أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - حرب المالكي ضد كردستان.. خطأ تاريخي ام ضرورة للتوازنات الامريكية














المزيد.....

حرب المالكي ضد كردستان.. خطأ تاريخي ام ضرورة للتوازنات الامريكية


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الغباء تجاوز الحملة الاعلامية التي يشنها السيد المالكي، وطاقمه في السلطة ضد اقليم كردستان، واعتبارمحاولات تعبئة الرأي العام العراقي ضد القيادة الكردستانية كأنها حدث عابر.. لان الحملات الاعلامية التي تشبه هذه، هي عادة ما تكون مقدمات حروب يتم من خلالها تهيأة اذهان الجماهير وترويضهم روحيا من اجل تقبل احدى اخطر الكوارث التي يصنعها البشر، وهي الحرب.

واجراءات السيد المالكي لا تقتصر على تجيير الاعلام واستغلال عقول الشرائح الاقل وعيا في المجتمع، عن طريق استغلال الدين تارة، والشعارات الوطنية تارة اخرى، فحسب، وانما تتشعب الى مقدمات عسكرية واقتصادية ودبلوماسية ايضا.

واذا كانت الخلافات المالية المزعومة تجري مباشرة، عبر الصحافة، فان المقدمات العسكرية من تحريك قطعات، واعادة رموز النظام السابق من ذوي الخبرة والتاريخ في قمع المناطق الكردية تجري بصمت ودون ضجيج اعلامي. مثل تشكيل قيادة عمليات دجلة (13 الف مقاتل) وتسليمها الملف العسكري في محافظتي كركوك وديالى المتاخمة لحدود الاقليم الحالية، وتنسيب العسكري البعثي المخضرم الفريق الركن عبد الامير الزيدي لقيادتها.

والزيدي كان قد عمل في كركوك ابان عهد الرئيس العراقي الاسبق السيد صدام حسين ويتمتع بخبرة في مجال التطهير العرقي الذي حدث في المحافظة انذاك. ومن المشاركين في عمليات الانفال السابقة.

وتعتمد الاستعدادات العسكرية كذلك على اعادة العناصر البعثية التي سبق وان سرحت من الجيش، وخصوصا في محافظة نينوى من المناطق المتاخمة للاقليم. وقد بدأت وجباتهم تعود الى الخدمة كجزء من الوعود التي قطعها السيد رئيس الوزراء لبعض عشائر المحافظة، اثناء زيارته لهم في شهر حزيران الماضي، خصوصا تلك التي تعاني اراضيها من الجفاف، والتي تطمع في الحصول على بعض اراضي الكردية الزراعية الخصبة.

وتتعدى اجراءات السيد المالكي بعدها العسكري، الى محاولة فرض حصار اقتصادي، وقد تمثل ذلك في الحد من المشاريع والاستثمارات الخارجية في الاقليم عن طريق عرقلة الاجراءات التي توجب موافقة الحكومة المركزية، خصوصا في القطاعات الحيوية كالطاقة والاتصالات، وقد كان من ضحايا هذه الحملة هو وزير الاتصالات السابق السيد محمد عبدالامير علاوي، الذي اصر على توقيع عقد مد الكابلات الضوئية مع شركة كردستانية (نوروزتل)، بسبب كونها شركة معروفة، اضافة الى كونها قد قدمت افضل العروض، رافضا في الوقت نفسه التعاقد مع شركات وهمية كان السيد رئيس الوزراء قد سربها لوزارته عن طريق المستشارة هيام الياسري، كون تحريات الوزارة اثبتت بانها "شركات" على الورق، من تلك التي تعمل على تبييض اختلاسات كبار المسؤولين في الحكومة دون تنفيذ مشاريع على الارض.

وفوق هذا، فلا شك ان هنالك اليوم جيشا من الشعراء الشعبيين، العاطلين عن العمل، ومن الفرق الفنية، الحسينية والابداعية، ومن الاقلام الجائعة للـ"مكرمات" ستدخل في معسكر فكري من اجل ترويض عقول العامة ودفعهم للقتال عن طيب خاطر.

لكن، هل ستكون الحرب التي يدفع السيد المالكي، ويندفع نحوها بمؤازرة طاقمه وشيوخ بعض العشائر المتاخمة لاقليم كردستان، مغامرة بدون ثمن؟ فثروات العراق يجب ان تجير للانفاق الحربي، وشباب العراق سيكونون الوقود لها، ومستقبل البلاد سيعاني من حاضره، كما يعاني حاضرة من ماض الحروب التي شنها الرئيس العراقي الاسبق السيد صدام حسين، سواء في كردستان، او ايران او الكويت. بل ربما تكون تداعياتها اكثر خطورة.

وبصورة اوضح، هل الحرب ستكون الخطأ التاريخي، التي يرتكبه العراق، والتي من احتمالات نتائجه هو التجزئة، انفصال (استقلال) كردستان، ام انها خيار ستراتيجي يتطلبه مستقبل السياسة الامريكية، من اجل حفظ التوازنات الاقليمية، بعد المستجدات التي حدثت في الشرق الاوسط عامة؟

السياسة الامريكية، وعلى ضوء تداعيات الربيع العربي في سوريا، تشير الى رغبة واضحة في تحويل كردستان الى مركز ثقل "سني" جديد، يضاف الى محور "تركيا - مصر - السعودية" في مواجهة المحور الشيعي "ايران - العراق" الذي يحتمي بالنفوذ "الروسي - الصيني".

فهل هذه الحرب القادمة مدرجة بالفعل في الاجندة الامريكية، وتنفذ باذرعها في المنطقة الخضراء (المالكي، الشهرستاني، جلال الدين الصغير.. الخ)، كما تشير الاستنتاجات المنطقية، ام انها مجرد خطأ ستراتيجي يندفع باتجاهه رئيس الوزراء القليل الخبرة، وبنزعة ذاتية؟

في كلتا الحالتين، سواء فاز المالكي، او الامريكان، فان الشعب العراقي هو الخاسر الاوحد، لانه هو وحده من يدفع الفاتورة، فالسيد المالكي، والسيد الشهرستاني سيؤمنون لانفسهم اماكن في بريطانيا وامريكا، وستنسى قضية الـ "17%" وتبقى نتائج الحرب، كارثة العراق الموقوتة، عالقة في الذاكرة لاجيال جديدة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء العراقي بين اختلاس فلاح السوداني ومكافأة فرج الحيدري
- بمناسبة عيد الفقر المبارك..
- حتى انت يا المهدي المنتظر (عج)؟؟؟؟!!!
- حرب كردستان.. ضرورة لبقاء العملية السياسية
- المالكي اكثر خطورة على العراق من صدام حسين
- طور محمداوي نشاز
- قضية الهاشمي تكشف الشرخ الاجتماعي في العراق
- نعق الغراب على ربى ابو رمانة
- اجراس الخطر من زاخو
- الحسين يبكي على الكرد الفيلية
- اردوغان والاعتذار من الاكراد
- البعض يبيح دماء السوريين
- تركيا تستخدم الاسلحة الكيمياوية في كردستان
- كثر الحديث عن التي اهواها
- شعوب غير مؤهلة للثورة
- استقلال جنوب السودان، الخطوة الاولى على طريق شرق اوسط مسالم
- بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح
- ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت
- المغرب يطل على الخليج العربي.. والعراق لا
- انهم يحرقون البحرين في العراق


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - حرب المالكي ضد كردستان.. خطأ تاريخي ام ضرورة للتوازنات الامريكية