أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد حمودي عباس - سفر بلا حقيبه














المزيد.....

سفر بلا حقيبه


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 12:35
المحور: حقوق الانسان
    


لا أعرف سببا سايكولوجيا لأحساسي أحيانا ، بان الدنيا لا زالت ( حلوه ) بالضد من جميع مبررات كونها ليست كذلك .. والغريب ، هو ذلك الاقتحام المفاجيء للشعور بخليط يهاجمني تتصادم فيه أحاسيس شتى ، قد لا يجمعها معنى واحد ، غير أنها تنطلق من أعماق لا يقترب منها الحزن .
أشعر احيانا ، وأنا في عالمي المتسم بالضيق ، بحاجتي وفي ذات الوقت ، أن اضحك ، وأبكي وأسافر ، وأن تقترب مني حسناء لتقبلني وبطريقة غير تقليديه .. حاجتي لأن اذهب ولو في الخيال ، الى عالم يبيح لي اقتناء قنينة نبيذ معتق ، ومرافقتها على سجيتي الى أي مكان يجيزه لي خيالي دون جواز سفر ولا حقيبه ..
أحيانا يسوقني خبلي ، الى الشعور بالعظمة وأنا تحت دش الماء في حمام المنزل ، انظف روحي قبل جسدي من درن اليأس ، فأبالغ باقتناء وضعية توجيه خيوط الماء البارد الى قمة رأسي بالحاح ، حتى تتلبسني وبلذة كبيره ، معالم كوني لا زلت في مقتبل العمر ، وأن أمامي سنين تتعدى ما أحسبه من عدد محتمل ..
انه انتماء مصطنع ، ولكنه جميل ، الى عالم وردي يمنحني فرصة التشضي بين فضاءات الابداع ، فتبدو لي ملكات غير اعتيادية تسكنني لأكتب ، واعزف الموسيقى ، وانظم الشعر وأعشق حبيبة فارافقها في جولة تتسوق من خلالها ما تريد من قناني العطر .
الدنيا حلوه .. وثمة غصة تعترض أنفاسي .. روحي مضغوطة بين حاجزين .. حاجتي ماسة لأن ارمي بجسدي من فوق جسر المدينه .. هناك ، فوق مياه الفرات ، اعوم .. واغطس ، واشعر بحالات الاقتراب من الموت غرقا ..
لماذا ياترى جعلوا الحزن مهنة للناس ، والفرح جرما مصير صاحبه النار ؟؟ ..
ما هذا الذي يسمونه ( العيب ) ليحجب على المرء ان يتعرى حتى ولو خلف جدران منزله ؟؟
طوبى للشاعر العراقي الذي طلب من ربه أن يمطر السماء صبايا ، كي تنطفأ في عالمه غريزة الاشتهاء لكل شيء جميل ، وحتى تهرب تحت زخات ذلك المطر الأسطوري ، جميع ملامح الموت الكريهه ..
صبايا ، وأشجار الزيزفون ، وأوراد القرنفل ، وقنينة نبيذ ، ومقهى تمتد على رصيف شارع تقل فيه حركة الناس .. قبلة من حسناء عابرة يندى من شفتيها رحيق الحياة ، وتفنى بفعلها كل موبقات العيش في كنف أعراف الكهوف .. خصلات شعر أنثوية تصارع الريح الآتية من أفق الارض .. تمتد حاملة كبرياء امرأة لا تريد أن تخضع ولا تلين ، تتحرك مع حركة قدميها دفة مركب الخلود ، وترتعش عند عطرها الحواس المحرومه .. كل هذه معاني لا تقاوم ، معلنة وبصوت جهوري يبلغ عنان السماء ، بأن الحياة حق ، وبان الموت باطل ..
من قال بتحريم حب البقاء ؟؟ ..
من أوصى بارتداء اللون الاسود حزنا على الاموات ؟؟ ..
من دفع الناس الى زيارة القبور كفاتحة للشعور بالندم ؟؟ ..
من ياترى ينتشلني من وسطي المشحون بالعويل ، وأبواق الشاحنات ، وصراخ طفل يعاقبه أباه ، كي أنعم ولو الى حين بفرحي ، وأستخدم حواسي كما أريد ؟؟ ..



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلسة حوار مع الاستاذ محمد حسين يونس
- نحن .. وفن الحركة الى الأمام .
- تسقط السياسه .. عاشت الرياضه
- الكتابة في الفراغ ...
- سم العنكبوت
- خيارات السياسة العربية .. وفشل التجربه
- خلجات من طرف واحد
- وصمة عار
- صوت غاضب من القاع
- أيها المصريون .. لا تخذلوا بلادكم ، واعبروا المحن بسلام .. ( ...
- خواطر غير سياسيه
- هجرة الريف الى المدينه .. وما آلت اليه من خراب
- الطبقة العاملة العراقية ، وتراجع دورها التاريخي
- زمني توقف هنا في ليلة واحده
- قول في الماء العربي
- حال المرأة العربية .. بين الوهم والواقع
- صهوة الشر
- ألشعوب العربية لا تحسن الثوره
- عصارة من خيال
- مشروع اتفاق مع حكومة الصين


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد حمودي عباس - سفر بلا حقيبه