أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - النوادي الاجتماعية في بغداد..مرة اخرى














المزيد.....

النوادي الاجتماعية في بغداد..مرة اخرى


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3842 - 2012 / 9 / 6 - 20:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان بعض الظن أثم..اي ليس كله,وهذا الهامش الذي يوفر لنا امكانية ان يؤخذ كلامنا على محمل الظن الحسن هو ما يجعلنا نحاول ان نلج في خضم كل ذلك التراشق المسرف للاتهامات الذي رافق تداعيات قيام قوة خاصة تابعة للجيش العراقي بإغلاق بعض النوادي الاجتماعية في بغداد بالقوة وسط انباء تتحدث عن استخدام "الهراوات واعقاب البنادق لضرب الزبائن وعدد من المغنين الذين كانوا يحيون الحفلات"..وقد يكون تحرجنا في الخوض في هذا الموضوع هو ضخامة الاتهامات التي يطلقها الطرفان والتي تتارجح في بون شاسع من الاختلاف مابين الدمغ بالاصولية والرجعية والانغلاق والاعتداء على الحريات العامة والرمي بالفسق والفجور والكفر البواح..
ونفس هذا الظن,ولكن في شقه الآثم,هو ما يدفعني,لان اسجل البراءة الروتينية التي اصبحت من المسلمات في مثل هذه النصوص واعلن باني لست من شاربي الخمر ولا معاقري الراح ولست من مرتادي هذه المنتديات, لكي اضمن بان لا اصنف ضمن"ثلة"المفسدين والداعين الى الفجور والفحشاء والمنكر والمحللين لما حرم الله,وان كنت لا اعتقد ان فئة الغفلة والجهل والانسياق وراء الافكار الغربية والوافدة سوف تخطئني ..من قبل البعض على اقل تقدير..
ولكن مع كل ذلك,وعلى الرغم من الوجاهة المفترضة للمعطيات التي يقدمها مؤيدو مثل هذه الممارسات ,لا يمكن باي شكل من الاشكال,التغاضي عن الطابع التفردي المتجاوز القافز على الآليات القانونية والدستورية والتي تحدد وتلزم جهة القرار بالخطوات الواجب اتخاذها في مثل هذه الاحوال,خصوصا وان هذه الاندية تخضع لضوابط وقوانين نافذة تحدد وتنظم عملها,وحاصلة على اجازات بممارسة المهنة مما يجعل من الصعب الاقدام على اغلاقها ، لان الاجازة تعني موافقة القانون والدولة على عملها..
وليس من المفيد تجاهل وتناسي ان مثل هذه المشاريع قد تمت بتشجيع ودعم وتمويل -عن طريق الاقراض الميسر -وتسهيل حكومي تمثل باضفاء الحماية عليها باعتبارها جزء من متنفس تحتاجه العاصمة وسكانها من المواطنين الذين قد لا يتفقون تماما مع معتقدات السادة الذين كانوا وراء اصدار القرار بمداهمة هذه النوادي,بل اننا كنا نقرأ ان الدولة كانت قد انذرت بعض القائمين عليها ممن امتنعوا عن ممارسة نشاطاتهم -خوفا وفرقا وتجنبا لسطوة المجاميع المسلحة التي تستهدفهم-بسحب اجازاتهم ومنعهم من ممارسة عملهم في حالة عدم فتح محلاتهم..
والاغرب هو ان العديد من الجهات قد تبرأت من هذا الفعل حد ان محافظة بغداد ذكرت بانها قد "اصدرت اعماما الى شرطة بغداد ومراكزها ومفارزها بمنع منتسبي الشرطة من مداهمة النوادي الاجتماعية والاتحادات الادبية والفنية إلا بموافقة المحافظة".مما يثير الكثير من علامات الاستفهام عن الجهة التي تملك صلاحية تحريك قوة عسكرية تقوم بـ"تجاوزات ومداهمات على النوادي الاجتماعية والأدبية دون علم المحافظة ".
كما ان "الجهود"التي تبذلها لجنة الأوقاف والشؤون الدينية البرلمانية،في تشريع قانون لـ"مكافحة الخمور"يعرض على مجلس النواب للعمل على استصداره,رغم التأكيد على عدم اولويته ضمن المتأخر من القوانين المهمة التي تنتظر تشريعها من قبل نواب الشعب, قد يمثل حلا "قانونيا"لكل ذلك التطير من تلك النوادي الاجتماعية ,ومبررا لبعض التأني في تجريد الحملات الامنية التي يتبرأ منها الجميع بعد ذلك,خصوصا وان حجم ونفوذ الاحزاب الدينية في المجلس قد تسهل -الى حد كبير- تمرير مثل هذا القانون..
كما ان طبيعة المجتمع العراقي المحافظة وضآلة التأثير الذي تمثله تلك الملتقيات وقلة عددها واقتصارها على مواقع ذات صفة محددة تعسر امكانية التوسع في اعداد مرتاديها قد تجعل الامر برمته قابل لبعض الانتظار المجدي الذي قد يسقط عن هذه الاجراءات تهمة الاساءة للحريات الشخصية..
من الصعب ان نجد مبررا لهذا الاسلوب الصادم والمؤلب المفتقر للتهيئة الاعلامية اللازمة واتباع الطريق الطبيعي في تنفيذ القانون,فان بناء المجتمع المدني التعددي الحر وسيادة الدستور والقانون هو الجائزة الوحيدة التي يمكن ان تساوي الدماء الغزيرة الطاهرة التي اريقت على درب التحرر والاستقلال..
كما ان مثل هذه الممارسات توحي للاسف بالتجاهل والاستخفاف بالرأي العام الذي يعد علامة فارقة في الادارة العراقية,وكان اضافة للكيفية والانتقائية والاجتزائية والفوقية التي حكمت اسلوب اصدار القرارات في النظام البائد هي محور التقاطع الرئيسي مع غالبية شرائح المجتمع العراقي..وانه يجب في دولة يحتوي دستورها على عشرات الاشارات للحرية الشخصية ان لا يتخذ اي قرار من الممكن ان يعد مساسا بها الا من خلال اليات بالغة الصرامة والشفافية هي من اهم ثوابت ومتبنيات دولة العدل والمواطنة والقانون التي ننشد والتي انتخبنا من انتخبنا على اساس الوعد ببنائها..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كثير من الحب..قليل من الجدران
- الديمقراطية..والحاجة الى المبادرات الواقعية
- حديث المبادرة
- التقارب السعودي الايراني..لله أم لقيصر؟
- غزوة -آل المقداد-.. خليجيا
- قراءة سريعة من خلف الدخان
- الدراما التاريخية..الفشل الاكثر كلفة
- دعاة وفضائيات
- الشيخ لوعاد
- الطائفية اولاً
- أن تأتي متأخرا..
- المبادرة هي السبب
- شقشقة في الديمقراطية
- انشقاق..أم انسلال
- تجسيد الصحابة..من جديد
- الدجيل لا تطلب منكم الكثير
- عصر التواصل
- ممارسات غير محسوبة..
- تحت رايات جليحة والابيض
- ثقافة المواطنة


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - النوادي الاجتماعية في بغداد..مرة اخرى