أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فريد العليبي - الديني و السياسي في الانتفاضة التونسية / الحلقة الثانية















المزيد.....

الديني و السياسي في الانتفاضة التونسية / الحلقة الثانية


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 21:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الحلقة الثانية .
تقدم التيارات الدينية غالبا حلولا وهمية لمشاكل واقعية ، غير أن المضطهدين يجدون فيها تلبية لبعض حاجياتهم ، إذ يظهر رجال السياسة المرتدين لجبة الدين كمفسرين و دعاة و مرشدين و مؤولين ، أي في صورة ممثلين لله على الأرض ، زاعمين أنهم يفعلون ذلك طلبا لرضوان الله وحده 1 ، و لكن مواقفهم تكون في خدمة طرف دون آخر بالنظر إلى الصراعات السياسية و الاجتماعية المحتدمة من حولهم ، و التي لا يمكنهم إلا الانخراط فيها ، و جراء ذلك انقسم رجال الدين باستمرار إلى ملل و نحل ، ففي الدين الواحد نجد مئات الفرق ، وكل فرقة تدعي أنها الناجية لا في العقيدة فقط بل في السياسة أيضا ، و تستعر تلك الخلافات أحيانا لتصل حد الاقتتال المدمر، فـ" الانقسام إلى شيع لا ينشأ عن رغبة صادقة في معرفة الحقيقة بل عن شهوة عارمة للحكم " .2
و من هنا فإن المعركة ضد الاضطهاد و الاستغلال و الفقر و الجهل هي الأصل الذي من شأنه أن يجعل تلك الخطابات التكفيرية تفقد بريقها ، و تتلاشى شيئا فشيئا ، علما أن هذه العملية معقدة جدا، و سوف تستمر ربما لقرون قادمة ، أما الأساليب الأمنية من اضطهاد و غيره فلن يكون لها إلا أثرا عكسيا ، فإن شئت تقوية نفوذ جماعة دينية فما عليك إلا قمعها و ستشهد تكاثرا في أتباعها ، حتى أن الديانات اليهودية و المسيحية و الإسلامية ، في جانب منها ، قد انتشرت جراء الاضطهاد .
يجد البعض حلا للمعضلة موضوع حديثنا في الدعوة إلى الفصل بين الدين و السياسة ، بين الدين و الدولة ، و ضمان الحق في المعتقد مهما كان اسمه ، بل ضمان حقوق من لا يتبع أي دين كان ، و تتخذ تلك الدعوة طابعا حقوقيا غالبا ، من خلال المحاجة على أن الدولة الدينية تستند إلى خواء على صعيد الدين ذاته ، حيث يزعم الحاكم الثيوقراطى لنفسه الحكم باسم المقدس ، غير أنه و كما يبينه سبينوا 3 فإن الناس لو أرادوا تفويض حقوقهم إلي الله لكان عليهم عقد حلف معه ، ثم قبول الله لذلك الحلف ، بينما يخبرنا الله أنه ليس بكائن حسي ، فهو متعال ، ووجوده مجرد و مطلق و مفارق ، فكيف يمكن إرساء عقد سياسي اجتماعي معه ؟ و بالتالي فإن العقد يجب أن يكون بين البشر أنفسهم ، و هو قابل للتعديل بل للاستبدال بعقد جديد ، متى كانت هناك حاجة إلى ذلك ، أما إذا كان العقد مقدسا فإنه لن يتغير البتة ، فهو لا يخضع لإرادة المواطنين العامة ، بل لإرادة متعالية يزعم البعض منهم النطق باسمها و احتكار تفسير و تأويل أقوالها ، و هذه المقاربة الحقوقية مهمة دون شك ، غير أنها تتغافل عن الجانب السياسي و الاجتماعي ، فالتخلي عن تسييس الدين و تديين السياسة لن يحصل إلا إذا زال الواقع الموضوعي الذي يجعل مثل ذلك المنزع حيا في المجتمع ، أي القضاء على الاضطهاد الذي يسلطه بعض البشر على البعض الآخر .
و إذا كان مقبولا أن ترتدي الانتفاضات في القرون الوسطي لباس الدين مثلما يبينه أنجلس بالنسبة إلى حرب الفلاحين في ألمانيا مثلا ، حيث هاجم لوثر " الحكومات بشدة و قال أن اللوم يقع عليها في قيام الثورة نظرا لحكمها الظالم و أن الذي ثار ضدها ليسوا الفلاحين بل الإله نفسه " 4 فإنه من غير الممكن أن يحدث هذا في القرن الواحد و العشرين في أوربا التي عرفت انتصار الثورة البرجوازية الديمقراطية ، و أصبحت هيمنة الدين على السياسة فيها أمرا من الماضي ، أما لدى العرب فإن تلك الثورة لم تقع في الماضي ، و لن تقع في المستقبل أيضا ، بنفس الهوية الطبقية السياسية و الاجتماعية التي عرفتها أوربا ، فقد جرت مياه كثيرة في نهر التاريخ العالمي ، على النحو الذي نجد فيه البرجوازيات السائدة عربيا اليوم مرتبطة بالامبريالية ، فاقدة لذلك الدور التاريخي ، و من هنا استحالة قيادتها لعملية تغيير ثورية للأوضاع القائمة ، لأجل ذلك تندرج الانتفاضة التونسية بالمعنى التاريخي ضمن الثورة البروليتارية على الصعيد الكوني ، و لا يمكنها أن تندرج ضمن الثورة البرجوازية التي فات أوانها ، و هذا الذي نشير إليه ، هو الذي يفسر لنا كيف أن الانتفاضة التونسية عندما خضعت في البداية لمحدداتها الداخلية فقط ، لم تكن لها أي صلة بما هو ديني، بينما حضرت فيها مطالب اجتماعية ذات صلة بالعمال و الفلاحين و المعطلين و المهمشين ، و أذا كان هناك من ألبسها بعد ذلك اللباس الديني ، فإن تلك عملية قيصرية ،و هذا وجه من وجوه المأزق الذي تردت إليه .
إن هيمنة الديني على السياسي في البلاد العربية لا تيسر السيرورة الثورية غالبا، بقدر ما تعسرها ، و إذا كان هناك من سبب يفسر أكثر من غيره تلك الهيمنة فهو ضعف تطور وسائل الإنتاج ، إذ يتعلق الأمر بوضع اقتصادي و اجتماعي متخلف لا تزال فيه البنى القديمة بمعايير تطور التاريخ العالمي سائدة ، ففي تونس مثلا نجد مجتمعا زراعيا متخلفا ، لم تتغير تركيبته الطبقية بصورة جذرية عما كانت عليه زمن الاستعمار المباشر، و رغم القشرة الحداثية و المدنية فإن العلاقات الاجتماعية لا تزال علاقات تقليدية ، فالرابطة الدموية ظلت قوية ، و التنظيم القبلي و الأعراف و القيم و العادات العشائرية لا تزل موجودة ، و فضلا عن الانتماء الديني ، هناك شعور بنخوة الانتماء إلى القبيلة ، و في المنعطفات الحاسمة يقوى الرابط الديني و القبلي متغلبا على رابطة الانتماء إلى وطن واحد ، و في حالات الهدوء و السكينة تجده مثلا في الأفراح و المآتم ، و عندما مرت الرجعية إلى الهجوم ثانية وجدت في القبلية و الايدولوجيا الدينية سلاحا فتاكا فاستعملته ، و ترتب عن ذلك القتل و النهب و الاغتصاب و الحرق الذي عانت منه مناطق كثيرة ، و تساوى في هذا الريف و المدينة ، فحتى في المدن الكبرى بما في ذلك العاصمة نجد العصبية القبلية حاضرة و هناك أحياء تجمع بين ظهرانيها أبناء قبيلة بعينها ، و في جهة الساحل تفجرت معركة كبيرة بين أولاد عيار القادمين من الشمال الغربي و بين " السواحلية " ، و رغم أنه لا وجود لطوائف دينية متنفذة فإن تقسيم صفوف الشعب يتم أيضا باصطناع معارك بين شيعة و سنة و متصوفة و مذاهب مختلفة ، و هو ما لم تنج منه حتى المساجد التي أصبحت تقام فيها أكثر من صلاة في نفس الوقت لكل منها إمامها .

إن حضور الديني عند الحديث عن العرب في الميديا العالمية يفسر بأن الأمر يتعلق بدين منتشر لدى أمة تمتلك ثروات طبيعية طائلة ، و بوطن يصح وصفه بأنه يمثل على صعيد الاستراتيجيا سُرة العالم ، و في الغالب يجرى تصوير العربي في لباس الارهابى الديني المتعصب ، و لم يكن الوضع مختلفا قبل اشتداد ساعد الجماعات الدينية ، ففي الستينات و السبعينات من القرن الماضي لم تكن الصورة مختلفة كثيرا عند الحديث عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أو جماعة أيلول الأسود مثلا ، و لو تعلق الأمر ببلدان فقيرة لا ثروات لها لخبا الاهتمام بها و تركت لمصيرها ، فالعامل الاقتصادي منظورا إليه من زاوية تحكم الامبريالية في إنتاج البترول و الغاز بشكل خاص مهم جدا في إدراك طبيعة ذلك الاهتمام .
بالعودة إلى الوقائع التاريخية القريبة المحيطة بالانتفاضة التونسية نرى أنه بينما كان العمال و المعطلون عن العمل و النقابيون و شرائح واسعة من الشعب يخوضون مواجهات دامية مع سلطة بن على خاصة في الحوض المنجمي ، كانت النهضة منهكة ، تعد لتسوية مع تلك السلطة 5، و هناك من عاد من بين رموزها إلى تونس و بدأت الحلقة تضيق حولها و أصبحت في المهجر منقسمة على نفسها ، فضلا عن انفضاض الكثير من مريديها فى الداخل ، و تمرد عليها أقرب أتباعها ، و منهم من حط به الرحال في الحزب الحاكم 6 و بينما كان التجمع الدستوري في موقع قوة كانت هي في موقع ضعف ، تبحث عن خشبة إنقاذ فوجدتها بتوجس في " السلفي الصغير " 7 ، و كانت تستعد للتسليم بقدرها المحتوم اذ يكفيها حفظا لماء الوجه أن يكون هناك حل لورطتها من داخل السلطة نفسها 8، و عندما ادلهمت السبل أمامها ظهر بيرق في سماء الوطن فأنقذها ، لقد أطلقها الشعب من قيدها ، و جاءت الامبريالية لتضع لمساتها الأخيرة على عملية الإنقاذ تلك ، و بدت النهضة في اللحظات الأولى غير مصدقة لما حصل ، فأسرعت إلى لملمة أوراقها المبعثرة و تغيير وجهتها مصرحة في البداية أنها لم تكن وراء ما وقع ، و مع مرور الأيام قالت العكس فالثورة حصلت بفضل شراكة بينها و بين قناة الجزيرة و القرضاوى على وجه التحديد .
و على هذا الصعيد تجد حركة النهضة نفسها في مأزق فقد كانت تحلم بالقيام بعمل ما ، تدعي بعده أنها صاحبة الفضل على الشعب لتحريرها إياه ، غير أن الذي حدث هو أن الشعب هو الذي حررها و ليس العكس ، بل إنه إذا نظرنا إلى الانتفاضة من زاوية القوى التي أطرتها و انخرطت فيها أمكننا القول أن المفارقة التونسية تتمثل في أن تونس قد تكون البلد الوحيد الذي حرر فيه اليسار اليمين 9 .
و شيئا فشيئا أضحى اليمين الديني في تونس و النهضة كإحدى تعبيراته مزهوا بانجازاته و منها المقاعد التي حصدها في انتخابات المجلس التأسيسي 10 ، و لكنه شعر أيضا أنه في ورطة باستلامه السلطة في لحظة أزمة ، و أمام إخفاقاته المتتالية في حل المعضلات الاجتماعية ردد أن الحكومة السابقة فخخت طريقه ، فقد اتخذت جملة من الإجراءات خاصة على المستوى الاجتماعي مثل تمكين بعض قطاعات الوظيفة العمومية من منح خصوصية لا سابق لها تعجز ميزانية الدولة عن الإيفاء بها .
إن وصول اليمين الديني إلى السلطة قد تم رئسيا في ظل تفاهم دولي و إقليمي ، و ما فرضه ذلك التفاهم من قيود و ما فتحته من آفاق ، فما هي الشروط التي حفت بذلك التفاهم ؟ هل هى الالتزام بالواجهة الديمقراطية و التسليم بوجود الكيان الصهيوني و الليبرالية الاقتصادية ؟ و هل يدخل ذلك في إطار مخطط جيوسياسي أكبر تريد من ورائه الامبرياليات الغربية السيطرة على الثروة و الاستفادة من المنطقة عسكريا ضمن استراتيجيا تطويق روسيا 11 و الصين ، الأعداء التاريخيين للولايات المتحدة ، التي تتزعم التحالف الغربي ؟ إننا نجيب عن هذه الأسئلة بالإيجاب ، و من هنا استبعاد القول أن اليمين الديني وجد أرضا خلاء فعمرها ، جراء تخريب سلطة بن على للحياة السياسية ، و أنه كان الأقرب إلى الجماهير لدفاعه عن الهوية و ما شاكلها .
صحيح أن سلطة بن على المستندة إلى آلة بوليسية ضخمة قد فرضت رقابة شديدة على المشهد السياسي ، مما ساهم في إعاقة نمو القوى الثورية ، غير أن هذا ليس العامل الوحيد المتحكم بوصول اليمين الديني إلى السلطة ، اذ يجب أن ينضاف إليه ارتباطه بالامبريالية ، أما طبيعة خطابه السياسي و الإيديولوجي و بنيته التنظيمية ، و هي عناصر مهمة دون ريب فإنها تلعب هنا أدوارا ثانوية ، ورغم أن هذه العناصر تمنح اليمين الديني تفوقا تكتيكيا فإن الآفاق أمامه مقفلة بالمعنى الاستراتيجي للكلمة ، فهو لا يقدم حلولا للمشاكل الاجتماعية المستفحلة ، و هي تلك التي تهدد بإصابته في مقتل 12 .
الحواشى :
1ـ أثار الداعية المصري وجدي غنيم عاصفة من الاحتجاجات أثناء زيارته لتونس فقد انقسم الناس بين مؤيد و رافض لما يقوله و انتشرت فتواه التي تبيح ختان البنات ، و في جامع سيدى اللخمى بمدينة صفاقس اجتمع المئات لمتابعة خطبته بينما تظاهر آخرون في الشوارع ضده و حصلت مشادات بين الطرفين ، و من بين الشعارات التي رفعت "يا نساء عار عار هاو جاكم الطهار" و قد رأيت رجلا يصرخ بغضب قائلا : تدبروا أمركم أنا أسكن الريف ولن يأتيني الطهار أما انتم يا ساكني المدينة فإن الطهار سيختن بناتكم و نساءكم
2ـ سبينوزا ، رسالة فى اللاهوت و السياسة ، مصدر سابق ، ص 452 .
3ـ سبينوزا ، المصدر نفسه ، ص 390 .
4ـ فريدريك أنجلس ، حرب الفلاحين في ألمانيا ، مصدر سابق ، ص 58 .
5ـ كان للتيار الإسلامي المهيمن الذي نشأ أولا باسم الجماعة الإسلامية ثم الاتجاه الإسلامي و أخيرا النهضة علاقته الوثيقة في وقت ما بسلطة بورقيبة و سلطة بن على أيضا ، فالمجلة الناطقة باسمه خلال السبعينات كانت تطبع في دار الحزب الاشتراكي الدستوري و قد ساند قمع بورقيبة للانتفاضة العمالية سنة 1978 ، وندد بها قائلا " " إننا نؤكد من جديد أن التيار الإسلامي هدفه البناء و الإصلاح و لا يرى جدوى فى إحداث الفوضى فى الشارع ، باعتبار أن الفوضى لا تخدم الإسلام ولا مصلحة المسلمين ، وأن هذا التيار حريص على تحقيق أهدافه فى كنف الحوار والقانون والأمن الاجتماعي." ، كما ندد بعملية قفصة التي نظمها قوميون قريبون من ليبيا القذافى و يوسفيون سابقون و يساريون انتمى بعضهم إلى الجبهتين الشعبية و الديمقراطية لتحرير فلسطين ، و عندما جاء بن على الى الحكم وقع الاتجاه الإسلامي على ما سمى الميثاق الوطني الذي اقترحه بن على ، و عندما التقى راشد الغنوشى في قصر قرطاج بالجنرال بن على صرح قائلا : ثقتي في الله و في السيد الرئيس زين العابدين بن على ، وبين الغنوشي مجيبا عن سؤال حول تفسيره لمساندة حركة النهضة لبن علي بعد انقلاب 1987 :"عندما جاء بن علي للسلطة رأينا انه تبنى برامج المعارضة ولاحظنا أنه أطلق سراح عشرة آلاف سجين فوافقناه " جريدة الصباح التونسية بتاريخ 20 آذار (مارس) 2011‎ فى نقلها للشهادة التي قدمها الغنوشى على منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي و المعلومات ، غير أن هذه العلاقة قد شابتها التوترات المتلاحقة أيضا . و تتهم الحركة بأنها تقف وراء تفجير بعض الفنادق و حرق مقر للتجمع الدستوري بباب سويقة بالعاصمة نجم عنه وفاة حارسه الليلى و رغم أنها تنفى ذلك فإن أحد شيوخها يعترف بأن قسما منها اختار العمل المسلح حيث يقول عبد الفتاح مورو " هناك خلاف تاريخي جد في ما مضى في صلب الحركة تمحور حول اختيار النهج المتبع: إما العمل السياسي أو المسلح ، وقد قلت آنذاك أن لا للخيار المسلح وهو ما أثار حفيظة البعض ." عبد الفتاح مورو ، جريدة الصباح التونسية بتاريخ 28 شباط (فبراير) 2011‎.
6ـ يؤاخذ الغنوشي على هروبه من تونس في اللحظة الحاسمة و تركه اتباعه وحدهم في الميدان مما جعل الكثير منهم يتحولون الى التجمع الدستوري و أنه كان يعيش حياة الرفاه في بريطانيا ، غير أن الغنوشى لدفع هذه التهمة يقارن نفسه بالرسول قائلا " إن الهجرة السياسية هي نوع من التمرد.. وهي ليست غريبة على المسلمين فالرسول صلى الله عليه وسلم هاجر أيضا." جريدة الصباح التونسية بتاريخ 20 آذار (مارس) 2011‎ في نقلها للشهادة التي قدمها الغنوشى على منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي و المعلومات ، و لم يتوان هاني السباعي رئيس مركز المقريزى في العاصمة البريطانية و القريب من القاعدة عن اتهام راشد الغنوشى بأنه كان يعمل لصالح المخابرات البريطانية في منفاه الانكليزي .
7ـ السلفي الصغير هو صخر الماطرى الذي أنشأ إذاعة دينية في تونس تحت حكم بن على و قد هنأه راشد الغنوشى على ذلك و ورد في برقية التهنئة ما يلى : " يسر حركة النهضة أن تهنئ رجل الأعمال السيد محمد صخر الماطري بتأسيسه لإذاعة "الزيتونة" لخدمة القرآن الكريم ، أول مشروع من نوعه في تونس " بيان مؤرخ في 3 رمضان 1428 ، جريدة البيان الإماراتية بتاريخ 19 سبتمبر 2007.
8ـ يقول الغنوشى مشيرا الى ذلك الانقسام " الاختلاف ينحصر حول المقاربة من السلطة وكيفية مواجهتها... وكنت شخصيا نافضا يدي من إمكانية أن تتطور سلطة بن علي نحو الديمقراطية والحريات" جريدة الصباح التونسية بتاريخ 15 فيفري2011.
9ـ يتحدث الغنوشى عن البعد الديني للثورة التونسية رابطا بينها و بين الشعب المسلم متهما البعض بأنهم يريدونها ثورة لماركس على محمد و هم كارهي الإسلام و الأغراب و اللفيف الأجنبي ، يقول : " بقدر ما يستبشر المؤمنون بقدوم رمضان باعتباره شهر البركة والرحمة والرضوان، يتوجس منه كارهو الإسلام وينزعجون، بسبب ما يفرضه عليهم من عزلة بين السكان الأصليين وسط مجتمع مسلم وكأنهم لفيف أجنبي وبقية من بقايا الغزو الاستعماري". الجزيرة نت ، المعرفة : وجهات نظر بتاريخ 3/8 / 2011 ، و في هذا تكفير صريح ، فهو من محبي الإسلام لذلك هو وطني أما خصومه فهم كارهين للإسلام و بالتالي كفارا و لاوطنيين و خونة .
10 ـ تقدم الحكومة التي تقودها النهضة نفسها على أنها حائزة على الشرعية فقد جاءت بها انتخابات ديمقراطية غير ان البعض يرى أن هذه الديمقراطية تبدو مغشوشة لخضوعها لترتيبات و تفاهمات خارجية و تمويل مشبوه ، و يهمنا أن نلاحظ هنا أنه في مختلف الانتخابات التي تمت في تونس و لم يتدخل فيها المال السياسي و الإعلام الفاسد كانت النتائج فيها لغير صالح النهضة ، مثل انتخابات الاتحاد العام التونسي للشغل و المجالس العلمية في الجامعات و هيئة المحامين و القضاة و الأطباء الخ ....
11ـ نرجح أن الامبرياليات الغربية تستعد للأخطر و هو المواجهة مع روسيا و الصين ، و ما قامت به عربيا هو حفر خنادق لاستعمالها في المواجهة الكبرى ، و إلا كيف نفسر خطة نشر الدرع الصاروخية رغم تفكيك الاتحاد السوفياتى و زوال الخطر الاشتراكي .
12ـ خلال الحملة الانتخابية وعدت النهضة بتوفير مئات الآلاف من فرص الشغل ، و بعد أشهر عديدة تبخر ذلك الوعد ، و اليوم يتزايد الانتحار بين صفوف المعطلين و يصرح وزير التشغيل أن الملائكة نفسها لا يمكنها حل تلك المعضلة .



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيطان مصطفى بن جعفر وشبح زين العابدين بن على
- الديني و السياسي في الانتفاضة التونسية .
- أبو يعرب المرزوقي و ابن رشد و قشرة الموز
- الربيع العربي و زمهرير جهنم .
- عمران المقدمى زهرة تونس الحمراء العائدة من الجليل
- المرأة و الثورة
- المرأة العربية الآن
- هل انتصرت الثورة في تونس ؟
- جانفي شهر الانتفاضات التونسية
- القوى اليسارية والنقابات العمالية في الربيع العربي
- سيدي بوزيد التونسية : ماذا نملك ؟ لا شئ ، ماذا نريد ؟ كل شئ ...
- منير العوادي سلاما !
- الانتفاضة التونسية : شيئان في بلدي خيبا أملي !
- مصر : الدم و الحرية أبناء عم !
- عرس الدم التونسي
- ماذا يحدث في كلية الآداب بالقيروان / تونس ؟
- الفلسفة والتاريخ
- رسائل ماركس وأنجلس حول الديانة الإسلامية
- رسائل متبادلة بين كارل ماركس وفريدريك أنجلس حول الديانة الإس ...
- اعلام النقابة الأساسية لأساتذة كلية الآداب و العلوم الانساني ...


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فريد العليبي - الديني و السياسي في الانتفاضة التونسية / الحلقة الثانية