أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ثراء يصعب فهمه أو هضمه














المزيد.....

ثراء يصعب فهمه أو هضمه


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 20:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتب مروان صباح / كان رهان الأمة العربية على الحركات والأحزاب التى تشكلت بأمر واقع الأحداث هي السبب الرئيسي في دفع الجماهير لاقتلاع الكولونيال ، ممزق الأمة وساطي على ما في باطنها ، بشكل كبير لما حملت في ادبياتها من شعارات نادت لتحقيق الأحلام وتحويل الإنسان ومؤسساته المهترئة البائسة إلى الحداثة وما بعدها ، حيث تعززت العلاقة بين الشعوب والأطر التى أخذت على عاتقها نهضة الأمة للجدية التى أبدتها في التعامل مع دحر الاستعمار ولحجم التضحيات الضخمة التى سقطت في طريقها لنيل الحرية ، لكنها سرعان ما تغيير الوضع وانقلبت الصورة المشرقة رأساً على عقب بعد رحيل المستعمر وتقدمت تلك الانماط والأساليب التى ستشارك في اعادة بناء البلدان المحررة ، إلا أنها تبينت منزوعة الدسم وخالية تماماً من ابجديات الديمقراطية ومفهوم تداول السلطة التى تحّتكم إلى صناديق الاقتراع إن كانت داخل الأحزاب والحركات أو على الصعيد التمثيلي الشعبي حيث اتسمت جميعها بالتزوير وسلب والهيمنة المطلقة لإرادة الأعضاء والناخبين من خلال تحكم الحاكم بمناحي الحياة وعلى رأسها البطون ، مما أنتج ديكتاتورين عطلوا مشروع النهضة وجمدوا جميع الشعارات التى بُحت الحناجر من شدة تكرارها وتوسعت الفجوة بين الأحلام والواقع بسبب ممارساتهم المخجلة التى تفوقوا على جلادهم وأصبحت تلك الاحزاب والحركات نقمة على الشعوب وكبديل رسمي للمدحور في وضع عصي غليظة داخل دواليب التقدم والتطور ، فتأخروا وتخلفوا الشعوب بل عملوا جاهدين على شطبهم من الجغرافيا العالمية وقد نجحوا في تحويلهم إلى عالة لا تعرف إلا ثقافة الاستهلاك والتلقي لما ينتجه الآخر مما ولد شعور عند الكثير بالندم الشديد لحجم الضحايا التى زهقت ولرحيل المستعمر والمطالبة بصوت منخفض بعودته كون لم يعد لكملت أخ أي معنى ما دام الجلادين أصبحوا الأخوة لا الأعداء .
شيء مخجل أن تصل الشعوب إلى هذا الحد من التطرف الفكري وذلك يعود إلى دفعها إلى تلك الحدود التى تفوق الألم والذي يفوق الألم هو الجحيم والجحيم هنا الآخرين الذين استطاعوا احتكار ثروات البلد وتقنينها على فئة معينة من مدغدغين النرجسيات وتدليكها الذين أخذوا المهمة على عاتقهم بإعادة أنتاج سيرتهم الذاتية ، لمجموعات صعدت على جماجم شهداء الاستقلال حيث أتت أغلبها من القرى المعدومة اقتصادياً وتعيش على الكفاف ، إلا أنها سرعان ما تحولوا إلى مصاصين دماء وتضخمت كروشهم وقفزوا بمرونة عالية مصحوبة بإدارة الظهر الكامل لمنجزات الثورات بإحلال أنفسهم في الأماكن الفراغ التى كان المستعمر يتمتع بها على حساب الشعب مما تطلب الواقع الجديد إلى انكار تماماً لحياتهم القديمة التى باتوا وزوجاتهم وأولادهم يشعرون بالخزي لمجرد استذكارها الذي استدعى مهرة في التدخل واستئصال الذاكرة ونحتها من اول السطر بطريقة تليق مع الوضع الجديد ، رغم كفاءة التدليس وحجم المصروفات بهذا الاتجاه إلا أنها باءت بالفشل بسب صعوبة محو الذاكرة الجمعية للشعوب .
المحير أنهم استطاعوا للأسف التواري خلف عبارات منمقة وشواهد رجال ابطال لم يعيشوا طويلاً لكن افعالهم خلدتهم ودمائهم طبعة صورهم في وجدان الشعوب ، فتفانوا المتسلقين بالتلاعب على أوتار الماضي حيث استثمروا كل قطر دم إلى أخر رمق في لعبة تحمل وجهين مكنت الضحية أن تتفوق على جلادها وتحولت إلى تلميذ نجيب لأفكاره وساديته فتحولت من صدى إلى كاريكاتور ، مما جعلها تتخبط وتنتج مستنقعات من التعليم والصحة والصناعة الوهمية والبطالة التى تعاظمت بسبب التطرف الفساد وعدم توزيع الثروات بشكل عادل الذي أغرق المجتمعات بالبطالة المقنعة كي يصيبها بشكل مباشر في مكانتها دولياً ، ونُزعت الإنسانية من المواطن فأصبح محمل بمديونيات يتطلب سدادها ومضاعفة الجهد بالإضافة لاقتلاع ما هو قائم من الجذور .
هؤلاء قيادات يشبهون الفراغ ويفتخرون بالسجل المالي وأحواض السباحة لا بالسجل العسكري الخالي أو الإنجازات ، حيث تربعوا منذ زمن على عروش من الامتيازات التى لا تنتهي فأنهكوا الميزانية العامة واحتلوا لأولادهم المناصب الوزارية والبرلمانية الدائمة والمواقع الاخرى إن كانت مدنية أو عسكرية ، علماً أنهم لا يحملوا أي ذرة من الذكاء بل منطفئي المواهب رغم وفرة التدفق المال ضمن عملية تواطؤية كي ينالوا شهادات عرجاء من الدول الغربية ، لا بد للإنسان أن يتخلى عن ثلاثة أرباع وعيه كي يصدق أن هؤلاء الأطفال المعجزة لولا اغتصابهم للحياة وإقصاء الكفاءة ما كانوا لهم أن يصلوا إلى تلك المواقع التى تتدحرج عليهم بالنعم لا تعد ولا تحصى من المنازل وتبعاتها والسيارات والسفر وغيرها من أمور مخفية وأعظم ، لهذا كان من الطبيعي أن يكون سقف الحريات شبه معدوم كي يستمروا في النهب للثروات دون أي حساب ، ولو جئنا بواحد من هؤلاء المتضخمين فساداً وجعلنا مقارنة بين حاضره وماضيه أي نشأته وعملنا جرد حساب ماذا قدم للوطن من خدمات تعود بالنفع على المواطن نجد أنه بحاجة إلى ثلاثة اضعاف عمره كي يسدد ما اقترفت يداه بل يتطلب منه أن يستعين بسلالته القادمة إلى يوم القيامة كي يعيد جزء بسيط مما امتلأت بها البطون وانتفخت الجيوب وسجلت ارقام فلكية في البنوك .
لم يعد مسموح الاستمرار بهذه المسرحية بعد ما تكشف بأن جميع من على المسرح كومبرس ومن نوع ردئ والمتفرجون اصيبوا بالتقيوء بسبب تكرار ذات المشهد المفضوح ، لهذا لا بد من اعتراف يؤدي إلى التسليم بالواقع لأنها حقبة لا تعرف إلا الفساد والدم ، وقد أزفت المرحلة كي يتدخل القضاء بإصدار قرار تجميد تلك الأحزاب والحركات التى مضى عليها من العمر وتفعيل قانونين بأي حق تتحول الميزانيات إلى مصروفات شخصية ومن أين لك كل هذا الثراء الغير مقنع بل يصعب فهمه أو هضمه .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب هو الضامن الوحيد لمستقبله
- راشيل جريمة كاملة دون شهود
- من مرحلة الخوف إلى التربص
- من جاء إلى الحكم على ظهر دبابة لن يرحل إلا تحتها
- أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
- تحالف المشوهين
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة
- التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد
- صفحات بلا فصول
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
- المعرفة المجزوءة
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ثراء يصعب فهمه أو هضمه