أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد هالي - عمق الإبهامات لكي لا تكون ألغازا














المزيد.....

عمق الإبهامات لكي لا تكون ألغازا


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 07:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حتى نفهم ما لا يفهم، أن هذه الابهامات تعبر عن تجربة مريرة، عانى منها الإنسان، في مراحل تاريخية من حياته المعاشة، بشكل تلقائي و تتبعي. خصوصا عندما تقع مجموعة من الإحداث، تطبعها التوقعات بالهزائم والانكسارات، تجعل المبدع المفعم بالحرية و الإنعتاق، لا يرى بدا في صياغة تلك الأحداث، بانكساراتها مستعينا بما هو فني، ليسرد مراحل تاريخية معينة، لا يجب تركها للصدف، خصوصا وأنها تحمل أحداثا أثرت بشكل قوي على ذهنية المواطن العربي.
وهي تتناول قضايا تتعلق بالبعد الوطني الضيق، سواء بما هو معيشي: الفقر، و التهميش، و البطالة ...إلخ ( نظرة مهمشة في متاهات التهميش(ابهامات لفقرات متقطعة (4)) ، إلى غير ذلك من القضايا التنموية التي كانت مفتقدة في المدن و الأماكن التي عاينتها بشكل يومي، كما هو الشأن في "آسفي" و "اولاد افرج" أو قضايا تتعلق بالاضطهاد، و القمع، الذي طال مجموعة من الرافضين لهذا الوضع، مما تسبب في اعتقال، واستشهاد العديد منهم،(شيء عن الاعتقال و الاستشهاد (ابهامات لفقرات متقطعة (5) ) أو قضايا عربية قومية، كما هو الشأن في القضية الفلسطينية، و الحرب الخليجية، سواء في مراحلها الأولى، أو في مراحلها الإنهازمية بمباركة عالمية، و هذا بالطبع لا يغيب البعد الكوني الأممي، الذي نرى فيه الجانب المشرق لحل قضايا الإنسانية بشكل عام، و المتمثل في التجارب التي عرفتها الشعوب، سواء على المستوى الحركي الثوري، أو الزعماتي، و التي أفضت إلى خلق دول و مشاريع تتناقض مع طموحات الإمبريالية، مع استحضار الوجه المشرق لأبطال هذه الحركات، خصوصا المشروعات الإشتراكية ( لا صوت يعلو على صوت السيبرمان (ابهامات لفقرات متقطعة (6) )، كما تم استحضار التاريخ العربي في جانبه المشرق بطريقة نقدية، تبرز الأخطاء، و خصوصية المجتمعات الشرقية، و هذا يظهر في كل المحاولات تقريبا.
إن محاسبة التاريخ، و مراجعته، لا نتوخى منه إنصافا، مادام الوضع العربي و المحلي لا يسمح بذلك، أمام هول الكوارث التي أحدثتها العولمة الاقتصادية،التي فرضت على العالم كله، و وصلت إلى حد تصريف الأزمات الإمبريالية، على حساب الشعوب الضعيفة، و يتمظهر هذا في الحروب، و الصراعات المفتعلة، من أجل نهب الثروات الطبيعية، و تخريب البيئة، و القضاء على كل شيء حي في هذا الكون ...إلخ
إن الإبداع فيما هو فني ممكن أن يصبح جزءا من الحياة، يواجه ما هو مدمر و ميت، إنه حياة أمام الموت، و محاسبة صناع الموت و المندثر، لكي يحافظ على بقاء الحياة، رغم كل هذا الخراب، الذي خلفته، و لازالت تخلفه الحروب الإمبريالية على الصعيد العالمي، و خصوصا العالم العربي، و الإسلامي، نتيجة ما يزخر به من ثروات طبيعية مهمة، تحسب لها الإمبريالية ألف حساب .
و من هنا فالكتابة هي تاريخ لا ينقطع جذوره، و هي شكل آخر من الحرب، التي يجب أن تواجه حربا واقعية، مدمرة، خطيرة، يصعب على الإنسان الذي شاهد فصولها من أولها إلى آخرها، أن يبقى صامتا( حرب الخليج، و الدمار المهول الذي أصبح يعيشه الشعب العراقي، أو الحرب اللبنانية مع الدولة الصهيونية، و ما يقع للشعب الفلسطيني، بغض النظر عن القوى السياسية التي تخوض المواجهة مع الإمبريالية...) ، قد تعبر عن ضعف السلاح الذي تستعمله الكتابة، أمام قوة السلاح المادي، الذي يحدث تغيرات على أرض الواقع لصالح الخصم، لكنها تبقى حية بتدوين الوقائع، و الأحداث، و حفظها للأجيال القادمة، رغم قوة الأسلحة المستعملة .
إن كتابة الحياة أمام الموت، لهي مهمة شاقة أمام هول الكوارث التي عاشتها و لازالت تعيشها الكتابة نفسها، التي يكتنفها الضعف على كافة المستويات،( انتشار الفضائيات، و هيمنة الصورة على الكتاب ... ) لهذا فهي محاولة لتجاوز جانب ضئيل من هذا الضعف، الذي يشعر به الإنسان في هذا الكون المفعم بالتسارع، أمام اكتساح العالم، و تفريق الثروات، و ترك جوانب هامة من الإنسانية، في هامش هذا العالم، تعيش الفقر، و التهميش، و الحروب المفتعلة، كما هو الشأن في السودان، و إفريقيا بشكل عام.
محاولة الكتابة .. هي إذن محاولة بطريقة ما، للتعبير عن هذا الألم، و عن هذا الحزن العميق، الذي يشعر به المبدع للكتابة، لكي لا يبقى الصمت و الانهزام و الاستسلام صانعي الانتصار، هذا ما تحاول هذه الكتابة إبلاغه للمتلقي، لكي نشعر بأننا لازلنا نتمتع ببصيص من الحياة !
ليس المشكل أن تشعر بالهزائم، بل المشكل هو أن نتقبل الوضع كما هو، و أن نخلق ذرائع لبقاء الموت و التهميش أمام الإنسان و لا نخلق لأنفسنا طريقا للخروج من هذه المتاهات المظلمة، التي تعيق الإنسان على الاستمرار و التواجد في هذا العالم، الذي قسم بطريقة عير متساوية و عادلة، و من هنا يجب التعامل مع الوضع بكل الوسائل و الطرق المتاحة، لكي يبقى الإنسان متواجدا و حيا، في هذا الكون. و من هنا فهذه الكتابة هي دفاع عن الذاات تؤسس شكل التواجد بطريقة رمزية، ضد المادي الذي أصبح يحرق كل شيء، بحثا عن المصلحة، اعتمادا على القوة.



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبهامات لفقرات متقطعة (10)
- بوح امرأة (3)
- ابهامات لفقرات متقطعة (9)
- بوح امرأة (2)
- إبهامات لفقرات متقطعة (8)
- بوح امرأة (1)
- إبهامات لفقرات متقطعة (7)
- إبهامات لفقرات متقطعة (6)
- إبهامات لفقرات متقطعة (5)
- إبهامات لفقرات متقطعة (4)
- إبهامات لفقرات متقطعة (3)
- ابهامات لفقرات متقطعة (2)
- إبهامات لفقرات متقطعة (1)
- صور من واقع مضى ! الصورة : 10
- اشتراكية العالم العربي أم ليبراليته؟
- صور من واقع مضى ! الصورة : 9
- صور من واقع مضى ! الصورة : 8
- صور لواقع مضى ! الصورة: 7
- صور من واقع مضى ! الصورة: 6
- صور من واقع مضى ! الصورة: 5


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد هالي - عمق الإبهامات لكي لا تكون ألغازا