أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - أين هي اليمقراطية إذن؟















المزيد.....

أين هي اليمقراطية إذن؟


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 03:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أين هي اليمقراطية إذن؟
قليل من الخجل

هل وصلت الوقاحة بالسياسيين العراقيين أن يستمروا في تكريس المحاصصة المخزية؟ وعلى رؤوس الأشهاد وأمام ملايين المشاهدين؟
ألا يوجد من يحترم نفسه وماضيه، إن كان حقا يحتكم على ماض نظيف ليبتعد عن هذا الأنحدار في القيم العراقية التي لم تصل أبدا لمثل هذه الفضاضة في الدفاع رياءا عن القبيلة والمذهب والطائفة والإثنيات، بطريقة تسئ بقوة للقيم النبيلة في الإنتماءات البعيدة عن التحاصص المقيت كما عشنا وتربينا وتثقفنا وعشنا في تساكن عراقي نظيف، بهي ورائع واصيل؟.
فعلى سبيل التوادد والتراحم والمحبة بيننا، لم نكن نعرف أبدا حين كنا في سبعينيات القرن الماضي نحن الأصدقاء، وكنا لم نتجاوز أحيانا العشرة ،أصدقاءوما يزيد أحيانا، في جلسات السمر التي باتت ضربا من الأحلام في زمن المحاصصة المقيت، أننا ننتمي لكذا طائفة وكذا عرق أو قومية وما شابه..
أبدا،أبدا.. لم يكن يخطر ببالنا التعرف على هويات الأصدقاء العرقية
ما كان يهمنا هو المواضيع الفكرية والثقافية والسياسية التي كانت ملح الجلسات الليلية الجميلة.
من شدة حنقي على ما يحدث من فضاعات في العراق، بت قليل المتابعة في الفضائيات، ما عدا بعض البرامج التي تنقلني وأنا في نأيي هذا لأتوحد مع بعض تفاصيل الوطن الملبدة بالغيوم والعواصف ما شاء الله، شعورا مني بأنني في حاجة لهذا التواصل حتى وإن كان من جانب واحد، لكن قدري اللعين قادني قبل أيام لأقف على خبر بعثرني وقض هدأتي، حين ظهر برلماني ينتمي (للمكون التركماني)، لاحظوا كم هي مخجلة ومقززة هذه التوصيفات التي لم يألفها العراقي أبدا، حتى جاء الطائفيون الجدد ليكروسها، أمرا واقعا ويقينا أن العراقيين الذين ينتمون لهذا (المكون) كغيرهم من العراقيين ممن يتوزعون على بقية (الطوائف والمكونات العرقية) التي كانت سمة توحدها وتقاربها وتساكنها حتى غدت مسألة الإنتماء والتبجح بها معيبة وغير منطقية، حيث كان العراقي يغلب الإنتماء للعراق على (الطائفة والقومية والعرق).
تلك هي الصدمة العظمى الجديدة للعراقيين والمنطقة والعالم الذي يعرف التساكن والعلاقات المتينة بين كل مكونات الشعب العراقي رغم تنوعها وتعددها، حتى بات الإنكماش من هكذا إنتماءآت للعراقيين الإصلاء شارة يعلقها العراقي النبيل على صدره للرد على الطائفيين الجدد.
النائب التركماني يطالب وبدم بارد وموقف غير محتشم أن تحظى كتلته البرلمانية بمقعد (للقومية التركية) إسوة ببقية (المكونات) الأخرى التي وزعت مقاعد هيئة النزاهة على منتسبيها بالتحاصص حسب حجم (الكتل) ودورها في تقاسم الأدوار على السلطة.
وطبعا فإن عدد الأعضاء يرجع لحجم (الكتلة)
فأين هي الديمقراطية التي هي أسمى نظام إنساني عرفته البشرية من شأنه أن يذيب كل الإنتماءآت في بوتقة الإنتماء العظيم للوطن، فنجد في البرلمان كما هو الشأن في بقية مكونات الدولة العصرية تغليب الكفاءآت الوطنية على أي إنتماء بحيث بإمكان المراقب أن يجد أن عضوين لكتلة واحدة يمكن أن يكونا نقيضين وندين لبعضهما لا بمسوغات إثنية متخلفة، بل بالدفاع عن المشروع الوطني الذي يتوجب الإتفاق على الأهداف السامية بين من يجد أنه لمصلحة الوطن لا (الطائفة) و(المذهب أو القومية) وبين من يناقض ذلك بروح التسامح والوعي المتحضر.
هكذا نفهم الديمقراطية التي تبني الدولة العصرية، دولة الموسسات والقوانين، لا أن ندخل البلاد في نفق المحاصصة المقيت ونترك البلد مقسمة على الكتل والمكونات وكأنها دولة طوائف متشرذمة على مكوناتها، فأية بلية هذه وأية محنة تلك التي أوقع التحاصصيون الجدد البلاد فيها بحيث بات من العسير خروج العراق من عنق الزجاجة، إلا بحدوث زلزال جديد مدمر ينهي كل هذه الحالات الشاذة والشائنة ليعيد العراق بلدا عريقا يحتكم على موروث حضاري وفكري هائل وكنس كل من يسعى لتمزيقه بهذه الطرق الماكرة تحت مسميات احترام الإنتماء الطائفي والعرقي والقومي وكل هذه المسميات براء من الطائفيين الجدد.
إن تكريس المحن والعزف على وتر الطائفية الماسخة لهي لعبة خطيرة وخادعة، ينبغي على كل العراقيين التنبه اليها، فهي بمثابة المخدر الذي يسعى الطائفيون الماكرون فرضه كأمر واقع وبشتى الطرق الشيطانية المرائية، لأنه يخفي ما هو أعظم وأكثر هولا، لبيقى الهدف غير المعلن تقسيم الكعكة العراقية بينهم وكأن العراق بات غنيمة عظيمة لهم ينبغي العمل بكل ممكنات الأبالسة لتحقيق الثراء والنهب والإسحتواذ على الإمتيازات وليذهب العراقيون للجحيم بادعاءآت وأحابيل أدوات خداع ما فكرت الشياطين بها لنصب الفخاخ للبسطاء والسذج، تلك هي لغة الحفاظ على قدسية المذهب والقومية والإنتماء العرقي وهم مجرد مخلوقات فاسدة ورعناء، همها تكريس النهب والسطو وسرقة أموال العراقيين لإفقارهم وبقائهم في محنة لا خروج منها، فهل من خبث أعظم من ذلك وهل من رياء وضحك على ذقون الناس أدهى وأمر؟
خلال فترة تواجدي في العراق مؤخرا إكتشفت من خلال علاقتي مع بعض المتنفذين من عسكريين ومدنيين ينتمون لكتل مختلفة، كم هو كارثي الوضع الراهن وما صل إليه العراق من تمزيق في مفاصل الدولة، ففي الدائرة الواحدة ترى المنتسبين من الموظفين عسكريين كانوا أو مدنيين متشرذمين على بعضهم البعض، فهذه المجموعة تنتمي لهذه الكتلة، إذن ينبغي تمرير وتسهيل وإنجاز المعاملات ومسائل أخرى لا يفقهها إلا الراسخون في هذه المحاصصة المصغرة لمن ينتمي لذلك المكون وما خفي كان أعظم بطبيعة الحال، ناهيكم عن إحتكار مكون واحد لدائرة أو وزارة لتقتصر عليه وحده دون غيره، فتلاحظ اليافطات المذهبية والصور والشعارات وحتى صباغة بعض الجدران بلون يعتقدون أنه لون مذهبهم، وإطلاق صوت قارئ المقتل ليعم أرجاء الدائرة، بهذا الوضع الشاذ علينا وما ألفناه، انك تتصور نفسك داخل ضيعات أو كانتونات أو سمها ما شئت، لتجد نفسك وحيدا وسط هذا الغي في تكريس اوضاع شاذة، لتعود بك الذاكرة لما كان عليه العراق بالأمس القريب في حقبة البعث المقبور وشعاره سئ الصيت ( إما أن تكون معنا أو فليس لديك أي حقوق ولتضرب رأسك في حجر الصوان وليس بحجر ناري)
هذا المبدأ الكافر حرم الملايين من العراقيين من حقوق المواطنة فانكفئوا على قدرهم صامتين أو ولوا بوجههم صوب المنافي ولم يسلموا بجلدهم فوق كل هذا حيث ذهب الآلاف في الداخل والخارج ضحايا تصفيات جسدية ظالمة.
فتبا لتلك السلوكات الرعناء والتي لم تجلب لأصحابها سوى السكن في الجحور والحفر، لتنطبق عليهم الآية البليغة: (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).
كل الخوف أن يصل العراق لذلك الدرك وهو ليس بالبعيد إذا ما استمرت ذات المناهج الخرقاء تضرب بقوة الواقع العراقي لتبقي العراق في خراب دائم والعراقيين في محن مستمرة.
فتبا لمبدأ المحاصصة الرث وتبا لكل من يسعى لتكريس هذا المبدأ المخزي

والعبرة لمن اعتبر
*كاتب وشاعر عراقي مقيم في المغرب



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بات العراقيون في سبات دائم ؟
- هل العراقيون باتوا في سبات دائم ؟
- نصوص
- أبشرو أيها العراقيون فلول البعث قادمة
- السواد الأعظم من العراقيين أميون وعزاب
- رثاء
- الديموكتاتورية العراقية
- حين يعمل المبدع بصمت
- من تراجيديا الوجع العراقي
- لماذا أقلمة العراق؟!
- الطاغية
- الفيروس البعثي يزحف للصين وروسيا
- آخر هذيانات سعدي يوسف
- تحية إجلال للشعب السوري البطل والنصر لثورته الباسلة
- ازدواجية معايير (حكومتنا) (الوطنية)
- كلنا هناء أدور......
- سعي الكويت لخنق العراق
- هل هؤلاء ساسة أم مهرجون؟
- متى يتوقف مسلسل الفساد في العراق؟
- شكرا للبعث السوري


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - أين هي اليمقراطية إذن؟