أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الدبوس - إبن الرومي وساسة آخر زمان














المزيد.....

إبن الرومي وساسة آخر زمان


توفيق الدبوس

الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 07:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على العراق السلام
6 /إبن الرومي وساسة آخر زمان
عوتبتُ من بعض الأعزة عن تأخري في الكتابة. ولي عذري. فقد أخرسني حالُ العراق . وما يحصل فيه من تدهور خطير في أمنه وتفجيرات دامية عمت به وتداعياتها وما نتجَ عنها.وسواء كان من كان من إستهدفَ الدم العراقي والأبرياء, وتحت أي مسمى ينضوي هذا القاتل, وتحت أي جناح يختبئ, وبأي عنوان يتعنون. فهو سفاحٌ قتل ويتّم ورمّل ودمّر وأزهق أرواحا تشتكيه لباريها.
والكل يعلم ولكن في الأعادة إفادة .إنّ أطرافا عدة مسؤولة عن هذا .فهذا يدعي المقاومة, وذاك الجهاد. وثالث يعمل لأجندة أجنبية ورابع يفجر ليضطرب الأمن فيسهل له الأمساك بالسلطة والتسلط. فالكل مسؤول عن أمن الناس. وخاصة الدولة بأركانها و بساستها المتشاركين في السلطة والغنيمة, والطامعين بها من خارجها.الكل مسؤولٌ ومتهم.وشعب العراق لسان حاله الشاعر الفيلسوف الذي تدرَّسُ أشعارَه في دول الغرب بإمعانٍ ودقةٍ, وهو أبو العباس علي بن العباس بن جريح الملقب بإبن الرومي. وهو شاعر كبير من العصر العباسي من طبقةِ بشار بن برد والمتنبي.بآخر كلمات قالها في حياته.
فقد توفي هذا الشاعر العظيم مسموما. ويقال إن الوزير العباسي أبا الحسين القاسم بن عبد الله بن وهب وزير المعتمد كان يخاف من هجوه وفلتات لسانه. فدسَّ عليه إبن فراش. فأطعمه حلوى مسمومة في مجلسه. فلمّا أكلها أحس بسريان السمّ في جسمه فقام لينصرف.فسأله الوزير: الى أين تذهب؟فقال الى الموضع الذي بعثتني إليه. فقال له الوزير:سلِّم لي على والدي.وكان والد الوزير قد تُوفيَّ عن قريب.فقال له إبن الرومي:ما طريقي الى النار.
هكذا تكلم إبن الرومي بلسان حال العراقيين اليوم. وهم يرون الكل يوغل في دمهم. ويدسون له السم الزعاف, فيقولون. نعم سيذهب كل من له يدٌ في دم العراقيين الى جهنم,مهما إدعى وبأي حجةٍ إحتج. وفي مقدمتهم المسؤول عن أمنه,والمقصر والمتسبب في خراب بلدهم.
نحن نمرّ بأيام وزمان كالذي مرّ بالبصرة بعد ثورة الزنج, والتي إدعى قائدها الأمامة.كما يدعي البعض اليوم الأسلام زورا .دمر الزنج البصرة وقتلوا وسلبوا وإغتصبوا وعاثوا في الأرض فسادا .وكان العراق يومها يمر بعصر مضطرب أشد الأضطراب سياسيا ووإجتماعيا وإقتصاديا وعقائديا كما هو الحال اليوم . فتأثر إبن الرومي لما أصاب الناس في البصرة من خراب بعد ثورة الزنج. وما حلّ بالناس من عذاب وإذلال وفقر. فقال فيها أجمل ما قيل في رثاء البلدان وهو رثاء لعراق اليوم وما يجري فيه على يد ساسة أذاقوه الذل والهوان وإسترخصوا دماء الضعفاء. فقال إبن الرومي في البصرة راثيا وكأنه يرثي العراق اليوم:
ذاد عن مقلتي لذيذ المنام شغلها عنه بالدموع السِّجام
أي نومٍ بعد ما حلّ بالبصرة من هِنات عظام؟
أي نوم بعد ما هتك الزنج جهارا محارم الأسلام؟
دخلوها كأنهم قِطع الليل إذ راح مدلهم الظلام
كم رضيع هناك قد فطموه بشا السيف قبل حين الفطام
كم فتاة مصونة قد سبوها بارز وجهها بعد لثام
ووجوه قد رملتها دماءٌ بأبي تلكمُ الوجوه الدوامي
عرجا صاحبيَّ بالبصرة الزهراء تعريج مدنفٍ ذي سقام
فسألاها ولا جواب لديها لسؤالٍ ومن لها بالكلام؟
إنفروا أيها الكرام خِفافا وثِقالا الى العبيد الطغام
إن قعدتم عن العين فأنتم شركاءالعين في الآثام
لا تطيلوا المقام عن جنة الخُلد فأنتم في غير دار مقام
هكذا العراق اليوم وكأن ثورةَ زنجٍ إكتسحتهُ ودمرته وعاثت به فساداً, وما على الشرفاء فيه إلا أن يتحملوا المسؤولية,وينفروا خفافا وثقالاوخاصة ساسة آخر زمان ,ويضعوا النقاط على الحروف. فلا يزال باب الفضيلة مفتوحا وهو فيه الخلاص. فهوخير من نقرة السلمان. فبأي آلاء ربكما تكذبان؟
توفيق الدبوس



#توفيق_الدبوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر الرويضيين
- على العراق السلام/4 شعب العراق ظالم وحاكمه مظلوم
- دارفور عاصمة العراق
- على العراق السلام
- إنزعوا أقنعة الزيف.


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الدبوس - إبن الرومي وساسة آخر زمان