أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمدى السعيد سالم - يا مرسى تعلم من ارسطو ربنا يهديك















المزيد.....


يا مرسى تعلم من ارسطو ربنا يهديك


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 16:40
المحور: كتابات ساخرة
    


انتقد مسؤول إيراني الرئيس المصري محمد مرسي بسبب تعليقاته بشأن سوريا في اطار كلمته الافتتاحية للقمة السادسة عشرة لقمة حركة عدم الانحياز التي انطلقت في طهران الخميس الماضى....وقال حسين شيخ الإسلام المستشار الدولي لرئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان): لسوء الحظ، يفتقد الرئيس مرسي للنضج السياسي الضروري ليرأس قمة حركة عدم الانحياز ....وقال شيخ الإسلام لوكالة مهر الإيرانية للأنباء اقترف (مرسي) خطأ جسيما بالاستفادة من منصبه (رئيس قمة حركة عدم الانحياز) ليعرب عن أفكار مصر، في حين تجاهل مبادئ حركة عدم الانحياز ....ولم يكن شيخ الإسلام، نائب وزير الخارجية السابق، أول مسؤول إيراني ينتقد مرسي، ولكنه الأول الذي اعترف بأنه أدلى بتلك التصريحات....كان مرسي قد ألقى الكلمة الافتتاحية أمام المشاركين في القمة في أول زيارة من نوعها لرئيس مصري لإيران منذ قيام الثورة الإسلامية هناك عام 1979....وقال مرسي إن القمة تأتي بعد الثورات التي قامت في تونس ومصر وليبيا واليمن، وفي وقت تتواصل فيه ثورة سوريا على النظام الظالم ....وتحدث مرسي بإسهاب عن الأزمة السورية، وأكد أن التضامن مع الشعب السوري ضد نظام فقد شرعيته واجب أخلاقي بقدر ما هو ضرورة سياسية.... علينا إعلان دعمنا الكامل لطلاب الحرية في سوريا وترجمة تعاطفنا إلى رؤية سياسية ...وحث مرسي المعارضة السورية على توحيد الصفوف بما يؤمن مصالح جميع أطراف المجتمع السوري ... لقد شتم الرئيس المصري محمد مرسي سوريا ( النظام السوري ) وقال انه غير شرعي ..ونسى النظام السعودى والنظام القطرى الفاقدان للشرعية والاهلية والمصداقية السياسية كما شتم المعارضة البحرانية التي تتعرض للبطش وغمز ايران في حكاية ( سب الصحابة ) ونسى أن إيران، ممثلة بمرشد الثورة علي خامنئي، قد منعت سب الخلفاء بفتوى، وقبلها أمر الخميني بإقامة صلاة مشتركة بين الشيعة والسُنّة، ولا يمكن لهذه الصلاة أن تقام بلا تحريم أو تجنب سب الصحابة، وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون الثلاثة... كما نسي في غمرة حماسه ان يسب اسرائيل التي فرضت عليه مؤخرا سحب دباباته من سيناء !!... كل هذه الامور وغيرها تدل على عدم نضجه السياسى كما قال المسؤول الايرانى رفيع المستوى !!!..


مما لاشك فيه ان مرسى يجب ان يعرف ان المعرفة السياسية اصبحت اليوم فى متناول كل فرد من افراد المجتمع لديه عقل سليم !!!.. فبعض الامور السياسية يعرفها العقلاء ... فمن لايعرف تلك الالفاظ الدالة سياسيا : الضرائب , والشرطة . الدستور , القانون , الثورة , الحرب , السلام ...الخ ... هذه الالفاظ تتيح للفرد او المواطن ان يدرك ويرشد اختياراته ... فهل هناك من لايعرف الفارق من زاوية سياسية بين ان يعطى الانسان صوته الانتخابى بحريته أو ان يرغم على تقبل نظام سياسى معين !!... مما لا جدال فيه ان هذه المعرفة فى حد ذاتها لاتشكل موقفا سياسيا محددا ... وعندما نتجاوز تلك المعرفة السياسية السطحية والقائمة على رأى الكثيرين الى القيادة السياسية فاننا نجد ان رجل السياسة او القيادى يمتلك هو الاخر معرفة سياسية من قبيل الادراك او الوعى السياسي او الحكمة السياسية .... وثمة تمايز واختلاف بين رجال السياسة من حيث درجة المهارة السياسية او الحكمة السياسية .... غير ان هؤلاء ومهما بلغت افكارهم من العمق والنفاذ لايمكن ان نطلق عليهم علماء او عباقرة سياسة !!..

ان علماء السياسة ينخرطون فى نشاطات الهدف منها وصف وتحليل الظواهر السياسية Political Phenomena الى درجة او مرحلة تطوير أطر نظرية او نظريات اختيارية تتعامل والمشاكل التى يواجهها الافراد او الدول او النظام العالمى المعاصر ككل .... كما يمارس علماء السياسة نشاطات الهدف منها وصف وتحليل الوسائل Means والاهداف او الغايات Ends وفق مناهج واساليب بحثية متعارف عليها فى اطار علم السياسة بهدف تقديم حلول موضوعية يستفاد منها ويسترشد بها صانعو القرار فى تحقيق الاهداف المرجوة والمنشودة !!.. الغريب فى الامر ان كل من هب ودب يتحدث فى السياسة بدون وعى او فهم لمعانى الفكر السياسى !!! ... لذلك عندما نتطلع اليوم الى التعرف الاصطلاحى للفكر السياسى فاننا امام اربعة معانى هى :
1- فكر سياسى Political Thought وهو بالمعنى القاموسى : تلك النظريات والقيم التى من السياسة امرأ مهما !!...
2- النظرية السياسية Political Theory وهى نظرية فى المؤسسات السياسية وتشمل نظريات الدولة والقانون والتمثيل النيابى والانتخابات ....
3- الفلسفة السياسية Political Philosophy وهى اعظم التساؤلات العامة بمنهجية وتبرير يساندها مفاهيم ونظريات يتم استخدامها فى الفكر السياسى عامة ...
4- العلم السياسى Political Science هو ذلك النظام الاكاديمى الذى يشمل صورة تركيب متطورة للعديد من الانظمة المتعارضة .....

ينبغى الوعى باسبقية الفكر السياسى بالنسبة للحياة السياسية ... فقد انتجت الحضارات القديمة افكارا سياسية قبل ان يقوم المجتمع المدنى الذى انتج بدوره الفلسفة السياسية ... وقد حدث هذا فى وجود الحضارة اليونانية !!! ثم حدث مع التطورات العلمية والاجتماعية التى سادت المجتمعه الغربى مع تأسيس ما نسميه الآن علم السياسة !!!... وقد بدأت الارهاصات الأولى لهذا العلم مع قيام الدولة العلمانية Secular State التى شجعت مكيافيللى على ان يضع اللبنات الأولى والاساسية لعلم السياسة الحديث !!!... فقد قدم مكيافيللى نظريتهخ عن الدولة الحديثة او الدولة العلمانية بعد ان تم اكتشاف عدم مطابقة التعاليم الدينية الاخلاقية مع ما يحدث فى الواقع السياسى !!.. ومن هذا المنطلق تم الفصل بين الدين والسياسة او بمعنى آخر تم التعامل مع المعطيات السياسية الواقعية بعيدا عن المبادىء الاخلاقية المطلقة !!!...

يقول ارسطو ناقدا لنظرية افلاطون السياسية : ( اذا كان غرضنا هو البحث عن افضل المجتمعات المدنية كلها علينا ان نبحث أيضا عن سياسات غيره من المجتمعات ... تلك السياسات التى تستخدمها بعض الدول طبقا لنظمها ... لكى يتجلى لنا الجيد منها والمفيد ... ولكى نبين فى الوقت نفسه اننا اذا كنا نطلب نظاما سياسيا Political System مختلفا عن كل اولئك ... فلسنا مدفوعين الى هذا البحث برغبة تعترينا فى حب التظاهر او المباهاة بعقلنا بل يدفعنا الى ذلك , بحث ما تشتمل عليه الدساتير الموجودة من عيوب ) ... يتضح لنا من عبارات ارسطو السابقة أنه كان واسع الاطلاع شديد المعرفة بسياسات الدول الاخرى ومع ذلك فهو يعتذر عن عمله العلمى البحت بل ويعلن غايته منه لكى لايتهم من بعض مهاجميه بالميل الى الغطرسة وحب التظاهر والظهور !!!...

ويستطرد أرسطو قائلا : ( انه قبل كل شىء , ينبغى ان يكون نقطة بداية السير فى هذه الدراسة هى البحث عن : هل يشترك المواطنون فى جميع الاشياء , أم لايشتركون فى شىء ؟!.. أم انهم لايشتركون فى بعض منها ويشتركون فى شىء ... لان الدولة وسياستها هما نوع من الاشتراك الفعلى لمواطنيها ) ... اذا كان أفلاطون قد نادى فى جمهوريته بشيوعية Community of property الاولاد والنساء والممتلكات ... وسبقه سقراط فى القول بوجوب شيوع الاولاد والنساء والأرزاق , فان ارسطو يتساءل : ايهما افضل , أهو الوضع الحالى , ام ما نادى به افلاطون فى الجمهورية ؟!!... فى حقيقة الامر ما نادى به أفلاطون مضر بالحياة الاجتماعية ومخالف تماما للطبيعة البشرية ... فنحن اذا ضحينا بالاسرة والأولاد فسينتهى الأمر الى ان يكون الأبن ابنا للجميع وليس لأحد ... والأب أبا للجميع وليس لأحد فتتميع العلاقات الطبيعية وتضيع العواطف البشرية !!!... كما يرى ارسطو : ان الدولة لاتصبح دولة اذا تجاوزت الوحدة ( المألوفة ) الى وحدة آتم كما نادى افلاطون !!! .. لان الدولة بالطبع كثرة عظمى فاذا عمدت الى الوحدة الكاملة Complete unity تحولت من دولة الى أسرة , ومن أسرة الى فرد يتسلط وليس يحكم !!! ...لا يمكن الشك في أن الدولة هي بالطبع فوق العائلة وفوق كل فرد، لأن الكل هو بالضرورة فوق الجزء ما دام أنه متى فسد الكل فليس بعد من جزء، لا أرجل ولا أيدي إلا أن يكون على سبيل المجاز كما يُقال يد من حجر، لأن اليد متى فُصلت عن الجسم لا تبقى يدًا على الحقيقة، وإن الأشياء لتُعرَّف على العموم بآثارها التي توقعها والتي من شأنها أن توقعها فمتى انقطع استعدادها الأولي لا يُمكن أن يُقال إنها هي أنفسها: إنما هي مندرجة تحت اسم واحد ليس غير. إن ما يثبت الضرورة الطبعية للدولة وفوقيتها على الفرد هو أنه إن لم يسلم به لأمكن الفرد أن يكتفي في الجماعة وليس له مع استقلاله حاجات فذلك لا يستطيع ألبتة أن يكون عضوًا في الدولة، إنما هو بهيمة أو إله ... اذ الأسرة فى مفهومنا أكمل وحدة من الدولة , والفرد هو بدوره أكمل وحدة من الاسرة فلا ينبغى لأحد ان يسعى لتحقيق هذه الوحدة خشية اتلاف الدولة حتى لو كان ذلك ممكنا ...

مما لاشك فيه إن أرسطو كان يتناول السياسة من حيث هي كذلك ..... وكان يعتمد في كل كتاباته السياسية على ( الدليل الجدلي ) أي حالة من البحث تشبه الحوار ، كما تشبه المحاورات الأفلاطونية ..... إذ يحصر أرسطو نقطة البداية الملائمة للفلسفة السياسية في لغة الناس العاديين وآرائهم ..... إنه لم ينتقل عن طريق الاستنباط من مبادئ الطبيعة البشرية الثابتة ، ولم يحاول أن يؤسس مفردات فنية صارمة من الناحية المنطقية تبتعد عن الحياة السياسية الفعلية .... ويرجع ذلك إلي إصرار أرسطو على أنه يجب ألا نبحث عن الدقة نفسها في الميدان العملي أو السياسي كما نبحث عنها في العلوم النظرية .... فالأشياء البشرية متغيرة أصلاً .... قد يفترض المرء للوهلة الأولى أن أرسطو ينكر تمامًا إمكان الفلسفة السياسية النظرية ، إذا سلمنا بوجهة نظره عن إمكان تغير الأشياء البشرية ، وعدم إمكان الدقة في دراستها ...إن العلم العملي أو السياسي له بالمعنى الواسع ثلاثة فروع هي : الأخلاق ؛ أو علم السلوك ، والاقتصاد ؛ أو علم إدارة المنزل ، والعلم السياسي بمعناه الضيق والأكثر ألفه ؛ أي علم حكم المجتمع السياسي .... وإنها لأهمية نقدية أن ندرك أن الأخلاق تكون جزءًا متكاملاً من العلم السياسي بمعناه الواسع !!!..ظاهرة الإرهاب كانت متأصلة لدى أرسطو منذ القدم حيث إرهاب الطاغية للمواطنين من أجل تحقيق مصالحه ومنفعته الشخصية، وهذا ما يهدف إليه الإرهاب والجماعات الإرهابية ، لذلك سوف نجد جذوره عند أرسطو في كل من نظريته عن الطغيان ونظريته في الثورة !!..أرسطو* ( 384 – 322 ق.م) ، يعد فليسوفاً – كان له أيضاً حلمه الخاص به في مجتمع يقوم على أسس فكرية من وضعه هو ....لقد اشتغل أرسطو بالسياسة طيلة حياته واضحاً أو مستتراً ، فكانت له العديد من الأفكار تدعو إلى زيادة الطغيان ، وتدعو الطاغية إلى المزيد من العنف والقسوة كي يستطيع فرض سيطرته على جموع المواطنين سواء أكانوا الطائعين له أم غير الطائعين، بحيث تكون له السلطة المطلقة، وهذا ما سوف نتناوله في نظريته عن الطغيان ، كما تحدث عن الثورة وأسبابها النفسية ويقدم حلاً لعدم قيام الثورات ...

طبع أرسطو سياسته بطابع معياري ، قيمي محصن ، فالمطلوب تحقيق حياة كريمة كاملة ، وهذا التصور لحياة كاملة هو المعيار الذي يميز الحكم الصالح من الحكم الطالح .... حيث يرى أرسطو أن لا قيمة للسلطة إلا بغايتها ....أرسطو يتفق مع أفلاطون على القول إن الطغيان ينبثق من الصراع بين الأغنياء والفقراء في ظل الديمقراطية ، لكنه يؤكد خلافاً لأفلاطون ، أن الطغيان لا يكون دهماوياً (ديماغوجياً) دوماً ...ناهيك بأن الطغيان يمكنه أن ينشأ من السلطان الأعلى لرجل واحد يكدس كل المناصب ويحصرها في أوليفارشيه .... كما أن الديمقراطية في صورتها القصوى ، أي عندما تتقلد الكثرة محل مقاليد السلطة وتمارسها فيما يتعدى القوانين ، تشكل هي أيضاً طغياناً حقيقياُ....ويرى أرسطو أن كل سلطة لا تنشد المصلحة العامة أي السعادة للجميع ، هي سلطة طاغوتية ، فمن طبائع الطغيان أنه لا يهتم إطلاقاً بالمصلحة العامة وأنه لا يخدم شعبه....إن العنف أساس الطغيان ، وذلك للحفاظ على علاقة الهيمنة – العبودية التي تربط الحاكم والمحكومين ، فيقوم الطاغية بشن حرباً متواصلة على الشرفاء وأهل القيم لأنهم يرفضون الانصياع إلى نظامه التعسفي ، والتعاون معه ، كما يرفضون التنديد ببعضهم والتنديد بالآخرين..." إن أرسطو لا يدين الطغيان ، بل يدين الوصفات العقيمة والقديمة لتقويم الطغيان باسم وصفات أنجح ، وإن كانت منافية تماماً للأخلاق "....ان الطغيان هو الأقل استقراراً واستمراراً من بين الأنظمة السياسية ويفسر أرسطو ذلك بالطابع الشخصي للطغاة وبقسوتهم أو بضعفهم ، باغتصابهم السلطة عنوة ، وبالانفلات وعدم احترام القوانين . من ثم فإن الطغيان الذي لا يعرف قانوناً ولا عدلاً هو الأسوأ من بين الدساتير كلها ...وعليه فإن جوهر الطغيان هو الحكم بلا قوانين ، وحتى إذا كانت هناك قوانين فإنها تكون مفروضة ، وغير مقبولة . نضيف على ذلك أن الطاغية يحكم في سبيل مصلحته الشخصية ، وليس لأجل المصلحة العامة ، مما يجعل هذا النظام مفتقراً إلى عاملين : أخلاقي وقانوني وهما اللذان يشكلان قاعدة كل حكم جديد بهذا الاسم .... ويرى أرسطو أن كل سلطة شخصية تكون طغائية وتعسفية فالطغيان ليس صورة حكم وحسب ، يتقلد فيه شخص واحد كل مقاليد السلطة عشوائياً بل يمكنه أن يكون أيضاً حصيلة قوانين ظالمة تصيب الفرد والمدينة معاً....

أرسطو يقول : إن اللامساواة هى السبب الحقيقي والأول للثورات !!!...فكل المذاهب السياسية أياً كان اختلافها تعترف بحقوق الأفراد في المساواة ، إلا أنه امام التطبيق نجدها تحيد عن هذه المساواة !!..حيث يرى أرسطو أن هناك أسباباً نفسية تكون سبباً في الثورات ، فالمرء إذا كان في مركز متواضع فإنه يثور لكي يسيطر ويسود وبلوغ الثروة والشرف، حيث حدد أرسطو أسباب تجعل الإنسان يثور منها :
1- الإهانة والمنفعة علتان تجعلان المرء يثور ، وهو ما يصدر من رجال الحكم والقادة السياسيين في الدولة ، وذلك سبب الإمتيازات الظالمة الخاصة بهم ....
2- عندما يجد الشخص نفسه محروماً من كل امتياز ، ويرى أن الاغيار يتمتعون بهذه الامتيازات .....
3- التفوق هو أيضاً مصدر للفتنة الأهلية ، حينما يعلو النفوذ الشامل لفرد أو لمجموعة أفراد في الدولة أو في الحكومة نفسها .....
4- الخوف ، يكون سبباً للفتنة ، حينما يثور المجرمون خشية العقاب أو حينما ييأس المواطن، أو أنهم سوف تحل بهم قارعة فيثورون قبل أن تلحق بهم ....
5- الاحتقار ، يولد فتناً وأعمال ثورية .....
6- النمو غير متناسب لبعض الطبقات في المدينة بسبب أيضاً الانقلابات السياسية والشأن فيه، كما في الجسم الإنساني يجب أن تنمو أجزاؤه بالتناسب حتى يستمر الإنسان في مجموعه ، وإلا كان على خطر الهلاك إذا نمت الرجل فصارت أذرع وبقية الجسم أربعة أشياء فقط .....

مما لاشك فيه أن الفكر الأرسطي به عيوب كما أنه به العديد من المميزات ، فمن أهم عيوب هذا الفكر " أنه يطالب بالمزيد من العنف و الطغيان و الحرب و التصفيات الجسدية لكبح جماح المواطنين حتى لا يطيحون بالطاغية ، ذلك حفاظًا على علاقتنا بالهيمنة والعبودية القائمتان بين الحاكم والمحكومين ..... وهذا يعد بلاجدال نموذجًا للإرهاب الفردي....ويؤخذ عليه تحديد مدى زمني معين للوظائف الرئاسية ، وهذا يجعل كل منهم مشغول بجمع أكبرلا قدر ممكن من الثروة دون الإهتمام بشئون المواطنين أو الدولة .....ولاننسى أن أهم مميزات الفكر الأرسطي الحل الذى قدمه لعدم قيام الثورات :
1- الحفاظ على القانون والتمسك بنصوصه وتدعيمه وتقويته باستمرار....
2- التصرف السليم من الحاكم بالنسبة لزملائه وبالنسبة إلى جميع المواطنين .....
3- تحري مدى زمني معين للوظائف الرئاسية ......
4- القضاء على المشاحنات والخصومات أولاً بأول ......
5- حسن توزيع الثروات ومراجعتها وتخصيص احتياطي دائم منها للدولة .....
6- القضاء على نوازع الترفع والتعالي على المواطنين .....
7- حسن توزيع الوظائف على المواطنين وخصوصاً الأكفاء منهم .....
8- رعاية الفقراء والمحتاجين وتقديم الإعانات المستمرة لهم وعقاب الأغنياء الذين يبطشون بالفقراء .....
9- أن يتحرى الفضيلة والعدالة وعدم التفريط والاعتدال .....
10- مطابقة التربية لمبدأ الدستور.....

على آية حال فإن الفكر الأرسطى فكر لا يستهان به ، فهو فكر له وضعه وأثره فيما تلاه من مفكرين ، فهو يعد البذرة التى نادت بزيادة الطغيان و الإستبداد لكبح جماح المواطنين والسيطره عليهم لتحقيق الأمن ، ولكنه قال فى النهاية أن الطغيان هو النظام الأسوأ من بين الدساتير كلها.... افكار ارسطو السياسية ارجو ان يتعلم منها الحكام لانها افكار لايستهان بها فى الفكر السياسى وعلوم السياسة بوجه عام !!! لذلك اطالب مرسى كرئيس منتخب ( رغم كونه جاء بتمثيلية ديمقراطية من اخراج الثلاثى امريكا ومجلسي العار العسكرى وجماعة الاخوان ) لقد اصبحت قدرنا فحافظ على القانون ولا تكسر بيضته وتمسك بنصوصه ودعمه باستمرار واحسن توزيع الثروة وحارب مشكلة الفقر بالعدالة الاجتماعية وتصرف بحكمة وانزع فتيل الازمات ولا تكن انت سبب اشعالها , وافرج عن كافة المعتقلين سياسيا من اجل وقوفهم فى صف الثورة والثوار سواء كانوا من ضباط الجيش او من غيرهم , وكن حكما عدلا بين السلطات من خلال دستور يعبر عن كل اطياف المجتمع المصرى , وحارب تعالى جماعة الاخوان التى تنتمى اليها فكريا وعقائديا فانت رئيس لكل اهل مصر ولست رئيسا لخدمة المتأسلمين والاخوان المسلمين فقط !! فالاختبار الحقيقي لإيمانك انت و الإخوان وحلفائكم بالحرية، ليس في أن تتركوا مناصريكم يعبرون عن انفسهم، ولكن أن تدافعوا عن حق خصومكم في انتقادكم، مهما كانت قسوة الانتقاد، بل ومهما كان شططه، فالحرية الحقيقية ليست فقط حرية الصواب، ولكنها أيضاً حرية الخطأ، اذا اعتبرنا الرأي خطأ وهذا غير صحيح ..وخذ كلام ارسطو عن حلوله لعدم قيام الثورات وضعه نصب عينيك ...تأمن شر الخروج عليك بثورة تأكل الاخضر واليابس !!!.. واياك وعنتريات الطغيان وعنجهية السلطة والسلطان ولا تغتر بكلام عصام العريان او كل من ينافقك من اجل الحظوة والفوز بمنصب من كعكة السلطة والصولجان ...

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعمة النسيان
- مبارك والعادلى كانوا يظنون ان الشعب المصرى مجموعة من الخراف ...
- تصريحات هنرى كيسنجر ذلاقة لسان لاتطيق صاحبها ولاتريح نفسها
- ليس مهماً أن ندافع عن ثقافة يهددها الإخوان المهم ان نخلق ثقا ...
- اخر نكته مرسى والتوقيع على علم الشهداء
- ابعاد الشراكة بين الاخوان ورشيد محمد رشيد على قفا الشعب المص ...
- قرار الغاء الحبس الاحتياطى مناورة للتهدئة نريد تشريعات تحمى ...
- الى المناضلة الشهيدة لوجين بولنت لست وحدك من يحمل هم الكورد
- حدوتة ( ماء اللفت ) هديتى اليك يامرسى فى عيد ميلادك
- غجرية انظمة ماقبل المدنية تؤدى الى الاعتقالات السياسية
- انت حبى وقطعة منى
- عزبة الاخوان الفاشية
- الخروج الآمن لمجلس العار العسكرى برعاية مرسى وجماعته
- حبيبة القدر
- لماذا لم يكفر الاخوان مرسى لانه سيضع يده فى يد اصدقاء الصهاي ...
- ليس لارهاب حماس وقطر دين ولا رب ولا وطن ولا اخلاق
- اقباط مصر لهم ما لنا وعليهم ما علينا
- هل من النهضة ان يختار مرسى محافظا بلطجيا لوزارة التنمية المح ...
- لن ابيع حبى !!!
- طبيعة العلاقات المصرية الاسرائيلية بعد الثورة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمدى السعيد سالم - يا مرسى تعلم من ارسطو ربنا يهديك