أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - محاولة للرّدّ على مقال عبد الحكيم عثمان -المثلية الجنسية هل تحافظ على النوع؟-














المزيد.....

محاولة للرّدّ على مقال عبد الحكيم عثمان -المثلية الجنسية هل تحافظ على النوع؟-


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 07:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ يومين طالعت على "الحوار المتمدّن" مقالا لـ"عبد الحكيم عثمان" عنوانه "المثلية الجنسية هل تحافظ على النوع" (بتاريخ 03-09-2012). قرأت الموضوع فإذا به لا يحتوي على أي إضافة ويكتفي بالدوران في حلقة مفرغة. وقد نشرت ثلاث تعليقات عليه ورد فيها ما يلي.
"لقد أثبتت لنا للمرّة الألف ضحالة تفكيرك وسطحية تعاملك مع الأشياء والمواضيع. رغبتك في الخوض في مواضيع كثيرة ومتنوّعة لا يمكن تفسيرها، ولكنك قبل أن تخوض في موضوع معيّن يجب عليك -من باب إحترام عقل القاريء- أن تبحث في الموضوع وتجمع ما يكفي من المعلومات حوله وإلا أنتجت موضوعا هزيلا وأصبحت أضحوكة لدى القراء.
سأجيبك عن نقطتين أساسيتين في تعليقي هذا، وقد أعود لأدق بقية المسامير في نعش مقالك هذا في وقت لاحق.
النقطة الأولى: زعمت أنك تريد التطرق لمسألة المثلية الجنسية بعيدا عن الأديان. لكن كلامك لم يتجاوز مرحلة الإدعاء إلى الفعل. والدّليل أنّ سؤالك الذي طرحته عدة مرات في مقالك هو: -تحفظ المثليه الجنسيه النوع البشري من الانقراض؟- وهذا السؤال ذو مرجعيّة دينية بالأساس. من الذي يدّعي أن الإنسان كائن مختلف وأعلى مستوى من الكائنات الأخرى؟ إنه الدّين. وذكرك للبقرة والدجاج في آخر مقالك دليل على أن ما يدور في دماغك مرتبط بفكرة أن كل الكائنات مسخّرة للإنسان. ومن يقول بأن غاية وجود الإنسان على الأرض إنما هي التناسل وتعمير الأرض؟ إنه الدّين.
لن أطيل كثيرا في شرح هذه النقطة فمقالك ذو خلفية دينية مائة بالمائة.
النقطة الثانية: لن أتحدث عن التشوهات الخلقية التي تنتج كائنا بين الذكر والأنثى، ففي هذه الحالات يسهل على الطب علاج معظم هذه التشوهات إعتمادا على ما لديه من تقنيات وإستنادا إلى فحص نفساني معمق لمعرفة الجنس الحقيقي (أي الصورة التي لدى الشخص المتعلقة بجسده ودرجات تفاعله مع كلا الجنسين، إلخ) لكنني سأتحدث عن المثلية الجنسية. المثلية الجنسية مرتبطة أساسا بأمور نفسية بعضها وراثي والبعض الآخر مكتسب (أي طاريء، بسبب تجارب الإنسان في الحياة) وفي الحالتين تنعدم القصديّة (إلا في حالات الإزدواجية الجنسية حيث هناك هامش يتعلق أساسا بتجربة شيء جديد في الممارسة الجنسية). فالمثلية الجنسية ليست إرادية، ذلك أن نفسية الشخص تملي عليه تصرّفاته وميولاته. فمثلما نجد شخصا مّا يحبّ أكل البطيخ ويكره التفاح مثلا، نجد شخصا منجذبا إلى أبناء جنسه في حين أن إحساسه تجاه الجنس الآخر يشعره بالنفور. كل هذه أمور نفسية تجد تفسيراتها في طبيعة الشخص وتجاربه ولا يمكن التوصل إليها إلا بالتحليل النفسي. فمن السطحية والتلفيق نسبة المثلية الجنسية إلى إرادة الشخص ولو جزئيا، ذلك أن الدوافع والأسباب تخضع لطبيعة نفسيته الخاصة.
مقالك مبني على التشكيك الخبيث ذي الخلفية الدينية في أمور تتجاوز الدّين. ستقول لي أن الدين يهتم بكل شيء وكل ذلك الخطاب الفارغ الذي نعرفه، لكن المثلية الجنسية متعلقة بقيم غير موجودة في الأديان، قيم لا يمكن أن تجدها إلا في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، وهي قيم الحرية وإحترام الآخر المختلف وعدم التدخل في ما يخصّه ما دام لم يتدخل في ما يخصك وما دامت ممارسة حريته لم تصبك بسوء. هذه الحرية غير موجودة في الأديان لأن الدين مبني على النّمطية، يريد جعل كل معتنقيه نسخة مطابقة للأصل من بعضهم البعض، وهو يلغي الإختلاف ويقتله أيضا.
لذلك أرى أن مقالك لا يعدو أن يكون مجرّد ثرثرة لا أسس علمية لها ولا منطق فيها ولا تولي إهتماما بقضية الحريات التي كانت سببا في السماح لمثليي الجنسية للدخول في الجيش الأمريكي وجعلت لللواطيين والسحاقيات وغيرهم حقوقا يتمتعون بها في المجتمعات الغربية التي، وإن كانت غير مسلمة، فقد فاقت كل الأديان في إحترام إنسانية الإنسان.
ليس هناك أي أهمّية للإنسان على الأرض حتى نهتم بإمكانية إنقراضه. لكن يجب أن نهتم بجعله بعيش على الأرض بحرّية ويمارس حقوقه كاملة.
الإنسانية هي الأهم."
قد أعود في وقت لاحق للكتابة في هذا الموضوع، خاصة أنه من المواضيع المسكوت عنها في مجتمعاتنا التي لم تصل بعد إلى مرحلة قبول الآخر كما هو والإمتناع عن التأثير عليه وقمع حرّيّته بإسم الدين.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحديث عن أقوى حكومة في تاريخ تونس
- نظرة في الحجج والتبريرات الغيبيّة التي خدع بها محمّد المسلمي ...
- الموضوع الذي يخشى شيوخ السلفية الخوض فيه: لماذا قتل عثمان بن ...
- حول تواصل إعتداء المتديّنين المتطرّفين في تونس على الحرّيّات
- خواطر وأسئلة حول الحاضر المأساوي الهزلي للمسلمين
- تجربتي مع الدين - الجزء الثاني
- تجربتي مع الدين - الجزء الثالث
- تجربتي مع الدين - الجزء الأول
- لماذا لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك حوار مع مسلم حول موضوع ...
- رسالة إلى بلدان الثورات العربية حول الوهابية أو النازية الإس ...
- المعجزة الإسلامية التي أذهلت الغرب وأبكت الملايين
- حول زواج المسلم/ة من مسيحي أو يهودي ... الخ أو من لا ديني/ة
- هل كان بالإمكان تفادي وصول الحكم في دول الربيع العربي إلى مر ...
- كيف؟ كيف كانت بداية الإنهيار؟
- الواقع في تونس بعد الثورة: جري نحو الهاوية بمباركة حزب النكب ...
- نظرة على أخلاق رسول المسلمين وإدعاءاتهم بأنه خير الخلق
- نظرية التطور والإرتقاء: بعض الامثلة على حقيقة التطور في المس ...
- عودة إلى زعم المسلمين أن نظرية التطور الداروينية سقطت
- نظرة في تخاريف ومزاعم المسلمين: هل الشورى هي الديمقراطية؟
- رسالة إلى عبد الحكيم عثمان حول تهافت مقاله - ساعدوني حتى اصب ...


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - محاولة للرّدّ على مقال عبد الحكيم عثمان -المثلية الجنسية هل تحافظ على النوع؟-