أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- انتفاضة المستوطنين














المزيد.....

بدون مؤاخذة- انتفاضة المستوطنين


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3844 - 2012 / 9 / 8 - 07:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما يقوم به المستوطنون من عمليات قتل وحرق وضرب وتكسير وزعرنة وبلطجة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليس جديدا، وليس غريبا، بل هو نتيجة حتمية لثقافة العنف وكره كل ما هو غير يهودي التي يتربى عليها المجتمع الاسرائيلي في البيت وفي المدرسة وفي وسائل الاعلام، وفي بيانات بعض الوزراء وبعض أعضاء الكنيست من أحزاب التطرف اليميني. وهذا الانفلات الاستيطاني لا يتوقف على اغتصاب الأراضي الفلسطينية، واستباحتها بقرارات حكومية فحسب، بل يتعداها الى التعرض الى حياة البشر والحيوانات والشجر، والتعدي على حرمات البيوت الفلسطينية وحرمات المساجد ودور العبادة، وكل ذلك بدعم وحراسة الجيش المحتل وأذرع الاحتلال الأمنية الأخرى، وما الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، والقاء قنبلة حارقة على سيارة أحد المواطنين من عائلة غياضة في نحالين قرب بيت لحم واصابته هو وزوجته وأبنائه بجراح خطيرة في الاسابيع القليلة الماضية، والاعتداء القاتل على أحد أبناء عائلة الجولاني وآخر من ابناء عائلة أبو طاعة في القدس إلا دليل قاطع على وجود تنظيم ارهابي يهودي اتخذ العنف القاتل نهجا وعملا له. وما عنف المستوطنين الذي يستهدف احراق الأشجار والمزروعات والاعتداء على بعض المساجد بالحرق والتدنيس، والاعتداء على القرى الفلسطينية، ومنع المزارعين الفلسطينيين من جني محصولاتهم إلا دليل قاطع على مخطط يستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، بعد أن جعلت سياسات حكومة نتنياهو وليبرمان امكانية الحل القائم على اقامة دولة فلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 أمرا خياليا ومستحيلا، فالأمر لم يعد يتوقف على ابتلاع الأرض واقامة المزيد من المستوطنات، وضخ المزيد من المستوطنين اليها، وتدمير الاقتصاد وغيرها، بل يتعدى ذلك الى استهداف وجود الانسان الفلسطيني، تمهيدا لدولة اليهود النقية من الأغيار-غير اليهود-على"ارض اسرائيل الكاملة" من النهر الى البحر.
ويعرف الجميع أن السلطة الفلسطينية تتعرض لضغوطات اخطبوطية-من ضمنها الاقتصاد- من اسرائيل وحلفائها وفي مقدمتهم امريكا، وبمشاركة قادة عرب من كنوز امريكا واسرائيل الاستراتيجية، لاجبارها على العودة الى طاولة المفاوضات بشروط نتنياهو ودعم امريكا له، حتى يكسب الوقت لتنفيذ مشروعه الاستيطاني في الاراضي المحتلة بهدوء سياسي تحت غطاء مفاوضات عبثية لن يتنازل فيها عن شيء، بل ان الضغوطات قد تحولت الى هجمة تحريضية على شخص الرئيس محمود عباس-الذي يمثل قمة الاعتدال الفلسطيني-وهذا يعطي مؤشرات على امكانية تهديد حياته، تماما مثلما كانت الحملة ضد الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، والتي لم تتوقف الا بقتله مسموما، وتصريحات وزير خارجية اسرائيل ليبرمان دعت علانية الى ضرورة التخلص من الرئيس محمود عباس، لأنه يريد ان تمضي سياسة حكومته المعادية للسلام والقائمة على التوسع والاستيطان بدون أي معارضة فلسطينية حتو ولو لفظية، بل وصل به الأمر الى تشبيه خطاب وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي في اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز في طهران، بأنه خطاب نازي"لو وضعنا على الخطاب توقيع غوبلز وزير اعلام هتلر لما اختلفت الأمور" علما أن المالكي طالب الدول المشاركة بدعم الشعب الفلسطيني للخلاص من الاحتلال واقامة دولته المستقلة على ارضه المحتلة بجانب دولة اسرائيل، ودعم التوجه الفلسطيني الى الأمم المتحدة لطلب عضويتها غير الكاملة.
والسلطة الفلسطينية التي التزمت بالاتفاقات مع اسرائيل ومتطلبات الرباعية الدولية بما فيها التنسيق الأمني، قوبلت من اسرائيل بمزيد من مصادرة الاراضي وتوسيع المستوطنات، واقامة مستوطنات جديدة، وحماية المستوطنين في اعتداءاتهم على الفلسطينيين، وكأن معادلة الصراع قد اتخذت شكلا عكسيا، ففي حين يتوقع المراقبون ان عدم التقدم في المفاوضات، وتوحش غول الاستيطان، وتدمير الاقتصاد الفلسطيني، ومحاصرة الفلسطينيين سيفجر انتفاضة فلسطينية شعبية عارمة، إلّا أن اسرائيل الرسمية تستبق ذلك بـ"انتفاضة" المستوطنين، مما يعني أن الاراضي الفلسطينية ستدخل في مرحلة صراع جديد لم يكن معروفا في السابق، ولن ينجو احد من نتائجه الكارثية، وربما سينقلب السحر على الساحر، لأن الانفلات الأمني في الأراضي الفلسطينية المحتلة لن يتوقف عليها، بل سيتعداها الى دول المنطقة، وقد يطيح بـ"كنوز استراتيجية"تعتقد بأنها في منأى عن دائرة الصراع



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية عاشق على أسوار القدس
- رواية -هوان النّعيم- لجميل السّلحوت بقلم:مهند جابر
- سموم اسرائيلية وأياد فلسطينية
- ذات خريف لكاملة بدارنة في اليوم السابع
- ذات خريف لكاملة بدارنة
- رواية من الشاطئ البعيد لعيسى قواسمي
- بدون مؤاخذة-مرسي لا يملك الفانوس السحري
- (قزحية اللون) لوفاء بقاعي في اليوم السابع
- لأن مصر أمّ الدنيا
- فوز مرسي ليس عجيبة
- عندما يحكم الاخوان المسلمون مصر
- (بعض روحي)لمروة السيوري في ندوة مقدسية
- على هامش الانتخابات الرئاسية في مصر بين الدولة الاسلامية وال ...
- -درج الطابونة- في ندوة مقدسية
- كلب الشيخ شيخ
- (كافر سبت) في اليوم السابع
- بين السّنّة والشيعة ستضيع الأمّة
- لعنة حزيران
- حزيران والهزيمة المتجددة
- بدون مؤاخذة –هنا القدس


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- انتفاضة المستوطنين