أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل علوان التميمي - مناقشة مؤلمة مع فخامة الرئيس















المزيد.....

مناقشة مؤلمة مع فخامة الرئيس


اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 05:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




فخامة الرئيس
بداية اتمنى لفخامتكم الصحة والعافية والعودة السريعة الى ارض الوطن .
أنا متأكد تماما إن صدركم سيتسع لما سأثيره من تساؤلات حول جملة من المواضيع والأحداث التي شهدتها وتشهدها الساحة السياسية في بلدنا والأزمة السياسية التي تعصف به وبالذات ما يتعلق منها باختصاصكم كرئيس لجمهورية العراق وهي.
1- رفض فخامتكم التوقيع على أحكام الإعدام التي تصدرها المحاكم العراقية المختصة وهو اختصاصكم الثامن الذي نصت عليه الفقرة ثامنا من المادة 73 من الدستور . ومع إني احترم التزامكم تجاه منظمة الاشتراكية الدولية بمناهضة عقوبة الإعدام كونه ينطلق من دوافع نبيلة وأنا شخصيا من المناهضين لعقوبة الإعدام في ما عدا الجرائم الإرهابية وجرائم إبادة الجنس البشري ، إلا إن فخامتكم ألزمتم نفسكم طوعا أيضا وأقسمتم أن تكون الساهر على ضمان الالتزام بالدستور فكيف يجوز ألتنصل من اختصاص أسنده لفخامتكم الدستور في نص دستوري واضح وصريح وملزم ؟.
إن الادعاء بتفويض صلاحياتكم لنائبكم بالتوقيع على أحكام الإعدام نيابة عنكم لا يعدو كونه تحايل واضح على الدستور لا يليق أن يلجأ إليه رئيس جمهورية العراق .فطالما إن فخامتكم يحترم توقيعه في مناهضة عقوبة الإعدام قما كان عليكم أن ترشحوا لأعلى منصب في الدولة العراقية يكون احد اختصاصاته الأصيلة والجوهرية هو المصادقة على أحكام الإعدام . للأسف الشديد يا فخامة الرئيس لقد رجحتم التزامكم تجاه الاشتراكية الدولية على التزامكم بدستور دولة العراق .
2- عدم اعتراض فخامتكم على قرار رئيس جلسة الانعقاد الأولى لمجلس النواب السيد فؤاد معصوم بإبقاء الجلسة الأولى مفتوحة لأكثر من سبعة أشهر خلافا للدستور وخلافا لأبسط قواعد النظام البرلماني . فباعتباركم الساهر على ضمان الالتزام بالدستور وفقا للمادة 67 من الدستور فمن أولى واجباتكم هو الذود عن الدستور . فلماذا سكتم على خرق السيد معصوم للدستور لأكثر من سبعة أشهر، مما اضطرني أنا المواطن البسيط أن اطعن بقرار السيد معصوم واحصل على قرار حكم من المحكمة الاتحادية يالغاء القرار وإمهال مجلس النواب خمسة عشر يوما لاسستتاف الجلسة . وفعلا تم استئنافها في الساعات الأخيرة من المهلة التي حددتها المحكمة .فهل يصح هذا يا فخامة الرئيس ؟
3- إيوائكم لنائبكم طارق الهاشمي المتهم مع عدد من أفراد مكتبه وحمايته بالتخطيط لجرائم إرهابية خطيرة وصرحتم في حينها في بيان صدر من مكتبكم ونشر في موقع رئاسة الجمهورية جاء فيه " إن الأستاذ طارق الهاشمي موجود في ضيافة رئيس الجمهورية وسيمثل أمام القضاء في أي ظرف ومكان داخل البلد يجري فيه الاطمئنان إلى سير العدالة والتحقيق والمحاكمة وهذا ما يعمل من اجله الآن رئيس الجمهورية ".
الحقيقة يا فخامة الرئيس لو كان هذا الفعل صادر من غيرك فربما بحثنا له عن تبرير، أما انه قد صدر من مام جلال الضليع في السياسة وفي القانون فانه يثير لدينا العديد من التساؤلات التي لا نجد لها إجابة عند غير مام جلال نفسه.
هنا نتساءل فخامة الرئيس .
اولا- هل سبب الإيواء هو عدم التصديق بالتهم الموجهة للهاشمي وانه فلم مدبلج انتجه المالكي للإيقاع بخصمه الهاشمي ؟ فإذا كان الأمر كذلك فواجبك الدستوري يملي عليك ان تخرج الى الشعب وتحكي له الحقيقة وتقول " أيها العراقيون إن التهم الموجهة إلى الهاشمي ملفقة وقام بتلفيقها المالكي ".مع ما لديك من الأدلة التي تثبت هذا التلفيق واترك الموضوع إلى الشعب وهو سيتكفل بالمالكي وتنتهي مسؤوليتك لتبدأ مسؤولية الشعب للتعامل مع رئيس حكومة اثبت رئيس الجمهورية بالدليل القاطع انه ملفق .
ثانيا-هل سبب الإيواء كما جاء في بيان مكتبكم هو عدم الاطمئنان لإجراءات سير العدالة والتحقيق والمحاكمة ؟ فإذا كان الجواب بنعم ، فلماذا تطمئنون لهذا القضاء غير العادل نفسه أن يحاكم مئات وآلاف المواطنين العراقيين وتصدر عنه المئات من الأحكام الجنائية يوميا بحقهم بما فيها أحكام بالإعدام . ولا تطمئنون أن يمثل أمام هذا القضاء نائبكم . فهل يصح هذا يا فخامة الرئيس ؟ إن مسؤولياتكم الدستورية تقتضي أن تنظروا إلى كل العراقيين بعين واحدة فلا احد من العراقيين أعلى شانا من الشعب ولا اعز نفسا منه فالشعب ولا احد غيره يعلو على الجميع ولا يعلو عليه احد غيره تعالى . فإذا كان قضائنا غير عادل فعليك أيضا أن تضيف (بضم التاء وفتح الضاء) كل عراقي مطلوب للقضاء في السليمانية لحين الاطمئنان إلى توفر القضاء العادل تماما كما فعلت مع الهاشمي. وهنا كان على فخامتكم أيضا أن تخرج إلى الشعب وتقول إن القضاء غير عادل وتدعو البرلمان إلى إصدار تشريعات جديدة واختيار قضاة جدد وإحالة كل القضاة الحاليين إلى التقاعد بدءا من رئيس مجلس القضاء الأعلى . فإذا كان رئيس جمهورية العراق عاجز ن توفير محاكمة عادلة لنائبه فما معنى بقائه في منصبه يا ترى ؟ وكيف يمكن ان يحظى المواطن البسيط بمحاكمة عادلة اذا كان كان نائب رئيس الجمهورية لا يحظى بها ؟ الم تطلع على الأوراق الحقيقية لقضية الهاشمي ؟ الم تدرس أدلة الإثبات او النفي الموجودة في الدعوى؟ قل لنا الحقيقة فخامة الرئيس فأنت رئيسنا وحامي دستورنا . لا تخفي على الشعب شيئا ولا تأخذك في الحق لومه لائم فالعراق لا يتوقف على المالكي ولا على الهاشمي بقدر ما يتوقف عند باب إحقاق الحق وإبطال الباطل وهذه مهمة القضاء فكيف اذا كان هذا القضاء فاسدا لا سامح الله ؟ .ما زلت اعتقد بوجه عام ان القضاء العراقي ما يزال جدير بالثقة وليس من المصلحة التشكيك بعدالته ونزاهته فخامة الرئيس .
4- آخر تصريح لفخامتكم بعد صدور حكم الإعدام بحق الهاشمي أعربتم عن أسفكم من صدور حكم الإعدام بحق طارق الهاشمي نقتطف منه أهم ما جاء فيه.( وقد كان مدعاة للأسف أن يصدر في هذا الوقت بالذات قرار قضائي بحقه وهو ما زال رسميا يشغل منصبه الأمر الذي يمكن أن يصبح عاملا لا يساعد بل ربما يعقد الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
ولا بد من التأكيد مجددا على إن أبداء الرأي لا يعني بأي حال من الأحوال طعنا في القضاء أو تدخلا في شؤونه وقراراته بل انه يجسد أمل رئيس الجمهورية وسعيه إلى تحاشي أي عقبات أو عراقيل قد تعيق مسيرة بلدنا العزيز نحو تعزيز روح التعايش والتسامح وتحقيق أماني شعبنا في الاستقرار والتنمية والرخاء ) .
لقد أعربتم فخامة الرئيس عن أسفكم لأسباب ثلاثة :ـ الأول هو توقيت القرار والثاني إن الصادر بحقه حكم الإعدام مازال يشغل منصبه رئيسا لجمهورية العراق . والثالث إن الحكم لا يساعد بل يعقد الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية .
لنبدأ بالسبب الأول فالمقصود به هو إن البلد يعيش أزمة سياسية معقدة وتوقيت القرار يفاقم هذه الأزمة ؟ وهنا نقول أن أمر القبض صدر بتاريخ 19/12/2011اي مضى عليه بحدود عشرة أشهر ولم يمثل المتهم أمام القضاء فهل يعقل أن يبقى القضاء ينتظر الهاشمي للمثول أمامه ليحكم عليه وفي الدعوى عشرات المدعين بالحق الشخصي وعشرات الضحايا ؟ فما علاقة القضاء بالأزمة السياسية ؟ وهل يجوز أن يمتنع القضاء عن إصدار الأحكام أثناء ألازمات السياسية ؟ وإذا كان الأمر كذلك فهذا يعني أن يمنح القضاة إجازة مفتوحة لحين انفراج الأزمة السياسية التي ما انفرجت في العراق منذ تموز عام 1958 .
أما السبب الثاني ، فهو ان نائب الرئيس المدان ما يزال يشغل منصبه نائبا لرئيس جمهورية العراق رغم انه هارب عن وجه العدالة منذ عشرة أشهر ؟ ومقيم خارج العراق . اليس من حقنا ان نسال فخامة الرئيس عن سنده الدستوري والقانوني في بقاء شخص متهم بجرائم ارهابية متعددة وهارب خارج العراق ويبقى يشغل منصبه نائبا لرئيس الجمهورية من مكان هروبه ؟ ثم اين يقضي دوامه الرسمي الذي يتقاضى عليه راتبا من موازنة رئاسة الجمهورية العراقية يا فخامة الرئيس ؟ الحقيقة انها سابقة لا اظن انها وقعت او ستقع في المستقبل ان يتمتع نائب ئيس الجمهورية برواتبه وامتيازاته ومنصبه وهو هارب ومتهم في جرائم ارهابية . ان الموظف البسيط عندما يحال الى القضاء لاي سبب مهما كان تافها يتم سحب يده من الوظيفة خشية ان يكون بوسعه من خلال تمتعه بصفته الوظيفية ان يمارس ضغطا على القضاء . فكيف إذا كان هذا الموظف نائبا لرئيس الجمهورية ؟
أما السبب الثالث وهو ان الحكم لا يساعد بل يعقد الجهود الرامية الى تحقيق المصالحة الوطنية . فهل المصالحة الوطنية مرهونة ببراءة الهاشمي من الجرائم المنسوبة إليه ؟ فالمصالحة هي عمل وطني كبير يتسع بموجبه الوطن لكل ابنائه بلا استثناء ويتمتع كل ابنائه بنعم الحرية والمساواة بلا استبعاد او تهميش وهذا العمل يحتاج الى اعادة نظر جدية وشجاعة ومسؤولة لكل ما تم بنائه خطا منذ عام 1921 الى اليوم .
صفوة القول يا فخامة الرئيس إني كمواطن عراقي كنت احلم خلال عهد الاستبداد أن نتخلص من الدكتاتورية ونستبدلها بنظام ديمقراطي يقدم لنا ولأجيالنا حياة أفضل .صراحة أجد نفسي اليوم اشعر بألم شديد ومرارة وبقلق وإحباط حقيقي على مستقبل بلدي ومستقبل أجياله وثرواته وأرضه وهو يدار بهذه الطريقة المؤلمة . ولا أريد ان القي باللائمة عليك وحدك يا فخامة الرئيس بل انتم جميعا مسؤولون أمامنا وأمام التاريخ .
بانتظار اجابتكم على تساؤلاتنا فخامة الرئيس لتوضيح ما قد يكون التبس علينا، او ستكون تساؤلاتنا هذه اسبابا كافية لاقامة دعوى ضدكم امام المحكمة الاتحادية العليا لخرقكم الدستور وامتناعكم عن حمايته .



#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد طفح الكيل...استبدل قادتك الامنيين يا دولة الرئيس .
- دستوريا...هل يحق للرئيس مام جلال الترشح للدورة القادمة؟
- كيف يتم سحب الثقة من الحكومة بموجب الدستور؟
- التهديد باعلان محافظات الوسط والجنوب اقليما ... ماذا تعني؟
- بيوت الصحوات ...بين عبوات القاعدة وكلبجات الشرطة
- قراءة في قرار المحكمة الاتحادية العليا الخاص بالهيئات المستق ...
- محنة المتضررين من العمليات الارهابية ...متى تنتهي ؟
- قراءة هادئة في ربيع عاصف
- باق واعمار الطغاة قصار من سفر مجدك عاطر موار
- بعد هروب (ملك ملوك افريقيا)...ما هو المطلوب من المجلس الوطني ...
- مشروع انهاء اعمال المحكمة الجنائية العليا غير دستوري
- وجود مدربين امريكيين في العراق يقتضي اتفاقية جديدة والا عد ا ...
- مناقشة قانونية صرفة لمشروع مجلس السياسات
- قراءة في استقالة عبد المهدي
- دور الحكومة الاتحادية في فشل الحكومات المحلية
- مناقشة...مع كبير مستشاري فخامة الرئيس
- الناتو يحمي في المتوسط ، ودرع الجزيرة يقمع في الخليج
- في صنعاء...الجاني يعلن الحداد على ارواح المجنى عليهم
- مناقشة قانونية لقرار استدعاء درع الجزيرة الى دوار اللؤلؤة
- القرار 1973...اول قرار دولي ينقذ شعبا من مخالب طاغيته من الج ...


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل علوان التميمي - مناقشة مؤلمة مع فخامة الرئيس