أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علا جمال - استشهاد حضرة الباب (4)














المزيد.....

استشهاد حضرة الباب (4)


علا جمال

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 12:35
المحور: حقوق الانسان
    


وكان سام خان أيضًا قد صُعِقَ من حصول الحادثة عَلَى هذه الكيفيّة ومن قوّة الأمر المُخيفة، فأمر رجاله أن يتركوا المعسكر فِي الحال وامتنع أن يتداخل هو أو فيلقه فِي أيّ عمل يحصل منه أيّ ضرر للباب، وحلف وهو يترك السّاحة أنّه لا يعود مرّة أخرى لهذا العمل ولو حكموا عليه بالإعدام، وما كاد سام خان يمتنع عَنْ العمل حتى تقدّم آقا جان خان خمسه ضابط الحرس الذي يسمّى بالخمسة النّاصري وتطوّع لتنفيذ الأمر، فعُلِّق الباب وصاحبه مرّةً أُخرى بنفس الكيفيّة السّابقة وعلى نفس الحائط واصطفّ الفيلق صفوفًا واستعدّوا لإطلاق النّار عليهما، وعلى العكس من المرّة الأولى التي قطّعت فيها الأحبال فقط تمزّق الجسدان إرْبًا واختلطا كُتلةً واحدةً لحمًا وعظمًا، وكَانَتْ آخر كلمات الباب للجماهير المحتشدة حينما كان الجيش عَلَى شفا إطلاق الرّصاص: (أيُّها الجيل الملتوي لو آمنتم بي لأصبح كلّ واحد منكم مثل هذا الشّاب الذي هو فِي درجةٍ أعلى منكم يُضحّي بنفسه فِي سبيلي، وسيأتي اليوم الّذي سوف تعترفون بي فيه وفي ذلك اليوم لا أكون معكم).
وفي نفس اللّحظة التي أُطلق فيها الرّصاص جاءت زوبعة شديدة غير

عاديّة وانتشرت فِي كلّ أنحاء المدينة، وهبّت زعازع ترابيّة كثيفة مُخيفة وحجبت نور الشّمس وحجبت عيون النّاس حتى لم ترَ شيئًا، وبقيت المدينة فِي ظلام حالك من الظّهر إلى اللّيل، ولم يُحرِّك هذا الحادث العجيب الذي أعقب حادثة عجز كتيبة سام خان عَنْ إيصال الضّرر بالباب قلوب أهالي تبريز ليجعلهم ينتبهون أو يعتبرون لما شاهدوه بأعينهم من تلك المعجزة العجيبة، وما شاهدوه من التّأثير العظيم الّذي حصل لسام خان من جرّائه وما رأوه من انصعاق الفرّاش باشي وتصميمه النّهائي الّذي لا رجوع فيه، وكان يمكنهم أيضًا أن يفحصوا ذلك الرّداء الّذي بقي سليمًا رغم إطلاق مئات الرّصاص عليه ولم يتلوّث بأيّ غبار وكانوا يقدرون أن يقرأوا فِي وجه الباب الّذي خرج من هذه العاصفة سليمًا لم يصب بأقلّ ضرر ذلك الاطمئنان الكلّيّ والهدوء والسّكينة الّتي أكمل بها حديثه مع السّيّد حسين وبالعكس من ذلك لم يعبأ أحد منهم أن يبحث فِي دلالة كل هذه العلامات والإشارات.
وقد وقع استشهاد الباب فِي يوم الأحد ظهرًا فِي الثّامن والعشرين من شهر شعبان سنة 1266 هجريّة. وكان عمره إذ ذاك إحدى وثلاثين سنة قمريّة وسبعة أشهر وسبعة وعشرين يومًا من يوم ميلاده فِي شيراز.
وفي مساء اليوم نفسه كَانَتْ جُثّتا الباب وصاحبه المختلطتان قد نُقلتا من ساحة المعسكر إلى حرف الخندق خارج باب المدينة، وكان يحرسهما أربع فرق كلّ واحدة مكوّنة من عشرة حرّاس بالتّناوب وفي صبيحة اليوم التّالي للاستشهاد ذهب قنصل روسيا فِي تبريز ومعه رسّام وعمل صورة لبقايا الجسدين الموجودة فِي الخندق بوضعهما الطّبيعي.
وسمعت الحاج علي عسكر يحكي الآتي: "إنّ موظفًا فِي السّفارة الرّوسيّة أطلعني عَلَى الصّورة فِي ذات اليوم الذي أخذت فيه، وكَانَتْ صورة حقيقيّة للباب تمثّل هيئته تمامًا كما كنّا ننظر إليها، ولم يصب

الوجه بأيّ رصاصة ولا الجبهة ولا الخدّ ولا الشّفتان، وشاهدت فِي وجهه ابتسامة كَانَتْ لا تزال باقية عَلَى وجهه أما جسمه فقد تقطّع إربًا وشاهدت ذراعي ورأس صاحبه ويظهر أنّه كان يحتضنه، ولما نظرت إلى هذه الصّورة المشوّهة ورأيت كيف أنّ هذه الملامح الشّريفة قد تغيّرت انقطع نياط قلبي داخلي من شدّة انزعاجي، ولم أتمالك النّظر من شدة الحزن وعدت إلى منزلي وأغلقت عَلَى نفسي باب الغرفة ومكثت ثلاثة أيام لا أشتهي الأكل ولا النّوم، وصرت مستغرقًا فِي حزني وبلائي ومكثت أتفكّر فِي حياته القصيرة الممتلئة بالأوجاع والمتاعب والأحزان والنّفي والّتي انتهت أخيرًا بذلك الاستشهاد المخيف الّذي تتوّج به، وكَانَتْ هذه المناظر تتردّد فِي خيالي وأمام عينيّ إذ كُنْتَ منطرحًا عَلَى الفراش أَئِنُّ من الآلام والأوجاع، وفي عصر اليوم التّالي بعد استشهاد الباب وصل الحاج سليمان خان بن يحيى خان إلى باغ ميشي وهي ضاحية من ضواحي تبريز ونزل ضيفًا عَلَى كلانتر أحد أصدقائه وموضع ثقته، وكان درويشًا متعلّقًا بالطّائفة الصّوفيّة وما كاد يعلم بالخطر المحدق بحياة الباب حتّى ترك طهران بقصد تخليصه، ولمّا أخبره مضيفه بالأحوال والحوادث الّتي وقعت عَلَى الباب والحكم عليه واستشهاده عزم حالاً أن يحمل الجثّتين ولو كلّفه ذلك ضياع حياته، فنصحه الكلانتر أن ينتظر ويعمل برأيه بدلاً من تعريض نفسه لقتل محقّق، وطلب منه أن ينقل إقامته إلى منزل آخر وينتظر هذا المساء وصول الحاج الله يار وهو يقبل أن ينفّذ كلّ ما يطلب منه، وفي السّاعة المعيّنة حضر الحاج الله يار وقابله الحاج سليمان خان ونجح الأوّل فِي منتصف اللّيلة نفسها فِي نقل الجثّتين من طرف الخندق إلى معمل حرير ملك أحد أحباء ميلان، ووضعهما ثاني يوم فِي صندوق خشبيّ عمل خصّيصًا لهذا الغرض، ثمّ نقله كطلب الحاج سليمان خان إلى محلٍّ آمن، وفي الأثناء أشاع الحرّاس أنّ الوحوش



#علا_جمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استشهاد حضرة الباب (3)
- استشهاد حضرة الباب (2)
- استشهاد حضرة الباب (1)
- دين الله واحد ورسل الله واحد
- جميع الرسل تعذبوا في سبيل الخالق
- صلوا من اجل من صعدوا
- علاقة الدنيا بالعالم الاخر
- ما معنى الجنة والنار؟
- الروح والعقل والنفس
- الحياة من بعد الموت
- الاحتفال بعيد الرضوان
- ام المعابد
- جابلقا وجابرصا
- حمار يبعث رسالة لبني آدم
- عيد النيروز
- الصيام في الدين البهائي
- التربية والتعليم
- بيوتا لا تخربها الامطار
- ارفع رأسك عن النوم
- الفخر لمن يحب العالم


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علا جمال - استشهاد حضرة الباب (4)