القوات اللبنانية في سنوات الحرب الأهلية ولا سيما منهم المسيحيون، الذين شكلوا، بفعل انتمائهم هذا، ضغطا معنويا على حركته وفرضوا عليه التراجع من علمانية ظاهرية إلى منافس طائفي على الزعامة المسيحية . فأضافوا ، بذلك ، على غياب القضية ضيق أفق وقصر نظر سياسيين ، فضلا عن استخدامه لغة لا تليق بمحترفي السياسة أو بأبناء البيوت أو بخريجي العمل العام .
بهذا المعنى ، لم ترق العونية إلى ظاهرة ، بل ظلت بمثابة ردة فعل شعبوية صادقة على الحرب الأهلية ورموزها ، وعلق اللبنانيون آمالهم على احتمالات الخروج من نفق التقاتل الطائفي من خلال التفافهم حول الجيش وقيادته كرمز للوحدة الوطنية وسيادة القانون.
غير أن " القشة التي قصمت ظهر البعير" تمثلت بالسلوك الذي أفرغ العونية من مضمونها "الدونكيشوتي" ، بما هو، في جانب منه، مضمون وطني لأنه يدعي الحفاظ على السيادة أو يسعى إليها ، ويضع نفسه في مواجهة كل المعتدين عليها من القوى الخارجية والداخلية. إنه السلوك الذي حرف مسار ردة الفعل تلك وحول مسارها من مواجهة محقة مع صانعي الحرب الأهلية إلى معارك الدفاع عن أشخاص ومصالح شخصية. سلوك الخبط عشواء ذاته الذي أذعن ، في نهاية الأمر ، للتوازنات الداخلية والإقليمية ، فتخلى عن خياره الوطني وانحاز إلى معسكر العدوان على السيادة وانغمس في سياسة استدراج الخارج ضد أبناء الوطن.
العونية طفرة . بل هي أقصر الطفرات عمرا.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة والشيوعيون
- الصدر والصدريون
- بشير الجميل والبشيريون
- البيئة الخاطفة
- النسبية ضحية الفريقين والدوافع واحدة
- الدولة والسلاح والسيد
- مشاهد حكومية سوريالية
- أزمة مصيرية ووزير غنّوج
- فضيلة الانشقاق
- في نقد الهزيمة
- مجلس النواب يدمر الدولة
- الشيخ الأسير بضاعة شيعية
- سرقة الدولة حلال
- جورج حاوي: مقطع من وصية الشجاعة
- تعديلات على بيان بعبدا
- صرختان لا تنقذان وطنا
- احذروا حوارهم
- السلطة ضد الدولة
- الجبة سلاح قاتل
- طرائف الشاعر الفيلسوف - تحية إلى مهدي عامل


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - العونية ظاهرة أم طفرة