أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - المقاومة والشيوعيون














المزيد.....

المقاومة والشيوعيون


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 23:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


المقاومة والشيوعيون
جمّول...
المنسية !
يا عذراءنا ... نحبك نحبك نحبك.
نخجل, لأننا لا نتقن إقامة الأعراس ولا شكّ عقود الورد.
نحن نتقن استحالة الحفاظ على الشرف!
نحن شهود زور على دمائك الزهرية...
نحن لا نستحقك ... يا لؤلؤة بحارنا ونرجس جبالنا
( محمد فرحات ، مقاوم من جمول)
السادس عشر من أيلول هي الذكرى السنوية لتأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ( جمول). ما الذي تبقى منها بعد ثلاثين عاما؟ من يقرأ نصوصا وخواطر وتعليقات كتبها محمد فرحات وسواه من أوائل المقاومين ، يدرك حجم المرارة التي تعتصر قلوب هؤلاء الأبطال .
هم الذين لبوا نداء جورج حاوي ومحسن ابراهيم ، في 16 أيلول 1982، ليطلقوا نقطة الضوء الشجاعة في ليل الهزائم العربية . مقاومتهم كانت " لؤلؤة البحار ونرجس الجبال والعرس والورد والشرف والعذراء " ، ثم ضاعت على غفلة ، فشعروا أن أحدا ما ، شخصا أو حزبا أو دولة ، اختلسها منهم وحرف مسارها وشوه سمعتها.
مع أن جورج حاوي ناداه " يا قائدي ومعلمي " ، اختار ياسر عرفات ركوب موجة العداء لسوريا وضحى بالشيوعيين. لاقاه حافظ الأسد في منتصف الطريق ممعنا في حصاره وتدمير المخيمات ، معاقبا الشيوعيين لأنهم رفضوا أن يكونوا إحدى أدوات الحصار والدمار. اثنان كانا يخططان لتحرير الأرض من الاحتلال ، واثنان كانا يتنافسان على السيطرة ويتسابقان على حلبة الاستبداد . وجمول لم تكن تدرك أن هذا الذي يحصل على جبهة الحلفاء هو الفصل الأول من مأساتها ومأساة الأمة كلها.
حصار المخيمات كان تمهيدا لحصار جمول . بدأ الحصارعمليا مع دخول الجيش السوري إلى لبنان في أول الحرب الأهلية . قضى "التدخل الأخوي " ، يومذاك ، بتصفية المواجهة والمجابهة وتعميم سياسة الممانعة. لم يكن أبطال جمول يدركون أن من أجاز لهم خوض المعارك البطولية ضد جيش الاحتلال ، باعتبار ذلك واجبا وطنيا وقوميا ، لم يعطهم حق التصرف ببطولاتهم وتوظيفها لصالح تحرير البلاد وإعادة بناء الوطن والدولة ، فكانوا كلما جنحوا نحو استقلال قرارهم كانت تأتيهم الضربات من ذات اليمين وذات اليسار ، من القريب والبعيد والصديق والعدو. كان على جمول أن تذعن لسياسة الممانعة تحت طائلة العقوبات التأديبية الممتدة من الاعتقال حتى الاغتيال .
عاندت جمول ، عاند أبطالها ، أما القيمون عليها فلم يدركوا أنهم وقعوا ، مع كل المقاومين الآخرين، ضحية سياسة الممانعة التي رفضت في السر وفي العلن أي انسحاب اسرائيلي طوعي، وانزعجت من الانسحاب القسري ، لأنها لم تكن تريد من المقاومة التحرير بل التحريك.
مع ذلك طاب للقيمين على جمول أن يتغنوا بسياسة الممانعة ثم تمادوا في الدفاع عنها ، ثم أمعنوا في مناصرتها وفي مجافاة حق الشعوب في التحرر من الاستبداد، وانخرطوا في جبهة العداء لربيع الشعوب العربية . لم يكتفوا بذلك ، بل راحوا يدينون الشعوب الباحثة عن حرياتها ، ويكيلون المديح لجلاديهم ومدمري مقاومتهم .
هؤلاء هم بالضبط من وافقوا على تحويل جمول إلى ذكرى وألقموا أبطالها طعم المرارة والخيبة .
جمول إحدى النقاط المشرقة في نضال الشيوعيين اللبنانيين . بين إشراقها وخفوتها وانطفائها مسافة لا يكفي لتفسيرها كيد الأعداء وتآمر المتآمرين . بل يفسرها أيضا عمق الهوة بين الرواد المؤسسين اصحاب الرؤيا وورثة قصيري النظر.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصدر والصدريون
- بشير الجميل والبشيريون
- البيئة الخاطفة
- النسبية ضحية الفريقين والدوافع واحدة
- الدولة والسلاح والسيد
- مشاهد حكومية سوريالية
- أزمة مصيرية ووزير غنّوج
- فضيلة الانشقاق
- في نقد الهزيمة
- مجلس النواب يدمر الدولة
- الشيخ الأسير بضاعة شيعية
- سرقة الدولة حلال
- جورج حاوي: مقطع من وصية الشجاعة
- تعديلات على بيان بعبدا
- صرختان لا تنقذان وطنا
- احذروا حوارهم
- السلطة ضد الدولة
- الجبة سلاح قاتل
- طرائف الشاعر الفيلسوف - تحية إلى مهدي عامل
- تحية إلى حسن حمدان مهدي عامل


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - المقاومة والشيوعيون