أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لله يا ناخبين!















المزيد.....

لله يا ناخبين!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا الشعب يريدها، ولا النوَّاب (في غالبيتهم) يريدونها، ولا حتى القصر راضٍ عن أدائها، وعن إشعالها نار الغلاء في أسعار الوقود، مع ما تسبَّب به من غليان شعبي، مختَلِف الهيئة، هذه المرَّة؛ فَمَنْ ذا الذي، وما الذي، يُبْقي على هذه الحكومة ("الأجنبية" بهذا المعنى)؟!
أفْتَرِضْ أنَّ "الأزمة الانتخابية"، أيْ أزمة ضآلة إقبال المواطنين الأردنيين الذين يحقُّ لهم الاقتراع على "التسجيل" للحصول على البطاقات الانتخابية، كانت تتحدَّى الحكومة أنْ تَفْعَل ما من شأنه أنْ يُساعِد في معالجة هذه الأزمة، ويَرْفَع منسوب هذا "الإقبال"، فإذا بها تُقرِّر أنْ تَجْعَل المواطنين يزدادون كُفْراً بها، وبالانتخابات النيابية المقبلة؛ فهل هو "الحِسِّ السياسي المُرْهَف"؟!
بَيْد أنَّ افتقارها إلى "الحكمة السياسية" في معالجة تلك "الأزمة الانتخابية" خالَطَه كثيرٌ من "الحنكة الفنِّيَّة"؛ فهي، والحقُّ يُقال، لم تدَّخِر جُهْداً فَنِّيَّاً في مساعدة الراغبين في "التسجيل" على "التسجيل"؛ حتى مؤسَّسات "القطاع الخاص" مدَّت لها يد العون والمساعدة؛ فالراغب في "التسجيل" من موظَّفيها "سَجَّل" من غير أنْ يكلِّف نفسه عناء الذهاب بنفسه إلى "مراكز التسجيل"؛ فهل رأيتم "تسهيلاً فَنِّيَّاً" أكثر من هذا التسهيل؟!
ومع ذلك، ظلَّت "السَّلبية الانتخابية"، والتي نراها الآن على شكل ضَعْفٍ في الإقبال على "التسجيل"، على عِظَمِها؛ وكأنَّ الشعب يريد، أيضاً، أو في المقام الأوَّل، "تسهيلات ديمقراطية (سياسية القَلْب والقالب)"!
وإيَّاكم أنْ تَظُنُّوا أنَّ الحكومة، مع رئيسها، في "صِحَّة سياسية" أفضل من "الصِّحة الانتخابية" للشعب؛ فكلُّ مَنْ يُكلَّف من "أعضاء المجتمع الوزاري الواسع (والذي لا يَني يزداد اتِّساعاً)" بتأليف حكومة جديدة، في هذا الزمن السياسي الأردني والعربي المُلوَّن بألوان "الربيع الشعبي الديمقراطي"، نراه يَعْمَل، ويُقرِّر، ويتصرَّف، بما يُثْبِت ويؤكِّد أنَّه يَعْلَم عِلْم اليقين أنَّ "عُمْره الوظيفي السياسي" قصير، وقصير جدَّاً، وأنَّ عليه، من ثمَّ، أنْ يَشْحَذ "ذكاءه البرغماتي (لا السياسي)"، فيَحْصَل على ما يستطيع الحصول عليه من منافع شخصية، له، ولأقربائه، ولأقرباء أقربائه، وجيرانهم؛ فالحكومات ما أنْ تأتي حتى تَشْرَع تُعِدُّ العُدَّة للمغادرة؛ وعليها، من ثمَّ، أنْ تَضْرِب لها جذوراً في الدوائر والمؤسَّسات الحكومية على شكل طائفة واسعة من الموظَّفين الجُدُد من ذوي القربى؛ فكلَّما قصرت أعمار الحكومات (وأعمار رؤسائها بصفة كونهم رؤساء حكومات) تضاءل اهتمامها بالمصلحة العامَّة، وعَظُم (في الوقت نفسه) اهتمامها بمصالحها الشخصية والفئوية (على أنْ تُفْهَم "مصالحها الفئوية" بغير معناها السياسي).
إنَّها، أيْ الحكومات، لأذْكى من أنْ تُصَدِّق أنَّها حكومات بالمعنى الحقيقي، لا المجازي؛ وهي، من ثمَّ، لن تَفْهَم "المكيافلية" إلاَّ على أنَّها "الغاية الشخصية" التي تُدْرَك ولو بـ "وسائل سياسية"!
أمَّا "الناخب" فأضافوا إلى أعبائه الانتخابية عِبْئاً جديداً، هو "صَوْت الوطن"؛ فَعلى مَنْ مِنَ "الأحزاب (وقوائمها الانتخابية)" يتصدَّق بصوته الثاني (أيْ صوته الأقل أهمية)؟!
إنَّه يَعْلَم أنَّ "الوطن"، وعلى اتِّساعه، هو في منزلة "الدائرة الانتخابية الأصغر (أو الصغرى)"؛ ويَعْلَم، استنتاجاً، أنَّ "الشعب (مع ممثليه البرلمانيين)"، وبمعناه السياسي والديمقراطي، لن يكون، من ثمَّ، في "حجمٍ انتخابيٍّ" يَفُوق "الحجم الانتخابي" لـ "الوطن"؛ فإنَّ نحو 15 نائباً (حزبياً يُمثِّلون "الوطن") يكفي، سياسياً، ويزيد!
صديق لي (لكن ليس بالمعنى السياسي أو الفكري) كان من قَبْل متعصِّباً للتصويت العشائري (وأشباهه) ضدَّ التصويت الحزبي، وضدَّ ما يسمَّى "صوت الوطن"؛ لكنَّ الله رَزَقَه (من حيث لا يَحْتَسِب) وظيفة في شركة من "القطاع الخاص"، آمَن مالكها بـ "الحزبية"، و"صوت الوطن"؛ فـ "الطريق العشائرية" إلى "قُبَّة البرلمان" لم تكن له (ولطموحه) بـ "السالكة"؛ ولقد اضطُّر، من ثمَّ، وليس في الاضطِّرار فضيلة، إلى أنْ يؤسِّس له "حزباً سياسياً"، مُسْنِداً إلى صديقي إدارة حملته الانتخابية؛ فشَرَع صديقي، وبكل ما أُوتي من خبرة في الحملات الانتخابية العشائرية، يديرها، فذَهَب إلى أقربائه من الناخبين مُسْتَجْدياً "أصواتهم (وبطاقاتهم)"، وهُمْ الذين لا يَعْلَمون شيئاً من أمْر هذا الحزب، ومرشَّحيه؛ لكنَّ صديقي، والحقُّ يُقال، لم ينسَ أنْ يشرح لهم (وجُلهم من ناخبين مرشَّحين لموت عاجل لكِبَرِهم في السِّن) على خير وجه معنى عبارة، أو شعار، "صوتكَ أمانة"!
كنتُ شاهداً على ما بَذَل من جُهْدٍ لاستمالتهم؛ وبما يتناسب مع هذا "المقام" قُلْتُ له "حَدِّثْهُم، ولو قليلاً، عن برنامجه السياسي (الانتخابي)"؛ فاستَحْسَن طلبي، وشَرَع يتكلَّم، وكانوا كلهم آذاناً صاغية.
ولَكَمْ شَكَرْتُه على حُسْن شرحه، وعلى ما أفادني به من "معنى جيِّد جديد" للبرنامج الحزبي؛ فرئيس الحزب، مالِك الشركة، رَبُّ عمله، أطْعَم كثيراً من الفقراء في شهر رمضان الفضيل، وأحْسَن إلى كثير من المعوزين، وأقام نادياً رياضياً في المكان السليم انتخابياً، وقال، غير مرَّة، إنَّه مع "الإصلاح"، وضدَّ "الفساد"؛ ولسوف يَقِف مع ذاك، وضدَّ هذا، ما أنْ يجلس على "المقعد النيابي"!
ولَمَّا ارتاب في قولي وسمعي، سأَلَني، في دهشة واستغراب، قائلاً: "ألَمْ تكن تنادي بالحزبية، وبانتخابات حزبية؟!".
لقد أراد أنْ يقول لي: "ها هي الحياة الحزبية تُزْهِر وتزدهر، سياسياً وانتخابياً؛ فَلِمَ لا تُسَجِّل، وتَنْتَخِب؟!".
لَمْ أَقُلْ شيئاً؛ لكنِّي شَعْرْتُ أنَّ "العجائز"، في مجلسنا، لديهم من الخَجَل والحياء ما يُعْجِزهم عن إحباط سعيه، وردِّه خائباً؛ فالحافلات ستكون في انتظارهم، وستنقلهم إلى مراكز الاقتراع، وسيتناولون، في أثناء هذه الرحلة أو النُّزْهة الانتخابية، وَجْبة دَسِمَة، لعلَّ هذه الطاقة الغذائية تتحوَّل إلى طاقة انتخابية، تتحوَّل عند فَوْز "المرشَّح ـ المُحْسِن الكبير" إلى طاقة سياسية، تكفي لجعل عجلة الإصلاح تدور سريعاً!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاوتسكي حليفاً لبشَّار!
- البنك الدولي يقرع ناقوس الخطر!
- مرسي مُتَرْجَماً بالفارسية!
- رِحْلَة نظريَّة في أعماق المادة!
- في -السقوط-!
- موت -اللغة- في جرائدنا اليومية!
- لهذه الأسباب لا أُشارِك في الانتخابات؟
- أجَلْ ثمَّة ثورة في سورية ومصر وتونس!
- -الجيوش- من وجهة نظر -الربيع العربي-!
- سَطْوَة الدِّين!
- قانون -الانتخاب الطبيعي- بنسخته الاجتماعية!
- جُمْلَة واحدة.. هل ينطقون بها؟!
- لا تَخْشُوا ما لا وجود له!
- مرحى مرسي!
- هذا العداء لإسرائيل لن يخدعنا!
- ما هو -العمل-؟
- العمل!
- -الرِّبا- إذْ سُمِّيَ -مُرَابَحَة-!
- في السِّلاح والتَّسَلُّح
- حرب التمهيد ل -أُمِّ المعارك-!


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لله يا ناخبين!