أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - مظفر النواب ، نجم على عاتق الليل يضيئ !!!!!














المزيد.....

مظفر النواب ، نجم على عاتق الليل يضيئ !!!!!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 3851 - 2012 / 9 / 15 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مظفر النواب ، نجم على عاتق الليل يضيئ !!!!!
ما .زال. الريل على سكته اول مرّة قبل رحيل الزعيم بعامين ، ومضايف هيل تفيح رائحة القهوة و يسمع رنين الفناجين و تختفي المضايف بدخانها ، وأنت ما زلت تطعم بالسّكّر نخلات الكوفة ووجهك الصبيّ يزيح غبار الظلمة عنها . وفي الربذة فيك يزرع أبو ذرّ شيئا من شجاعته ، و بباب مسجد الكوفة أعطاك عليّ قبل الوضوء لصلاة الصبح سيفه وبالدم توضّأ . وكنت على أصغر برعم ورد حين رفعت بكلتا يديك طينا به الى الله تقرّبت ، استدار الربّ الى جهة المجهول وتركك نهبا لذئاب الليل و وحشة الدرب .
ما أظن أرضا رويت بالدم والشمس كأرض بلادي ، وما أظن حزنا كحزن الناس فيها ، ولكنها بلادي . لا أبكي من القلب ،ولا أضحك من القلب ، ولا أموت من القلب الاّ فيها .
خمسون عاما مرّت ، مثقلة بالحزن والوجع ، محملة حدّ التخمة بالضحايا ، وما زال قطار الليل في صمت السكون متعبا يجرّ عرباته ، يمر بذات المحطات يشقّ صفيره هدوء الليل و يجرح سكونه . وما تزال هي بعد انقضاء نصف قرن في مقعدها تنتظر فارسها حمد ، نغنّي العشايا للصبابات . هي المرأة نفسها ، ذاتها ، هي الأم والأخت والزوجة والعشيقة والحبيبة ، هي الثورة بلغة الثوار و الحبيبة بلغة العشاق . الثورة التي كان الشاعر يحلم بها ويتغنى . تلك هي رومانسية الأبطال و صانعي التاريخ .ركب سفينتها ملاحا يرسم أقمارا بالليل ، ملاّحا يعانق أشرعتها ، وعند الشطآن يجمع أصداف البحر يصنع منها قلادة لحبيبته . كان نوتيا لا تتوجّع اللكنة فيه ، يعرف بالحدس المواسم ، مواسم الأبحار . يكتنز الخبرة .خبرة الثوريين بالأرض ، فيبحر بلا بوصلة ، فالحسّ الثوري فيه بوصلته .
مرّ ليل و جاء آخر ، ومازالت هي في مكانها على الضفاف في المدينة وفي الريف ، أو في الأهوار النائمة بلا غطاء تحت دثار الليل تنتظر عرسها المستحيل ، تنتظر عند النبع الذي يسهر...( آنه من أشوفك يمتلي الماضي الجدب
زهرات بيض من الوفه
وروحي سواجي من الحنين تصير
وأتنبه وكت بيها غفه )
سوف ألتقيه حين يمر القطار بطيئا برغبة مني ، أراه من خلل شبّاك الليل المطفئ ، فرائحة الندى وطعم هواء أم شامات مايزال يملأ رئتيّ . سوف يأتي فلا يزالون يروون في الأعراس مهرا يعبر في آخر الليل .
الأيام تذهب . الكل يذهب ويبقى صهيل الخيل و ( جدح الحوافر ) على الأرض و العشق والحنين والرصاص في الأغنيه و رائحة المكان و لون القصب والوجه !!! كانت الخسائر كثيرة حين خلع الأقطاعيون نهر الكحلاء !!! ولكن أين الجرف يا رائحة القصب ؟ والبردي و خفقة جناح الأوز ، ففي الليل يطير الأوز ..خلعوا ثوب الأفعى ، وابتدأت الردّة ومازالت كعورة عمر بن العاص ماثلة فينا . وعادت المشاحيف محمّلة بالصبر و بالحزن وبالليل . انطفأ النجم و نامت الدنيا على دخان البارود و بكاء امرأة يهتك ستر الليل و يفتح شهية الموت .
لقد سرقنا مرتين !!! وما زال الأمل زهر الرمان فينا يخضرّ ويبرعم ، ومازالت هي في وقفتها في صمت المحطات و بين نثيث الضوء و عواء الذئاب البشرية في ليل مشحون بالرغبة و بالموت . سيأتي ، تتحدّث مع ذاتها !! هو الأمل ! كان هو والعبارة يذهب و يأتي بين ضفاف الأهوار و مشارف بيوت القصب والبردي . يزور حارة الفقراء خلف مخيم اليرموك . خذ طرفا من ثوبي و به تستّر . ينام في شباك في الزيتونة ، في الشياح ، في برج البراجنه . في الفاكهاني ربما . ولكن كيف نحب الذي يذهب و يأتي ؟
نحن مسحورون بطيبة هذي الأرض ،مأخوذون بتعاليم حسين الأهوازي من القرن الرابع للهجرة ، تلك شيوعية هذي الأرض !!! وكنت أنت أبا عادل ومازلت على الدفّة تجمع حولك الفقراء في حارة الدراويش ، تغني مع سعدي الحديثي رفيق سجنك حين كنّا في سجن نقرة السلمان ليلة كل جمعة ، انت قدامي الآن بقامتك المديدة و صوتك الرجولي تزرع فينا تعاليم القرامطة كنا حولك كالحزام للظهر وبيننا الشهيد معين النهر . كنا مشدودين للأمل الذي بدأت فينا تزرعه . كانت أشعارك وقودا يها نتدفأ من زمهرير شتاء و صيف سجن نقرة السلمان وعلى ايقاعاته ننام ويخضرّ فينا الأمل !!!! أين تركت نداماك حبيبي ؟؟؟
عبروا جسر السكر
وماتوا الواحد بعد الآخر
وبقيت أحدّق في الخمرة
وحدي
وغمست يدي
وبصمت على القلب
سأسكر
فكيف تعاتبني ؟!!
كيف أتوب ؟!!!
هل تاب النورس من ثقل
جناحيه المبتورين
وهل تاب الطيب الفاغم
في رفد امرأة
خاطئة , فأتوب
أبا عادل أنت فينا ما تزال كأمسك الذاهب سدى. ستظلّ رمحا يمانيا لا ينثني ، لك في تاريخ الثوريين أسوة ، علي ّ ابو ذر ، لوممبا ، جيفارا ، حسين الأهوازي ، ماركس ، لينين , ولا ننسى الحسين بن علي عليه السلام .
اسحق بنعلك جباه و رؤوس ولاة الأمر فينا . فأنت كما قال رب القوافي الجواهري ...... انّ كعبك من خدّهم أكرم ..
هؤلاء ( الثوريون ) يبيعون الوطن رخيصا في العلب الليلية ، و يتنافخون شرفا بأسم الدين و على وجوههم سحاق الصبح . عمرا مديدا ايها النبع الذي لن يجفّ أبدا .

الناصريه - خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انك لا تجني من الشوك العنب !!!
- دور الضيافة الحكومية, وفنادق الدرجة الأولى
- من اين نبدأ !!! واي اصلاح يريد شعبنا ؟
- في اغتيال ثورة 14 تموز دروس ،فاتّعظوا ايها الحكام !!!
- تجريف بساتين النخيل في كربلاء: اغتيال للبيئة والأنسان ..!!!
- بلا عنوان ... !!!
- سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!
- ثورة 14 تموز ألق في عيون الشعب وعمى بعيون الحكام
- وهب الأمير بما لا يملك !!!!!
- عبد الكريم قاسم , حرر العراق فأطلقنا الرصاص على صدره .
- وزيرة المرأة: رجل في ثياب امرأة!!!
- أيّةُ ثقافة نريد ؟؟؟
- كفى نقيقاً ايها الضفادع !!!
- تراجيدية جسر الناصرية الخشبي
- المقاومة ...! لا الحداد
- لكي لا نحرث في البحر .!
- لم يعد التاريخ مطيّة نركبها !!!
- أيها الجهلةُ والاميون ! أعيدوا للعراق وجهه الحضاري
- الشهيد عبدالكريم قاسم حضور دائم في الذاكرة وفي الضمير
- العراق في ظل حكومتي المالكي وعبدالكريم قاسم


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - مظفر النواب ، نجم على عاتق الليل يضيئ !!!!!