أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الجنابي - برلمان ... وبرلمان !!














المزيد.....

برلمان ... وبرلمان !!


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 3844 - 2012 / 9 / 8 - 15:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل برلمانات العالم المتحضر هناك لجان أختصاص تعمل وتساعد في عملية البناء والتعمير في كل مناحي الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها حيث تُكلف من قِبل البرلمان لوضع الدراسات العلمية التي تتسم بالموضوعية والتي تصب في خدمة المجتمع بشكل عام ولا تُحسب على أنها لصالح فئة دون أُخرى وعند رفعها الى البرلمان للمصادقة عليها ستُقدم بقناعة تامة على أنها تخدم المصلحة العامة . وبلا شك فإن إقرارها بعد إجراء الدراسات المعمقة عليها سيصب في حساب الأحزاب التي إقترحتها وقدمتها والتي تسعى هي الأخرى الى زيادة تقربها من الناخب الذي جاء بها الى سدة الحكم عِبر إعطائها صوته الإنتخابي الثمين , لكن في الجانب الآخر هناك أطراف أُخرى لا يمكن لها أن تقف بالضد من القوانين التي تخدم مصلحة الناس حتى لو كانت مقترحة من قِبل أحزاب غيرها , لأنها ستنعزل عن جماهيرها وتفقد مصداقيتها أمام الناخبين .
وفي العراق كثر الحديث عن اللجان التخصصية في الوزارات المختلفة وفي البرلمان العراقي والتي كانت الجماهير تطمح الى أنها ستكون عوناً في الإسراع بحل العُقد الكثيرة والمتراكمة من الخدمات العديدة المتدنية والتي جعلت المواطن يعيش في حالة يأس من عملية الإصلاح المنشودة والتي طال أمدها حوالي عشر سنوات عجاف يتلوى فيها بين الجوع والفقر والمرض والإرهاب والموت البطيء .
فالعملية السياسية جاءت برمتها منقوصة ومبنية على أُسس خاطئة من كونها متوزعة على شكل طائفي والذي يجعل التفاهم فيها صعباً إن لم يكن مستحيلاً , وعلى هذا النحو تعرقلت القوانين وتوقفت المشاريع لأن المنفعة والمصلحة الشخصية والحزبية هي السائدة وأصبحت القوانين عُرضة للتجاوز والموافقة عليها أو رفضها يكون بقدر فائدة الأحزاب التي تدير العملية السياسية منها , وأن اللجان المختصة التي تُشكل ستكون مبنية هي الأخرى على أُسس طائفية أيضاً طالما يُنظر الى الأمور من منطلق ( الربح والخسارة ) .
وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك الهيئات المستقلة التي يجري إعادة تشكيلها وأهمها المفوضية المستقلة للإنتخابات والتي لا زالت القوى المتنفذة تتنازع عليها حرصاً منها الى زيادة مواقعها والسيطرة عليها وجعلها أداة طيِّعة تتماشى مع طموحها في الإستحواذ على اصوات الجماهير التي صوتت لغيرها .
المعروف عن هذه اللجنة أنها ( هيئة مهنية مستقلة ومحايدة ) وتعتمد على المعايير التالية :
1 – التنوع على أساس الدستور وقانون المفوضية .
2 – التوزيع الجغرافي بما يضمن تمثيل جميع المحافظات .
3 – تمثيل النساء كما منصوص دستورياً .
4 – الكفاءة والنزاهة والمهنية والحياد وعدم خضوعها لأي طرف سياسي .
إن الجدل الحاصل بين القوى السياسية المتنفذة حول هذه القضية أو تلك ينطلق بالأساس من زوايا خاصة ومصلحية وهي وإن كانت لخدمة الناس لكنها ستلقى معارضة من الجانب الآخر بحجج واهية خوفاً من تجييرها لصالح الطرف الثاني . هذا ما يجري الآن في البرلمان العراقي ولدورتين إنتخابيتين , وضاعت بهذه المواقف حقوق المواطن في العديد من الأمور الحياتية والمعيشية وتعرقلت المشاريع والخدمات وتوقفت تماماً حركة البناء والتعمير للبُنى التحتية المهدمة منذ الحروب العبثية للنظام السابق والحصار الإقتصادي الجائر على العراق والبند السابع للأمم المتحدة الذي لا يزال مفعوله سارياً لحد الآن .
ومما زاد في الطين بلّة هو إنتشار عصابات السرقة والمافيات التي إمتدت أياديها الى المال العام وبمبالغ خيالية تعادل بالمليارات دون حسيب أو رقيب ولا أحد يستطيع متابعة ملفاتها وكشف سرقاتها لأنها محمية من الأطراف السياسية الكبيرة والمهيمنة على العملية السياسية .
إن عملية المد والجزر في قضية المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات وتمديد فترتها المنتهية من قِبل البرلمان أكثر من مرة ولعدم إتفاق الأطراف المعنية على الأسماء المطروحة جعلها عُرضة للتجاذبات حيث أن كل طرف منها يسعى لإحكام سيطرته عليها من خلال ترشيحهم لأشخاص ينتمون أصلاً لأطرافهم وبعيدين كل البعد عن معايير الكفاءة والخبرة والمهنية , وبهذا الأسلوب تنحرف المفوضية العليا عن خطها المرسوم في الدستور والتي من شروطها أن تكون مستقلة وبعيدة عن أي طرف من الأطراف ويكون لها كياناً مستقلاً بذاته بعيداً عن أية ضغوطات حزبية ضيقة .
لكن الذي جرى هو أن مجلس النواب صادق مع سبق الإصرارعلى التعديل الثاني لقانون مجالس المحافظات والأقضية والنواحي رقم 36 لسنة 2008 والذي تقرر فيه منح المقاعد الشاغرة عند وجودها الى القوائم الفائزة وليس الى الباقي الأقوى , إن هذه العملية هي مخالفة صريحة لقرار المحكمة الإتحادية الصادر في 14 – 6 – 2010 .
إن الخلافات لا زالت مستمرة على القوانين المهمة والتي هي قانون المحكمة الإتحادية ومجلس القضاء الأعلى وإختيار أعضاء المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات , وستبقى طالما هناك مصالح ذاتية ضيقة تعلو على مصلحة الوطن الذي يئن تحت الضربات المتلاحقة ( فوق وتحت الحزام ) , ومن خبرة الأطراف السياسية والمتخاصمة دوماً دون مراعاة المصالح العليا للمواطنين أقول إن هذه الأطراف قد عرفت ( من أين تؤكل الكتف ) , وهي تعي عن قناعة أن سيطرتها وإستحواذها على هذه المؤسسات وبطرق ملتوية وغير دستورية سيجعلها تتربع على ( عرش ) المسؤولية لدورات إنتخابية قادمة .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنصاف بالديمقراطية يامجلس النواب العراقي !
- الديمقراطيون العراقيون في نيوزيلاند يحتفلون بالذكرى 54 لثورة ...
- الديمقراطيون العراقيون في نيوزيلاند يساندون التيار الديمقراط ...
- الإعلان عن تشكيل التيار الديمقراطي العراقي في استراليا ونيوز ...
- الدكتور أحمد قاسم النعمان .. وداعاً
- الربيع العربي يُحاكي الخريف !!
- هل إعدام الفريق أول الركن سلطان هاشم يخدم المصلحة الوطنية !؟ ...
- عراق سات وأخواتها !!
- سلة البرلمان العراقي بالميزان !!
- عسى ألا نُصاب بعمى الألوان مرة أخرى في الإنتخابات القادمة ؟!
- نامت الطابوكة على ضحايا إنقلاب شباط عام 1963 !! .
- لا تنتخبوا الشيوعيين رجاءاً !!
- ثورة 14 تموز عام 1958 , وإعادة الحصان الهائج الى حظيرته !!
- حوار ذو شجون حول قضية الكفاءات العراقية العائدة الى الوطن .
- مقترحات من اجل تسهيل وتسريع عودة الكفاءات العلمية العراقية ا ...
- الديمقراطية ... الحبيبة المُغيَّبة في العالم الثالث .
- اليوبيل الذهبي لثورة 14 تموز عام 1958 الخالدة
- ستون عام من النضال الطلابي المجيد 14 / نيسان / 1948 ميلاد إت ...
- 31 / آذار / 1934 - ميلاد الحزب الشيوعي العراقي شجرة باسقة دا ...
- إحذر النصابين !!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الجنابي - برلمان ... وبرلمان !!