أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - اشكاليات في الدين والسلطة (1-4)















المزيد.....

اشكاليات في الدين والسلطة (1-4)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 12:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




تهدئة
قد يثير هذا الموضوع انزعاج وربما غضب المتطرفين من المتدينين وغير المتدنين.وعليه نرجو كلا الفريقين التحلي بالصبر وسعة الصدر.فالكاتب هنا اشبه بحكم في لعبة كرة القدم ،غير انه يدير لعبة فكرية ،الكرة فيها هي " الكلمة " ،والرابح فيها هو من يلعب بنزاهة.صحيح ان بعض "الضربات " الفكرية قد يعدّها الآخر تجاوزا،لكن اصول اللعبة تسمح لكل فريق ان يستخدم كل مهاراته الفكرية.والهدف الأساسي هو امتاع الجمهور " القرّاء" والتعلم المعرفي من كلا الفريقين،لاسيما جيلا يعاني من ارباك فكري وعدم استقرار نفسي ،وصولا الى ان نعيش حياة اجمل ونتعامل بسلوك مهذّب رغم اختلافاتنا في الفكر والدين، بعيدا عن التهديد والتشهير التي يلجأ اليها من تعوزه الحجة وأولئك الذين يقعون ضمن صنف ذوي التفكير الجامد من كلا الفريقين.

تحديد مفاهيم

* نقصد بالدين هنا الدين الأسلامي الذي يعتمد ما جاء في القرآن بوصفه منهجا يدعو لقيام نظام اجتماعي يتبنى التعليمات والقيم الانسانية والأخلاقية الواردة فيه.
* ونقصد بالسلطة نظام الحكم الذي يتولى ادارة شؤون الناس من خلال مؤسسات تنفيذية يطلق عليها..الحكومة.
* ونعني بالاشكالية موقفا او وضعا اجتماعيا او علاقة بشرية بين متغيرين او اكثر،لها اكثر من حلّ..فالمشكلة تكون كذلك لأنها تحتمل اكثر من حلّ،أو تصور لحلّ.
* اما الايديولوجية فهي نظام افتراضي من افكار تتصف بالانسجام والتكامل بخصوص الحياة البشرية بمجالاتها المختلفة وأوجهها المتعددة ،تتبناها مجموعة من الأفراد تعمل على تحويلها الى نظام واقعي(عملي)من خلال السلطة.
ان هذا التبسيط في تحديد هذه المفاهيم،ضروري كي يكون لدينا فهم مشترك بخصوص ما سيتم طرحه.
تساؤلات
* هل ألأصح فصل الدين عن السلطة السياسية..الحكومة،بمعنى أن يحدد دور رجل الدين بأماكن العبادات ودعوة الناس الى الهداية،ويحدد دور رجل السياسة بادارة شؤون الناس الحياتية عبر مؤسسات السلطة؟أم التوفيق بينهما هو الأصح على غرار الأنموذج التركي؟
* ان رجل الدين مواطن ،ومن حق المواطن أن يكون سياسيا ،فلماذا يصر البعض على ان ينصرف رجل الدين للأمور الخاصة بالعبادة والأرشاد والوعظ ويحرمه من هذا الحق؟أم أن الخوف منه انه يوظّف الدين في خدمة السلطة ؟
* هل يصح القول بأن كل سلطة دينية ،على مستوى دولة، تكون متخلفة،وكل سلطة علمانية تكون تقدمية؟
* ان الطبيعة البشرية تغريها السلطة وتدفعها الى أن تمسك بكل الخيوط والاستيلاء على مفاصل الدولة،فهل ينطبق هذا على الأحزاب الأسلامية لتكون اللاعب الوحيد في السلطة ؟.واذا حصل فهل تغلّب في التطبيق الشريعة الاسلامية بما فيها تلك التي تتعارض مع جوهر الدين الأسلامي من قبيل حرية التعبير والمعتقد والمظهر؟
* ان تاريخ السلطة في العالم يؤكد أنها تعلن أشياء وتخفي اشياء أخرى ،وأن لها وجهين،وجه يبشر بقيم انسانية واخلاقية مصاغة في ايديولوجية تتقبلها الناس،ووجه يمارس الاستبداد والقهر والحرمان ضد المتبنين لأيدولوجيات أخرى،فهل ينطبق ذلك على السلطة الدينية السياسية؟وان انطبق ،فكيف تحل هذا التعارض مع جوهر الدين الذي يدعو الى احترام كرامة الأنسان؟
* هل الدين غاية أم وسيلة؟ وهل السلطة وسيلة أم غاية؟.واذا احتكر الحزب الديني السلطة بيده ، فهل يلتزم بتطبيق القيم الأخلاقية المنصوص عليها في القرآن ،أم تضطره السلطة الى استخدام مبدأ " ميكافيللي" في التحرر من أي قيد اخلاقي او ديني بما فيها ان ينكث عهدا او اتفاقا ان كان فيه مصلحته؟.وقل الشيء نفسه عن حزب علماني،فهل يلتزم باحترام حقوق الانسان بما فيها حق رجل الدين في نقد العلمانية اذا استلم السلطة؟
* هل الايمان ثابت ومطلق أم أنه يتجدد بتقدم العلوم والمعرفة البشرية؟.واذا كان يتجدد ،فألى أي مدى تذهب فيه السلطة الدينية ؟
* هل أننا جميعا نمتلك نفس التصور ونفس المفهوم عن الله والدين؟.واذا كنا نتفق في المعتقد بخصوص الله والدين ونختلف بالتفاصيل،فهل يحق لسلطة الدولة التدخل بهذه التفاصيل؟.وهل يصح لعلماء الدين اعتبار انفسهم انهم اصحاب الحق وانهم وحدهم يحق لهم احتكار الحقيقة؟.
* لماذا يتصور البعض انه قد احاط بعلوم الدين ويفرض على الجميع ان يفكروا بنفس الطريقة التي يفكر بها وأن يعتقد بمثل ما يعتقد؟. وبأي حق يمنع الآخر من مناقشة معتقداته ،او اجباره على تغيير قناعاته؟.وبأي حق يفوض لنفسه معاقبة من يوجه النقد الى معتقداته ،او التشهير به ،او هدر دمه ؟.واذا كنا نصف متدينا من هذا النوع بانه دوجماتي ،فهل ينطبق هذا الوصف على رجل علماني في موقفه من الدين؟
*اذا كانت لعبة السياسة تبيح الأستبداد السياسي،فبأي تخريج تبيح السلطة الدينية الأستبداد الديني؟
* واذا كان في كل مهنة او اختصاص في العلوم الانسانية والعلمية هنالك ناجحون وفاشلون ومسيئون لمهنهم او تخصصهم،فلماذ لا يصح ذلك على رجال الدين ؟ولماذا لا يطّبق عليهم ما يطّبق على غيرهم في نظام السلطة السياسية الدينية؟
* ان الاسلام لم يوص بنظام سياسي معين للحكومة،ولم ترد "الحكومة" في العقائد الاسلامية ،ولا يوجد دليل على ان الحكومة هي حكم من احكام الدين كما جاء في الصلاة والزكاة...صحيح ان النبي شكّل ما يشبه الحكومة ولكنها كانت قائمة على البيعة الحرة والنزيهة للنخبة،فيما الانتخابات التي جاءت بالاسلام السياسي للسلطة قائمة على ديمقراطية جماهير مغيب وعيها وغير نزيهة،وانه شكل حكومة تستخدم نفس اساليب واجهزة الحكومات الدكتاتورية ،فبأي تخريجات شرعية يبرر ذلك؟
* ان صحيح الاسلام هو ما يتفق عليه جميع المسلمين،وما عداه يكون في خانة الشك. وأن الايمان هو قرار اختياري،وتقديس المعتقد وتقديس الآخر اختياري ايضا.فلماذا لا تسمح السلطة الدينية بحق الفرد في ممارسة هذا الاختيار؟.وبأي تبرير شرعي تضطهد من يصر على هذا الاختيار؟.وبأي تبري لحزب علماني يحتكر السلطة ويضطهد او يسّفه من اختار الايمان بمعتقدات دينية؟.
* ان زمن الخضوع والاستكانة و"المازوشية" قد انتهى وبدأ زمن التمرد والتحدي والثورات الشعبية،وان زمن البطل الفردي ومشاهد اعدامات افراد مناضلين قد انتهى وبدأ زمن التظاهرات والاعتصامات الشعبية..فلماذا تحصل هذه في السلطتين الدينية والعلمانية مع ان كليهما يدعو الى تطبيق العدالة الاجتماعية؟.
* ان منطقتنا مهبط الأديان الثلاثة:اليهودية والمسيحية والاسلام.ومع ان جوهر هذه الأديان يدعو الى السلام والمحبة وتقدير قيمة الحياة واحترام الانسان لأخيه الانسان ،فانها " منطقتنا " اكثر مناطق العالم اثارة للحروب ،واقساها ممارسة للظلم، واكثرها ابتعادا عن تطبيق العدالة الاجتماعية التي تدعو لها هذه الأديان..فلماذا؟. هل السبب في الدين أم في السلطة؟.
سنجيب عن هذه التساؤلات في الحلقات المقبلة ،ونأمل ان تدعو جريدة (التيار اليمقرطي)قراءها للمشاركة تمهيدا لعقد ندوة يحظرها رجال دين ومفكرون من أطر نظرية واديولوجيات متنوعة..فالعقل كما الجسم في لعبة كرة القدم، يتطور بالتدريب على فنون التفكير لاسيما اذ كان " يلعب " مع منافسين أقوياء!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية(72):صراع الأدوار
- الأمراض النفسية في الأغاني العراقية
- المقاهي الشعبية ومقاهي الانترنت..سيكولوجيا
- الوساوس الدينية
- ناجي عطا الله..في مجلس النواب العراقي!(فنتازيا)
- المسلسلات الرمضانية وفضائح السلطة
- بغداد..مدينة بلا تاريخ مرئي
- ثقافة نفسية(71):التوتر..يجعلك مريضا!
- ثقافة نفسية(70):جهازك العصبي في رمضان
- الأخصائيون النفسيون وثورات ربيع العرب
- آخر خرافات العراقيين!
- المتقاعد..بمفهوم العراقيين!
- ازدواج الشخصية العراقية – تصحيح مفهوم
- ثقافة نفسية(64):ضغوط العمل والسلوك الاداري
- ثقافة نفسية (64):للأنفعال..ثلاثة وجوه
- المؤتمر الدولي الثاني لجمعية الأطباء النفسيين الأردنية (تقري ...
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير (2-2)
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية-اجتماعية (2-2)
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية -اجماعية (1-2)


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - اشكاليات في الدين والسلطة (1-4)