أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - -الرحلة الرابعة-- من ابداعات الناقد الراحل د. حبيب بولس















المزيد.....

-الرحلة الرابعة-- من ابداعات الناقد الراحل د. حبيب بولس


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3842 - 2012 / 9 / 6 - 12:21
المحور: الادب والفن
    



احتل الناقد الراحل د. حبيب بولس (توفي 04-07-2012 عن 64 عاما) في ثقافتنا المحلية مكانة نقدية طلائعية بفضل العديد من دراساته ومراجعاته النقدية، وكان الناقد حبيب بولس الى جانب نقده ودراساته، يقدم برنامجا ثقافيا تلفزيونيا من الممكن اعتباره مسحا شاملا للواقع الثقافي العربي في اسرائيل. الى جانب كونه محاضرا جامعيا في الأدب العربي ، ترك بصماته على مئات طلابه، كما ترك بصماته على ثقافتنا العربية المحلية، لدرجة ان أي تقييم جاد لواقع ثقافتنا ، لا يمكن ان يحظى بقيمة اذا لم يعتمد على كتابات الدكتور الراحل حبيب بولس.
كزميل وصديق ومتابع لنشاط حبيب بولس، أشعر اليوم بالفراغ الكبير الذي تركه الراحل . واعترف انه كان مرجعا لي للإستشارة حول بعض اعمالي القصصية، وقد اسقطت من حسابي، او اعدت صياغة، عدة قصص رأي فيها المرحوم تفككا او تكرارا او ضعفا في الفكرة . وكثيرا ما تحاورنا وتبادلنا الرأي حول ظواهر ادبية ونقدية في ثقافتنا وفكرنا وقضايا مجتمعنا المختلفة، افادتني في نشاطي المتعدد الجوانب. وكان المرحوم من كتاب صحيفتنا "الأهالي" التي صدرت بين العام 2000 حتى العام 2005 ومجلة "الطريق" التي أصدرتها بالشراكة مع سالم جبران في الناصرة عام 2005 . وقد اثارت بعض مقالاته الجريئة الاهتمام غير العادي من القراء وخاصة جمهور المثقفين ، وطبعا غضب البعض.
من اثاره التي تشكل قيمة ثقافية هامة لدراسة ثقافتنا، كتاب "الرحلة الرابعة" وكنت قد كتبت مراجعة عن الكتاب بعد صدوره، ونشرت الدراسة بشكل محدود، واعيد نشرها اليوم من منطلق اهمية اطلاع القارئ على هذا التراث الفكري والنقدي ، لأحد اعلامنا الثقافيين. وقناعتي ان ما قدمه الراحل حبيب بولس ، لا بد من جعله في متناول الأجيال الجديدة، اذ لا جديد بدون استيعاب تجربتنا الثقافية الابداعية والنقدية .
******
الرحلة الرابعة لحبيب بولس - بقلم نبيل عودة
صدر للناقد والمحاضر الجامعي الدكتور حبيب بولس خلال مسيرته الثقافية النقدية عدة كتب اطلق عليها اسم رحلات عالج فيها بادوات الناقد الموسوعي واقع ثقافتنا من ابداع في مجالات مختلفة وشملت رحلاته دراسات أدبية عن شخصيات تركت بصماتها على مجمل الثقافة العربية.
في كتابه "الرحلة الرابعة " ( 384 صفحة من الحجم الكبير ) والذي يشمل دراسات ادبية ونقد ادبي ومتابعات مسرحية، وهو اصدار خاص طباعة دار النهضة في الناصرة (2010 ).
سبق هذه الرحلة، ثلاث رحلات نقدية تناولت الإبداع المحلي وغيره من الابداعات العربية ، وللكاتب مؤلف هام بعنوان "انطولوجيا القصة الفلسطينية القصيرة" الذي يعتبر مرجعا لتطور قصتنا القصيرة وكتابها .الى جانب عدد من المؤلفات يصل الى ( 20) كتابا ثقافيا على الأقل.
تابعت شخصيا كل كتابات الناقد حبيب بولس منذ سبعينات القرن الماضي ، الى جانب كتابته الأدبية ، خاصة في كتابه "قرويات " التي برز فيها ككاتب تسجيلي بروح روائية، عن قريته كفرياسيف ، كتاب مليء بروح ابداعية درامية ، مقدما لوحة ثقافية ، أشبه بالرواية الحية ، لقرية تعتبر من طلائع قرانا العربية في التقدم التعليمي والثقافي والاجتماعي .
نصوص الدكتور الناقد بولس فيها مميز هام ، وهو سلاسة اللغة والتعابير وابتعاده عن الاصطلاحات التي تحتاج الى تفسير او ترجمة من العربية الى عربية مفهومة.
أكاد أقول ان الناقد بولس ، الذي كما اسلفت تابعت انتاجه كله قبل جمعة في كتب ، يشكل مدرسة نقدية جادة ، تتناول الأعمال بفحص عميق وغير متسرع ، ومع أني أختلف معه حول العديد من الاستنتاجات ، ومن الفهم لبعض المسائل الثقافية ، الا انني اتفق معه حول معظم المواقف الفكرية والنقدية ولا استطيع الا الانحناء أحتراما لقدرته على الاستمرار ، رغم ما يعتري ثقافتنا ، خاصة ساحة النقد المحلي ، من وهن وهرطقة واستخفاف بعقل القراء عبر نشر مضامين نقدية تفتقد لشروط النقد الأولية ، تدفع الأدباء الشباب الى الوهم القاتل بأنهم بلغوا القمة من اول سطور خطوها.
الكتاب يشمل دراسات هامة ، كنت اود ان أدخل الى عمق المواضيع ، ولكن هذا يحتاج مني ألى أكثر من قراءة ومراجعة ثقافية ، وقد اثارت لدي بعض مقالاته ، دوافع لطرح مداخلات حولها ، خاصة دراساته حول الأدب العربي في اسرائيل ، التي اتبع فيها اسلوبا بعيدا عن الإستعراض ، متناولا المسائل الجوهرية المطروحة على الساحة الأدبية في حدود ال ( 48 ) . وهي قضايا لها اهميتها وخطورتها التي بدأنا نلمسها على جلد ثقافتنا أكثر وأكثر ، منها تواصل التهافت النقدي من اوساط فرضت نفسها بدون ان تملك الأدوات النقدية والقدرات الفكرية المناسبة.
الجميل في دراسته عن الأدب الفلسطيني في اسرائيل ، طرحة سؤال عن الدوافع الفلسفية التي كمنت وراء شعرنا ، ومكانة هذا الشعر من مجمل الحركة الشعرية العربية .
ويعالج القصة القصيرة ايضا محللا نواقصها وايجابياتها بموضوعية الباحث الذي يرصد كل التأثيرات ، وقد وضع تصوره مثلا حول عدم التوازن في الخطاب القصصي بين الخطابين التخيلي / الابداعي / القصصي من جهة وبين الواقعي / الأيديولوجي / التاريخي من جهة أخرى. حقا انا أظن ان هذه الصيغة تحتاج الى تفكير معاد ، أقول ذلك من تجربتي القصصية اذ لا أرى ان التوازن هو التعبير السليم ، بل معرفة أين نعلي خطاب على خطاب آخر.. ، الفكرة في الطرح سليمة وهامة ، ولكني ارى ان التوازن يخلق قصة دوغماتية.
وينهي دراسته بمراجعة هامة للجانر الروائي في ثقافتنا داخل حدود ( 48 ). والومه على تقصير اساسي ، عدم رصدة الواقع النقدي في هذه الدراسة ، ويبدو لي انه هرب من التورط في صراع مع ديكة غبية تظن ان النقد تسويق ذات الناقد على حساب المسؤولية الثقافية.
دراسته الهامة الثانية هي نص مبدع عن الناقد والمفكر العربي كبير ، الدكتور حسين مروة الذي اغتالته الظلامية الدينية ( 1978 ) وهو شيخ تجاوز السبعين، بسبب فكره النير ورؤيته الماركسية . يستعرض بولس في هذه الدراسة ، الى جانب حياة ونشاط الدكتور حسين مروة ، ابداعه لنظرية نقدية تطبيقية اعتمد فيها على رؤيته الماركسية . وقد شدني هذا الفصل بشكل خاص لمعرفتي الشخصية بالمفكر الكبير حسين مروة الذي كان يعد اطروحته لنيل شهادة الدكتوراة في موسكو عن كتابه " النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية" الذي اسس عمليا للبحوث العربية التراثية المعاصرة ،كما يشير الناقد بولس . وقد أسرنا حسين مروة بشخصيته الانسانية الأبوية وقدرته على شرح اكثر المسائل تعقيدا ببساطة تأسر المستمع .وبقيت سنتين مستمعا لطروحاته النيرة وفكره العميق حول العديد من مسائل السياسة والمجتمع والثقافة العربية ، وما زلت اذكر حتى اليوم رؤيته الثاقبة وتخوفه المبكر من ظاهرة الفكر الظلامي ، الذي وقع في النهاية ، هو نفسه ، ضحية له.
ومن منور ماركسي موسوعي ينقلنا الى منور موسوعي لبناني آخر هو رئيف الخوري ، وهي دراسة كبيرة قرأتها قسم منها قبل فترة قصيرة حين نشرناها في مجلة "الطريق"، التي اصدرتها مع الراحل الشاعر والمفكر سالم جبران في الناصرة ولم نواصل اصدراها لأسباب مادية خانقة. وها هو يقدمها لنا كاملة في رحلته الرابعة.
تشمل هذه الدراسة التي تبلغ لوحدها حجم كتاب مستقل، ست نقاط اساسية ، سيرة رئيف خوري ثقافته ومؤلفاته، موقفه الثوري من التراث ، موقفه من القضية الفلسطينية، ابداعه الأدبي واراؤه الفلسفية.
يشير الناقد الى تأثر رئيف خوري بالثورة الفرنسية، وبالفكر الماركسي .وكان رئيف خوري قد عمل في التعليم في فلسطين بين العامين 1936 – 1938 في القدس، اثرت هذه الفترة على تكوين نظرته القومية وفيما بعد الاشتراكية، وجعلته يرى عن كثب ما يحاك من مؤامرات على الشعب الفلسطيني ، فكان من أوائل المفكرين العرب الذين تنبهوا للمؤامرة وحذروا منها ، بل وشارك نضاليا في تنظيم العديد من المظاهرات والاضرابات التي سبقت ثورة 1936.ومن نظمه في تلك الفترة:
مشينا الى الباغي نقاتله معا حتى يخلط الدم بالدم
وحتى تفك عنك يميننا وتخرجكم من قبضة المتحكم
فلا يقل الباغي نسينا بلاءكم الا اننا عن أهلنا غير نوّم
فيا ظلم لا دمنا اذا دمت ويا نير لا كنا اذا لم تحطم
ويا قلم التاريخ سطر جهادنا بنار وظلي يا عصافير تكلمي .
في القسم الثاني من الكتاب ، نقرا نقدا عن "ديوان الكوكاني"
لشاهد عبد الحق ، ونقدين لروايتين "العطيلي " لنبيل ابو حمد المغترب في لندن، ورواية " امرأة الرسالة " لرجاء بكرية .
في القسم الثالث نقرا ثلاث محاضرات في شعر محمود درويش .
في القسم الرابع متابعات مسرحية ، وعمليا يمكن القول ان الناقد حبيب بولس يتبوأ بذلك مكانا بلا منازع كمتابع للحياة المسرحية العربية داخل اسرائيل. وهناك ثماني عشرة دارسة عن مسرحيات قدمت خلال السنوات الماضية ، وهو رصد هام للحياة المسرحية والفنية .
وينهي كتابة في قسم رابع تناول فيه كتابا للمحاضر اليهودي العراقي الأصل الدكتور ساسون سوميخ :" ايام متخيلة" وكتاب سميح غنادي "المهد العربي".
لن استعراض أقسام الكتاب فهي تحتاج الى مداخلات أخرى ، آمل ان اقوم فيها في المستقبل القريب ، لما تحملة من طروحات فكرية ورؤية نقدية تحتمل الحوار، والأهم ضرورة ان تصل لكل من يعد نفسه مثقفا واديبا مبدعا ، لما تحمله من أهمية في رؤيتها التجديدية النقدية.
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موفق خوري وقصصه للأطفال
- الإنعزالية القومية والشعاراتية المتطرفة هي التي همشت أحزابنا
- موفق خوري يرحل ويبقي لنا ثروة ثقافية وفنية لا تموت
- العربي يجب ان يموت !!
- السيد الرئيس..!!
- مشروع الوطن القومي لليهود لم ينته بعد
- لا واجبات متساوية بدون حقوق متساوية
- وثيقة حقوق الطفل الدولية لا تخص الأولاد الفلسطينيين
- أبرتهايد ضد زيتون فلسطين
- صدور الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفلسطيني الراحل سميح صب ...
- مراجعة كتاب للأديب الراحل حبيب بولس
- وداعا اديبنا واستاذنا الناقد د. حبيب بولس
- -خطى- لبنى دانيال في الطريق الصحيح
- جابر عُد للبيت
- قليلات العقل وكاملو العقل..
- الحداثة: ثقافة تحرير ارادة الانسان
- رمزي ابو نوارة في تجربة فريدة
- هل نشهد ربيعا شعريا...؟
- نساء...!
- صراع بين الحرامية


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - -الرحلة الرابعة-- من ابداعات الناقد الراحل د. حبيب بولس