أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - سجالات















المزيد.....

سجالات


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 21:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطوائف موجودة كظاهرة تاريخية .ووجودها ارتبط بنقل الصراع السياسي إلى حقل الدين .لازال هذا النقل يمارس في العالم العربي- الإسلامي لأن الفصل بين السياسة والدين لم ينجز على نحو تام . بل إننا نعيش ردة في هذا الإتجاه. من ثمارها ظاهرة الإسلام السياسي . وهو طيف واسع من أحزاب تستخدم العصبية الدينية وسيلتها للعبور إلى السلطة هنا وهناك . في سورية النظام الراهن وريث لتجارب الفصل بين السياسي والديني والتي حاولتها الأحزاب الشيوعية والقومية الإشتراكية والليبرالية .هذا النظام يجري حاليا تحميله كل الموبقات بما فيها التلاعب بالطوائف . علماً أن أي منصف يستطيع أن يتأكد من أن الفرع السوري للأخوان المسلمين "وهو حزب سياسي طائفي بامتياز" أول من أستخدم العنف الطائفي بعد أقل من سنة من انقلاب 8-آذار -1963-وقد كرر ذلك على نطاق أكثر دموية في نهاية السبعينات . والأحداث الجارية الآن في سورية تؤكد أنه غارق حتى أذنيه في هذا الشكل من توسل العصبية الطائفية للوصول إلى السلطة .المؤسف أن هناك من اليساريين الاشاوس من يرى القشة في عين النظام ولا يرى الخشبة في عين الإخوان ..لقد درجنا في تحليلاتنا كيساريين على الخلط بين أهوائنا وبين ما يجري .فنلوي هذا العنق ونقص تلك الأرجل لكي يتسع سرير بروكوس لمن نمدده عليه ..النظام يصلح كشماعة للكثير من الأشياء .ولكن مهلا على الشماعة من أن تنكسر .حينها أين سنعلق إخفاقاتنا ؟
الخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبد العزيز امر ان تنثر الحبوب على رؤوس الجبال لكي لايجوع الطير في بلاد المسلمين . طبعا لايذكر التاريخ كيف يجري تحصيل هذه الارزاق .حتى لاتتشحور صورة العدل الاسلامي .الغزو يسوق كفتح ,والسطوعلى ممتلكات الآخر يصبح نشرا لعقيدة الاسلام , هذا ماتحشى به الرؤوس ليس في الجوامع بل وفي المدارس والجامعات . ثم ننفض عن نفسنا المسؤولية عما يجري من سنة ونصف . الوهابية ليست ثوبا اصابه العث نرميه فتحل المشكلة . العث في خزانة افكارنا .في فضاؤنا العقلي الذي يستحق عرضه على شمس النقد ولنبدأ من الجامع -عبر حركة اصلاح ديني -الى الجامعات التي ترفع فيها الحصانةعن النصوص المقدسة لتوضع تحت مجهر الدين المقارن. فضاؤنا العقلي يجب اعادة النظر فيه من مرحلة الحضانة الى مرحلة النضج باستراتيجية تعليمية تتوخى تعليم العقل كيف يطرح الاسئلة لاكيف يخزن الاجوبة .وباستراتيجية ثقافية تنخرط فيها دور النشر والسينما والتلفزيون ..الخ . تتوخى تطعيم ثقافتنا المحلية بمذاقات متنوعة .فمن التنوع يلد الاختلاف .ومن الاختلاف يلد الابداع . هذا هو الدرس الذي تعلمنا اياه الطبيعة .
عزيزي محمد تواضع منك الذي قلته . وأنا ارى ملاحظتك في مكانها .اما الصديقة مها فاحيلها الى نص سبق ان وضعته على صفحتي قبل شهر تقريبا يتناول تجربة شخصية لي كشفت ان اعمق ما وصلت اليه العلمنة لم يتجاوز تخوم العقل الاعلى . بمعنى ان العقل الادنى مازال لم يمسه ضر من الثقافة الحديثة . وهو بمجرد وجد الفرصةللتعبير عن مخزونه يهتبلها . هذا يفسر طائفية الكثير من العلمانيين راسخي الباع في العلمانية .
ان العبث لاهوتيا من قبل الوهابية بالمجتمعات الاسلامية .وسيلتها الى ذلك الطفرة النفطية وما أمنته لها من سيولة للانفاق على نشر هذه العقيدة رفعت من اهمية الوهابية في الاستراتيجية الامريكية الى ما يتعدى أهمية الصهيونية . فالوهابية تشتغل كعت الثياب . ولذلك نجد الاضرار فادحة وتحتاج المجتمعات الاسلامية لعقود كي تطهر نسيجها الاجتماعي من هذه الآفة . دحر الوهابية وتشليحها سيولتها النقدية في رأس اولويات الحداثة العربية.
هناك عمل ممنهج وهناك ايضا ثغرات تركتها مشاريع التحديث : الناصرية او البعثية..الخ . على سبيل المثال التعليم المجاني سهل على العامة الوصول الى التراث الذي كان تأثيره محدودا على العامة بسبب اميتها . بشكل عام ولان التحديث يطال سلبا مصالح داخلية وخارجية فقد تضافر الطرفان على الحاق هزيمة عسكرية بمشاريع التحديث منذ محمد علي وحتى هذا التاريخ .
ا الحاضر الاسلامي تصنعه قوى تشبثت بالفضاء العقلي الموروث كهوية تحفظ تمايزها عن الآخر المتفوق .هو بهذا المعنى حركة انسحاب الى داخل القوقعة الاكثر أمنا . علينا ان نتفحص القوقعة لندرك كم هي هشة في عالم طور قدرته على غزو وتحطيم القواقع . من هنا تكتسب حركة الحداثة العربية على سبيل المثال اهميتها للحفاظ على الذات من جهة ,وللتأسيس لعلاقة اكثر توازنا مع الآخر . طريقنا الى ذلك التمسك بالدولة كوعاء للتفاعل الايجابي بين تنامي الحاجات وبين تنظيمها .وكحاضنة للسياسة كفن لادارة تناقضات المصالح .وكصمام أمان لتنفيس الاحتقانات التي لاتخلو منها بنية اجتماعية.
• البشر يصطفون بناء على تمايزاتهم الثقافية أو تناقضات مصالحهم . الطراز الأول من الإصطفافات يعيد إنتاج الحاضر بلا تعديل سياسي او اقتصادي .أما الصنف الثاني فهو الذي يفتح الأفق على تعديلات سياسية واقتصادية واجتماعية . دخول الإسلاميين على خط الصراع الطبقي في سورية هو الذي سيعيد انتاج الإستبداد السياسي بيافطة دينية تموهه وتخفيه عن الفئات التي شاركت في صناعته . أيهما افضل لليسار المعارض:
- التحالف مع الإسلاميين للوصول إلى هذا المأزق ؟
- أم الدخول في حوار مع نظام يحتضن طيفاً من تناقضات المصالح يفتح على إصلاح سياسي تدرجي تستطيع أن تتحمله بنية لاهوتية مستنفرة الآن في مواجهة بعضها البعض ؟.
لا نريد أن نزين الشارع لننام على أحلام وردية نستيقظ منها على الكارثة . لن يتمخض عن هذا التحرك دولة مدنية . وحصة من يطلبونها فيه لاتتعدى العشرة في المئة .هل يحتاج لكل هذا التمعن كي نتنبأ بمستقبل حراك يتلقى الدعم المطلق من رتل يبدأ بأمريكا ولاينتهي بالسعودية . ما ذا نقول في من يدعي اليسار و يؤجر قلمه للتكفيريين والذباحين على الهوية الطائفية ؟ ؟هل كلمة قواد تفي بالغرض ؟
الحسم العسكري الآن له الأولوية .ذلك أن من يطلق عليك النار لاتستطيع أن تقابله بالحجة والموعظة الحسنة . هذه الأخيرة تأتي في المرحلة الثانية لتنظيف الأرض من فكر خبيث وأمراض عقلية ولتحصين العقل الجمعي من الردة العقلية . لاشك أن شروط انتشار الوهابية وغيرها من الاتجاهات التكفيرية العاملة تحت خيمة الاسلام السياسي كامنة في اخفاقات مشروع التحديث العربي -الاسلامي . لكن هناك شرائح اجتماعية لم تجد نفسها ومصالحها في مشروع الحداثة فذهبت بولائها الى خندق الاسلاميين . التراث الاسلامي لايمكن تبرأته بالكامل مما يجري .فمنه تستل هذه القوى راياتها الاديولوجية .وفي تلافيفه تقبع الردة العقلية .. لذلك يحتل نقد التراث -والدين مكونه الرئيسي- الخطوة الثانية بعد فصل الدين عن السياسة .لاتحصين يمنع الردة بدون علمانية معرفية تنقل اليوتيبيا من السماء الى الارض . وتري المجتمع نفسه في هذا العالم الارضي .
بين نضوج شرط التحول في البنية الاقتصادية -الاجتماعية وبين الوعي الذي يقود عملية التحول فجوة واسعة في الحالة السورية والعربية . هي الدفرسوار الذي يعبر منه الامريكان على حصان طروادة الاسلام السياسي الذي سيعيد تجديد التبعية بتجديد شروطها العقلية . لايمكن فهم تمدد الشتاء الاسلاموي الذي ينفخ في غيومه الأمريكان بدون ربطه باستراتيجية أمريكا لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين : عودة العملاق العسكر
ي الروسي بالتناغم مع العملاق الاقتصادي الصيني الى المنافسة على ادارة النظام الدولي. الرهان الامريكي على الاستثمار في الإسلام السيا سي لمواجهة هذه التحديات , بسبب :
-ما تشكله المجتمعات الاسلامية من قوس استراتيجي يحيط بالمنافسين الحاليين والمحتملين للهيمنة الامريكية
- الدينامية التي يتمتع بها المذهب الوهابي وخبرته في استحضار الاكثر ظلامية من التراث الاسلامي ووضعه في خدمة الاجندة الامريكية لتأبيد التخلف العقلي للمسلمين ..

• يقول معارضون لن اقول رأيي فيهم : أن لاسابقة تاريخية لإصلاح يقوم به النظام. أنا أقول العكس تماماً .الثورات هي استثناء أما القاعدة فهو الإصلاح من داخل النظام .إذا أخذنا مسرحاهو أوربا ومقطعاً زمنيا هو القرون الأربعة الأخيرة . هناك ثلاث ثورات في : بريطانيا وفرنسا وروسيا . باقي التطور السياسي والإجتماعي في أوربا جرى من داخل الأنظمة وبدون ثورات .إذا أردنا مزيداً من الأمثلة لنتوسع باتجاه أمريكا وآسيا . سؤالي لهذه المعارضة :من سيقوم بالإصلاح السياسي وما يسمى بالثورة يتصدرها الإخوان والسلفيون ؟ لافي سورية بل في العالم العربي . هذه ليست ثورة .هذه مؤامرة أمريكية على مستقبل العالم العربي , ونقطة على السطر .



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل خراب مالطه
- الخروج من الدوامة
- حوار مع من؟؟
- هل الاستبداد مسؤول عن كل بلاوينا؟
- صندوق الاقتراع
- في الشروط التي تحكمت بحداثتنا
- من تاريخنا العياني
- بين الاصلاحين:السياسي والديني
- حول صدوعنا اللاهوتية
- بين الديمقراطية والاستبداد السياسي
- ردود على ملاحظات اسمهان كيلو
- حول لقاء سميراميس
- الاستاذ طارق عزيزه
- السيد ارجوان الشامي
- الى معارضة تقول ان المجلس الوطني لايمثلني
- الاستاذ أحمد م الأحمد :
- رد على منير الخطيب :الوطنية السورية والبضاعة الروسية
- الفكرة في الإستعمال
- رد على فواز طرابلسي
- أية آفاق تنتظر الوضع السوري ؟.


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - سجالات