أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - وجهة نظر في موضوع الفتوحات الاسلامية















المزيد.....

وجهة نظر في موضوع الفتوحات الاسلامية


رضا عبد الرحمن على

الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 01:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أبدأ هذا المقال بسؤال هام وهو : هل الفتوحات كانت مخالفة صريحة وقع فيها الصحابة..؟؟!!

معظم المسلمين يتعاملون مع الفتوحات العربية للبلاد الأخرى على أنها بطولات قام بها الصحابة لنشر الدين الاسلامي في مشارق الأرض ومغاربها ويعتبرونها من مفاخر و أعظم انجازات السلف الصلح ، ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أن هذه الفتوحات كانت مجرد طموح سياسي للسيطرة على البلاد والعباد ولا تختلف كثيرا عن الاحتلال والاستعمار الذي قرأناه في كتب التاريخ ، الذي كان هدفه الأساسي الاستفادة من ثروات وموارد البلاد المحتلة ، ولكن الفارق الأساسي في تلك الفتوحات هو استغلال الدين للضحك على الجنود المقاتلين البسطاء لإقناعهم بالموت على أساس أنهم يساهمون في نشر دين الله ، فيموت الواحد منهم وهو مقتنع أنه سيدخل الجنة والحور العين في انتظاره ، ولم يتغير هذا الخطاب حتى وقتنا هذا ، فدائما يتم استغلال الدين ـ ودخول الجنة وحجز أماكن فيها ـ لخداع القطيع بفكرة معينة تخدم هدفا سياسيا مقصودا وهذا تماما ما فعله الدكتور صفوت حجازي مؤخرا حين أكد أن من يقتل بشار الأسد سيدخل الجنة.

لماذا أقول وأدعي أن من قام بالفتوحات خالف سنة خاتم النبيين.؟

منذ أكثر من ثلاثة عقود تمت صناعة تهمة لا وجود لها في القانون المصري وهي تهمة إنكار السنة (مخالفة السنة النبوية) ، وقد وقع الصحابة حين قرروا غزو البلاد الآمنة في هذه الخطيئة ومن العدل أن نصفهم بنفس التهمة (إنكار ومخالفة السنة) لأنهم فعلوا ما يخالف المنهج الذي اتبعه وكتبه النبي عليه الصلاة والسلام ، وأعتقد أن كل مسلم يخالف هذا المنهج فهو منكر للسنة سواء كان أحد كبار الصحابة أو أي مسلم يموت عند قيام الساعة ، ولكن نحن في حاجة لقراءة التاريخ بشيء من التعقل والعدل والانصاف ولا نرفع التقديس عن جميع البشر ونضع في الاعتبار أنهم بشر يصيبون ويخطئون.

لو رجعنا لكتب السيرة التي يؤمن بها أهل السنة والجماعة ويدرسونها لطلاب الأزهر حتى اليوم سنجد أن خاتم النبيين لم يفكر مطلقا في فتح أي بلد ، ولم يفكر مطلقا في تجييش شعبه لكي يذهب ويقاتل الناس الآمنين في بيوتهم بدعوى نشر دين الله وهو صاحب الرسالة ، ولكنه عليه الصلاة والسلام ـ رغم أنه المسئول الأول عن نشر هذا الدين ـ حين فكّر في توصيل دعوة الإسلام للبلاد الأخرى أرسل رسلا برسالات مختصرة يدعو فيها الملوك والحكام للدخول في الإسلام ، وكان ينتظر الرد منهم ، وأعتقد أن هذا المنهج الذي اتبعه خاتم النبيين هو نفس المنهج الذي اتبعه نبي الله سليمان حين أرسل لملكة سبأ رسالة يدعوها وشعبها لدين الله ، فهذا هو منهج الأنبياء في الدعوة منهج ينبض بالرقي والتحضر واحترام حقوق الناس ويقدر حياة البشر وهذا هو التطبيق العملي لقول الله جل وعلا (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)المائدة:32.



ولو رجعنا لبعض الرسائل أو الكتب التي أرسلها خاتم النبيين للملوك والرؤساء نلقي عليها الضوء.

1ـ رسالته إلى هرقل ملك الروم:

بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعدك فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلِم تسلم، أَسْلِمْ يؤتك اللهُ أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأَرِّيسيِّين و (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).والأريسيون هم الفلاحون من رعاياه يتحمل إثمهم؛ لأنهم يتبعونه وينقادون إليه.

2ــ رسالته إلى النجاشي ملك الحبشة:

بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة، سلمٌ أنت، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله، وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملتْ بعيسى، حملته من روحه ونفخه، كما خلق آدم بيده، ونفخه، وإني أدعوك إلى الهل وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني، وتؤمن بالذي جاءني، فإني رسول الله، وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرًا ونفرًا معه من المسلمين، فأقْرِهم (أي أكرمهم) ودع التجبر، وإني أدعوك وجنودك إلى الله ـ عز وجل ـ وقد بلغتُ ونصحتُ، فاقبلوا نصحي، والسلام على من اتبع الهدى.



لماذا لم يفكر خاتم النبيين في الرد على بعض الملوك الذين رفضوا الدخول في الإسلام.؟ ، ورفضوا دعوته ، وجهز جيشا وانطلق لقتالهم في عقر دارهم لأنهم لم يستجيبوا لدعوته إليهم ولم يدخلوا في الإسلام ويؤمنوا برسالته الخاتمة.؟

لأن خاتم النبيين عليهم جميعا السلام يعلم علم اليقين أن مهمته الأساسية هي تبليغ الرسالة للناس يقول تعالى (مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ)المائدة:99 ، (وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ)العنكبوت:18، وليس مهمته هداية الناس (َليْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)البقرة:272 ، (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)القصص:56، ولأنه يعلم أن وظيفته تنتهي حين يعلم كل إنسان أن هناك نبي وهناك قرآن ورسالة خاتمة للعالمين ، وليس من حقه أن يجبر الناس أو يكرههم على الإيمان به وبرسالته (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)يونس:99 لأن هذه هي حقائق القرآن الكريم المطلقة التي هجرها معظم المسلمين وصدقوا بطولات مزيفة ألصقوها بالإسلام والإسلام منها بريء.

ورغم أن هذه كانت أوامر الله جل وعلا في نشر الدعوة بين الناس وتحذيره من التحسر والحزن على كل من لا يؤمن بالقرآن ، وتنبييه إلى ترك كل من يجادل وكل من يسخر وكل من يستهزيء بكلام الله وعدم الجلوس معه ، إلا أن الصحابة حملوا أنفسهم مسئولية فوق طاقة الأنبياء لدرجة جعلتهم حاولوا أكثر من عشر مرات لكي يفتحوا القسطنطينية ، وقد بدأت المحاولات الجادة في عهد معاوية ابن أبي سفيان أن بعث بحملتين الأولى عام 49هـ والثانية في عام 56 هـ وتوالت المحاولات في عهد سليمان ابن عبد الملك في عام 99هـ ، وتوالت المحاولات حتى وصلت إحدى عشر محاولة لفتح مدينة ، على كل مسلم يسأل نفسه لماذا كل هذا الإصرار على فتح دولة أو مدينة.؟ رغم أن ربنا جل وعلا قالها صريحة لخاتم النبيين ما عليك إلا البلاغ ، إنك لا تهدي من أحببت ، وليس عليك هداهم ، وليس من حققك إكراه الناس على الإيمان ، إذن هؤلاء القادة كانوا يبحثون عن أمجاد شخصية لا علاقة لها بالإسلام إلا استغلال اسمه فقط.

ومن المضحكات المبكيات في موضوع الفتوحات أن جيش المسلمين وقادتهم كانوا إذا انتهوا من احتلال دولة يفرضون عليها جزية سنوية مقابل حمايتهم ، والسؤال هنا : هل من المعقول والمقبول أن تذهب بجيش تقتحم على الناس حياتهم وتكدر صفو حياتهم وتنشر الخوف والرعب والفزع بينهم ، ثم تجبرهم على دفع جزية لكي تحميهم.؟ ممن تحميهم.؟ تحميهم من نفسك ومن جيشك.؟ تحميهم من طموحك الشخصي في تحقيق بطولات على حساب دين الله جل وعلا .؟



كلمتي الأخيرة ، ووجهة نظري إذا كان ما جاء في كتب السيرة عن كتب ورسائل خاتم النبيين للملوك والرؤساء صحيحا ، وإذا كان ما فعله الصحابة من فتوحات صحيحا فإن الصحابة أول من خالفوا السنة وأنكروها ولم يطبقوها ولم يعملوا بما كتبه خاتم النبيين وخالفوا منهجه في الدعوة.



#رضا_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تُقْهَرُ وتُسْتَعْبَدُ الأمم...؟
- الفلول البلطجية الأخوان الثوار
- مطالب مشروعة من الرئيس مرسي وحكومته ..؟
- دراما تعدد الزوجات الخطر القادم
- إعجاز المعاني في اللفظ في القرآني..2..(حسنة ، وأحسن)
- الإعجاز اللفظي في القرآن
- هل ما يحدث هو بداية الإهلاك الكامل للمسلمين.؟
- تدبر بعض معاني الظلم في القرآن الكريم
- الأسباب المنطقية للانتخابات الرئاسية
- الانتخابات الرئاسية المصرية بمقاييس منطقية
- الشعب المصري هو المستفيد
- تدبر معنى الإخلاص في القرآن الكريم
- مفهوم الحجاب بين الفقه السني والقرآن
- الطهارة بين القرآن والفقه السُني
- تحذير خطير للمرأة العربية
- تدبر معنى الفساد في القرآن الكريم
- الإخوان بين الميدان و الرئاسة والدستور والبرلمان ..!!
- السلفية والمرأة المصرية وكشف العذرية
- تأشيرات السفر من وإلى القاهرة....!!!!
- مصر المُحتَلّة وموازين العدل المُخْتَلّة


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - وجهة نظر في موضوع الفتوحات الاسلامية