أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - تدَني التدَيُن














المزيد.....

تدَني التدَيُن


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 16:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تدَني التدَيُن
حينما يبدأ القول الذي أطلقه المصلح الديني والإجتماعي محمد عبده ينطبق على الدين الذي يمارسه بعض مَن يصفون أنفسهم بالمتدينين إلى أدنى درجات التدني ، فما ذلك إلا نذير شؤم ليس على الدين الذي يتبناه هؤلاء وثوابته وحسب ، بل على المجتمع ككل ، خاصة ، كما في وطننا العراق اليوم ، إذا كان هؤلاء المتدينون المتدنيون يملكون مفاتيح الحل والربط في المجتمع ويسيِّرون سياسته ويقررون سبل ووسائل تعليمه ويديرون مؤسساته المالية ويخططون لبرامجه الإقتصادية ويوجهون حياته الإجتماعية بما فيها من فنون وعلوم ونشاطات ثقافية وفنية قد لا تفقه تلافيف ادمغتهم المتخلفة كنهها ، إلا انهم يصرون ، وكما قال الجواهري الكبير " ضراوة وتكالبا " على قابلياتهم على القيادة والتوجيه والتخطيط حتى يصلون بالمجتمعات التي تُبتلى بهم إلى اسفل السافلين واحط درجات التدني في كل شيئ بحيث يصح على هذه المجتمعات المثل القائل " لا دين ولا دنيا " ، والأمثلة على ذلك كثيرة في دولة الطالبان الساقطة ودولة آل سعود البائسة وحكم البشير المتخلف وخزعبلات ملالي ولاية الفقيه التي لم تتحمل حتى بعض كلمات من رفيق درب ديني كالمرسي فتلجأ إلى الكذب والتزوير بإسم الدين الذي تتبناه . كل هذه الأمثلة وغيرها تشير إلى ماهية الدولة العراقية التي يريدها الإسلام السياسي ومعمموه الأصليون او الفوتوكوبي في وطننا . هؤلاء المعممون الذين قال عنهم محمد عبده :
ولكن ديناً قد أردت صلاحه مخافة ان تقضي عليه العمائم

بأي تدني ودناءة نبدأ في دولة يريد حكامها ان يقنعوا الناس بأنهم إنما يعملون ذلك إنطلاقاً من ثوابتهم الدينية ؟

هل نبدأ بالكذبة الكبرى التي اطلقها السيد رئيس الوزراء بعد ان ضاق به الدرب إثر الإنتفاضات الجماهيرية التي حدثت في الخامس والعشرين من شباط في العام الماضي والتي حددها بفترة المئة يوم لوضع الوزارات العراقية والمؤسسات المرتبطة بها على محك العمل الوطني المجدي والتوجه نحو إجتثاث ما علق بهذه الوزارات ومؤسساتها المختلفة من أساليب في عملها أقل ما يقال عنها بأنها لا تنسجم والتطور التقني والتطلع السياسي والتوجه الديمقراطي الذي كان يتنظره الشعب بعد سقوط دكتاتورية البعث ؟ كل الأحداث التي تعاقبت على الساحة السياسية العراقية بعد هذا الوعد العرقوبي أثبتت ان السيد المالكي لم ولن يستطع ان يحقق ما وعد به الناس ، إذ ان الإصلاح الجدي لمرافق الدولة المتهرئة ومؤسساتها المتدنية تنظيمياً وأخلاقياً أصبح فوق طاقاته السياسية وطاقات الأحزاب المشاركة له في الحكم المحدودة والمحكومة بالمحاصات الحزبية والتوجهات الطائفية والإلتزامات العشائرية . لذلك فإن ما يكذبون به على الناس من تبني فكرة الإصلاح التي تطلقها أحزابهم ما هو إلا ضحك على الملأ واستهتار بمشاعر الناس وتدني خلقي لحمته الكذب وسداه مواصلة النهب والسلب واللصوصية والتزوير .

أو نفتش عن التدني الأخلاقي المرافق للمتدينين في الحكومة العراقية بين الثلاثين ألف شهادة المزورة والموزعة بين الوزراء والبرلمانيين والمدراء العامين ورؤساء المؤسسات في الدولة العراقية التي تسير على مقاسات هؤلاء المزورين الذين لا تخلو جباه اكثرهم من كيات العبادة وتعتمر اصابعهم بالمحابس الفضية وتتطاول لحاهم طردياً مع تطاول السنتهم في الكذب والنفاق والتزلف والتملق لكل من يمد لهم يده بالعظام حتى وإن تكن جرداء من بعض اللحم ؟ فإن لم يكن هذا نفاقاً ، فما هو النفاق إذاً ؟

أين يمكننا ان نجد التدني الخلقي والإنحطاط الإجتماعي ؟ أنجد ذلك بين شاربي الخمر أو بين شاربي دماء الشعب العراقي ولا يزالون مستمرين على شربه بعد ما يقارب العشر سنوات على ملئ كؤسسهم بدم هذا الشعب وليس في نيتهم التخلي عن ذلك حتى وإن إمتلأت أجوافهم النتنة وجيوبهم العفنة ليس بدم هذا الشعب فقط ، بل وبكل ما يهيئ لهذا الدم من مفردات البطاقة التموينية وأموال المقاولات الوهمية التي بلغت عشرات الملياردات من الدولارات ، وكل ما إقترفه الحكام من نجاسات بحق هذا الشعب الذي لا يزال أكثر من ثلثه يئن تحت طائلة الفقر المدقع ويعيش معظم ثلثيه الآخرين عيشة الكفاف في بلد يعتبر من اغنى بلدان العالم بموارده الطبيعية ، إلا انه اصبح بفضل هؤلاء الحكام المتدينين جداً اغناها بفساد حكامه وتدني اخلاقهم . إن فهمنا البسيط للدين يشير إلى ان حساب شارب الخمر عند الله يتحقق بما يتفق وارتكاب معصية تتعلق بالشخص نفسه . اما شارب دم إنسان آخر من خلال سرقة قوته أو ماله أو إنتهاك حقوقه وكل ما يقوم به بعض متديني حكومة ألمحاصصات اليوم فيقع ضمن القتل الجسدي والنفسي بغير وجه حق ودون إستناد إلى مبرر وهذا ما ينطبق عليه " كأنما قتل الناس جميعاً " أليس كذلك ، ام ان لكم في هذا النص تأويل آخر مما تفقهون ؟

قاتل الله المنافقين واللصوص والمزورين والمتسلقين على الدين ، فهل ستقولون معي : آمين رب العالمين ؟ وحتى وإن قلتموها فأنتم كاذبون.

الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الأخلاق عند الحكومة وعند الشعب
- الصهيونية والسلفية وجهان لعملة واحدة
- حتى يغيروا ما بأنفسهم !!!
- لله درك ايها الشيخ الصغير
- لنحمي القضاء العراقي من الإنفلات
- الشعب الذي لا يثور
- الخطاب المخادع علامة فارقة للإسلام السياسي - القسم الثالث وا ...
- الخطاب المخادع علامة فارقة للإسلام السياسي - القسم الثاني
- الخطاب المُخادع علامة فارقة للإسلام السياسي - القسم الأول
- دور ومستقبل الخطابين اليميني الديني واليساري الديمقراطي على ...
- مآل التنكر لمبدأ حق ألأمم والشعوب في تقرير مصيرها
- سأكون شاكراً للسيد سليم مطر لو دلني على بيتي العامر في اربيل
- السماح باقتناء السلاح يقوي خطر الإرهاب ويساهم في هدم الأمن
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي ومهمات المرحلة
- الأنفال نص ديني مقدس أم سُلَّم للجريمة ؟ مع آلام ذكراها
- انقدوا القرآن من هؤلاء المهرجين
- ثلاثة أيام من التضامن الأممي
- هل من مبرر بعد لتشتت الديمقراطيين العراقيين ...؟
- لماذا التيار الديمقراطي العراقي ...؟
- صرح للديمقراطية


المزيد.....




- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - تدَني التدَيُن