أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - أزمة الشيوعية أم أزمة الرأسمالية؟














المزيد.....

أزمة الشيوعية أم أزمة الرأسمالية؟


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 20:09
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



قبل دخول الرأسمالية أزماتها الخانقة في المستوى الأممي، سيعيدون الاقتصاديين والأيديولوجيين والسياسيين، حكاياتهم القديمة حول المجتمع البرجوازي بوصفه آخر محطة للتقدم البشري، فلا مجال بعد للتقدم، فالرأسمالية هي نهاية التاريخ. والحديث عن مجتمع آخر -مجتمع شيوعي- ليس سوى أوهام الأغبياء. والتاريخ قدم دلائل كثيرة عن وهمية الشيوعية، فالرأسمالية يجب المحافظة عليها بوصفها أكثر النظام أخلاقية في التاريخ.
أما الرأسمالية نفسها -وهي تعبير عن قوى إنتاجية عالمية متقدمة- هي التي ستضع بين فترة وأخرى، حاجزًا أمام الإنتاج الرأسمالي- إنتاج رأس المال. فالقوى الإنتاجية الرأسمالية، وسيلة للإسراع من تراكم رأس المال وإعادة إنتاجه بأسرع ما يمكن. أما العلاقات الإنتاجية التي تُنْتِج رأس المال ضمنها، تميل دومًا إلى إغلاق أبواب الإنتاج. وعندئذ تصاحب الإنتاج توقفات مفاجئة والأزمات في سلسلة العمليات الإنتاجية. فالأزمات صفة أبدية للمجتمع الرأسمالي. وهي فترة تخاطر فيها الرأسمالية بحياة البشرية كلها.

وهكذا، فالتقدم في القوى الإنتاجية الرأسمالية ذاتها، يتنازع وطرائق الإنتاج البرجواية، فطريقة الإنتاج وإدارتها، هي التي يجب إعادة تنظيمها لا القوى الإنتاجية المتعاظمة. فالتناقض الداخلي للإنتاج الرأسمالي يأتي من النمو غير المنظم للقوى الإنتاجية، الأمر الذي يؤدي إلى تزايد غير محدود لإنتاج رأس المال، فالإنتاج يجعل من رأس المال هدفًا محددًا لذاته، والقوى الإنتاجية مع العلوم الطبيعية التي هي جزء منها، تتقدم لأجلها فقط. فالتناقض إذن، يقع بين النمو الأبدي للإنتاج وغايته المحدودة، تثمير رأس المال، أي بين العلاقات الإنتاجية البرجوازية المحدودة والمهام التاريخي للقوى الإنتاجية المتطورة التي لا تقبل ألبتة، حدود الأقطاعية أو الرأسمالية بصفته آخر محطة للتقدم البشري.

وهكذا، فمن المزيد من تركيز رأس المال، تواجه الرأسمالية الاختلال الاقتصادي والأزمات. ولأجل إعادة التوازن المختل، ستكون الرأسمالية مضطرة لتنويم قسم من رأس المال، وتدمير قسم آخر منه. والمزاحمة هي التي تقرر حجم هذا التدمير بما فيه تدمير كتلة الفائض البشري -الأيدي العاملة الفائضة. فالحل الرأسمالي إذن، هو تدمير قيمة رأس المال ما يقابل جزءًا أعظم من رأس المال الفائض ثُم الفائض في أيدي العاملة. فالحروب على العموم، والحربان العالمية الأولى والثانية على الأخص، هما الأشد تعبيرًا في واقعنا عن تدمير هذا الفائض الإنتاجي والبشري، فالفائض البشري مثل الفائض الإنتاجي، يجلب أيضًا وباءً اجتماعيًّا للرأسمالية العالمية -البطالة بالملايين مثلا، فتدمير هذا الفائض البشري، جزء من عملية تدمير الفوائض وثم إعادة توازن المختل.

وهنا تبدأ الشيوعية بتوجيه انتقادها للإنتاج البرجوازي، فمن وجهة النظر المادية التاريخية، ستتراكم كل القوى الاجتماعية هنا، لتجاوز الحالة الإنتاجية التي يمكن تحويلها إلى نمط جديد للإنتاج بدل حدوث الفوائض والاضطرار إلى تدميرها. ففي كل هذه النزاعات الداخلية للإنتاج، تكون عناصر ولادة أسلوب إنتاجي جديد، كامنة في أحشاء الرأسمالية. وما هذا الأسلوبُ إن لم يكن الأسلوبَ الشيوعيَّ في الإنتاج؟
أما الرأسمالية بوصفها أكثر الطبقات رجعيةً في التاريخ في الوقت الحاضر، فستحتفظ بنفس الأسلوب القديم في الإنتاج مهما كلف الأمر البشرية. والدليل هو وصول ضحايا البشرية إلى أكثر من 50 مليون إنسان في مجازر الحرب الرأسمالية العالمية الثانية. فماذا نسمي ذلك؟
هل ممكن أن نسميه أزمة الرأسمالية العالمية أم لا؟ هل تواجه بالفعل الرأسمالية العالمية أزمات خانقة لا يمكن الخروج منها دون المجازفة بحياة البشرية كلها؟ وما الحل؛ هل هو إعادة التوازن المختل من خلال تدمير الفوائض والتحضير لأزمة أشمل وأعم من كل ما سبقتها من الأزمات في التاريخ، أو تجاوز حدود الإنتاج الرأسمالي؟

إن الطريقة الآمنة لإنتاج منظم، بعيد كل البعد عن كل أشكال الاختلال الاقتصادي، هو إنتاج شيوعي. ومادامت الرأسمالية لا يمكنها القضاء على أزماتها الدورية، فعليها، عاجلا أم آجلا، إفساح المجال لأسلوب إنتاجي جديد، كوموني في العمل والتوزيع والاستهلاك.

وهكذا، فحتى إذا جرى الاتفاق بيننا وبين هؤلاء الذين يتحدثون عن الشيوعية بوصفها أحلامًا سعيدة وخيالاً رومنسيًّا للإنسان المظلوم، أو يتحدثون عن أزمة الشيوعية وبوصفها حركة غيرَ قادرةٍ على استعادة قواها الاجتماعية لمجابهة الرأسمالية، فلا يعني ذلك أن الرأسمالية نظام على البشرية الاحتفاظ به بصورة أزلية، فالتطور المستمر للقوى الإنتاجية يتناقض مع بقاء الاقتصاديات المتناقضة في التاريخ. فالإنتاج الاجتماعي يجب أن يُنَظَّم بحيث يسيطر البشر على كل اختلال في التوازن الاقتصادي والأزمات. وفي التركيب الاجتماعي للنظام الرأسمالي بوصفه نظامًا تعاونيًّا في العمل، نجد تركيبًا جديدًا للنظام الاجتماعي، وهذا النظام نتاج طريقة شيوعية في الإنتاج والإدارة. فالشيوعية هي التي تجد علاقة إنتاجية جديدة تطابق القوى المتعاظمة للإنتاج. فليست الشيوعية هي التي في أزمة، بل الشيوعية هي التي مكلفة تاريخيا، بإيجاد مَنْفَذ لخروج البشر من الأزمات، فالمسؤول عن الأزمات ونتائجها المأساوية، ليس السماء أو الطبيعة، كما يقال، بل شكل تنظيم الاجتماعي للعلاقات الإنتاجية التي تتضمن علاقات التوزيع والاستهلاك البرجوازي. فالإنسان هو المسئول عن هذا التنظيم، ففي القضاء على الأساس المختل للاقتصاد البرجوازي، نجد أساس تنظيم جديد للإنتاج، بعيد كل البعد عن اختلال التوازن والأزمات، وهذا التنظيم لا يمكن أن يكون سوى التنظيم الشيوعي للإنتاج.



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أثر الصناعات الحربية على الأزمة الرأسمالية العالمية؟
- الثورة المجالسية الإيطالية: 1919 - 1920
- مصر: تفاقم الأزمة الاقتصادية من جديد
- الثورة المجالسية الألمانية: 1918 - 1919
- الشيوعية وليدة الأزمات الصناعية
- هل الشيوعية ممكنة؟ -2-2
- هل الشيوعية ممكنة؟ -1-2
- العجز الأمريكي- الصيني ناقوس الخطر للاقتصاد الرأسمالي العالم ...
- الاقتصاد الخدمي وحكاية نهاية الرأسمالية
- الشيوعية بين كارل بوبر وكارل ماركس
- ما فائض القيمة: فرضية، نظرية، أم قانون؟
- الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية -3-3
- ندوة حول الأزمة الرأسمالية والاشتراكية في كردستان العراق
- الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية - 2-3
- الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية - 1-3
- أطلقت اليونان شرارة الثورة المجالسية
- نقد مفهوم الاشتراكية عند ماركس – 2 – 2
- نقد مفهوم الاشتراكية عند ماركس - 1 – 2
- ما مهمات الاشتراكيين؟ 2 - 2
- ما مهمات الاشتراكيين؟ 1 - 2


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - أزمة الشيوعية أم أزمة الرأسمالية؟