أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اجرعام ساكورا - تناقضات المتصحرين.. القصة الاولى..














المزيد.....

تناقضات المتصحرين.. القصة الاولى..


اجرعام ساكورا

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 20:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت في حافلة النقل العمومي.. وكان جمع من المتصحرين من حولي يثرثرون ويلتقطون و يختلقون أحاديثهم بعشوائية هنا وهنالك لقتل الوقت و لقتل كل من يستمع اليهم.. وفجأة اصبح الجميع يتحدث عن حوادث السير و الكوارث التي تحدث في مغربنا الحبيب.. ثم سمعت احد الركاب من خلفي يقول وفي صوته رجفة خفية وفي ملامحه بعض الخشوع والدهشة واللذة المزوجة بالاجلال :

هل سمعتم ماذا حدث بالأمس في المدينة الفلانية؟؟

التفت الجميع نحوه منصتين باهتمام بالغ حيث انهم باتوا جوعا لأي حديث مفجع يصدقونه و يحمدون الله من خلاله.. لذلك نجدهم يلتفون حول حوادث السير بنهم شديد و هم يبحثون عن الاشالاء و السيقان المبتورة ليحمدوا الله من خلالها و يشكروه على نعمة السلامة.. المهم واصل الراكب المندهش حديثه قائلا :

بالأمس يا اخواني كان هنالك رجل عجوز صعد الى احد الحافلات و ابى ان يدفع ثمن التذكرة قائلا للسائق:

لا يوجد بحوزتي أي نقود !!

فخرج السائق من مكانه وشتم الرجل العجوز ونهره و انزله بالقوة.. ثم اعتلى السائق صهوة حافلته وواصل سيره بلا مبالات.. وسمع الناس العجوز الامازيغي المسكين المتألم وهو يدعو على صاحبنا قائلا:
اللهم لا توصله سالما الى منزله !! وكانت المعجزة الخارقة "سبحان رعد العملاق" أن انقلبت الحافلة بالسائق ومن معه من الركاب في المحطة التالية.. ومات السائق مع من معه من الركاب.. وختم الرجل حديثه الالمعي بقوله :

سبحان الله الجبار المنتقم.. قالها بدون استحياء و عيناه تبرقان مثل اعين القطط في الظلام.. رافعا صوته وكأن نصرا قد حدث.. او كأنه جائنا بنظرية جديدة مثل النسبية.. او كأنه اكتشف دواء الغباء الذي عشعش في عقول المتصحرين..
بعد أن انتهى صديقنا من قصته البليدة.. كان الجميع من حولنا متلذذين بما رواه من هراء.. خاشعين لعظمة رب المعجزات.. وتجليه في هذه المعجزة تجرأت بدون تردد وقمت بالسؤال دون ان ارفع عيني عن كتابي :

وما ذنب بقية الركاب.. ألا يستطيع الله أن ينتقم للعجوز من السائق وحده دون أن يصيب من معه من من لا ذنب لهم؟؟

التفت الجميع نحوي في ذهول وكأني ارتكبت جريمة وخطيئة لا تغتفر بسؤالي هذا.. وكأني قمت بالاعتراض على هذه المعجزة الخارقة او قمت بإطفائها على الاقل من قلوبهم الجائعة لأي معجزة تنعشهم و تنشيهم.. بينما انا لم اقل شيء غير الافتراض المنطقي الذي ينزه الاله ويبعده عن التناقض الخطير الذي يضعونه فيه كلما جاعت فيه نفوسهم إلى ما يهدئها وينشيها و يخدرها ..

واتسائل حقا لماذا لا يجد الكثير من المسلمين ربهم المقتدر إلا في الكثير من التناقضات المأسوية و الكوارث الطبيعية؟؟
لماذا كل هذا الجوع الذي يجعل المسلمين يصلون الى حد الهلوسة والتلاعب بالاحداث؟؟
ولماذا كل هذا التناقض في الروايات و القصص التي يضعونها باسم كائن مطلق القوة و كلي القدرة؟؟
ثم ما ذنب السائق هنا.. هل مات لانه مارس حقه و وجوده كمراقب و سائق و طالب بحقه من هذا العجوز الوقح؟؟



#اجرعام_ساكورا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يصبح المرض نفسي عيبا قبيحا نسب به المختلفين عنا !!
- فلسفة الشعيرات المقدسة..
- اوقفوا رجم ليلى ابراهيم عيسى..
- لماذا هذه الرأية المبالغة تجاه فرج المرأة؟؟
- رد على الشيخ المتصحر النهاري..
- نحن اغبياء نوجد مجبرين و نعيش مجبرين ونرحل مجبرين !!
- دفاع عن الصديقة/الحبيبة/الام/الاخت/الالهة/المرأة.. البكارة و ...
- الاسلام على طريقة القرود..
- كيف يتعامل الاسلام مع السارق؟؟ الجزء الثاني..
- الاناشيد الديونيزوسية.. 1
- وداعا للكبت الجنسي يا مسلمين..
- كيف يتعامل الاسلام مع السارق؟؟ الجزء الاول..
- كلام عن العاهرات الشريفات..
- الاتكال على بركة السماء.. الجزء الثالث
- الاتكال على بركة السماء .. الجزء الثاني
- ألا يمكن للبشر أن يحتفلوا دون اقحام الصراع الميتافيزيقي في ذ ...
- الاتكال على بركة السماء


المزيد.....




- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اجرعام ساكورا - تناقضات المتصحرين.. القصة الاولى..