أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - خارج كادر الزنزانة














المزيد.....

خارج كادر الزنزانة


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 14:54
المحور: الادب والفن
    


خارج كادر الزنزانة
إلى عروة نيربية وجميع المعتقلين السوريين
ـــــــــــــــــــ
كم هو مشرق.. أن تدرك ذروةَ متعة من يفتح "صندوق الدنيا"، في ذات الوقت المرهق أن تدرك قسوةَ لعنةِ من يفتح "صندوق الدنيا"، ثمّ تعاني كابوس العجز المطلق، عن أن تمنع طفلاً في يده مفتاح الدنيا من أن تجرح إصبعه أشواك الأزهار...

كم هو موجع.. أن تقف على حدّ خيارك في أن تغفو في حضن عروس الجنة ما شئت شريطة أن تتعمّد أجفانك بالنار.. ولكن ماذا نصنع بسلوك الأنهار إذا كانت زهرة أحلام الطفل اختارت أن تلقي جثتها في حضن النهر، وفاض النهر على الطرقات دماَ...

كم هو غامر.. أن تفتح عدسات الكاميرات بقدرة قادر في تركيب الزمن كما شئت، لكي تمحو صورة عهر "مراسلة قناة الدنيا" بعد القصف الفاجر تسأل أطفالاً من هي تلك الملقاة بجانبكم وتغص الطفلة من هول الرعب بكلمة أمي، تسأل أماً ثكلى وهي تنازع سكرات الموت عن "المندسين" ولا تخفي في الخلفية هول عصابات الأسد الشبّيحة تشهر أسلحة القتل على أعناق الجرحى...

كم هو آسر.. أن تفتح نافذة المستقبل كي تستبدل غصةَ رعب الطفلة، لعثمةَ الأم الثكلى بفصاحة طفل يرفع علم الثورة بعد التحرير، وأن تتراجع نحو الماضي كي تضع الأم الثكلى فوق سرير الوضع المنقوش بوردات بيضاء، وتفتح بوابات الموت على طفلٍ يولد من "أملٍ" رجلاً ضخم الصوت، ويدفع والده الحالم للضحك على ما أهداه الكون لكي يبعث عصر الفرسان العشاق على "باب الشمس" بتجديد الاسم، ورمي "معارضة الماشين بظلّ الحائط" في مزبلة التاريخ، وهاهو ذا طفلً يتقلّد سيف الاسم بضحكة والده، وبأنخاب صعاليك الصورة، هاهو ذا عروة إبن الورد يقسّم حلوى الورد على الخلّان، ويمنع أحداً منهم أن يلمس كاميرته: تلك هدية خالي، أهداني إياها كي ألتقط بعينيّ المطر القادم، وأقاوم بالصورة هول الطوفان، وهاهو ذا عروة ينمو أكبر من كادر صورته في مرآة الواقع، ينطق جملاً تمحو المحظور بخرس "طلائع حزب البعث"، ويخلق ألحاناً من رفرفة جناح مكسور، يرسم أسداً أحمق يحمل رشاشاً بالمقلوب ويرميه كفأرٍ مذعور في زاوية الصورة، هاهو ذا يجمع جرأته في وجه التحذير ويفتح "صندوق الدنيا".. ياللّعنة.. هذا "باب الشمس" وقوس القزح المرسوم كما لم تره عين تحت الشمس ولكن ثمة مطر يهطل كي يُخرج مااختزن الأمس من الأهوال.. وهاهو ذا فيض الثورة في الشارع، أنهار دم تجري من حنجرة مغنّ أنهى كابوس التقديس بطلقة صوتٍ، هاهو ذا عروة يحمل كاميرته في الشارع رشاشاً من صور متلاحقةٍ، يا للحرية.. عيناه الواسعتان تقودان صعاليك الصورة في ظلمة كهف الأهوال المفتوح على الموت، وتلك هي الصورة: هذا "قلب الظلمة"، هذي جثث الأطفال بأنياب الديكتاتور الشبّيح أمام العالم.. ياعالم...

هاهو ذا عروة في الصورة خلف القضبان، وليس وحيداً، يتقسّم عشرات الآلاف من المعتقلين، ويخفيه السجان بصورته، لكن ثمة من لا ترضى ضحكته أن تدخل في كادر صورته، هاهي ذي الثورة أكبر من كادر فتحة عدسات القنص، وهاهو ذا عروة أكبر من أن يخفيه السجان، وهاهي ذي صور المعتقلين فرادى، تمحو الأرقام، وكل يأتي باسمه، هاهو ذا عروة في الصورة، يحمل في يده قضمة تفاحته المحظورة، في خجل الطفل يحاول أن يخفي ماارتكب شغفه من أزهار، كي لا يؤلم قلب العاشقة المنتظر على جمر النار، ولكن من يمكنه يا عروة أن يمنع اسماً أن يحتلّ مسمّى، من يمكنه أن يمنع آدم عن قضم التفاح، ومن يمكنه أن يستر عري الصورة في عطش القلب إلى عيش الإعصار، ويا للثورة.. من يمكنه يا عروة أن يستغفل عين الثورة إن وضعته الثورة في العين..
فلا تحمل ياعروة همّ تقسّمك القتّال،
وأبعد عن عينيك حياء الأطفال،
ودع صورتك تحدّد كادرها ما شاءت
خارج كادر زنزانتك البائسة عن استيعاب خيال...



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ميزان الشفافية السورية
- ما أجمل السوريين!
- في اصطفافات المعارضة ومجازر النظام.. بإذن الله وإرادة الشعب
- خطاب المعارضة السورية الملتبسة.. في أوج صعوده وسافلة انحداره
- أيها الشاعر العابر شوارع حمص.. بنعال من رصاص
- في لا جدوى عقاب سيزيف السوري
- في اللحظة السياسية السورية.. يسار محتار أمام دروب الحرية
- في اللحظة الرمزية السورية.. علمان وعالمان يفترقان
- أيتها الأرض.. أيها الموت
- أحصنة طروادية على بوابة الثورة السورية
- بين شكسبير وسوفوكليس.. ماذا سيفعل بشار الأسد بعينيه؟
- الدومري علي فرزات.. بأصابع مكسّرة ساخرة
- مخارج النظام المأزوم وسور الثورة السورية
- مريم السورية في اليوم السابع
- في ضوء اللحظة الشعرية السورية.. أدونيس وفتىً اسمه حمزة الخطي ...
- لنحتفل بغير جثثنا يا أصدقاء
- جدتي من بلدة المرقب لن تستطيع أن تحاور الرئيس
- مثقفو الخواء في اللحظة الدرامية السورية
- قصيدة: درعا.. بأي لقب نناديك كي ينكسر الحصار
- كم ستقتل منّا في هذا الصباح


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - خارج كادر الزنزانة