أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نيسان سمو الهوزي - يطلبون مني الكتابة بالعربية الفصحى ! كيف ذلك !!















المزيد.....

يطلبون مني الكتابة بالعربية الفصحى ! كيف ذلك !!


نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 00:13
المحور: كتابات ساخرة
    


يطلبون مني الكتابة بالعربية الفصحى ! كيف ذلك !!
كيف لنا ان نكتب بالعربية الفصحى وكل ما نتذكره منذ تاريخ ولادتنا الى اليوم هي الحروب والهروب من مكان الى آخر ومن دولة الى دولة ومخيم الى مخيم ( اقصد فندق الى هوتيل ) ؟؟.
اهلاً بكم في برنامجكم الجديد ( إضاءات ) وهذا الموضوع سيكون محور إضاءتنا لهذا اليوم وسنستضيف فيه السيد العراقي الهارب ليحدثنا عن قواعد واصول تراثنا الكبير ولغتنا الجميلة ( الفصحى ) . تفضل سيدي الفصيح كيف هي لغتك ولماذا يشتكي البعض في الغرب من قلة الفصحى ؟؟.
سيدي الكريم : اعلم بأنهم يطالبوننا احياناً بأن نكتب باللغة العربية الفصحى ( بالرغم من انني لا اعلم اين وصلنا بهذه اللغة ) ؟ ويعاتبون احياناً اخرى لأستعمالنا الكلمات العامية في كتاباتنا بالرغم من انها اللغة الرسمية التي يتحدث بها العراقيين ( اقصد لغة البيت والشارع والمطعم والحديقة والنُكات والمسبات و.....الخ ). اللغة الفصحى تحتاج الى رأس فصيح وجمجمة غير مفطورة او مهزوزة ومخ غير مرعوب ودماغ غير مثقوب فكيف لي ان اكتب وانا كلي ( هسة واحد راح يقول مثقوب ) مهزوز ومرتعش منذ الولادة الى القيامة ؟..
درست السنوات الثلاثة او الأربعة الأولى في مدرسة شبه كردية كانت الرياضيات فيها بالعربية اما باقي المواد كانت باللغة الهندوسية ( اقصد الكردية ) ، وحتى قواعد اللغة كانت بالكردية يعني بدأت ثقافتي بالكردية ، اي تكويني الأصلي كان باللغة الأجنبية ( غير لغة الأم التي كانت ممنوعة في المدارس العراقية ) ، والعربية كانت في وقتها مثل الهندية بالنسبة لنا الآن .. وفي التاسعة او العاشرة بدأت رحلة الهروب ( تسمى بالعربي الفصيح رحلة الكر والفر ، هذه لم ننساها لأننا اشتهرنا فيها ) والى يومنا هذا ، والسفرة السياحية الرئيسية الأولى كانت الى سوريا اولاً وكان هذا في عام او نهاية 74 قبل حدوث الثورة الكردية ( مو بس العرب عندهم ثورات الأكراد سبقوهم بأشواط طويلة ) وكانت الفيزة والتأشيرة الليلية الى سوريا والتي الآن بدأت فيها الثورة ( اي بعد حوالي سبعة وثلاثون عاماً من الثورة الكردية حتى الاكراد يسبوقونَ جماعة خير امة ( لا تزعولوا يا اخوة لم نقل شيء ) ! والتي درست فيها سنة واحدة ولكن بالعربية السورية ، ومن ثم الرجوع بعد سنة تقريباً الى كردستان العراق بعد نجاح الثورة وانتصار ( النظام الماركسي ) !!... وفي عام 77 وبسبب تعلقي بالمادية الحزبية ( البعثية ) ونظامها العلماني هاجرت الكوردستان قاصداً بغداد الحبيبة ومن هناك بدأت الفيّز والتأشيرات تنهال علينا .. ففي عام 80 بدأت النزهة الفسيحة بين العراق وإيران وبدأ معها المسلل الطويل ( مَن الذي جاء اولاً الشيعة ام السنة أم البيضة ) ؟ بدأنا نتهرب من كل شارع سكنا فيه او خرابة عشعشنا بها الى شارع آخر او دار آخرى بسبب حبنا وتعلقنا بنظام الجيش الشعبي ومسلسله المرير ولحقه مسلسل البحث عنك لعدم انتمائك لعقيدة البعث ، فبدأ الأنصار المتحمسين بالبحث والتنقيب ( وكل هذا بعون المكتوب على الجبين ) ولكننا كنا قد تعلمنا خريطة الكر والفر ، حتى وصل بيّ الأمر في احدى المرات التي فشلت عملية الكر والفر وتم محاصرتي وانا في الصف السادس العلمي وتم توجيهي بالسؤال الآتي : لماذا انت لست حزبياً يا كلب ؟؟ ( وتطلبون مني الفصحى ، هذه كانت فصحتنا ) ؟؟ وبعد ان استطعت التغلب عليهم بذكائي الخارق عندما اتهمت نفسي ( وانا اعتذر من الأخوة الأكراد على هذه الجملة ولكنها كانت في وقتها تاج على رأسي لأن بفضلها تم اطلاق رقبتي ) عنما اتهمت نفسي وقلت : انا كردي ومن المنطقة الكردية ولغتي كردية وغبي ثقافياً وحمار آيدولوجياً ومتخلف عقلياَ ولا افهم ماذا يعني الحزب والسياسة وانني عائد بعد السنة الدراسية الى كردستان وهناك لا استطيع ممارسة نشاطي الحزبي بالشكل الصحيح والمطلوب ( بما يرضي الحزب والله ) رفيقي العزيز .. فتركوني عندما نعتني بأبشع الكلمات والشتائم ( بالعامية ، الى الآن لا اعلم لماذا لم يشتمني بلغة الحزب الفصحى ) ؟ وهذا كان اول يوم اكون سعيداً فيه في العراق الجريح ( لأنه تم احتقاري واهانتي امام زملائي بالكلمات والمسبات فقط وليس بسحلي كالحشرة الجربانة ) .. واستمر الوضع في الكر والفر الى ان جاءت فترة الخدمة الألزامية الجميلة والتي خدمت فيها اكثر من اربع سنوات في الجيش وبعد ان حصلت على ثلاثة اوسمة ( نوط الشجاعة ) وانا اخدم في بغداد ولم ازور في كل فترة خدمتي القواطع الحربية ولم ارى وجهه عدو واحد في حياتي (حتى لا اعلم كيف كان شكل اعداءنا ) ( ولكنه يعطي لِمن يشاء ) !!..
بعدها بدأ مسلسل الهروب الطويل من جديد وكانت هذه المرة التأشيرة الى الاردن وبعد ان تعلمنا في اتقان بعض الكلمات العربية الاردنية بدأت رحلة الهروب الى روسيا والتي كانت الحلم ولكن كان حلماً متأخراً ، عندما وصلت الى موسكو وجدت امامي في الساحة الحمراء اكثر من عشرة آلاف ( حزبي ورفيق ) عراقي سابقين قدومي ( كان هناك مَن كان اشطر واسرع مني ) فبدأت رحلة الأنتقال الى لينينغراد وبعد ان تعلمنا بعض الكلمات الروسية وتعلمنا عنصرية المواطن الأشتراكي جاءت لحظة الهروب مرة اخرى وهذه المرة الى المانيا الكافرة ( هذه قصة ولا اروع ومرة اخرى بذكائي المعهود ولكن سوف نتركها حتى نلتقي ) وبعد ان تعلمنا بعض الكلمات الدوتشيىة ولعدم منحي الجوء الحيواني حان وقت الفرار من جديد ( المكتوب على الجبين يجب تطبيقه بحذافيره ) وهذه المرة الى قارة استراليا ونيوزلندا الحبيبة ( اقصد تنزانيا ) ..
بعد ان استقرينا اخيراً في البلد الجديد وبعد ان حصلتُ على اللجوء الحيواني الذي افتخر فيه بدأت رحلة العودة الى المدرسة ( رحلة الحقارة ) من جديد ومن الصف الأول لأتعلم لغة الدولة الجديدة ( هل رأيتم في حياتكم احقر من ان انسان درس الفلسفة في السر والمادية الديالكتيكية في الظلام وعلم النفس ليصبح دكتوراً نفسياً ( في الحلم ) وبعد كل هذه المعانات يُعاد به من جديد الى الصف الاول الأبتدائي ليتعلم عنوة عنه لغة جديدة ) ؟؟.. بالمناسبة انا اقل مواطن عراقي تعرض الى الظلم والإهانة قياساً الى ما عاناه الأخوة العراقيين بصورة عامة ... ( كل هذه اللغات والفلسفات لم تكن بلغة الأم ! تصوروا ) ؟؟.
فكيف لأحشاء مُخي ودماغي ان تبقى تدقن لغة الشعر الجاهلي والشعر العمودي والحر والنثر ؟؟؟؟؟
قد يكون لبعض الأخوة تجارب افضل في دراسة الفصحى واستقرار اكثر من الغير في اتقانها وممارستها ... بحثتُ في كل ارجاء الدولة التي انا فيها باحثاً عن بعض الكتب العربية فلم اجد إلا بعض الكتب الدينية وبعض الكتيبات الصغيرة كقصص الاطفال وغيرها .. اكثر من 21 دولة عربية واكثر من ثلاثة مائة مليون انسان عربي ومليار مسلم لا يملكون اربع كُتب في الدولة التي نحن فيها !! ( اين هو التراث الذي استفاد العالم منه لا اعلم ) ؟؟.. وحتى عندما سافرت الى دولة عربية خصيصاً لشراء بعض من احلامنا تم مصادرتها في المطار لأن الدستور الجديد لم يكتمل ولا يمكن اخراج الكتب الى الخارج ( بالرغم من انها كانت غربية ولكنها مترجمة الى العربية ) عجيب امور غريب قضية ؟؟ او كان يجب عليّ الحصول على موافقة المرشحين للرئاسة المصرية قبل الفرز وليس بعده ؟؟؟ ...
ولهذا نطلب من الأخوة المختصين والمهتمين ان يعذروننا وخاصة ان العمر بدأ بالتقلص وليس هناك الوقت الكاف للرجوع الى الوراء من جديد لأتقان اللغة الفصحى والتي كانت السبب في كل ما يعانيه المواطن العربي والمسلم بشكل خاص .. لأن حتى الدين الذي لا نفهم ولا نملك غيره لا نستطيع ان نستوعبه بسبب تلك اللغة المعقدة .. ولهذا يجب استنساخها حتى يفهم الانسان البسيط معناها !!..



#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب على الاسم ان يتغير !!
- محطات محزنة واخرى مفرحة !!
- الى كل الذين يهاجمون الاديان بطريقة غير حضارية ؟؟
- رد الى السيد يوسف آلوا وغيره !
- لماذا يميل الاسلام المتشدد الى الماركسية بدلاً من الرأسمالية ...
- مَن قال بأن الماركسية تُعَلّم الديمقراطية ؟؟
- يا جماعة الحوار المتمدن الكلاسيك كان افضل لنا !!
- لماذا يسمحوا بصدور مثل هذه الفتاوي ؟؟
- لماذا تمارس الحيوانات السكس ( المضاجعة ) دون حياء ؟؟
- لماذا لا يطالب القبطيين المصريين بالحكم الذاتي ؟؟
- لماذا يتراجع الانسان عندما لا يستطيع التقدم ؟؟
- هل يضحكون علينا أم نضحك عليهم !!
- بعد ان سُررنا بموت القمم العربية جاءت القمم الاسلامية !!
- مشكلة العالم العربي والاسلامي !!
- المهندس بولص الياس !! انا حمار !
- لِنكن واقعيين قليلاً يا سيد نضال نعيسة ! تعليق على مقال ..
- إنشقاق بشار الاسد وإنضمامه للمعارضة !!
- لقد هبط مسبار الكُفار ( كيريوسيتي ) على سطح المريخ وماذا عن ...
- الحمدلله على كل فشل وخيبىة امل !!
- مشكلة القضيب مرة اخرى !!


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نيسان سمو الهوزي - يطلبون مني الكتابة بالعربية الفصحى ! كيف ذلك !!