أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - أردوغان: يُصلِّي، أم يُصلَّى عليه؟














المزيد.....

أردوغان: يُصلِّي، أم يُصلَّى عليه؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 11:34
المحور: كتابات ساخرة
    


الدور القذر والوسخ والإجرامي الذي يلعبه رموز حزب "النذالة" الإخواني في سوريا، يتبدى بين الفينة والأخرى في الانحياز الفاضح والواضح الذي يظهره هؤلاء نحو العصابات الوهابية الإجرامية المسلحة التي ترتكب أعمال القتل والخطف والإرهاب في سوريا وتوفير الملاذ الآمن والدعم اللوجستي اللا محدود لهم، وفي التصريحات السمجة والوقحة التي يطلقها هؤلاء. وقد أسرّ لي قادمون من انطاكية، في اللواء السوري السليب، عن طائرات تحط في مطار هذه المدينة يدلف منها يومياً المئات من المرتزقة الوهابيين والطالبان غير السوريين، بلحاهم المخضبة الطويلة وشواربهم المحفوفة، ليجدوا حافلات ومنسقاً سوريً، بانتظارهم، ليأخذهم، لاحقاً، إلى داخل الأراضي السورية حيث يمارسون أعمال القتل والتخريب والاختطاف وقطع الرؤوس والتمثيل بالأجساد، والتي يسميها عبد الرزاق عيد وياسين الحاج صالح وصبحي "الحريري" ورياض الترك وبرهان الغليون، والسيدا، وصادق جلال العظم، وفتى روبرت فورد لؤي جسين، ولمامات ورموز اليسار والمركسة الوهابية، مع يقية الأقلام المستأجرة والمأجورة والأجيرة في صحف أبي جهل بـ"الثورة السورية".

وفي الحقيقة لم يخل المشهد السوري، وعلى مدى عام ونصف تقريباً، من تصريحات وعنتريات "ثلاثي" حزب النذالة غول-أردوغان-أوغلو الفارغة، مرة حول شرعية الأسد، ومرة عن أيامه المعدودة، ومرة عن نفاذ الصبر، وأخرى عن إقامة المناطق العازلة، لحماية المدنيين (أي مرتزقة الناتو1) وخامسة عن تدخل عسكري، ولكن آخر ما في جعبة المهرج أردوغان، كان تبشيره للسوريين بانه سيصلي في الجامع الأموي، قريباً، بعد أن يسقط النظام السوري، ويسيطر أصحاب اللحى الإخوانية، المدعومين أطلسياً على مقاليد الحكم في سوريا، هكذا يحلم ويتمنى السيد أردوغان. ونحن لسنا ضد أن يحلم ويتمنى أي إنسان أي شيء، ولا ضد أن يكون للإنسان طموحات خاصة وعامة، ولكن اعتراضنا الوحيد، هو على مدى تمتع المرء بالملكات والقدرات العقلية وإصراره على العمل بالشأن العام، وحول فيما إذا كانت تلك الأمنيات واقعية ومنطقية أم لا وقابلة للتحقيق من الأساس.

وبافتراض السيد أردوغان، وبدوافع مذهبية محضة، نابعة من خلفيته الإخوانية المريضة، أن السوريين سيرحبون به بناء على هذا الأساس فهو واهم تماماً، من جهة، ومن جهة أخرى، فهو يوجه إهانة كبيرة لكل السوريين، لافتراضه بأنه سيلقى الترحيب والمساعدة منهم لاحتلال بلادهم، وإنه لمن الجنون والهذايان فقط وأحلام اليقظة أن يفكر أردوغان أنه سيتمكن بتلك السهولة من دخول دمشق والصلاة فيها، والتي دونها، أنهار من الدماء، لن يستطيع السيد أردوغان التنبؤ بحجمها.

هذه واحدة، والأخرى، وناهيكم عن التضمين المذهبي الرخيص والخبيث للتصريح ومحاولة التجييش والتحريض وإثارة الغرائز الرعاعية لدى الدهماء والعامة والبسطاء واللعب على تلك الأوتار البالية، فالسيد أردوغان بهذا التصريح يظهر غباء استراتيجياً فاضحاً، وقصر نظر صارخاً، ويعتقد، لوهلة، أن بإمكانه اللعب بالجغرافيا السياسية السائدة، والخرائط الاستراتيجية القائمة بدقة، وتغييرها والعبث به وفقاً لإرادة ومشيئة التنظيم الماسوني الدولي، والتي-أي الخرائط- ترعاها وتحفظها قوى كبرى، لا تسمح بتاتاً بتغييرها، لا بل لا يمكن إعادة رسمها، إلا بحرب عالمية مدمرة، سيكون السيد أردوغان، على ما يظهر، ومن خلال التركيبة الديمغرافية التركية الهشة، أولى ضحاياه، وهذا هو سر عصابيته وغضبه الواضح. وما امتداد الأزمة السورية كل هذه الشهور والأيام والليالي غير الملاح، إلا دليل على عدم قدرة القوى التي تناصر أردوغان، وتهيجه وتحقنه وتجعله كثور مسعور، من فرض إرادتها، وإحداث اي قدر من التغيير في التوازنات الاستراتيجية الدولية القائمة، وخاصة في بلد محوري، وقوي، ويعتبر مفتاح العالم، وهو سوريا.

بيد أنه لا يمكن قراءة هذه التصريحات الهوجاء والطائشة وغيرها، إلا في سياق الدعم المعنوي للعصابات الوهابية الأطلسية-الخليجية-الأردوغانية المرتزقة التي تنهار تدريجياً، وتنسحب تكتيكياً، وتستنجد إعلامياً والتي تتلقى ضربات قاصمة وقاتلة وحاسمة على أيدي ضباط وجنود الجيش الوطني السوري النظام الباسل، التي تلاحقها وتقضي عليها، قضاء مبرماً، في كل مكان تتواجد به ولم تفلح العصابات، حتى اليوم، في السيطرة والاستقلال بأمتار قليلة من الأرض السورية، ومن هنا نسمع تلك التصريحات المحبطة والمحزنة (للثوار على الأقل)، عن استحالة قيام جيوب عازلة ومناطق حظر طيران، وليس كرم أخلاق من راسمونسن، وشلة حسب الله الأطلسية.

تبدو معركة "مرج دابق2" التي يعوّل عليها السيد أردوغان، صعبة التحقيق جداً واحتمالات نجاحها ضئيلة إلى حد كبير، ولن تكون، والحال، ومع الخسائر الفادحة التي تتلقاها عصابات النذالة والتنمية (الفرع السوري)، في سوريا، صلاة أردوغان في المسجد الأموي نزهة ورحلة ممتعة ابداً، وميسـّرة وسهلة المنال، بل ربما ستكون الصلاة الجنائزية عليه، في أي مخبأ ونفق ومغارة و"مجرور مهجور" للصرف الصحي، وتكرموا، حيث يختبئ جرذان الناتو، أقرب للمنطق، وواقع الحال.

(1)- يفيدنا الإعلام الوهابي ومشتقاته، والمرصد التلمودي لحقوق الإنسان، لصاحبه رامي عديم الوجدان، وبقية الأبواق الإعلامية، عن مقتل 150 مدنياً في سوريا، مثلاً، يوم كذا، ولكن من دون أن يكمل هؤلاء معروفهم ويضيفون بأن هؤلاء "المدنيين"، ويا حرام، هم من مرتزقة الناتو وجرذانه الوهابية الذين يسقطون صرعى على أيدي رجال الجيش الوطني السوري النظامي الباسل، وفي مواجهات عسكرية يستعمل فيها المرتزقة الوهابيون أحدث الأسلحة التي زودتهم بها تركيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا، وباعتراف هؤلاء، وبالمال العربي الخليجي النفطي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحمة والمغفرة لقناة الدنيا
- أوقفوا عرض مسلسل ابن تيميه باب الحارة
- سوريا: من ينصف هؤلاء؟
- الفاشية البعثية
- سوريا المعادلات المستحيلة
- حكى مرسي
- أردوغان الطبل الأجوف
- السيد وزير التربية: توقفوا عن مناكفة الشعب السوري
- رياض حجاب: مجنون يحكي وعاقل يسمع
- حلب: سحق بالجملة للميليشيات الأطلسية- الأردوغانية-الخليجية
- فقاعة رياض حجاب
- عن أية دولة علوية يتحدثون؟
- انشقاق رياض حجاب: متى سيسقط النظام السوري؟
- جرائم آل سعود من ناصر السعيد إلى محمد السعيد
- دموع التماسيح الأطلسية
- العرب والغباء الاستراتيجي
- الإعجاز العسكري الكبير ومحرقة القاعدة في سوريا
- مناف طلاس قادم إليكم
- خيار وفقوس: أبناء الجارية وأبناء الست
- سوريا: متى يضغط الروس على الزر الأحمر؟


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - أردوغان: يُصلِّي، أم يُصلَّى عليه؟