أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سنان أحمد حقّي - هوامش وتعاليق على مقال من هو الشيوعي؟















المزيد.....



هوامش وتعاليق على مقال من هو الشيوعي؟


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 22:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



بتاريخ 4 أيلول كتب الأستاذ الكبير سلامة كيلة مقالا بعنوان ( من هو الشيوعي اليوم ؟ ) وحيث وجدنا دواعٍ كثيرةً تستدعي تصويب بعض ما طرحه الأستاذ الفاضل من آراء فقد أعددتُ التعقيبات التالية وهي مثبّتة على أصل نص مقال الأستاذ المذكور لصعوبة فصلها عن النص لكي نوفّر للقارئ الكريم فرصة الإطلاع على النص وردّنا وتعقيبنا عليه راجيا أن يتقبّل أستاذنا الكبير وجهة نظرنا برحابة صدر وله منّا ازكى التحيات وأفضل الأماني مع وافر الإحترام



الشيوعية مشروع مجتمعي ينطلق من تغيير ما هو قائم
ونعقّب فنقول ـــــ (وفق قوانين حركة المجتمع وبموجب نظريّة الماديّة الدايلكتيكيّة وتطبيقاتها)
. والشيوعي هو من يعمل على التغيير وليس من يتكيف مع ما هو قائم، أو يعتقد بأنه يمكن تجاوز ما هو قائم عبر خطوات تدرجية تطورية بطيئة
ونعقّب فنقول ــــــ ( هذا يعتمد على الظروف الموضوعيّة ، فإن كانت ناضجة وموافقة لنضوج الظروف الموضوعية فهي الثورة وقد أزف موعدها ولا مناص من إغتنام تلك الظروف لإنجاز الثورة المأمولة وإلاّ فإن المبادرة لإشعال زنادها دون أن تنضج الظروف او مواءمتها للظروف الذاتيّة يكون عمليّة إنتحاريّة ، ونقصد بالظروف الذاتيّة هي ظروف الثوار ومادّة الثورة وهو الشعب فإن كانت طلائع الشعب أو مرحلة وعي الجماهير لم تصل بعد إلى الإستعداد من أي وجه من الوجوه المهمة فإن الثورة لا يمكن إيقاد فتيلها وكذلك إن كانت الظروف الموضوعيّة وهي الفرص السياسيّة وقوّة الأنظمة الرجعيّة في حال تساعد على الثورة فمثلا لو كان النظام الرجعي في مواجهات متعددة أو مواجهة مع قوى أخرى فإن الموقف قد يُساعد على إيقاد زناد الثورة ولكن لو كانت قوّة النظام الرجعي في أوجها واستعدادها فإن الأمر يتطلب معالجات مختلفة لكي يتم إنضاج الظروف كما قلنا.)
. إنه هنا لا يكون قد استوعب قانون التناقض الذي هو أساس في الجدل المادي، حيث يكون النفي ضرورة من أجل الصيرورة، او من أجل الانتقال إلى الأمام
ونعقب فنقول ــــ (قانون النفي لا يمكن أن يعمل لوحده إنما هي ثلاثة قوانين اولها الذي ينصّ على أن التراكم الكمّي هو الذي يؤدّي إلى تحوّل نوعي وهنا نتسائل كيف يحدث التراكم الكمّي؟ اليس هو مواصلة الوعي الذاتي والنضال المستمر من أجل إنضاج الظروف الموضوعيّة ؟.
فالماركسية ليست نظرية تطورية وإن كانت تهدف إلى تحقيق التطور
ونعقّب فنقول ــــ ( لا أدري كيف لا تكون نظريّة تطوّريّة ولكنها تهدف إلى تحقيق التطوّر؟ إن كانت تهدف إلى التطوّر فهي تطوّريّة!)
، ولهذا فهي ليست إصلاحية بل ثورية، جذرية، تؤسس لتغيير ما هو قائم وليس إلى إصلاحه على أمل تحقيق خطوات تدرجية تقود في المآل الأخير إلى الاشتراكية
ونعقّب فنقول ــــ ( إن الفرق بين العمل الإصلاحي والعمل الثوري يقع في عدة أوجه ولكن أبرزها هو أن العمل الثوري هو الذي يشعر ويُدرك أن اللحظة الحاسمة بين المسار الإعتيادي والإنعطاف التاريخي قد حصل فإنه يبادر إلى إغتنام الظروف لإيقاد زناد الثورة ولكن العمل الإصلاحي لا يؤمن بوجود مثل تلك اللحظة ، ولكي نوضّح الفكرة من وجهة النظر الدايلكتيكيّة نقول لو أننا اخذنا سائلا ما نعلم مسبقا أن له درجة إتقاد أو إشتعال وهي فلنقل 40 درجة سيليزيّة وقمنا بتسخين هذا السائل إبتداءً من درجة الصفر فإننا نعلم أننا لو حاولنا إشعاله وهو في الصفر فإنه لن يشتعل ولكننا نواصل التسخين ولا نبادر إلى إشعاله لا في درجة عشرة ولا عشرين ولا ثلاثين بل نصبر وننتبه حتّى إذا وصل درجة 39 سيليزيّة حضّرنا عود الثقاب فإن وصلت درجة الحرارة ثلاثين درجة وفق معلوماتنا أوقدنا السائل وهنا سيشتعل كما خطّطنا ودرجة الإتقاد أو الإشتعال هنا هي نقطة التحوّل النوعي أو بكل بساطة نقول أن التراكم الذي حصل لدرجة الحرارة هو الذي أدّى إلى تحوّل نوعي ولو حاولنا إيقاد السائل في درجة عشرة مثلا أو عشرين فإننا نكون قد أجهضنا حالة الإشتعال ولما حصلنا على إشتعال كامل كما طمحنا وهنا نتساءل هل أننا عندما صبرنا على تسخين السائل كنّا إصلاحيين أو أننا لم نكن نؤمن بوجود درجة حرارة محددة يكون السائل فيها في حالة تقبل التحوّل النوعي بحسب قوانين الجدل المعروفة)
.. فهذا الأمل يتنافى مع الصيرورة، مع تناقضات الواقع، ولهذا يتنافى مع الماركسية ذاتها، التي تنطلق من مفهوم الصيرورة القائمة على مبدأ التناقض، وفي تطوير التناقض عبر التراكم الكمي من أجل تحقيق التغير النوعي الذي يفرض تحقيق النفي، لكي تكتمل الصيرورة وتتقدم إلى أمام.
الواقع يفرض التناقضات، ومهمة الشيوعي أن يعمل على تطوير الصراع استناداً إلى العمال والفلاحين الفقراء من أجل حسم التناقض الرئيسي. وليس من مهمته أن يموّه على التناقضات أو يتجاهل ضرورة أن يشحنها بدفقة وعي وتنظيم تفضي إلى تطور فعل الطبقة المضطهَدة، وانتصارها
ونعقّب فنقول ــــ ( كما أن مهمة المناضل الشيوعي تحتّم عليه إنتظار الظروف الموضوعيّة وعدم إجهاض الثورة بالأعمال المتسرّعة فضلا عن أن العمال والفلاحين لا يُصبحون مادّة للعمل الثوري الخلاّق بدون الوعي والثقافة المتواصلة فليس كل الفلاحين والعمال يصلحون للقيام بالثورة الإشتراكيّة إلاّ إذا كانوا مسلحين بثلاث أسلحة مهمة جدا وهي القضيّة العادلة والنظريّة الثوريّة وكذلك الطليعة الثوريّة والقيادة الكفوءة ثم آخرها وهو التنظيم الدقيق والمحكم وبدون هذه الأسلحة الثلاث لا ينفع التوجّه لا إلى الفلاحين ولا إلى العمال ولا إلى أي شريحة غير مؤهّلة ومنظمة ومستعدّة للعمل الثوري)
. إذن، لسنا من يخترع التناقضات بل أن ميل طبقة إلى الاستغلال والنهب، وبالتالي الاضطهاد والاحتلال، هو الذي يؤسس لوجودها. هذه بديهية في الماركسية لا يجب أن تخفى على ماركسي، وهي أولية في فهم الواقع، ومن ثم تحديد "الموقع الطبقي" للماركسي، وللدور الطبقي الذي يجب أن يلعبه. لهذا ليس ماركسياً من لا يسعى إلى تطوير الصراع الطبقي من أجل انتصار العمال والفلاحين الفقراء، وليس ماركسياً من لا يعمل على استلام السلطة أو طرد الاحتلال
ونعقّب فنقول ــــ (ليس سياسي من لا يسعى لاستلام السلطة ولكن متى؟ وكيف؟ إن السعي للسلطة في أوضاع مضمون إنهيار التنظيم الثوري فيها لا يٌعتبر إلاّ مغامرة ، إن عاقلا لا يمكن أن يفكّر بعد إندحار النازيّة في ألمانيا مباشرة على سبيل المثال أن يُنادي لقيام ثورة إشتراكيّة ، إذ أين هي الجماهير المستعدّة للقيام بها؟ وأين هو التنظيم الثوري المحكم ؟ هذا يمكن أن يكون أكثر إحتمالا وإمكانيّة من أيام العهد الهتلري ولكن ينبغي عمل الكثير والكثير جدا لكي يتم تعبئة الشعب من أجل مثل هذا الهدف، وليس كل من سعى وفي أوّل طريقه وجب عليه أن يملأ الجدران شعارات والشوارع ضجيجا وصخبا ، إن فرنسا مؤهّلة لقيام الثورة الإشتراكيّة منذ عهد بعيد وأن حزب الطبقة العاملة فيها من أقوى الأحزاب وله حضور كبير في الجمعيّة الوطنيّة ولكنهم لغايته يقولون أن الظروف الموضوعيّة لم تنضج بل ذهبوا إلى أبعد من هذا بكثير عندما حلّوا حزبهم واقتصروا على جمعيّة تؤدّي وظيفة ثقافيّة أكثر منها تعبويّة أو لنقل تعبئة ثقافيّة فقط ، إننا في أحيان كثيرة لا نستطيع أن نصل إلى درجة الإتقاد التي وصفنا لأن أحدا ما يضع ثلجا بجانب السائل أو لأن الفصل المناخي قد تغيّر وهكذا أمّا النضال من أجل التحرر فله متطلبات تختلف عن النضال الطبقي ولا أظن الأستاذ الكاتب لا يعي هذا الإختلاف وأهم شئ فيه هو وجود قوى وطنيّة قويّة ومتحالفة على إنجاز أهداف مشتركة )
ورغم أن الحزب الماركسي لا يتجاهل الإصلاحات، فيناضل مع الطبقات المفقرة من أجل مطالبها وحقوقها، ومن أجل الديمقراطية، ومن أجل تحسينات هامشية حتى، فإنه يؤسس على أن مصالحة العمال والفلاحين الفقراء، ومصلحة التطور المجتمعي، لا تتحقق إلا بأن يفرض التغيير عبر تطوير صراعات الطبقات المفقرة، وأن يمكنها من أن تكون هي السلطة، وأن تفرض برنامجها. فالإصلاحات هنا هي مرحلة تدريبية لتطوير فعل هذه الطبقات وليست من أجل التوهم بإمكانية تحققها في ظل السيطرة الطبقية التي تفرضها الرأسمالية، أو توقع أن بعض الإصلاحات يمكن أن تهدئ من تناقض العمال والفلاحين الفقراء، وتجعلهم يقبلون ما هو قائم. المطالب الإصلاحية هي تكتيك من أجل كشف زيف الرأسمالية، وإقناع الطبقات المفقرة بأن ليس من خيار أمامها سوى حسم التناقض واستلام السلطة
ونعقّب فنقول ــــ ( إن من يصنع الثورة في الأساس هي تناقضات الأنظمة المستغلّة نفسها وليس الفقراء ولا الفلاحون ولا العمال إذ أن اتناقضات التي لا يستطيع المستغلون من تفاديها بسبب طبيعة أنظمة الإستغلال هي التي ترسم تزايد إحتمال سقوط أنظمة الإستغلال ولكن طبعا لا يحدث هذا إلاّ بوجود تنظيم طليعي وتثقيف وقيادة كفوءة ).
أما أن يتحوّل إلى إستراتيجية فهو ما يعني أن "النخب" تجرّ هؤلاء إلى "مستنقع" الرأسمالية، وتكيف وضعهم بما يجعلهم يقبلون الاستغلال والاضطهاد،و... يتأوهون. إنه تنفيس للصراع الطبقي، وتأخير لنضج وعي العمال والفلاحين الفقراء، وتدعيم للطبقة الرأسمالية المسيطرة.
ونعقّب فنقول ــــ (النخب إصطلاح وتعبير لم يستعمله الثوريون فلا وجود في قيادة التنظيمات الثوريّة لشئ إسمه النخب بل هناك أصحاب المصلحة الحقيقيّة وهم في الغالب من بين الفلاحين والعمال والشرائح المتحالفة معها طبقيا بسبب وقوع عبء الإستغلال والتمييز الطبقي عليهم أيضا أمّا المثقفين الثوريين فإنهم كما يقولون زهور تزيّن صدور الطبقة العاملة وهم شعاع المعرفة والعلم وليسوا في الموقع والوضع الذي يجعل منهم عبارة عن ثلّة من المندسّين الذين يعملون لحساب البرجوازيّة وأن محك النضال هو الذي يبري معدنهم ويصقله وبمواصلة النضال يزدادون بريقا وألقا)
كيف يمكن أن يكون شيوعياً من يعتقد بأن "دوره لم يحن بعد"
ونعقّب فنقول ــــ ( لقد شرحنا آنفا كيف أن هناك ظروف تساعد على إشعال زناد الثورة وأخرى تؤخّر فيها وهي جميعا تُسمّى بالظروف الموضوعيّة والأخرى بالذاتيّة ولا نجد سببا لإعادة التوضيح مرة أخرى)
، وأن التاريخ قد وضعه خلف الرأسمالية، وعليه أن يلتزم منطق التاريخ؟ كيف يمكن أن يكون شيوعياً
ونعقّب فنقول ــــ ( إن الشيوعيّة نظريّة قامت على أن العمال هم الطبقة المؤهّلة تاريخيّا للنهوض بالثورة الإشتراكيذة وبناء النظام الإشتراكي والشيوعي بالتحالف مع الفلاحين وسائر الطبقات المستغلّة بالفتح إذا كيف يمكن أن تقوم الثورة الإشتراكيذة بدون العمال؟ وأغلب بلداننا لم تدخل العصر الصناعي بعد ولم تترسّخ فيها تقاليد الطبقة العاملة ولم يحصل الإنقسام الطبقي بشكل واضح وحقيقي فكثير من البلدان تقوم على إقتصاد ريعي رعوي وقد تخلّف ما فيها من أسس الإنتاج لا في عناصره حسب بل في علاقاته التي لم تظهر ولم تنمو بعد)
، بالتالي، وهو يلهث من أجل التحالف مع الرأسمالية، أو يقبل بفتاتها، أو يظن بأنه يقدّم بطولة وهو بالكاد يطالب بالديمقراطية
ونعقّب فنقول ــــ ( إن مرحلة الديمقراطيذة مرحلة مهمة من شانها وضع حد لمصادرة حقوق الطبقة العاملة وإنهاء التقاليد الإقطاعيّة والقبليّة والثيوقراطيّة والقضاء على الإستبداد والتفرّد بالسلطة لحساب المستغلّين وبالتالي تؤدّي إلى الخروج من ظلمة القرون الوسطى وعهود علاقات الإنتاج الإقطاعي والقبلي)
أو تحسين الأجور، أو دعوة البرجوازية لتلطيف استلالها؟ كيف يمكن أن يكون شيوعياً وهو يرتعب من التفكير في تحقيق التغيير وباستلام السلطة؟ أي شيوعية هي تلك "الرعديدة" إلى هذا الحد؟
ونعقّب فنقول ــــ ( أي دعوة في غير محلها أو أوانها لا يمكن إعتبارها إلاّ إنتحارا كما أسلفنا ولا يُقابل هذا الوجيف الذي تصفه عند بعض الشيوعيين إلاّ التهوّر والرعونة فأيهما نختار؟ صفة الرعاديد؟ أم صفة الرعونة والتهوّر أو الحمق؟ فالشاعر يقول: ووضع الندى في موضع السيف في العلا ...مُضرٌّ كوضع السيف في موضع الندا.)
وأي وهم هو ذاك الذي يجعل الشيوعي يرى بأن عليه الانتظار إلى أن يحين دوره؟
ونعقّب فنقول ــــ ( هل هو أمرٌ خاطئ أن ننتظر المولود تسعة أشهر؟ أم أن الشيوعي عليه أن لا ينتظر النخلة حولا كاملا لكي يحصل على التمر أم أنه يمكنه أن يأخذ دجاجة ويعصرها لتبيض له مرة واحدة عددا قدر أفراد الأسرة؟ أم ان الماء يجب أن يغلي في درجة أوطأ من درجة غليانه؟
هل من قدرية أكثر من ذلك؟ وهل من جبرية أفظع من ذلك؟ بالتالي لماذا قال ماركس بأن الفلاسفة جهدوا من أجل تفسير العالم بينما المهمة تكمن في تغييره؟ لماذا مسكت الماركسية عنق الصيرورة التي تنطلق من التغير القائم على النفي ونفي النفي، وليس على التراكم الكمي وحده، من أجل حسم التناقض الرئيسي؟
ونعقّب فنقول ــــ ( إن التعابير التي كان قد إستخدمها المفكرون السابقون لم يعد لها موطن فهذا عصر العلم فلا قدريّة ولا جبريّة إنما هي ماديّة جدليّة ومنطق العلم والتطوّر وليس التغيير المقصود هو كفعل الحاوي أو الساحر ولا هو خفّة في الأيدي من أجل التمويه على مجموعة من المتفرّجين وأن أي تغيير يتطلب معطيات محدّدة ومحسوبة ومعالجات وتقنيات متقدّمة ولا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها ولا بخفّة يد ولعبة سريعة)
الواقع هو من يحتوي التناقضات لأنها من صلبه، واكتشاف ماركس كان هنا، ومن هنا كانت ماديته. ولهذا قال بضرورة الانتقال من التفسير إلى التغيير انطلاقاً من قوانين الصيرورة الواقعية وليس من خلال أوهام المثقف، أو نزعات البرجوازي الصغير
ونعقّب فنقول ــــ (لا المثقف ولا سواه يستطيع أن يتلاعب بالأسس النظريّة للماركسية بل حتّى ماركس نفسه فهي حسابات علميّة تحصل فيها أخطاء وهوامش إنحراف ولكن هي علم في النهاية ومن توصّل إلى أن 2*2 هي أربعة لن يستطيع حتّى هو نفسه أن يُغيّرها إلى خمسة) . والواقع لا يقبل الانتظار، ولا يخضع لنزق برجوازي صغير، أو لمطامحه الضيقة، لهذا حين ينفجر الصراع تنفرض الضرورة لتحقيق التغيير، دون إذن منه، أو دون انتظار لحين تجاوزه غفوته. ومنذ أن تبلورت الماركسية كمنهجية ومنطق تفكير كانت أداة من أجل فهم الواقع وتحديد آليات تغييره
ونعقّب فنقول ــــ (إن آليات التغيير هي التي وصفناها وشرحناها وهي وفق النظريّة الماركسيّة التي أساسها الماديّة الدايلكتيكيّة ) .
هذا ما حدث زمن ماركس، رغم أنه وإنجلز توصلا إلى أن الوضع لم يكن قد تبلور
ونعقّب فنقول ــــ ( تبلور! هذه كلمة مناسبة لمجمل ما كنّا نقوله آنفا)
بما يحقق التغيير. وهو ما التقطه لينين حينما قال الآن، ليس أمس ولا الغد، لكن الذي كان يعمل من أجل التغيير منذ أن أصبح الفاعل في الحزب، بعكس بليخانوف أبو الماركسية الروسية وكل زعماء الحزب الكبار، الذين كانوا يتوهمون بأن دورهم لم يحن بعد، وأن الرأسمالية هي التي يجب أن تستلم السلطة من أجل تحقيق برنامجها وتطوير الصناعة لكي تصبح الطبقة العاملة أغلبية تصل حينها إلى السلطة عبر الانتخاب. لكن تفجر التناقض فرض انتصار اللينينية وليس المنشفية ومنطق الأممية الثانية، هذا المنطق الذي تسرّب إلينا من خلال الماركسية السوفيتية.
إذن، من يصبح ماركسياً عليه أن يعي بأنه قد أصبح ضرورةً في موقع العمال والفلاحين الفقراء، وأصبحت مهمته تطوير صراعها من أجل الانتصار، وليس أي شيء آخر. وكل هروب من ذلك هو ابتلاء على الماركسية، ومسخ لها
ونعقّب فنقول ــــ (إن الذين هم أشدّ في تعميق مسخ الثورة هم البرجوازيون الصغار فهم متعجّلون دوما ليس لسبب بل لأن مصالحهم قد تضرّرت للتو ولم يكونوا يعبأوان قبل هذا بما كان يحلّ بالعمال والفلاحين ولكن حرارة نار الإستغلال لمّا وصلتهم توّا ولهذا فهم يصرخون ولكنّهم عندما ينأون عن نار الإستغلال فإنهم يتملّقون الطبقة البرجوازيّة ويسعون للتحلّي بامتيازاتها وعلاقاتها)
. فالماركسية ليست نظرية إصلاحات بل نظرية ثورة، وليست نظرية "نضال سلمي" بل نظرية مقاومة، وليست نظرية تطور أو انتظار بل نظرية تغيير، وإن كانت تمارس خلال سعيها إلى الانتصار كل أشكال النضال.
الشيوعي من يكون التغيير أصيلاً في وعيه، وأن يكون تحقيق أهداف العمال والفلاحين الفقراء هو الأساس الذي يبني رؤيته عليه. وأن يخوض النضال الطبقي من أجل حسم الصراع ضد الرأسمال والإمبريالية، ومن أجل التطور والحداثة والاشتراكية.
إنه الذي يمتلك الوعي الذي يسمح بفهم الصيرورة الواقعية، وفهم الآليات التي تفضي إلى التغيير. وهو المناضل العمالي، او المناضل في صفوف العمال والفلاحين الفقراء. المدافع عن التحرر والتطور والحداثة. وعن مصالح المفقرين من أجل بديل يحقق إنسانيتهم. وعن التحرر الإنساني الذي يفرض التحرر النسائي، لكي يكن في مساواة كاملة، وعلاقات متكاملة، ووحدة مستمرة.
الشيوعي من ينطلق من مقولة ماركس الهادفة إلى تفسير العالم وتغييره.
الآن، من هو الشيوعي في الوضع العالمي الراهن؟
أي شيوعي هو ذاك الذي لا يستطيع أن يرى بأن الرأسمالية قد تعفنت، وأنها نتيجة ذلك، باتت تمارس كل أشكال الفاشية، عبر تعميم الحروب الإجرامية، التي تهدف ليس إلى السيطرة فقط، والنهب فحسب، بل والى تدمير الشعوب أساساً؟ وبالتالي لا يستطيع أن يقتنع بأن دوره يتمثل في تجاوزها؟
ونعقّب فنقول ــــ ( والشيوعي هو الذي يُدرك تماما أن التجارب الثوريذة التي إنتهت إلى الإنهيار إنما حدث بسبب الخروج عن منهج ترسيخ سيطرة الطبقات المستغلة على وسائل الإنتاج وبناء أشكال متعددة من دكتاتوريات فرديّة وتكريس الإعتماد على الأجهزة السريّة دون دور حزب الطبقة العاملة الذي فجّر الثورة ، وأنه لم يجرِ ولا مرة واحدة أن حاول أحد التفكير في بناء الإشتراكيّة ولا القضاء على الإستغلال الطبقي بل تم نقل ملكية وسائل الإنتاج من أفراد رأسماليين مستغلين إلى الدولة التي أصبحت أشدّ قمعا وأكثر نهبا لقوّة العمل من ذي قبل ، وهذا سبب مشروع لعدم التهوّر وتلبية أي نداء للشروع بمغامرات جديدة )
لقد باتت الرأسمالية هي الطغم المالية، نشاطها الأساس هو المضاربة وأسواق الأسهم والمشتقات المالية والتوظيف في الديون، من أجل تحقيق الربح الأعلى في معادلة نقد/ نقد، دون إنتاج فائض القيمة من خلال قوى الإنتاج، اليس ذلك تعفن؟ لقد أصبح المال هو الذي يهيمن على الرأسمال، وبات الربح هو ليس نتيجة أخذ فائض القيمة التي يحققها العامل، بل نتيجة كل أشكال التوظيف المالي التي أشرنا إليها للتو، وهو ربح أعلى ويتضخم بشكل تصاعدي مريع. لكنه في هذه العملية يزيد الضغط على الاقتصاد الحقيقي، ويقود إلى انكماش ضروري، وبالتالي إلى كساد جديد. أليس ذلك هو تعفن؟
ونتيجة ذلك باتت الرأسمالية قوة تدمير. للعلم، حيث تضع في الأدراج جزءاً كبيراً من المكتشفات العلمية، ولا تستخدم سوى ما يخدم مراكمة أرباحها فقط. وهي هنا باتت تكبح كل تطور علمي، وبالتالي مجتمعي في هذا المستوى، باتت معيقاً إذن للتطور المجتمعي. وهي قوة تدمير مباشر من خلال الحروب التي باتت تخوضها كل يوم، والتي تمارس فيها أبشع أشكال القتل وتستخدم أخطر الأسلحة، وتؤسس "الشركات الأمنية" التي مهمتها القتل دون أن يطالها القانون، وتمعن في تشكيل "فرق الموت"، وتدفع المجتمعات إلى التفكك والتدمير الذاتي من خلال الحروب الطائفية والدينية والإثنية والقبلية، وكل أشكال الحروب الممكنة.
وهي تمركز الرأسمال والمال في أيدي حفنة قليلة من البشر، وتدفع بباقي البشرية إلى البطالة والجوع والتشرد والهامشية، والى المجاعات. وتسطو حتى على الحقوق التي تحصلت عليها الطبقات العاملة في البلدان الرأسمالية ذاتها. وبالتالي فهي توجد عالماً من الهمجية والبؤس والدمار، حيث تعمم الفوضى والنهب والاستغلال المريع.
هل من شيوعي يمكنه أن يظل يحمل "الصورة الوردية" لرأسمالية في عنفوان صعودها؟
ونعقّب فنقول ــــ (لا يوجد بين الشيوعيين الحاليين ولا السابقين من حمل صورة ورديّة حالمة عن الرأسماليّة فهم أوّل من بشّر وأشار ونادى بكل جرأة في جميع أنحاء العالم بأن الرأسماليّة نظام يسير بالبشريّة نحو الهاوية وكان كتاب رأس المال خير فضح لعيوب النظام الرأسمالي وجشعه وهكذا فهم الشيوعيون ومنهم من كتب يُنادي أن الإستعمار أعلى مراحل الرأسماليّة ولا أدري من أين أتى الكاتب الفاضل بالصورة الورديّة فأنا أسمع بها لأول مرّة )
حتى آنئذ كانت تمارس القتل والنهب والاضطهاد والاستغلال، فكيف بها الآن؟ هل من شيوعي، بالتالي، يمكنه أن يظل يراهن على "تطور الرأسمالية"؟ إن هذا الوهم هو الذي جعل الكثير من الشيوعيين يتجاهلون بشاعة الرأسمال، ويتكيفون مع ممارساته الفظيعة، أو يغضون النظر عنها تحت وهم "الضرورة التاريخية" لانتصار الرأسمالية. وهو الوهم الذي أفضى إلى كل هذا الانهيار الليبرالي الذي طاول الكثير ممن كان يعتقد بأنه شيوعي، والذي جعل حتى اللذين لازالوا يحملون "راية الشيوعية" لا يطرحون أكثر من تعديل وضع أو تحسين ظرف أو تحقيق مطلب بسيط، وبالتالي البقاء في ظل الرأسمالية بكل بشاعتها
ونعقّب فنقول ــــ ( لقد حصل هذا بسبب الهجمة الضارية وتهاوي الإتحاد السوفييتي وغياب أو إنحسار قوة عظمى كانت تقف بشكل أو بآخر إلى جانب الشعوب الضعيفة).
لقد فشل ماركس في تحقيق التغيير لأن الرأسمالية كانت لا تزال صاعدة، تتطور وتتوسع، وتقدم ما يشعر العمال بأنها تخدمهم. ولقد نجح لينين لأنه مسك في التناقض الرئيسي، وتوصل بأن التغيير يتحقق في "الحلقة الضعيفة في السلسلة الرأسمالية"، أي في الأطراف، ولقد باتت روسيا دولة صناعية حديثة رغم انهيار النظم الاشتراكية. ولقد نجح ماو تسي تونغ، والفيتنام وكوبا لأن شيوعيوها عملوا على تجاوز الرأسمالية، والأهم على تجاوز البنية ما قبل صناعية التي كانت تفرضها الإمبريالية على هذه الأمم وعلى كل الأطراف. ولقد فشل شيوعيونا لأنهم ساروا خلف الأممية الثانية والمناشفة في خط ينطلق من حتمية تجاوز الإقطاع نحو الرأسمالية
ونعقّب فنقول ــــ ( إن الذين تُسمّيهم شيوعيينا لم يتسلّموا ايّة سلطة ولا في أي بلد من بلدان الشرق الأوسط فلا مجال لمقارنة تجربتهم مع تجارب الصين ا, روسيا أو غيرها ثم أننا لم نسمع أن شيوعيا ولا حتّى في أي بلد في منطقتنا كان قد قبل السير خلف المناشفة بل هؤلاء هم الذين كانوا متحالفين من البرجوازيين وصغارهم مع الكومبرادور ولا يمكن أن نطلق عليهم صفة شيوعيين أبدا)
في عالم بات يخضع لهيمنة الرأسمالية، ويتكيف مع آلياتها، وبالتالي يتشكل في ظل سيطرة علاقات "رأسمالية" يفرضها المركز. لهذا لم يكونوا شيوعيين سوى بالاسم، ولقد نجحوا في تأخير انتصار العمال والفلاحين الفقراء نصف قرن من الزمان. وباتوا "خيال مآتى" يوهم بأنه يمكن للشيوعي أن ينتظم معهم من أجل التغيير، لكن يكون المآل هو الترويض على عدم التغيير، أو الطرد، أو الهرب.
ونعقّب فنقول ــــ ( الخونة لا يُشكلون تيارا ولا حركة بل هم أفراد إن زادوا أو نقصوا)
الرأسمالية تعيش أزمة عميقة، هي ليست أزمة ديون وبنوك فقط، هي أزمة نمط وصل إلى قمة تطوره، وبالتالي إلى قمة تعفنه. وهو لن ينهار هكذا بلا فعل، ولن تأتي الاشتراكية هكذا دون نضال
ونعقّب فنقول ــــ (هناك نضال في القمّة وفي السلطة وهناك نضال في القاعدة وكلّه نضال ومن كان يُناضل وهو خارج السلطة فهو مناضل وعمله نضال حقيقي وليس من الصحيح أن لا نسمّي الناس مناضلين إلاّ إذا أفلحوا باستلام السلطة)
وربما يبقى عقوداً وهو يمارس القتل والتدمير والخراب. لهذا فإن الشيوعي هو من يتقدم من أجل تطوير صراع العمال والفلاحين الفقراء وكل المفقرين من أجل هزم الرأسمالية. لكي تتفتح كل ممكنات الأمم، ويوضع العلم في خدمة البشر بدل خدمة الرأسمال، وتنهض المجتمعات المخلّفة من بؤسها وتفككها، ولكي تشطب تريليونات القلة الضئيلة التي تملكها وتتعمم الصناعة في كل الأمم، ليصبح الإنتاج ليس فيضاً يؤدي إلى الكساد والأزمات المستمرة، والى تراكم مالي هائل يصبح عبئاً على المجتمع والاقتصاد والبشر، بل ليكون في متناول كل البشر عبر عملية تشريك عالمية تقود إلى التحكم في ساعات العمل وفي الاستيعاب الكامل للعمالة، ولإنتاج ما يلبي حاجات كل البشر. ولاشك في أن التطور العلمي وتعميم الصناعة سوف يسمحان بتحقيق كل ذلك ما داما قد أصبحا ملكاً عاماً.
أزمة الرأسمالية توضح الحاجة الماسة إلى تجاوز الرأسمالية ذاتها وتحقيق الاشتراكية، فليس من حل الآن لأزماتها سوى في تحقيق هذا التجاوز، وأساساً التخلي عن مبدأ الربح الأعلى. وبالتالي هل يمكن أن يكون شيوعياً من لا يعمل من أجل ذلك، والآن؟ وعبر الثورة؟
الثورة التي ليست اختياراً ذاتياً بل يفرضها الظرف الموضوعي، يفرضها الإفقار والنهب والاضطهاد والاستغلال، يفرضها القتل والتدمير الرأسمالي، وتفرضها الحروب الإمبريالية التي باتت تعم العالم، أطراف العالم من أميركا اللاتينية إلى المغرب العربي، مروراً بآسيا وأفريقيا. الثورة التي هي آليات تطوير الصراع الطبقي من أشكاله البسيطة، الاحتجاج والتظاهر والاضراب، إلى التمرد العام والانتفاضة، والى الثورة. فالرأسمال لا يتنازل، أو يتراجع، تحت ضغط فقط، أو عبر مطالبة وأشكال احتجاج أولية، ولا يقبل التخلي عن السيطرة والاحتلال دون مقاومة. لهذا يجب اسقاط الرأسمال بالثورة، ومن خلال استخدام كل أشكال الاعتراض والاحتجاج، وكل أشكال النضال.
لقد بتنا في لحظة ثورية، حيث تعمقت أزمة الرأسمال، وباتت النظم في الأطراف هشة رغم كل الجبروت التي تظهره. لقد ضعفت اليد الإمبريالية رغم كل القوة التي تظهرها والحروب التي تخوضها. وبات الكومبرادور الطرفي "حلقة ضعيفة"، وبنية مأزومة، وبالتالي نظماً عاجزة عن الحكم في وضع باتت الشعوب عاجزة عن تحمل الوضع القائم
ونعقّب فنقول ــــ ( هذا صحيح إلى حد بعيد ولكن الظروف الذاتيّة لم تنضج بعد إذ أن حجم الطبقة العاملة ونوعها مازال محدودا جدا وبالتالي فإن حركة الطبقة العاملة لم تتطوّر ولم تزدد وعيا بل أن أفكارا ومبادئ خارجة عن الصراع الطبقي هي التي تسود الآن بل أن حجم الطليعة الثوريّة اصبح أضعف شانا بسبب تراجع الوضع الإقتصادي والثقافي وتضرر الأبنية الفوقيذة إجتماعيا).
لهذا فإن الشيوعي هو الذي يتقدم، يتقدم من أجل التغيير. أن يتقدم لكي يطوّر نضال العمال والفلاحين الفقراء الذين ياتوا في وضع يعجزون عن الاستمرار فيه، ويدفعهم إلى التمرد والثورة. إن الحس السليم لدى هؤلاء يفرض عليهم خوض الصراع ضد الرأسمال، ويدفعهم إلى خوض كل أشكال الاعتراض والاحتجاج والإضراب والتظاهر والاعتصام، وسيدفعهم إلى الانتفاض. والشيوعي هو الذي يجعل كل هذا الصراع ممكن الانتصار، من خلال تحديد الهدف، وبلورة الرؤية والبرنامج، ولكن أيضاً واساساً من خلال تنظيم نضال هؤلاء وتطويره، ودفعه إلى حالة الثورة.
ونعقّب فنقول ــــ ( بعد تعاظم قوّةى الأنظمة الدكتاتوريّة والإستبداديّة أصبح من غير الممكن إتباع نفس الأساليب النضاليّة السابقة فلم يعد يحق للعمال أن يُضربوا أو يتظاهروا وأن تجربة واحدة تؤدّي أو قد تؤدّي إلى سحق ما تبقّى لهم من تنظيم ثوري ولذلك لا بد من النظر في أمر إبتكار وسائل جديدة للنضال )
كما أن الشيوعي هو الذي يقاوم الاحتلال، ويواجه الحروب التي تخوضها البلدان الإمبريالية، الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية واليابان، هذا الثلاثي الإمبريالي الذي يجهد من أجل تضمان استمرار سيطرته العالمية، وتعزيز نهبه، وحصوله الرخيص على المواد الأولية. والحلف الأطلسي بصفته "شرطي العالم": الذي ينفذ سياساتها في حرب طويلة ومستمرة واستباقية. ولقد باتت تتوزع على كل اسقاع الأرض، وتتمركز في شمال أفريقيا، كما في اليمن، بعد الخليج والعراق ومصر. وتتوسع في بحر العرب، وأفغانستان وآسيا الوسطى، والبلقان. إذن، كيف لا يكون من يعمل من أجل السلم، ويناضل من أجل التحرر، ويرفض الاضطهاد والنهب والقتل، في طليعة المقاومة من أجل التحرر والاستقلال
ونعقّب فنقول ــــ (إن الشيوعيين مناضلون وطنيون فعلا ولكن حركة التحرر الوطني تتطلب جهود جميع أركان القوى الوطنيّة، ولا يستطيع الشيوعيون وحدهم أن ينهضوا بأعباء مرحلة التحرر الوكني ما لم تتحالف جميع القوى الوطنيّة إذ ليس من الصحيح أن يحمل الشيوعيون عبء التحرر الوطني في حين تسعى القوى الوطنيّة الأخرى في الشروع ببناء طبقة كومبرادور جديدة )
واختيار طريق التطور؟ كيف يمكن أن يظن بأن كل هذه الأساليب الإمبريالية هي من أجل التحرر ومناهضة الاستبداد والحداثة؟ وبالتالي كيف يتجاهل أن هذا هو الخطر الرئيسي، وهذه هي القوى المدمرة، وأن عليه القتال من أجل التحرر والتطور؟
الشيوعي هو المقاتل من أجل التحرر والتطور والحداثة، هو الذي يعمل من أجل أن ينتصر بديل يخدم الشعوب والطبقات الشعبية. ويخدم تحقيق التكافؤ والمساواة، ويعمم العلم والرفاه، وبالتالي يسقط الرأسمال، ويزيل النظم التي يقيمها، ويحرر الشعوب.
ومن هو الشيوعي في الوضع العربي؟
والآن، هل يمكن لشيوعي أن يقبل التنازل عن وطن؟ وأن يقبل الاحتلال؟ ويتجاهل الشعور "القومي" الذي يسكن الوعي الشعبي؟ والذي هو عنصر فعل في صيرورة الواقع من أجل التطور والحداثة وانتصار الاشتراكية؟ ويبقى يطالب ويناشد، ويرتضي أن يكون "مستشاراً"، أو ينطلق في تفكيره من أنه "مستشار" لطبقة مسيطرة هي التابعة للرأسمال الإمبريالي؟ ويعمل على تسكين الصراع الطبقي، وتحويله إلى "نضال مطلبي" على الأكثر، رغم أن هذا الطموح بات بعيداً عن قطاع كبير من الشيوعيين السابقين أو الذين لازالوا يعتقدون أنهم كذلك؟ يركز على شكل السلطة ويرفض البحث في جوهرها، وبالتالي طرح الصراع ضد الطبقة الحاكمة؟
الشيوعي في الوطن العربي يجب أن يحمل مشروع التطور والحداثة، وبالتالي مشروع الاستقلال والوحدة وإقرار حق القليات القومية. إنه المعني أولاً وأساساً بالتطور والحداثة والوحدة والتحرر، لقد تخلت البرجوازية منذ زمن بعيد عن "حلمها" بتحقيق هذه الأهداف التي حققتها "مثيلتها" في أوروبا، بالضبط لأن "مثيلتها" فرض على العالم نمطاً واحداً تحت هيمنتها، وحصرت الصناعة في يدها، وحاربت انتشار العلم والفكر الحديث، مكرسة الأصولية والوعي القروسطي. ولهذا لم تعد المسألة هي مسألة اختيار بين اختيارات بل بات دوره هو الخيار الوحيد لتحقيق التطور والحداثة والوحدة، أو تعميم واستمرار تعميم البربرية.
ونعقّب فنقول ــــ ( هذه للأسف أفكار صغار البرجوازيين فهم الذين يهدفون لتعبئة طبقة العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين إلى جانب قضاياهم وتحت قياداتهم وقد عانت البلدان العربيّة أثناء تصاعد التيارات القوميّة من هذه المعالجات والتي لم تخلف سوى إضمحلال دور أحزاب الطبقة العاملة وانحسارها وبالتالي ادّت إلى ضعف الحركة الوطنيّة برمتها)
اقد حاول الشيوعيون الأوائل ذلك، لكن انتكاسة أصابتهم، وتكيّف أسلافهم مع "التعايش السلمي"، والخضوع للتوازن العالمي، والتكتيك الذي يحدده قادة التحرر والاشتراكية، "بلد الاشتراكية الأول"، الذي خضع لموازين القوى ولحسابات الدولة الفتية، ثم العملاقة. ولقد حاول آخرون استنهاض السياسة الأولى أواسط ستينات القرن العشرين دون جدوى، حيث كان الوضع قد اختلف كثيراً، وقوى أخرى تصدرت المشهد. لهذا يجب أن يكون الشيوعي هو الحامل لمشروع التطور والحداثة والوحدة، لأنه الطريق الضروري للانتقال إلى الاشتراكية، حيث ليس من اشتراكية ممكنة في تكوين مجتمعي سابق للصناعة والحداثة. فالشيوعي هو من سيحقق مشروع النهضة بمجمله، إنه وريث البرجوازية في كل إرثها الثوري، وهو حامل المشروع الذي أنجزته لكن في سياق طبقي مختلف، لنه يخدم العمال والفلاحين الفقراء بقدر ما يخدم الأمة بمجملها، لأنه المحقق لتطورها وتوحدها وحداثتها.
وهو بالتالي معني في كل قضايا الأمة من منظوره الطبقي، ووفق مصالح الطبقة التي يناضل في صفوفها. ولهذا يجب أن يقاتل من أجل تحررها وتطورها وتوحدها. يجب أن يطوّر الصراع الطبقي ضد النظم الكومبرادورية التابعة، والملحقة بالمشروع الإمبريالي، من أجل سلطة العمال والفلاحين الفقراء، كما من أجل تحقيق التحرر والوحدة والتطور الاقتصادي والحداثة المجتمعية. إنه يسقط النظم من أجل مشروع أوسع، حيث لا تطور في بلد دون تحقق المشروع "القومي" في الوطن العربي، فهذه هي الأرضية التي تسمح بتحقيق التطور الصناعي، والدفاع عن الوطن، وتحرر كل أجزائه. وهي الأرضية التي تجعله جزءاً من عالم ينزع نحو الاشتراكية.
ليست "القومية" هنا، لا برجوازية ولا مثالية، بل هي التعبير عن الميل الطبيعي لتشكل الدولة/ الأمة كنتاج لتطور تاريخي طويل بلور مجموعة بشرية تترابط باللغة والثقافة، وتمتلك الشعور الجامع الذي هو إرث التاريخ التقدمي. وحيث ليس من تطور في هذا العصر الإمبريالي إلا في إطار الدولة/ الأمة. والشيوعي هو الذي يؤسس أمميته على هذا الأساس، فهي اتحاد الأمم وتحالفها من أجل التحرر والتطور والتكافؤ وتحقيق الاشتراكية. و"القومية" بالنسبة للشيوعي لا تعني تجاهل أو هضم حقوق الأقليات القومية، بل تعني إضفاء الطابع العام على دولة، وتحقيق حقوق الأمة دون انتقاص من حقوق الأقليات الأخرى. لكن أيضاً ليس من الممكن الانتقاص من حق الأمة ذاتها.
الشيوعي هنا يجب أن يحمل مهمات التحرر والوحدة والتطور لمجمل الأمة، أن ينطلق من أنه يمثّل الأمة، ويسعى الى بناء وطن محرر، وشعب ينعم بالرفاه والحرية. إنه المحرر والموحد ومحقق التطور في أفق الانتقال الى الاشتراكية. وهو هنا يوحد العمال والفلاحين الفقراء من القومية الأكبر ومن الأقليات القومية لأنه ينطلق من الأساس الطبقي، لكنه لا يتجاهل أن المسألة القومية بحاجة إلى حل، وأنه معني بحلها. لهذا فهو مع الوحدة القومية، وهو كذلك من حقوق الأقليات التي تقيم معاً في وطن واحدة. وهو مدافع عن حقوق الأفليات كما هو مدافع عن الحق في الوحدة.
لهذا فإن الشيوعي في فلسطين هو المقاتل من أجل تحريرها، والذي يقدّم خياراً يسمح بتفكيك الكيان الصهيوني، من أجل دولة ديمقراطية علمانية، هي الطابع العام الذي يجب أن ينتصر في كل البلدان العربية. لا أن يقبل بقرار التقسيم أو بالدولة الصهيونية على حدود سنة 1948، أو على أي حدود. أو أن يصبح داعية "سلام" مع المحتل. أو يتخلى عن 80% من الأرض الوطنية. أو لا يقود الصراع المسلح والشعبي ضد الاحتلال من أجل الاستقلال والتحرر.
وليس شيوعياً من لا يلمس العلاقة العضوية بين هذا الكيان والإمبريالية، وكون الكيان هذا كان نتاج سياسة إمبريالية تهدف إلى السيطرة على الوطن العربي، لهذا عمدت إلى تعزيز الانقسامات السابقة وتقسيم ما بقي موحداً، ومن ثم وضع الكيان في مركزه من أجل أن يكون مرتكزاً عسكرياً بالأساس يلف حوله كقاعدة عسكرية "مجتمعاً" يموه وجوده، ويوجد "المبررات" لهذا الوجود، عبر استعادة أساطير قروسطية، وبالاعتماد على دين محدَّد. وبالتالي لن يكون ممكناً رؤية هذا الكيان دون رؤية ارتباطه العميق بالمشروع الإمبريالي. وهل يمكن لشيوعي ألا يقاتل الإمبريالية والمشروع الإمبريالي؟
الشيوعي هنا لا يتوه في تلمس ما هو موجود واقعياً دون أن يعرف ترابطه وارتباطه، والمصالح التي يمثلها. ولا يشك للحظة أن هذا الكيان هو حل لـ "المسألة اليهودية" التي قال ماركس أن حلها يقوم على أن يندمج اليهود المضطهدين في أوروبا في مجتمعاتهم، لا أن يتحولوا إلى جيش مرتزق في خدمة الرأسمال. وأن ينطلق من أن اليهودية دين وليست قومية، وأن اليهود هم مجموعات بشرية من أمم متعددة، ومنهم عرب. لهذا فإن صراعه هنا هو صراع ضد الإمبريالية، وضد كل تمظهراتها، والأشكال "الوهمية" التي توجدها. وحين يطرح حل لا يتقدم للتنازل عن الحق الأصلي ببساطة، وسذاجة، مما يجعله يصبّ في خدمة الرأسمال الإمبريالي. لكن أيضاً دون أن يتجاهل مشكلة تشكلت على أرض فلسطين، تتمثل في استيطان ملايين خمسة من الأوروبيين، والأفارقة والعرب، الذين يدينون كلهم بالديانة اليهودية، وانطلاقاً من هذا الانتماء الديني. فهو ربما الوحيد الذي تعلو انسانيته على كل اعتبار، لكنها لا تعني التخلي عن الوطن، بل تعني أن يقدّم حلاً لهؤلاء ينطلق من التخلي عن المشروع الصهيوني، وعن خدمة الإمبريالية والرأسمال، من أجل عيش متساوٍ في وطن عربي موحد، وتحت سلطة العمال والفلاحين الفقراء، واشتراكي.
إذن، الشيوعي هو الذي يجب أن يقود الصراع من أجل التحرير وتفكيك الكيان الصهيوني. وأن يعيد طرح المسألة الفلسطينية انطلاقاً من طابعها الحقيقي، وترابطاً مع تداخلها العربي، ما دام المشروع الصهيوني هو جزء من المشروع الإمبريالي الأساس. وكون فلسطين جزء من الوطن العربي، واحتلالها هو من أجل السيطرة على هذا الوطن، ةتكريس تخلفه، لضمان استمرار نهبه. بالتاليعليه أن يطوّر الصراع العربي ضد هذا الكيان في إطار الصراع مع السيطرة الإمبريالية بمجملها.
والشيوعي في العراق المحتل يجب أن يكون ضد الاحتلال. ليس فقط بل أن يخوض الصراع ضد الاحتلال. أن يقاتل الاحتلال. من أجل تحرر العراق. الشيوعي في العراق يجب أن يتبع سياسة الرفيق فهد الذي وضع طرد الاحتلال الإنجليزي كهدف أول، وناضل لاسقاط السلطة العميلة، النظام الملكي. وسنلحظ بأن الاحتلال الأميركي اليوم أعاد إنتاج الصيغة ذاتها التي كانت زمن الاحتلال الإنجليزي، حيث يحكم عبر سلطة عميلة ومافياوية، من خلال وجود قواته في قواعد متعددة. ولهذا فإن الشيوعي هو من يقايل الاحتلال، ومن يعمل على الاطاحة بالسلطة العميلة التي تتشكل من مافيات تسهم في نهب العراق، وتغطي على النهب الإمبريالي لثرواته.
لهذا فالشيوعي يجب أن يعمل على طرد الاحتلال واسقاط السلطة التي انتجتها "العملية السياسية" كواجهة لاستمرار الاحتلال تحت مسميات متعددة. وبالتالي ليس شيوعياً من لا يقاتل الاحتلال، ولا يمكنه أن يخدم وطنه أو يطوّر شعبه من لا يكون في قيادة المقاومة. وهو حين إذ يستطيع أن يكشف كل المتطفلين على المقاومة، أو الذين يستخدمون اسمها من أجل القتل والتدمير خدمة للاحتلال. ويستطيع أن يفرض تجاوز طابعها "الديني" والطائفي دون مقاومة وطنية حقيقية، تترابط مع كل أشكال النشاط الشعبي ضد الاحتلال ونظامه العميل من أجل اسقاطه.
الشيوعي هو المقاتل من أجل التحرر، ومن أجل الاستقلال، ومن أجل تجاوز كل اشكال الوعي القروسطي الذي يفكك المجتمعات انطلاقاً من التمييز الديني أو الطائفي أو الإثني. لهذا فالشيوعي يقاتل ضد الأيديولوجية الماضوية التي تفكك ولا تحرر، ولكنه لا يخلط بين الشكل الأيديولوجي للصراع والشكل الثوري ضد الاحتلال، أو الطبقي ضد السلطة العميلة. فالتناقض الرئيسي هو مع الاحتلال وسلطته، وكل تناقض آخر يجب أن يحل عبر الصراع من أجل كسب الطبقات الشعبية وتطوير وعيها لكي لا تخضع لابتزاز القوى الأصولية. دون أن يعني ذلك تجاهل كل الصراعات الثانوية، أو اهمال إيلائها الأهمية الضرورية. فالصراع الأيديولوجي مهم من أجل دحض الأفكار الماضوية والاستسلامية، الطائفية والرجعية، كما من أجل تطوير الوعي المجتمعي، وتأسيسه على أساسه الصحيح: الطبقي و"القومي"، ومن أجل نشر الحداثة.
إذن، مقاومة الاحتلالات، وتطوير الصراع ضد الرأسماليات التابعة الحاكمة، بتصعيد الصراع الطبقي، وتطوير الصراع الأيديولوجي ضد كل الميول الأصولية، وضد الطائفية، هي ما يجب أن يقوم به كل شيوعي. الصراع من أجل دحر الدكتاتوريات وكسب الديمقراطية، تكريس حق المواطنة وتحقيق العلمنة هي من مهمة الشيوعي. فهذه النظم الدكتاتورية هي الشكل الذي تفرض الرأسماليات التابعة مصالحها ومصالح الرأسمال الإمبريالي من خلاله. إن اسقاط هذه الرأسماليات هو المدخل لبناء نظم علمانية ديمقراطية، كما تمثّل مصالح العمال والفلاحين الفقراء وكل الطبقات الشعبية، لكن أساساً بقيادة العمال والفلاحين الفقراء. الشيوعي هو المناضل،إذن، من أجل العلمنة والدمقرطة، حيث يحقق العمال والفلاحون الفقراء سلطة الأغلبية، سلطة الشعب، وليس سلطة أقلية أياً تكن.
الشيوعي اليوم هو ذاك الذي ينزرع بين العمال والفلاحين الفقراء، لكي يمدهم بوعيه ويستمد منهم نضاليتهم. يدافع عن مصالحهم ويقاتل من أجل مطالبهم، لكن الذي يقودهم نحو التغيير. فمطالبهم لا تتحقق إلا بأن يصبحوا هم السلطة. والذي ينهضهم من أجل تحرر بلادهم واستقلالها، لأن تلك هي الخطوة المهمة من أجل تحقيق التطور والحداثة والانتقال الى الاشتراكية. الشيوعي هو المقاتل الطبقي، والمنظم الثوري، و"العقل" الموجه، لكن الذي يخوض نضال الطبقات من أجل أن ينتظم العمال والفلاحون الفقراء في نضال طبقي يفضي الى التغيير، الى استلامهم السلطة. والذي يحسب كيف سيواجه السيطرة الإمبريالية بجيوشها الممتدة من المشرق الى المغرب، ومنها طبعاً الجيش الصهيوني؟ كيف يواجه قوة السيطرة الأميركية والأطلسية؟ كل ذلك من أجل التحرر والاستقلال، لفتح أفق التطور الصناعي والمجتمعي على طريق الاشتراكية.
ليست الشيوعية اسماً بل هي نضال. وليست موضة بل أنها مقاومة وصراع من أجل التغيير. وليست إرث ماضٍ بل أفق مستقبل. والمستقبل هو النضال والصراع من أجل التغيير الثوري، وليس الركون إلى "النضال السلمي" والرهان على النشاط البرلماني، والى انتظار إصلاح النظم، النظم الكومبرادورية هذه، أو انتظار تطور "موضوعي" يأتي عفو الخاطر الديمقراطية والحداثة. وإن كان لا يتجاهل ذلك في ظرف محدَّد، هو على كل حال ليس هذا الظرف الذي يلفنا اليوم، حيث ينهض العمال والفلاحون الفقراء وكل الطبقات الشعبية دفاعاً عن حيانها بعد أن وصلت حدّ الإملاق.
الشيوعي هو من يعمل على تطوير الصراع الطبقي اليوم، على تنظيم العمال والفلاحين الفقراء وتصعيد نضالاتهم. وعلى تحديد السياسات التي تفضي إلى تصاعد النضال الطبقي، على انتقاله من المطالب، والاحتجاجات السلبية، إلى صراع من أجل استلام السلطة، وتحقيق برنامج هؤلاء. فلن يجري التحرر والاستقلال الحقيقي، ولن تنهزم الإمبريالية في العراق وفلسطين وكل الوطن العربي، دون التغيير، تغيير النظم الكومبرادورية التابعة، النظم المافياوية التي باتت تتبع الطغم المالية الإمبريالية التي لا تفعل سوى المضاربة والنهب بشكله الأولي، عن طريق الحروب والسيطرة والفوضى.
الشيوعي إذن، هو فعل تغيير. لأنه فعل صراع ومقاومة. من أجل الاشتراكية.
ونعقّب فنقول ــــ ( أمّا ما تبقّى من فقرات المقال فقد سمعناها أو مثيلها مرارا طيلة خمسين عاما أو يزيد ولم تستطع أن تُغني حياتنا الثقافيّة ولا الإجتماعيّة وليست مهمة الشيوعيين بناء الدولة أي دولة بل هم معنيون ببناء دولة العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين ، دولة العلم دولة الإيمان بالمستقبل الجديد والفجر المشرق والحياة التي توفر وتطمّن حاجات جميع الناس الأساسيّة على الأقل دون إستغلال لكي يعمر الناس الأرض بجهودهم الخلاّقة وعلومهم النافعة)




سنان أحمد حقّي
مهندس ومنشغل بالثقافة
دهوك في 9 أيلول 2012



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة أم الإختراع..!
- البديهيّة والمُسلَّمة واختلاف التنوّع ..!
- البصرة من منظور التنمية الشاملة
- هوامش وتفاصيل سريعة حول الواقع الحضري لمدينة البصرة
- ربيعٌ أم ثورةٌ ؟ ..أم فوضى خلاّقة؟
- في مفهوم الإيمان ..ولماذا الإيمان أولا؟..مرّة أخرى ..!
- البلم ..والبلم العشّاري..!
- تحوّلٌ مثير وجديد..!
- روسيا الأمس ؟ أم اليوم؟ .. !
- قولٌ على قول ٍفي الرد على قول ماركسَ في الأديان..!
- في قول ماركس في الأديان..!
- الإيمان أوّلا..لماذا؟
- الفنان والمعماري هندرتفاسر يكتب عن نفسه ( مترجمة عن الأنكلي ...
- التعرّض لأية مسألة فلسفيّة يتطلب إلماما بمبادئ الفلسفة..!
- قولٌ في الأنظمة السياسيّة ..!
- شعارات ليست ديمقراطيّة ولا ليبراليّة ..!
- ليس بمقدور كارل ماركس أن ينحاز لغير الطبقة العاملة..!
- هزّتان تضربان أرض الكنانة..!
- إنه منهج البحث العلمي فأي نادي وأي تصفيق؟!
- الإسلام الصحيح..والصندوق الأسود..وسنستدرجهم!


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سنان أحمد حقّي - هوامش وتعاليق على مقال من هو الشيوعي؟