أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيدة عشتار بن علي - شذرات عشتار















المزيد.....

شذرات عشتار


سيدة عشتار بن علي

الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 15:38
المحور: المجتمع المدني
    


شذرة _1_

كان الفيلسوف الالماني كانط يحب مشاهدة القصور والقلاع المتهدمة ليس استمتاعا بمشاهد الدمار بل ليفكر كيف يمكن اصلاح المتهدم وتجاوزه وكذلك كان الالمان في اعقاب حروب الدمار يتأملون ما يحيط بهم كي يفكرو في كيفية الخروج من الدمار واعادة البناء من جديد وكذلك فعلت اليابان التي صنعت عبقريته من تحت الدمارالنووي لهيروشيما وناكزاكي فهي شعوب جعلت من الدمار حافزاللبناء من جديد وتجديد نفسها ومستقبلها فاين نحن من هذا ??
نحن لا نعرف الا الهدم والوقوف عنده وكلما راينا خرابا اضفنا اليه خرابا على خراب ودمار على دمار ,واقصى ما نفعله هو البكاء على الاطلال الذي جبلنا عليه من زمن عنترة الذي تساءل واستنكر قائلا :

هل غادر الشعراء من متـردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم

فمتى نتخلص من متردمنا واوهامنا

شذرة _2_

الرّقيب ...ارث من الاستبداد عانى منه الانسان العربي منذ ولادته فالقمع يبدا من داخل الاسرة والعائلة الممتدة التي جعلته ينشأ على الخوف والمبالغة في تجنب الخطأ والجرأة في ابداء الرأي حتى بات التملق والمراوغة صفة محمودة ودليل على صلاح الاخلاق والراي فالرقابة سيف مسلط على العقول والرقاب جعل الانسان يعيش في رعب دائم من محاولة التصالح مع ذاته والافصاح عما يخفيه ويرغب في قوله وما المثقف الا ضحية من ضحايا
هذا الارث الاستبدادي العريق حتى ان الرقابة تخلت عن فجورها ومباشرتها لتترك المجال الى رقابة ذاتية اعنف واشد حيث نجحت السلط بانواعها في تحويل الرقابة التقليدية الى رقابة ذاتية يمارسها المثقف دون تدخل مباشر من الرقيب وهو ما قتل مكامن الابداع فيه وشل قدرته على الفعل والتغيير فنجد نصه يتحول الى نص باهت لا روح فيه وذلك باللجوء الى لغة التقية والمواربة واستخدام جمل خالية من الدلالات اقرب ما تكون الى ثرثرة كلامية تلف وتدور حول العموميات ولا ترقى الى ثقافة التغيير التي تتطلب شجاعة ومواجهة


شذرة_3_


لا تخرج من جلابيبهم إلا كل انواع الوثنيات و عبادة البشر و الحجر,فيما مضى حين عرض فيلم الرسالة اول مرة وقعت ادانته والهجوم عليه باعتباره اخترق الخطوط الحمراء وجسّد شخصية مقدّسة هي شخصية حمزة عمّ الرّسول في حين ان الرسول نفسه كثيرا ما اكد على انه مخلوق وبشر كبقية البشر يخطئ ويصيب ويفرح ويحزن ويتزوج ويحب ويكره بل انه منع تدوين احاديثه ,فقد روي عن ابي هريرة :بلغ رسول الله أن أناسا قد كتبوا أحاديثه فصع
د المنبر وقال : ( ما هذه الكتب التي بلغني أنكم قد كتبتم .. إنما أنا بشر فمن كان عنده شىء منها فليأت بها.. يقول أبو هريرة.. فجمعنا ما كتبناه وأحرقناه بالنار .ومعنى هذا انه هو نفسه كان يؤمن بنسبية هذه الاحاديث وارتباطها بزمن ومكان معينين ,لكن الذين نصبوا انفسهم بعد الله يصرّون على خنق اصواتنا وقتل مبدعينا تحت مسمى منع الخطر عن الدين
اليس الله هو خالق البشر والعقول والالسن ?كيف تخافون اذن على عرشه ان يهتز من كلمة او نغم او رسم?

شذرة _4_


يقوم العديد من الفنانين اثناء حفلاتهم بدفع مبالغ مالية لبعض الشبان والشابات كي يصرخو ويهللو ويبكو الى حد الاغماء احيانا في مشهد درامي مثير يجعل عدوى التأثر الزائف تنتقل الى بقية الجماهير وكذلك كان حكام العرب يفعلون ومازالوا الى اليوم حتى بعد قيام الثورات بين معقفين فلعبة استحمار الشعوب مازالت مستمرة بتصرفاتهم الحمقاء السخيفة الرامية الى ايهام الناس و ايهام انفسهم بانهم معبودو الجماهير رغم ان الجما
هير تعي جيدا حقيقة هذه المسرحيات السخيفة لكنها تشارك فيها بسبب الخوف
يحكى ان حاكما عربيا أراد اختبار شعبيته بين الناس فدخل قاعة محاضرات متنكراوحين ذكر المحاضر اسم الحاكم انخرط الجميع في التصفيق باستثناء الحاكم المتنكر فما كان من أحد رجال الأمن إلا أن ضربه على رأسه بقوة قائلاً له: “صفق يا حيوان”عندئذ تاكد ان شعبيته مفروضة بالحديد والنار.

شذرة _5_


تآخينا مع الخوف حتّى انه اصبح بامكان ايّ دكتاتور اكتساب شرعيته السياسية بيننا ...يكفي انه يسمح لنا بالاستمرار والتنفس ,فالخوف هو عدوّنا الاول الّذي كان سبب عبوديتنا طيلة هذه القرون ولذلك يعشق الدكتاتور اختراع اساليب متجددة في فن التخويف وهو يحاول ايهامنا انه يحمينا في حين انه يحتمي بخوفنا .....اليوم انكسر حاجز الخوف داخل النفوس وأي خسارة خسرها من كان يأمل في الاستمتاع بدكتاتورية جديدة يمارسها علينا ويا خيبة المسعى
يقول سارتر :إذا انفجرت الحرية مرة في روح الإنسان لم يعد لجميع للآلهة أي سلطة عليه





شذرة_6_


خلال اليومين الفارطين شاءت الظروف ان تقحمني في حوار مع شابين من السلفيين
التقيت بالاول اثناء رحلة قمت بها عبر القطار ,ولاسباب يطول شرحها وجدته يتوجه لي بالحديث بصوت ضعيف مسالم لا تفصله عن الطفولة الا بعض من الاعوام.....اخذ يسرد علي ما تيسر من القرآن والحديث وانا استمع اليه واتأمل تارة في عينيه الذابلتين المتوسّلتين وتارة الى شعيرات لحيته التي يبدو ان نموها توقف عند تلك الحدود.....كان في كل مرة يس...تشهد باقوال العلماء وانا اصغي اليه او اتظاهر الى ان باغتته بسؤال :
من تقصد بالعلماء ?
اجاب :علماء الدين
قلت :يبدو انك تخلط فالعلماء هم علماء الفيزياء والطب والهندسة والعلوم الطبيعية ......اما الذين تستشهد بهم فالارجح تسميتهم بالفقهاء والشيوخ وليسو بعلماء
لاحظت على وجهه بعض الغضب والتوتر المشوب بنظرة لوم وعتاب جعلتني افضل انهاء الحديث

اما السلفي الثاني فقد وضعته الظروف في طريقي في اليوم الموالي حين قمت باقتناء سيارة تاكسي كان هو سائقها
اول ما لفت انتباهي هو لحيته العظيمة التي يصل طولها الى السرة ,ونظرته الحادة التي توحي بالجبروت ....,في الطريق كاد يغمى علي بسبب الرائحة الكريهة التي كان تعبق داخل السيارة ولا اعرف ان كان مصدرها اللحية ام الابطين ام القميص المصنوع من البوليستار ام ماذا?المهم اني كنت اتساءل بيني وبين نفسي وانا احاول حبس النفس:هل يعقل ان تكون هذه الرائحة لشخص يغتسل خمس مرات في اليوم قبل اداء صلواته ??كان يشغل شريط كاسيت لشيخ يلقي خطبة موضوعها عذاب القبر واهواله ولكم ان تتصورو الوضع خاصة وان التوقيت كان صباحامع استعمال مضخم الصوت!!طلبت منه ان يخفض قليلا في صوت الكاسيت لكنه رمقني بنظرة اتهام وعداء دون ان يستجيب لرجائي طبعا وكأنه يقول لي :كيف تجرئين???



#سيدة_عشتار_بن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جنون نيرون الى فلسفة ميكيافيلي
- حديث في الحداثة والتّحديث
- حديث في الاحباط الجماهيري بعد الثورات
- حديث في الذّكاء الوجداني
- هذيان
- حين يتحوّل الحبيب الى غريب
- الصّراع ودوره في التّحوّل الاجتماعي
- عادل امام بين براثن سياسة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر
- يوم الرّعب والدّم في استاد بورسعيد
- حديث ومواجهة في أسباب تفوّق اليهود وتخلّف المسلمين
- انتحار شمعة
- سعاد عبد الرحيم:المراة التي نطقت وقالت(لا لحقوق المراة)
- محنة الام العازبة بين غدر الامومة وقسوة المجتمع
- رسالة الى ابي(حديث في الحجاب والنقاب)
- الربيع العربي ام الربيع الغربي??????
- نوال السعداوي اكبر من جائزة نوبل
- كشف المستور(2):قراءة في الحب الفيسبوكي والجنس الافتراضي
- كشف المستور(حديث في الحب الفيسبوكي والجنس الافتراضي)
- الفساد السياسي:اغتيال للديمقراطية
- المثقف العربي في الميزان


المزيد.....




- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيدة عشتار بن علي - شذرات عشتار