أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 63: الختان والوقاية من الأمراض















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان 63: الختان والوقاية من الأمراض


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 07:10
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الختان شماعة للوقاية من أمراض مجهولة الأسباب
-----------------------------
الختان والوقاية في الكتابات القديمة
---------------------
يذكر المؤلّف اليهودي «فيلون» أن الختان يقي من مرض مؤلم يصعب شفاؤه يصيب الغلفة يدعى مرض «الفحم»، ويسبّب إلتهابات مستديمة تصيب غير المختونين. وفي مكان آخر، يقول إن الختان يمارس في المناطق الحارّة بين اليهود والمصريّين والعرب والأثيوبيين وتقريباً بين كل الذين يسكنون المناطق الجنوبيّة حيث الحرارة الشديدة. فالغلفة التي تحيط بالعضو التناسلي تسخن فتلتهب وتتجرّح، بينما إذا قطعت، فإن العضو التناسلي يتهوّى بتعريته، ممّا يبعد الأمراض. فالذين يسكنون المناطق الشماليّة والمناطق التي تكثر فيها الرياح لا يمارسون الختان لأن الحرارة أقل، ممّا يقلّل من الأمراض. ويعطي برهاناً على ذلك أن الأمراض التي تصيب الأعضاء الجنسيّة تتفشى في الصيف وليس في الشتاء.

الختان والوقاية في الكتابات الغربيّة
--------------------
إكتشف العلماء الغربيّون في القرن التاسع عشر الجراثيم التي تسبّب الأمراض والروائح البدنيّة. وللقضاء على تلك الروائح أخترعت عام 1870 المراهم التي توضع تحت الإبط. وإذ لم يتمكّن العلماء إكتشاف أسباب جرثوميّة للأمراض النفسيّة والعقليّة أوصوا بإجراء العمليّات الجراحيّة. فقد أوصى كتاب لطبيب النفس الأمريكي «برنارد ساخس» أعيدت طباعته حتّى عام 1905 ببتر الناتئ العظمي والأعضاء الجنسيّة مثل البظر والشفرين الكبيرين، كما أوصى بالختان وإفناء البظر بالكي. وحتّى عام 1925 كانت 10% من وسائل العلاج ضد الإستمناء هي وسائل جراحيّة.
ونجد آلاف من المقالات في المجلاّت الطبّية الأمريكيّة المشهورة في الولايات المتّحدة بين عام 1870 و1920 تعتمد على الجراحة ومن بينها ختان الذكور والإناث للوقاية من الأمراض والعاهات مثل الربو والصرع والسل ومئات من الأمراض الأخرى وحتّى التبوّل اللاإرادي. وقد أخترعت آلة للختان قدّمتها مجلّة الجمعيّة الطبّية الأمريكيّة عام 1910 ووصفتها بأنها سهلة الإستعمال إلى درجة أن الرجل والمرأة يمكنهما إجراء تلك العمليّة على أنفسهما بواسطتها.
ويجب هنا الإشارة إلى نشاط جمعيّة ما بين عام 1890 و1920 في الولايات المتّحدة تدعى «جمعيّة جراحة الفتحات»، أسّسها الجرّاح «برات» في مستشفى بـ«شيكاغو». وكانت هذه الجمعيّة تمرّن على الجراحات التي تجرى على فتحات الجسم التي تقع تحت الخصر. وقد نشر مؤسّسها كتاباً عام 1890 أعيد طبعه عام 1925 يقول فيه إن ختان الإناث ضرورة كما هو الأمر في ختان الذكور. وكانت تلك الجمعيّة تصدر مجلّة متخصّصة وتضم مئات من الجرّاحين وأخصّائي العظام وخبراء تقويم العمود الظهري، وقد أجروا عمليّات على آلاف المرضى. ونجد في مجلّة تلك الجمعيّة مقالات حول عمليّات ختان الذكور والإناث أجريت للشفاء من أمراض مثل الصداع وانحناء الناتئ العظمي ومرض المفاصل والإستسقاء الدماغي. وقد علّق بعضهم على أن 60% من الجنون صادر عن وضع غير طبيعي للأعضاء الجنسيّة. وفي أحد تلك المقالات نقرأ أن اليهود قليلاً ما يصابون بمرض المفاصل وسبب ذلك أنهم يختنون.
ورغم أنه تم في الثلاثينات من القرن العشرين إكتشاف أن الصرع سببه خلل في المخ، إستمر الأطبّاء المؤيّدون لختان الذكور بدعوتهم أن الصرع ينتج عن غلفة ضيّقة، كما يبيّنه مقال للطبيب اليهودي «ابراهام وولبارست» عام 1934.
ولم يكتف الغرب باللجوء إلى الختان للوقاية من أمراض يجهلون سببها، بل إقترحوا إجراء ختان الأطفال في الصغر للوقاية من الختان الذي قد يضطر لإجرائه في الكبر لعلاج أمراض قد تصيبه. فبما أنه لا بد من إجراء العمليّة يوماً ما، من المفضّل إجراؤها بأسرع وقت ممكن. ومن هنا توسّع الأطبّاء الأمريكيّون في إجراء الختان على حديثي الولادة. وهذه الحجّة ما زالت تردّدها الكتب والمقالات الطبّية والشعبيّة.
وحقيقة الأمر أن عمليّة الختان يندر أن تجرى في الكبر. ففي مدينة اوسلو في النرويج، كان هناك فقط ثلاث حالات ختان على أطفال خلال 26 سنة بين 20.000 طفل تم مداواتهم. وفي الدانمارك، من بين 1968 طفلاً تم مداواتهم حتّى عمر السابعة عشر خلال عدّة سنين لم يتم عمل الختان إلاّ على ثلاث حالات فقط. ويُظن الأطبّاء أنه كان من الممكن تفادي حالات الختان هذه. ولا توجد أيّة إحصائيّات تذكر عن ختان شباب بالغين في تلك الدول. وقد أجريت في فنلندا، عام 1970، عدد من عمليّات ختان شباب لأسباب ضيق الغلفة ولكن 99.499% من ذكور فنلندا الذين يزيد عمرهم عن 15 سنة ظلوا دون حاجة للختان. ممّا يعني أن هناك 6 حالات ختان طبّية بين مائة ألف شاب. أي أن الأطبّاء لا يضطرون لإجراء تلك العمليّة لأسباب طبّية. وإن كان هناك بعض المشاكل الصحّية مع الغلفة، فقد أمكن مداواة تلك المشاكل علاجيّاً وليس جراحيّاً.
وفي الولايات المتّحدة لا توجد أيّة دراسة تبيّن نسبة اللجوء إلى ختان الشباب لأسباب طبّية. ويقدّر «فالرشتاين» أن نسبة الذين يختنون هناك بعد عمر 15 سنة لأسباب طبّية بـ 0.3% أي ثلاثة شباب بين كل ألف شاب، وعامّة يتم ذلك في الجيش. وارتفاع الأعداد الأمريكيّة يفسّر بأسباب غير طبّية. فهناك من يختتن لأسباب دينيّة (التحوّل إلى اليهوديّة أو الإسلام أو الزواج المختلط)، أو لأن المرأة تطلب ذلك خوفاً من السرطان، أو لأن بعضهم يظن أن القضيب المختون أجمل من القضيب غير المختون. أضف إلى ذلك أن الأطبّاء في الولايات المتّحدة يفضّلون اللجوء إلى السكّين بدلاً من إيجاد أسلوب علاجي لمداواة المرض، لأن ذلك أربح لهم. ممّا يعني أن ممارسة الختان بعد عمر 15 سنة لأسباب حقيقة طبّية قليل جدّاً. وفي جميع أنحاء العالم يتم علاج مشاكل الغلفة بالأدوية وليس بالقطع.

الختان والوقاية في الكتابات العربيّة والإفريقيّة
---------------------------
لقد أثّر الفكر الغربي على الأطبّاء العرب منذ القرن الماضي. فقد أعاد علينا الطبيب المصري صالح صبحي التبريرات الغربيّة بخصوص ختان الإناث في كتابه الذي ألّفه بالفرنسيّة عام 1894 عن رحلة الحج التي كان مشرفاً طبّياً عليها في ذاك الوقت:
«إن ختان الإناث هو قطع البظر. والهدف الرئيسي والوحيد هو الوقاية من الهستيريّة. وهذا المرض نادر في الدول التي تمارس هذا الختان، كما تبيّنه لنا التجربة كل يوم. فالحساسيّة الشديدة للبظر، بإشعاعها من خلال نظام الشرايين، يمكن أن تسبّب أمراضاً مختلفة خطيرة قد تصيب المبيضين وتجعل المرأة عاقراً. وقد تصيب الرئتين والقلب. وإذا ما إنتقلت إلى المعدة فإنها تسبّب لها الإضطرابات كالمغص وفقدان الشهيّة والتقيؤ. وإذا ما أصابت الأمعاء، فقد تسبّب الإسهال أو الإمساك. وفي بعض الحالات تنتقل إلى المخ وتؤدّي إلى إضطرابات عصبيّة والجنون. وإذا أصابت العصب السمبتاوي، فإنه يؤدّي إلى إضطرابات في حيويّة الأنسجة والى تعب عام ينتهي بموت بطيء».
وهذا الطبيب يوصي بممارسة ختان البنات في جميع المجتمعات مهما كانت ديانتها، وخاصّة في العائلات المصابة بأمراض وراثية مثل الصرع، والهستيريا، والجنون، لتقليل إحتمالات الإصابة بهذه الأمراض أو القضاء عليها. وأمّا بخصوص الآلام التي تسبّبها هذه العمليّة، فهو يؤكّد بأنها ليست بالدرجة التي تظن. فالبنت المختونة تعود إلى حالتها المعتادة بعد ستّة وثلاثين ساعة.
وسوف نرى لاحقاً كيف أن الكتّاب المسلمين في عصرنا ما زالوا يتناقلون التبريرات الغربيّة لكل من ختان الذكور والإناث دون ذكر لآراء المعارضين التي لا تتّفق مع هدفهم المعلن وهو إثبات أن الطب الحديث يتّفق مع معتقداتهم الدينيّة.
والخرافات الطبّية الغربيّة حول ختان الذكور والإناث لا تختلف عن خرافات ممارسي ختان الإناث في إفريقيا إذ يعتقد بأنه يقي المرأة من أمراض صحّية وعقليّة كثيرة. وإذا ما كانت الفتاة ضعيفة، فإنه يُظن أنها مصابة بـ«مرض الدودة» وأن ختانها يشفي من هذا المرض بإخراج الدودة.
وتشير كاتبة إفريقيّة إلى إعتقاد بعض الجماعات الإفريقيّة بأن ختان الإناث يجعل المرأة في صحّة أفضل. فالمختونات قليلاً ما يشتكين من الألم ما عدا تلك التي تنتج عن أسباب خارج الطبيعة (مثل الجن والسحر). وكثيراً ما تعطى أمثلة لبنات تم ختانهن فأصبحن بصحّة جيّدة. ويذكر كذلك أن للختان قوّة شفاء. فقد شفيت نساء من الحزن العميق والشبق الجنسي والهستيريا والصرع وهوس السرقة والتهرّب. وترد هذه الكاتبة على هذا الإعتقاد بأنه غير عقلي. فالنساء في المجتمعات التقليديّة قليلاً ما تتشكّى من آلامها. والمشكلة هنا أن تلك المجتمعات لا يوجد فيها نساء غير مختونات يمكن على أساسها عمل مقارنة بين صحّة المختونات وغير المختونات.
هذا ويمكن القول بأن قليلاً من الأمراض لم تنسب في وقت أو آخر إلى عدم ختان الذكور والإناث، أو أعتُبِر الختان وسيلة للوقاية منها. ولكن تم في كل عصر التركيز على الأمراض التي تبث الرعب في النفوس، فأنتقل مؤيّدو الختان من الإستمناء وعواقبه التي ذكرناها في الفرع السابق إلى الأمراض التناسليّة، فالسرطان، فالإيدز. هذا ونشير هنا إلى أن البغايا في الدول الأسيويّة يقمن بوضع وشم على أعضائهن الجنسيّة كتعويذة لحمايتهن من الأمراض الجنسيّة. وبفعلهن هذا لا يختلفن عمّن يلجأ للختان للوقاية من الأمراض.

----------------------
سوف اتابع في مقالي القادم الجدل الطبي فيما يخص ختان الذكور والاناث.
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
اذا اردتم المناقشة أو وجدتم صعوبة في تحميل كتاب اكتبوا لي على عنواني التالي
[email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن على أبواب ردة عظمى وحروب ردة
- هل القرآنيون مهرجون؟
- ضعوا القرآن في المتحف مع الموميات
- مسلسل جريمة الختان (62): كفاك إهداراً للوقت... عن الختان
- مسلسل جريمة الختان (61) : الختان والاستمناء
- مسلسل جريمة الختان (60) : الختان والنظافة
- مسلسل جريمة الختان (59) : الختان والزواج
- مسلسل جريمة الختان (58) : الختان والشذوذ الجنسي
- مسلسل جريمة الختان (57) : الختان والمخدرات
- مسلسل جريمة الختان (56) : ختان الاناث واللذة الجنسية
- مسلسل جريمة الختان (55) : ختان الذكور واللذة الجنسية
- مسلسل جريمة الختان (54): قائمة الأضرار الصحّية لختان الإناث
- مسلسل جريمة الختان (53) : قائمة الأضرار الصحّية لختان الذكور
- بعض كتبي التي قد تهمكم
- مسلسل جريمة الختان (52) : الأضرار الصحّية لختان الذكور
- مسلسل جريمة الختان (51) : ما سبب تتفيه أو تجاهل الأضرار؟
- مسلسل جريمة الختان (50) : من فقد الرحمة فقد فقد كل شيء
- مسلسل جريمة الختان (49) : لماذا لا نستمع الى ألم الطفل أو نن ...
- مسلسل جريمة الختان (48) : هل يحس الطفل بالألم؟
- مسلسل جريمة الختان (47) : لماذا يتم تتفيه ختان الذكور أو الإ ...


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 63: الختان والوقاية من الأمراض